أفغانستان في شهر مارس 2020م

أحمد الفارسي

ملحوظة: تشتمل هذه المقالة على الأحداث التي اعترف بها العدوّ، ونرى من اللازم الإشارة بأن هناك أحداثا أخرى موثقة ومفصلة، لا سيما حول الخسائر والأضرار التي لحقت بالعدوين الداخلي والخارجي، يمكنكم العثور عليها في الموقع الرسمي للإمارة الإسلامية في أفغانستان.

كانت عمليات المجاهدين في شهر مارس محدودة؛ بسبب اتفاقية السلام، لكن رغم ذلك حقق المجاهدون إنجازات ملموسة في الميادين المختلفة عسكريا كفتح مقاطعة يمغان في ولاية بدخشان، وبدء انسحاب القوات المحتلة من البلاد، وسياسيا كاللقاءات المستمرة لزعماء العالم وممثليه مع مسؤولي المكتب السياسي للإمارة الإسلامية، والتقدم حول إطلاق سراح السجناء. وبإمكانكم مشاهدة تفاصيل الأحداث المذكورة، وكذلك الأحداث المهمة الأخرى تحت العناوين التالية:

أضرار المحتلين الأجانب وخسائرهم:
حسب اتفاق السلام، فقد توقفت هجمات المجاهدين المباشرة على قواعد المحتلين، لذلك لم توجّه إصابات وخسائر جديرة بالذكر خلال هذا الشهر، ولكن يوم الثلاثاء ، 3 مارس، ذكرت الصحافة البريطانية انتحار 14 جنديًا ممن عادوا من الحرب في أفغانستان خلال الشهرين المنصرمين.

خسائر وأضرار العملاء المحليين:
على الرغم من انخفاض هجمات المجاهدين، لم يزل عدد ضحايا الإدارة العميلة كان مرتفعاً، ولا توجد إحصائيات دقيقة، وفيما يلي بعض الأمثلة على خسائر العدو:
قتل يوم الأحد 8 مارس عضو في مجلس مقاطعة لوغار. وفي يوم الجمعة 27 مارس، تم إسقاط مروحية للعملاء المحليين وسط ولاية تخار، مما أسفر عن مقتل طاقمها. وفي يوم الإثنين 30 مارس قتل عنصر متسلل تسعة من زملائه في منطقة أرغنداب في مقاطعة زابل. وفي يوم الثلاثاء 31 مارس اغتيل رئيس مديرية الأمن القومي في كابول. هذا بالإضافة إلى مئات الجنود ورجال الشرطة الذين قتلوا خلال هجمات المجاهدين على قواعدهم.

أضرار المدنيين وضحاياهم:
انخفضت خسائر المدنيين خلال هذا الشهر لأن المحتلين الأجانب لم يتمكّنوا من مواصلة العمليات المشتركة أو المنفردة ضد المدنيين بموجب اتفاقية السلام، لكن مرتزقة الإدارة العميلة، واصلوا هجماتهم من غير رحمة وشفقة وإنسانية كما في السابق على المدنيين، وفيما يلي نماذج من هذه الخسائر:

قتلت الشرطة في مقاطعة نادعلي بإقليم هلمند يوم الاثنين 16 مارس طفلين شقيقين. وفي نفس اليوم استشهد عشرة أشخاص وأصيبت امرأتان على أيدي المرتزقة في منطقة خان آباد بمقاطعة قندوز. في يوم الأحد الموافق 22 مارس، شهدت منطقة إمام صاحب في ولاية قندوز قصف المرتزقة المحليين ، حيث قتلوا 11 امرأة وطفلاً. كما اقتحمت القوات الوحشية المشتركة يوم السبت، 28 مارس، منازل المدنيين في منطقة مرجة بإقليم هلمند، مما أدى إلى مقتل وإصابة أشخاص.
يمكن الاطلاع على تفاصيل الهجمات والإصابات بين المدنيين في التقرير الذي نشره موقع الإمارة الإسلامية على الشبكة.

