أثر العمليات العمرية في الحرب

بقلم: أبو خالد

ظلت دولة العملاء تراقب بقلق وتوتر العمليات العمرية التي توالت واتسعت منذ بدئها قبل عدة أسابيع. وهو قلق يصلنا من الإعلام بدقة متناهية، ويستنزف أعصاب الأمريكان وصولاً إلى اشرف غني الذي يستنفر كل مؤسساته للبحث عن جثث القتلى.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتبين فيها مدى تطور العمليات الحربية والقدرات الأمنية للإمارة الاسلامية، فحجم ما باتت تعانيه الحكومة العميلة والدولة الظالمة ونظامها الحربي أمام مفاجآت المجاهدين خير برهان على ذلك. وهنا هم أمام حالة مذهلة لتجربة بشرية يقدمها المجاهدون في الإمارة الاسلامية وهي مؤهلة بجدارة لتدرّس بالفعل، كنموذج إبداعي لصناعة قوة الجهاد من خنادق المحنة والحصار والفقر لكافة الشعوب المضطهدة.
وتجد الإشارة إلى أن الخطة العسكرية التي تعتمدها الإمارة تخضع كلياً لما يجب أن تخضع له في لجان الإمارة المختلفة. وأن جزءاً من قاعدة النجاح للطالبان يأتي من ذكاء القيادة الصلبة والمرنة في الوقت ذاته والتي تتوفر في شخصية أمير المؤمنين ملا اختر محمد (منصور) حفظه الله
فبعد الحرب الأمريكية التي دمرت أفغانستان وشعبها وهاجمت ثقافتها، زعم الأعداء أن الإمارة زالت إلى الأبد، وأنه من المستحيل أن يتحقق للطالبان من جديد ما يتمنون تحققه، ولكن توفيق الله ثم حسن التصرف والقدرة على تجاوز المصاعب، جعل من الإمارة الإسلامية بفضل الله قوة صاعدة والحمدلله على ذلك.
وقد أثبتت العمليات العمرية أن كل ما تعرض له الشعب من اضطهاد، وحملات شرسة لم تفت من صموده، وأنّ الإمارة الإسلامية قد حفظت -بفضل الله تعالى- من الخلاف، فتوسّعت في أفغانستان بوحدة صفوفها. ومما سبق يتضح لنا الآتي:
1 – العقيدة القتالية للإمارة الإسلامية هي تحرير كامل التراب الأفغاني، وعودة الوطن المحتل ليُحكم بالإسلام، ويتطهر من آثار الاحتلال والعدوان الأميركي.
2 – إن ما يمكن أن تحققه العمليات العمرية، هو الدحرجة الضاغطة على العدو العميل لخلق أرضية أقوى للطالبان، وخلخلة صف العدوّ بدعوة جنوده لترك العمل تحت مظلة الاحتلال الأمريكي الذي اعتدى على أرض أفغانستان ودمر مدنها وشرد أهلها.
3 – لم يكن الهدف الإستراتيجي لشن العمليات العمرية غائباً عن إعلام الأمريكان وإعلام مؤيديها الدوليين، فهل استطاع إعلام العدوّ وقفها؟ الجواب يتضح جلياً عند استعراض موضوعي لقوة المجاهدين، ونتائج عملياتهم، وفشل الأمريكان في تدمير القوة الجهادية، وكأن العمليات العمرية هي معركة مستقلة بالفعل، تنتصر فيها الإمارة الاسلامية.
4 – تمكن المجاهدين من إيقاع الخسائر الموجعة بصفوف العدو جراء العمليات، ومن جعل العدوّ تحت تهديد دائم دون ثمن يستحق، وإيقاعه تحت تأثير حرب نفسية لن يقوى على احتمالها على المدى البعيد.
ونحن هنا نتابع ونقرأ بعمق كيف تتفق الحرب المرحلية والتكتيك الميداني الذكي مع فلسفة الإمارة الإسلامية، وكيف أصبح صوت المتحدث باسم الإمارة الإسلامية بالبشائر، نذير شؤم لجيش صنعه ودعمه الكفار.
والحقيقة أن شعب أفغانستان كان له دورٌ كبيرٌ في احتضان الإمارة الإسلامية حتى أصبح الجهاد في أفغانستان بالفعل جهاداً شعبياً، وهو ما دعم ظهر الإمارة الإسلامية ومجاهديها في حرب العملاء وفي حرب المحتلين. كما أن تنفيذ العمليات العمرية يُظهر الإبداع الأسطوري الذي لا يُمكن أن يتحقق، لولا إيمان يشع في الصدور، وعقل ذكي يدير المعركة ويقرأ ما بين السطور.