أفغانستان في غضون شهر أغسطس 2015م

ملحوظة: یکتفی في هذا التقرير بالإشارة إلى الحوادث والخسائر التي يتم الاعتراف بها من قبل العدوّ نفسه، أما الإحصاءات الدقيقة فيمكن الرجوع فيها إلى موقع الإمارة الإسلامية والمواقع الإخبارية الموثقة الأخرى.

لقد منّ الله سبحانه وتعالى في غضون هذا الشهر على عباده المجاهدين -مثل الشهور المنصرمة- بالفتوحات والانتصارات الباهرة حيث سقطت مديريات عديدة بأيدي المجاهدين، واستطاعوا تكبيد الأعداء خسائر فادحة، كما حقق المجاهدون مكتسبات كبيرة، وفيما يلي نسلط الضوء على تفاصيل هذه العناوين:

خسائر المحتلين الأجانب:

رغم ما يدعيه المحتلون الأميركان وحلفاؤهم من قلة الخسائر في صفوفهم، إلا أنه لا يكاد يمضي يوم إلا ويكون فيه العدوّ الأجنبي هدفاً لضربات المجاهدين البواسل، ويتكبد بسببها الخسائر في الأرواح والمعدات. فعدد جنود العدو القتلى خلال هذا الشهريصل إلى 20 جندياً محتلاً في وقائع مختلفة، إلا أن العدوّ الجبان لم يعترف سوى بمقتل 3 من أفراده، وبهذا يصل عدد قتلى العدو -المُعترف بهم- خلال عام 2015م ثمانية جنود محتلين، ويصل عدد قتلى العدو الإجمالي طيلة أعوام الاحتلال إلى 3493 قتيلاً، 2363 منهم يحملون الجنسية الأمريكية، و453 منهم يحملون الجنسية البريطانية، غير أن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن ما يعترف به العدوّ من عدد قتلاه لا يصل عشر معشار مايدور على الساحة الأفغانية من خسائره، فيعترفون بالبعض ويخفون الخسائر الأخرى بمسميات مختلفة كالشركات وغيرها من المسميات الأخرى.

خسائر العملاء:

مع ازدياد ضربات المجاهدين وفتوحاتهم من جانب، وفرار المحتلين من جانب آخر، ازدادت الخسائر في صفوف العملاء، فيومياً يُقتل العشرات من الجنود والشرطة والمليشيا في الإدارة العميلة بمناطق مختلفة من البلاد، وإن لم يكن بوسعنا أن نذكر جميع الخسائر التي تكبدها العدو العميل الجبان إلا أننا سنسلط الضوء على أبرزها :

في يوم السبت 8 من أغسطس قتل 19 من الجنود بما فيهم قائدهم في ولاية بدخشان. وفي اليوم ذاته أعلن العملاء في الإدارة العميلة بولاية قندوز وعلى وجه التحديد في مديرية خان آباد عن مقتل 20 من المليشيا بما فيهم 4 من قادتهم. وفي يوم الأربعاء 12 من أغسطس قُتل ضابطان للشرطة في مديرية موسى قلعه بولاية هلمند. وفي الغد قُتل ضابط رفيع المستوى بإدارة الأمن في مديرية أرغنجخوا بولاية بدخشان في هجوم رجال مسلحين.

وبتاريخ 18 من أغسطس يوم الثلاثاء، قُتل 7 من الجنود بما فيهم قائدهم في مديرية موسى قلعه بولاية هلمند، وفي اليوم ذاته قتل محقق للشرطة في مديرية بنجوايي بولاية قندهار.

وفي يوم الإثنين 24 من أغسطس، قُتل قائد للمليشيا برفقة 3 من جنوده في مديرية خم آب بولاية جوزجان، ومن الغد قُتل رئيس شورى العلماء بولاية أروزجان جراء انفجار لغم عليه.