الانضمام إلى المجاهدين:
أعلنت الإمارة الإسلامية يوم السبت 14 مارس أن حوالي 700 من أفراد العدو انضموا إلى المجاهدين خلال شهر فبراير. وقد ازدادت سلسلة الاستسلام والانضمام إلى صفوف المجاهدين، بعد توقيع اتفاقية انسحاب المحتلين الأمريكيين من البلاد يوم السبت 29 فبراير.
فقد انضم يوم الإثنين 2 مارس 47 عنصرا من الإدارة العميلة في المقاطعات المختلفة لولاية بلخ إلى صفوف المجاهدين. واستسلم يوم الثلاثاء 10 مارس، 17 من أعضاء العدو ، بينهم قائدان، إلى المجاهدين في ولاية لغمان.
في يوم الأربعاء 11 مارس، أعلن عدد كبير من العلماء السلفيين ولاءهم للإمارة الإسلامية، ووصفوا جماعة داعش بأنها فتنة. وانضم يوم الثلاثاء، 17 مارس، 32 من المرتزقة من الإدارة العميلة في مقاطعتي لغمان وننجرهار إلى المجاهدين. وفي يوم الأحد 22 مارس، انضم 22 من أفراد العدو للمجاهدين في مقاطعة بغلان المركزية.
أصدرت الإمارة الإسلامية، يوم الاثنين 23 مارس، بيانا دعت فيه عناصر الإدارة المرتزقة وأبلغتهم مرة أخرى أن مجاهدي الإمارة الإسلامية منفتحون عليهم، ولا يجدر بهم أن يلقوا بأنفسهم في التهلكة لأجل الزعماء الأجانب، وانضم في يوم الجمعة الموافق 27 مارس، 75 جنديًا من العدو إلى المجاهدين في مقاطعة شهرك في ولاية غور.
في اليوم التالي ألقى 29 مرتزقا من الإدارة العميلة في ولاية بلخ أسلحتهم واستسلموا للمجاهدين. كما أعلنت الإمارة الإسلامية انضمام أكثر من 100 عضو من العدو إلى صفوفها في ولايتي لغمان وبغلان في يوم الثلاثاء الموافق 31 مارس.
يمكن الاطلاع على العدد الدقيق للأشخاص المنضمين إلى صفوف الإمارة الإسلامية في التقارير المستقلة لمؤسسة الدعوة والإرشاد للإمارة الإسلامية.

عمليات الفتح:
استمرت عمليات الفتح ضد العملاء المحليين على الرغم من التوقيع على اتفاقية السلام، وتم شن مئات الهجمات الصغيرة والكبيرة على عملاء العدو خلال شهر مارس، حيث تكبد العدو خسائر لا حصر لها. على سبيل المثال في يوم الأربعاء 4 مارس، شهدت مقاطعة قندوز هجمات مكثفة للمجاهدين على قواعد العملاء، والتي قتل خلالها 19 جنديًا. وأعلنت الإمارة الإسلامية يوم السبت 14 مارس، عن استئصال جذورداعش من ولاية كونر، وقد تم الآن تطهيرهذه الولاية بالكامل من عناصر داعش. كما شن مجاهدو الإمارة الإسلامية يوم الاثنين 16 مارس هجمات عنيفة على محافظة غور، قتل خلالها وجرح عدد كبير من عملاء العدو.
في يوم السبت 29 مارس، استولى المجاهدون على مقاطعة يمجان في محافظة بدخشان. وفي اليوم التالي شن المجاهدون هجمات عنيفة على منطقة خواجة غار بمحافظة تخار، حيث تكبد العدو خسائر فادحة خلالها، قال مسؤولو العدو في المقاطعة إن لم تصلهم المساعدات الفورية، فإن المجاهدين في الإمارة الإسلامية سيسيطرون عليها قريباً.

