أوضاع المرأة الأفغانية قبل الاحتلال وبعده

عمادالدين الزرنجي

 

منذ بداية الاحتلال بدأت كتلة من النساء في كابل نشاطات، تدعو إلى تحرير المرأة الأفغانية من براثن التقاليد الظالمة في أفغانستان. طبعًا رفعت صوتها وحصلت جراء ذلك على أموال باهظة وميزانيات ضخمة من قبل الدول الأروبية والمنظمات الغربية والشرقية.

بادئ ذي بدء، الصورة التي قدمنها هؤلاء عن المرأة الأفغانية، استجلبت عناية مركزة من قبل المؤسسات والمنظمات الغربية التي تعمل في مجال الدفاع عن حقوق المرأة. فتدفقت الأموال خلال السنوات الماضية، وكان من المتوقع تحسّن حال المرأة الأفغانية والقضاء على مأساتها. لكن الواقع أن حال المرأة الأفغانية كانت آخذة في التدني والتدهور، وهذا ما أثار شكوك الدول والمنظمات حول مصداقية الإحصائيات والأرقام التي ينشرها نشطاء الأفغان.

وأخيرًا كشف السر وراء هذه الدعايات الفضفاضة والمسيلة للدموع، حيث أن هناك كتلة من النساء الأفغانيات في كابل أنشأن مؤسسات نسوية يهدفن من ورائها الحصول على شيء من المال. وبتعبير أدق، فتحن دكانا لجمع المال. هوذا ما فهمه الأجانب قبل سنوات ولم يبوحوا به. لذلك قطعت كثير من المنظمات مساعداتها لهذه المؤسسات.

هذا وأبدى كثير من الدعاة والعلماء استياءهم من النشاطات التخريبية لهذه المؤسسات، ودورهم في هدم أساس الأسرة الأفغانية، وتمهيد الأرضية لفرار الشابات من البيوت، ونشر السفور والفحشاء والتحرش الجنسي وارتفاع أرقام الطلاق. الحقيقة أن وضع المرأة الأفغانية كانت حسنة قبل الاحتلال. أما بعد الاحتلال وفي ظل نشاط المؤسسات المذكورة صارت حالهن سيئة للغاية؛ لأن مناهج وأهداف تلك المؤسسات تنافي طبيعة المرأة الأفغانية. وهي إسلامية وأفغانية في كل شيء.

وأخيرًا كتبت (شرل بنارد، زوجة زلماي خليلزاد) مقالة لجريدة نشنال اينترست، وكشفت القناع عن حقيقة نشاطات ما يسمى بالمدافعات عن حقوق المرأة. إن أهمية كلمة بنارد تكمن في أنها زوجة رجل لعب الدور الأساسي في ملف أفغانستان، خاصة في السنوات العشر الأخيرة. وإليكم مقتطفات من مقالة زوجة زلماي خليلزاد، حيث قالت: إن المرأة الأفغانية تود أن تبقى الأوضاع الحالية على ماهي عليه؛ من تدفق الدولارات وبقاء العساكر الأمريكيين في أفغانستان. طبعا هذه اللهجة المدعية غير مقبولة لأمريكا.

وأضافت بنارد: “هنالك كتلة من النسوة في كابل بحاجة هن ومؤسساتها إلى مساعدات أمريكا. لذلك لايهمهن السلام، بل همهن الوحيد هو حفظ مصالحهن ببقاء الوضع الموجود على حاله”. وتقول بنارد: “على المرأة الأفغانية إن أرادت الالتحاق بقافلة الحوار الوطني أن توفر لديها دلائل منطقية ومنسجمة. الحقيقة أنهن لم يملكن هذه المقدرة بعد. النسوة الناشطات في كابل لا يردن الاستماع إلى كلمة حركة طالبان، ولا يدرين كيف يتعاملن مع هذه الحركة”. وأضافت: “لو راجعنا تلك الرسالة التي نشرتها طالبان على خلفية الجلسة الأفغانية المنعقدة في موسكو، فسنرى فيها آراء قيمة. وفي رأيي لو زارت ناشطات كابل المناطق الريفية والتي تسيطر عليها حركة طالبان واستمعن إلى مطالبات المرأة الريفية كان أفيد من كتابة المقالات ونشرها في الصحف والمجلات الغربية”. وتقول بنارد: “ياليتنا كنا نستطيع مواصلة الطريق. إننا جربنا أساليب مختلفة وسلكنا طرق متعددة. إن الجيش الأمريكي غير راض”.

وأخيرا تقول بنارد: “الحقيقة أن وضع المرأة الأفغانية -باستثناء فئة قليلة- في العاصمة أردى من ذي قبل، والحل إنهاء الحرب”.

الحقائق التي اعترفت بها شرل بنارد، بعض أثمار الاحتلال ونتاج نشاط تلك الكتلة القاطنة في كابل. وهي لا تحتاج إلى مزيد شرح وتفصيل. كل أفغاني يعلم أن المرأة الأفغانية كانت أحسن حالًا قبل الاحتلال، واليوم نتيجة مؤامرات المحتلين وبرامج المؤسسات النسوية الخاطئة صارت أسوأ حالاً من أي وقت مضى.

اليوم بعد ما كشف الستار عن حقيقة برامج هذه المؤسسات التخريبية، بدأ أصحابها دعايات واسعة، متشبثين بكل قشّة لإقناع المحتلين بالبقاء حفاظا على مصالحهم. وفي هذه الأوضاع الحاسمة التي بدأت فيها عميلات إدارة كابل بنشر مقالات في الصحف والمجلات الأجنبية، يجب على حملة الأقلام أن يوضحوا الحقائق بأقلامهم ويؤدوا واجبهم تجاه شعبهم ونساء وطنهم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.