خسائر العدوّ المالية:

تقدّر خسائر العدوّ المالية خلال شهر يونيو بملايين الدولارات، حيث خسر مديريات عدّة وقواعد كبيرة بما فيها من المعدات العسكرية وأصبحت تحت سيطرة المجاهدين. كما غنم المجاهدون العشرات من السيارات، ومئات القطع من السلاح الثقيل والخفيف التي كانت بحوزة العدو.

وعلاوة على ذلك سقطت مروحية للأعداء في مديرية شينكي بولاية زابل، وكذلك طائرة بلا طيار في ولاية كابيسا، وذلك بتاريخ 6 و14 من شهر أغسطس.

عمليات العزم:

بدأت عمليات العزم بعزم متين من المجاهدين، وحققوا بها مكتسبات كبيرة أربكت العدوّ وأرعبت جنوده، فسقطت مديريات عدة بأيدي المجاهدين، وقُتل وجُرح من جنود العدو المئات. وفي هذه العجالة سنأتي على أهم عمليات العزم خلال شهر أغسطس المنصرم:

ففي یوم الثلاثاء 4 من أغسطس استهدف المجاهدون قصر رئاسة الجمهورية بالصواريخ، فسقط صاروخ داخل القصر وآخر سقط في قاعدة النيتو القريبة من القصر الرئاسي. وبعد يومين من هذه العملية المباركة تم استهداف مركز شرطة الرد السريع، ومركز الشرطة بولاية قندهار من قبل المجاهدين الانغماسيين، وتكبّد العدوّ جراء ذلك خسائر فادحة. وأعلنت وسائل الإعلام عن مقتل 25 من الجنود بما فيهم قائدهم في ولاية قندهار.

وفي يوم الجمعة 7 من أغسطس قام أحد الفدائيين البواسل بتفجير حزامه الناسف في أكاديمية الشرطة مما أودى بهلاك 26 من الموظفين وجرح آخرين. وفي اليوم ذاته هزت أربع انفجارات العاصمة الأفغانية كان أحدها يستهدف مركزا للنيتو، وقُتل جراء ذلك 9 من الأجانب باعترافهم.

وفي 10 من هذا الشهر وقع انفجار شديد على بوابة مطار كابول مما أدى لهلاك عدد كبير من العملاء وأسيادهم الأجانب وجرح آخرين.

وفي يوم الأربعاء 19 من شهر أغسطس سيطر المجاهدون الأبطال على مديرية نوزاد بولاية هلمند، كما سيطروا في 23 من هذا الشهر على مديرية كوهستانات، وسقوط هاتين المديريتين بأيدي المجاهدين كبد الأعداء خسائر فادحة.

وفي يوم الثلاثاء 25 من أغسطس استهدف المجاهدون الأبطال قاعدة باغرام الجوية بالصواريخ، وتصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان بكثافة جراء انفجار تلك الصواريخ.

ولم يمض على فتح مديرية كوهستانات سوى ثلاثة أيام حتى قام المجاهدون بفتح مديرية موسى قلعه إحدى أحصن القواعد للمحتلين وأذنابهم العملاء، فسيطر المجاهدون عليها. كما قام مجاهدوا الإمارة الإسلامية بفتح مديرية شيرين تجاب بولاية فارياب، وقاموا بقتل عدد كبير من المليشيا العميلة.

وفي آخر هذه الأحداث، بعد فتح مديريات ومناطق من قبل المجاهدين، ومع فرار دوستم رئيس ميليشيات الشمال، استطاع المجاهدون أن يفتحوا ثكنة عسكرية لإدارة الأمن بمديرية دهنه غوري بولاية بغلان. وأعلنت الإدارة العميلة أن جميع أفراد هذه الثكنة وقعوا أسرى بأيدي المجاهدين.

ولتنظيم الأمور وتنسيقها أكثر فأكثر لمواجهة الأعداء، أنشأ المجاهدون قوات الكوماندوز، وأعلنوا عن ذلك في 27 من أغسطس، وأفاد الخبر بأن هذه القوات ستسخدم في العمليات الكبيرة.

نفوذ المجاهدين في صفوف العدو:

مازال المجاهدون يتسللون في صفوف العملاء والأعداء، ثم يستهدفونهم في عقر دارهم ويكبدوهم أفدح الخسائر.