اتفاقية السلام:
تم توقيع اتفاقية السلام مع الولايات المتحدة يوم السبت 29 فبراير، ووفقًا لها، سيتم الإفراج عن 5000 من أسرى الإمارة الإسلامية في سجون الإدارة العميلة والسجون التي تسيطر عليها الولايات المتحدة في غضون عشرة أيام.

قال أشرف غني، رئيس الإدارة العميلة في كابول يوم الأحد 1 مارس، إنه غير ملتزم بهذه الاتفاقية، ثم أعلن بعد ذلك في يوم السبت 7 مارس أن إطلاق سراح سجناء الإمارة الإسلامية ينبغي أن يتم بشفافية. ويوم الأربعاء 11 مارس أصدر أشرف غني أمراً بإطلاق سراح 5000 من طالبان، لكن تفاصيل هذا الأمر كانت متناقضة تماماً مع اتفاقية السلام، لذلك رفضتها الإمارة الإسلامية.
بدأ ممثلو الإمارة الإسلامية يوم الأحد 22 مارس وللمرة الأولى، مفاوضات مع مسؤولي لإدارة العميلة في كابول على اسكايب. وفي يوم الأربعاء 25 مارس، أعلن متحدث باسم المكتب السياسي للإمارة الإسلامية أن عملية الإفراج عن السجناء ستبدأ بعد خمسة أيام. وفي نفس اليوم أعلنت الحكومة قائمة أعضائها في فريق التفاوض، كما أعلنت الإمارة الإسلامية، يوم السبت 28 مارس، عن إرسال وفد إلى سجن باجرام لزيارة أسرى الإمارة الإسلامية. وفي يوم الثلاثاء الموافق 31 مارس أخبرت الصحافة عن وصول هذا الوفد إلى كابول.
أكد دونالد ترامب يوم الثلاثاء 3 آذار خلال محادثة هاتفية مع الملا عبد الغني برادر النائب السياسي للإمارة الإسلامية، على تنفيذ اتفاقية انسحاب قوات الاحتلال من أفغانستان وتعهد مرة أخرى بسحب قواته من أفغانستان.

بدء انسحاب قوات الاحتلال:
بموجب اتفاقية انسحاب قوات الاحتلال، يوم الثلاثاء 3 مارس، أصدر وزير الدفاع الأمريكي سحب قوات بلاده من أفغانستان. بعد ذلك قال دونالد ترامب يوم الجمعة 6 مارس: إن إدارة كابول قد تتم الإطاحة بها بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. ويوم الاثنين 9 مارس بدأ انسحاب قوات الاحتلال من أفغانستان رسميا، وغادر الجزء الأول منها أفغانستان. وأعلنت بريطانيا يوم الأربعاء 11 مارس أنها ستسحب ثلث قواتها من أفغانستان بحلول صيف هذا العام. كما أعلنت ألمانيا يوم الأربعاء، 25 مارس، أنها ستخفض عدد قواتها في أفغانستان في المستقبل القريب. وفي يوم الاثنين 30 مارس، أعلنت الصحافة مغادرة مجموعة أخرى من المحتلين أفغانستان.

إدارة فاسدة ورئيسان:
افتتح كل من أشرف غني وعبد الله عبدالله يوم الاثنين 9 مارس رئاستهما في تحليفين مختلفين للرئاسة، وشهد الحفل بعض الانفجارات أيضا. في يوم الثلاثاء 24 مارس، لم يستطع وزير الخارجية الأمريكي بعد اجتماع كلا الفريقين في كابول، أن يقنعهما بتشكيل حكومة، وبعد عودته إلى واشنطن أعلن أن الولايات المتحدة ستوقف تبرعها الذي مقداره مليار دولار لإدارة كابول. وكتبت مجلة فورين بوليسي يوم الأحد 28 مارس، أنه في حال توقفت المساعدات الخارجية لإدارة كابول، سيتم إسقاطها مثل نظام نجيب.