أمريكا تبدأ عام هزيمتها على صقيع ساخن في أفغانستان

مع حلول موسم الشتاء في أفغانستان اشتدت موجة البرد القارس معه حيث تصل درجة الحرارة تحت الصفر في أكثر الولايات الأفغانية خاصة الشمالية منها وكالمعتاد أنه يؤثر سلبا على فعاليات المجاهدين العسكرية  وذلك بسبب تساقط الثلوج وإغلاق الطرق وصعوبة التنقل و…

لكن المجاهدين في هذا الشتاء غيروا من تكتيكاتهم الحربية ضد القوات الأجنبية حيث ركزوا تنفيذ هجماتهم على تجمعات القوات الأجنبية وخاصة الأمريكية منها في قلب العاصمة الأفغانية كابول مما ألحقوا بها أضرارا جسمية ومادية بفضل الله.

كما أنهم ركزوا على استهداف طائرات الحربية في المطارات الرئسية كمطار كابول الدولي و مطار باجرام العسكري الذي يعتبر من كبرى القواعد الأمريكية في أفغانستان.

لقد بدأ المجاهدون تنفيذ خطتهم العسكرية لموسم الشتاء على القوات الأجنبية بدأً من محافظة زابول حيث قاموا باستهداف إحدى المروحيات التابعة لقوات حلف شمال الأطلسي وتحطيمها بالكامل وذلك بتاريخ 17/12 /2013 .

وقد أدت هذه العملية الناجحة إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم ستة جنود وتدمير المروحية وتفجيرها في الجو نتيجة إصابتها لنيران المجاهدين من مسافة قريبة جدا.

كما استطاع المجاهدون بتاريخ  23/ من شهر ديسمبر من شن هجوم ناجح على دورية راجلة للقوات الأجنبية في ولاية ننجرهار و أدى الهجوم إلى مقتل جنديين من قوات حلف شمال الأطلسي بالإضافة إلى استيلاء المجاهدين على كلبهم المرافق معهم.

 وبعد نجاح المجاهدين في هذين الهجومين قاموا بتوسع دائرة عمليات موسم الشتاء إلى قلب العاصمة الأفغانية كابول حيث قاموا بإطلاق عدة صواريخ على مقر السفارة الأمريكية و مقر القيادة المركزية للقوات الحلف الواقع على بعد أمتار من قصر الجمهوري وذلك عند اجتماع القادة العسكريين و المسؤولين الدبلوماسيين في مقر السفارة بمناسبة إقامة حفل  كريسماس وقد أدت العملية المذكورة إلى إلحاق أضرار مادية بالمنشآت التابعة لمقر السفارة و اعترف العدو بإصابة أربعة جنود أفغان فقط وذلك لتقليل أهمية العملية المذكورة، لكن العملية كانت لها دلالتها المؤثرة على مقدرة المجاهدين  باستهداف العدو حتى في عقر دارهم و مراكزهم المتحصنة أمنيا وعسكريا.

وبعد مرور يومين على عملية استهداف السفارة الأمريكية ومقر قيادة القوات الأجنبية استطاع المجاهدون من تنفيذ عملية استشهادية مؤثرة على قافلة القوات الأجنبية في منطقة “بول تشرخي” التابعة لمركز مدينة كابول، مما أسفرت عن مقتل (3) جنود حسب اعتراف العدو ومصرع (12) جنديا أمريكيا حسب رواية المجاهدين و تدمير عدة سيارات عسكرية التي كانت من ضمن القافلة.

وقد شوهد توافد القوات الأمريكية وسيارات الإسعاف والإطفاء بكثرة عقب تنفيذ العملية وتم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مكان الحادث مما يدل على تواجد زيادة المصابين بين الجنود.

إن ماقام به المجاهدون من تنفيذ هجماتهم العسكرية على القوات الأجنبية مع مطلع موسم الشتاء قد تركت آثاراً سلبية على معنويات جنود القوات الأجنبية، لأنهم كانوا يظنون فترة حلول الشتاء فترة استراحة وتراجع معدل عمليات العسكرية ضدهم، لكن تنفيذ خطة النشاطات العسكرية الخاصة بموسم الشتاء خاب أمل الأجانب وظلوا يراجعون حساباتهم من جديد.

إن تزامن تصعيد العمليات العسكرية الجهادية مع مطلع السنة الميلادية الجديدة ليست إلا بشارة خير للمجاهدين و نبأ شر للمحتلين المنهزمين، حيث ستكون لها تأثيرات إيجابية على الساحة الأفغانية لصالح المجاهدين و تكون سبباً في تسريع عملية سحب (هروب) القوات الأجنبية من أفغانستان، وتمكين المجاهدين من القضاء العاجل على عملاء القوات الأجنبية و إقامة شرع الله وإحلال الأمن والسلام، بإذن الله.