ففي يوم الأربعاء 5 من شهر أغسطس استطاع 3 من المجاهدين المتسللين لصفوف الأعداء أن يرجعوا سالمين غانمين إلى معسكرات المجاهدين بعدما قاموا بقتل 12 من الجنود العملاء في مديرية سرحوضه بولاية بكتيكا. وفي 10 من أغسطس قام شرطي بقتل 6 من رفاقه في مديرية جريشك بولاية هلمند ثم لاذ بالفرار. وفي يوم الخميس 13 من أغسطس قام مجاهد بقتل 15 من الجنود العملاء في مديرية موسى قلعه، ثم أوصل نفسه إلى معسكرات المجاهدين. كما قام جنديان بقتل 6 من رفاقهم في لشكرجاه مركز ولاية هلمند بما فيهم قائدهم، ثم لاذوا إلى معسكرات المجاهدين سالمين غانمين.

وقد شكلت الإدارة العميلة بمساعدة المحتلين إدارات خاصة للتفحص والتحقيق مع الجنود كي يسدوا الطريق أمام المجاهدين، ولكن على الرغم من مضي 3 سنوات، وإنفاق ملايين الدولارات، لم تقدر هذه الإدارة أن تنجز إنجازاً يذكر. هذا وقد اعترف رؤساؤهم بأن المجاهدين قد تسربوا في جميع الإدارات.

الاعتراف بقدرات المجاهدين واضطراب العدو:

اتسعت دائرة نشاطات المجاهدين إلى حد أنّه صار من المحال أن تُخفى أو تُغطى بغربال؛ ولهذا يضطر العدوّ بين الفينة والأخرى أن يعترف بتصاعد قدرات المجاهدين.

فقد حذّر أعضاء الشورى المحلي بولاية بغلان من سقوط مديرية بركي التي هي على هاوية السقوط بأيدي المجاهدين، مع أن رئيس المليشيات دوستم قد ادعى أنه استطاع تصفية المجاهدين من الشمال. وفي 23 من هذا الشهر حذر المسؤولون في ولاية هلمند من الأخطار المحدقة بهذه الولاية، وقالوا أن 5 من مديريات هذه الولاية مهددة بالسقوط، وليس بوسعهم إنقاذ جنودهم هناك أو إرسال المساعدات اللوجيستية إليهم.

وقبل أيام من فتح مديرية موسى قلعه وبتاريخ 24 من أغسطس قال المسؤولون في الإدارة العميلة أن 30 من جنودهم مفقودون.

ومؤشر آخر يدل على تزايد قدرات المجاهدين، اعترف به العدو بشكل غير مباشر، وهو أن أميركا المحتلة طلبت يوم الخميس 27 من أغسطس من رعاياها جميعاً أن يغادروا أفغانستان. وجاء في التحذير الصادر من السفارة الأميركية بأن أوضاع البلاد متأزمة جداً، يأتي هذا التحذير على الرغم من أنهم يدعون نجاح مهمتهم في البلد.

الانضمام لصفوف المجاهدين، والهروب من الميدان:

سعى المجاهدون منذ أمد بعيد، إلى جانب نشاطاتهم العسكرية والسياسية، إلى أن يبينوا الحقائق للذين انخدعوا ووقعوا في مصيدة الترهات والخزعبلات والدعايات الكاذبة، حيث استمرّت لجنة الدعوة والإرشاد في نشاطاتها بهذا الصدد، وكان لها بحمدالله ومنّه مكتسبات كبيرة. وقد التحق المئات من الموظفين في الإدارة العميلة -بعدما أدركوا الحقائق- لصفوف المجاهدين.

ومن جانب آخر، اشتدت ضربات المجاهدين القاصمة على جنود العدو، فدبّ في قلوبهم الهلع والرعب، إلى حد أنهم صاروا يفرون من الميدان. وقد قال القائد العام للنيتو يوم الخميس 6 من أغسطس في مؤتمر صحفي في مؤسسة بروكينجز في واشنطن بأنه في كل شهر يفر 4000 آلاف جندي من صفوف العملاء.

وأفاد خبر آخر بتاريخ 30 من أغسطس بأن قوات الإدارة العميلة قد فروا من مناطق عدة من مديرية خان آباد بولاية قندوز.

ومن ناحية أخرى، يفر العملاء من صفوف العمالة إلى صفوف المجاهدين، ووفقما كتبت صحيفة سرنوشت اليومية في يوم الثلاثاء 25 من أغسطس بأن 12 جندياً فروا من مديرية موسى قلعه وانضموا لصفوف المجاهدين. وفي 29 من هذا الشهر التحق 6 من الجنود في مديرية جرمسير -بأسلحتهم وعتادهم- بالمجاهدين.

وفي غضون هذا الشهر التحق 428 من أفراد العدو إلى صفوف الإمارة الإسلامية بمساعي لجنة الدعوة والإرشاد، ومن شاء تفصيل التقرير، فليراجع تقرير خاص بهذا الصدد نشره موقع الإمارة الإسلامية.

ضحايا الشعب:

لايزال الضحايا من الشعب يعانون منذ نبت الاحتلال المشؤوم عام 2001م على ثرى وطننا الحبيب، فخلال هذا الشهر وقعت كثير من الجرائم والمظالم بأيدي المحتلين وأذنابهم العملاء.وقد قتلوا واضطهدوا أفراد الشعب تحت ذرائع وحجج واهية. ففي غضون هذا الشهر استشهد ما لا يقل عن 77 مواطناً أعزلاً بأيدي المحتلين وأذنابهم العملاء، ومن شاء تفصيل ذلك فليراجع المقال الخاص بهذا الصدد الذي نشره موقع الإمارة الإسلامية. نذكر بعض تلك الجرائم على سبيل المثال:

في يوم الأربعاء 26 من أغسطس استشهد 3 مواطنين من أسرة واحدة جراء قصف طائرات الدرونز. وفي يوم الأحد 30 من أغسطس أعلنت وسائل الإعلام عن سقوط صاروخ أطلقه العملاء على مديرية سيدآباد بولاية ميدان وردك، على منزل واستشهد جراء ذلك 13 فرداً من عائلة واحدة وجرح آخرون. وفي نهاية الشهر المنصرم أعلن شورى مديرية خوجياني العام بولاية ننجرهار عن مقتل وجرح 70 من المواطنين الأبرياء جراء عملية العملاء التي أطلقوا عليها اسم “المثلث الحديدي” التي استمرت شهراً كاملاً.

و قد أدانت الإمارة الإسلامية سقوط ضحايا من الشعب، وطلبت إيقاف هذا النزيف الدامي بحق الشعب، إلا أن العدوّ السفاح ينفس عن غضبه من الهزائم التي تلحق به بقتل المواطنين والأبرياء.

الإدارة الوحشية العميلة:

لم تكن وحشية الحكومة العميلة أقل من وحشية أسيادها الأجانب، بل كانت أوحش وأضرّ، وزادت من مآسي الشعب المنكوب. ففي يوم الثلاثاء 4 من أغسطس أعلنت وسائل الإعلام أن الشرطة تختطف الناس ثم تطلق سراحهم مقابل المال، ولا يكاد يمضي يوم إلا وهناك خبر عن اختطاف مدنيين من قبل الشرطة العميلة.

وأفاد خبر آخر يوم السبت 8 من أغسطس، أن البنات لا يستطعن الذهاب إلى المدارس في ولاية باميان؛ بسبب تحرش الشرطة بهن. وقالت مؤسسة “أميد زنان” في تقرير لها أنه على الرغم من الدعايات المتكررة في سياق الحرية والديموقراطية وتعليم النساء وحقوق المرأة، إلا أن بنات هذه الولاية لا يقدرن الخروج من بيوتهن والذهاب إلى المدرسة بسبب تحرش الشرطة والجنود.

وفي سياق آخر، ازدادت جرائم والنهب والسرقة بعد ذهاب دوستم إلى فارياب بشكل ملفت للنظر، ففي يوم الإثنين 17 من أغسطس، اشتكى الناس في مديرية قيصار بولاية فارياب من أن ميليشيات دوستم تقوم بنهب أموالهم وحرق بيوتهم وممتلكاتهم. وفي 22 من أغسطس قام جنود الأمن بتخريب 10 بيوت في مديرية حصارك بولاية ننجرهار بذريعة أن المجاهدين يترددون هناك.

ومن جانب آخر قام الجنود العملاء بتاريخ 22 و27 أغسطس بجناية فظيعة، حيث قتلوا راعياً ومواطن آخر بذريعة أنهما من الطالبان، مطلقين عليهما الرصاص حتى استقرت 200 رصاصة على أجسادهم البريئة، وقد تبادل الناس مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر الجنود وهم يقتلونهما على أبشع الصورة، ثم يحتفلون بعد مقتلهم.

وجدير أن نسترعي انتباهكم بأن وزارة الدفاع العميلة سمحت للجنود بأن يطلقوا النار تجاه أي شيء مشكوك به دون تفحص أو تثبّت، وقد التزمت الإدارة العميلة الصمت، ولم تقم بأي رد فعل حيال هذه الجنايات.

ومن ناحية أخرى حازت أفغانستان المرتبة الرابعة في الفساد من بين 198 من دول العالم وفق التقرير الذي نشرته مؤسسة فيرسك العالمية في 24 من أغسطس. وتحتل أفغانستان هذه المكانة بعدما ادعى رئيسها الحالي القضاء على الفساد المستشري في الثلاثة شهور الأولى.

عودة الميليشيات:

خلال هذا الشهر أعاد رئيس الميليشيات ومعاون الرئيس الأول تاريخه الدموي والوحشي إلى الأذهان، حيث بدأ عملية شنيعة باسم عمليات ” ألماس” ضد مسلمي شمالي البلاد ولاسيما ضد مسلمي ولاية فارياب، وقد قام هذا السفاح الأثيم ومليشياته بقتل المئات من المواطنين الأبرياء بجريرة أنهم من المسلمين، ثم قاموا بنهب ثروات الناس وأموالهم وحرق بيوتهم وممتلكاتهم.

وفي يوم الأربعاء 5 من أغسطس قامت الميليشيات المذكورة بحرق 22 بيتاً في مديرية ألمار بولاية فارياب، بعد قتل أصحابها ونهب ثرواتهم. وقد كان حجم هذه المظالم كبيراً إلى حد أن إذاعة ” آزادي” المشهورة بأنها بوق الاحتلال أعلنت عن نهب أموال الناس وهتك أعراضهم. وفي 24 من هذا الشهر أعلنت هذه الإذاعة بأن المليشيا كانوا يقتلون كل من كان من البشتون بذريعة أنهم أفراد الطالبان، ويتوغلون في أعراضهم، وينهبون ثرواتهم.

وفي 30 من هذا الشهر قدم الناس شكاويهم بالمستندات والوثائق موضحين بأنهم تعبوا من قتل وفتك ونهب المليشيا ويطلبون العدالة، إلا أنه لم يسمع أحد صرخاتهم ولا شكاويهم لا الحكومة ولا المؤسسات التي تتدعي حماية حقوق الإنسان.

عودة الصليبيين الفارين إلى الميدان ثانية:

على الرغم من فرار الصليبيين الأجانب من الساحة وتفويض مهام القتال إلى الجنود العملاء، إلا أن المحتلين البريطانيين عادوا مجدداً بتاريخ 16 من أغسطس إلى ساحة الوغى. ووفق تقرير صحيفة ديلي ميرر الإنكليزية أن مجموعة من القوات الإنكليزية الخاصة رجعت إلى أفغانستان للعمليات. وبتاريخ 30 من أغسطس أعلنت وسائل الإعلام عن خوض القوات الأميركية المعارك في ميدان القتال. ويخوض الأميركيون الحرب مباشرة في حين أنهم وقعوا على الاتفاقية التي تقول بأنه لا يحق للمحتلين خوض العمليات مباشرة في البلاد. هذا في حين أن المحتلين الأميركيين قاموا بإنذار جنودهم قبل يوم من هذه العمليات بسبب تأزم الأوضاع، وطلبوا خروج جنودهم فوراً من أفغانستان، وأعلنت وزارة الدفاع للمحتلين الأمريكان بأنهم متعهدون بخروج قواتهم في الموعد المحدد.

وداد استخباراتي:

بعدما وقعت الإدارة العميلة اتفاقية مع استخبارات باكستان، لاحت وجوه الجواسيس، وبدأت هجمات هذه البلاد على أفغانستان، وازدادت حتى وصلت رقماً قياسياً دون أن يكون هناك أي رد فعل من الإدارة العميلة. ففي يوم الثلاثاء 4 من أغسطس أعلنت وكالات الأنباء عن سيطرة الجيش الباكستاني على 3 مناطق بولاية بكتيكا.

وفي 18 من أغسطس هاجم الباكستانيون المناطق الحدودية بمديرية ناري بولاية كونر مما أدى لاحتراق بعض الحوانيت وقتل وجرح أصحابها.

ولم تقم الإدارة العميلة بأي رد فعل يذكر تجاه هذه الهجمات؛ بل إن النائب الأول للرئيس رحل إلى شمالي البلاد بذريعة مقاتلة باكستان، لكنه قتل المواطنين وحرق بيوتهم هناك بتهمة مساعدة المجاهدين.

المؤامرة بثمن دماء الأبرياء:

سعى المحتلون الأجانب وأذنابهم العملاء منذ بداية الاحتلال وحتى الآن إلى سفك دماء الأبرياء؛ لتشويه سمعة المجاهدين، حيث قاموا بتفجير عنيف بمنطقة شاه شهيد يوم الجمعة 7 من اغسطس مما أودى بحياة العشرات وجرح المئات بما فيهم الأطفال والنساء، وتكبد الناس خسائر فادحة بتخريب حوانيتهم جراء هذا التفجير الجبان. لقد فهم الناس وعلموا هدف التفجير، فعندما اتهمت الإدارة العميلة المجاهدين بأنهم وراء الانفجار، ردوا هذا الاتهام وأدركوا بأنها مؤامرة حيكت من قبل العملاء لتشويه صورة الجهاد النزيهة.

ورُد كيد الساحر إليه، حيث اعترف كثير من العملاء بأن هذا الانفجار لم يكن شبيهاً بأفعال المجاهدين، وهو من فعل العملاء أو من فعل أسيادهم الأجانب، ولكن لم يكن بوسع العملاء تحقيق هذا الموضوع وإثبات الحقيقة.

الاعتراف بالعمالة:

تتكررت اعترافات العملاء عدة مرات -طيلة أعوام الاحتلال- بالعبودية، حيث قال المستشار الاقتصادي لرئيس الإدارة العميلة يوم الأربعاء 19 من أغسطس في حفل تكريم سنوي لاستقلال البلاد: نحن لا نملك الحرية، ولا نستطيع أن نقول أننا أحرار مادام الأجانب يسعون لاستقرار الأمن في بلادنا.

الاعتراف بالتنظيم التعليمي للمجاهدين:

اعترف الأعداء مرات عدة بأن المجاهدين قد ركزوا على التعليم والتربية بأفغانستان، حيث قال رئيس شورى محافظة لوجر يوم الجمعة 21 من أغسطس، كرد فعل له بعدما قبض جنود الأمن على 6 من مسؤولي المدارس، إن الطالبان تراقب شؤون التعليم عن كثب في هذه الولاية. وعلاوة على ذلك، اعترف مسؤولوا الإدارة العميلة في ولاية قندوز بأن النظام التعليمي يسير على وجه أحسن في المناطق التي تحت سيطرة الطالبان منها في المناطق التي هي في قبضة الحكومة العميلة.