الإمارة الإسلامية ومسؤوليتها تجاه العالم الإسلامي

موفق أفغان

 

تتطلع الإمارة الإسلامية إلى أن تكون لها علاقات طيبة مع العالم الإسلامي، ونشرت هذا الأمر مرارًا في البيانات الرسمية وفي الجلسات المختلفة.

تعتقد الإمارة الإسلامية بأنّ المسلمين في كل مكان وفي أي قطر من أقطار العالم، بصرف النظر عن الحدود الحالية الموجودة إخوة لها في الدين والعقيدة، امتثالًا لأمر الرب تبارك وتعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).

تسعى الإمارة الإسلامية وفق استطاعتها وتبذل قصارى جهودها لحل مشكلات الأمم المسلمة المضطهدة، وترى آلام ومعاناة الشعوب المسلمة هي آلامها ومعاناتها، عملًا بالحديث النبوي الكريم: (مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى).

وبما أن الإمارة الإسلامية جزء غير منفك من هذه الأمة، فهي على يقين بأنّ المسلمين في كل مكان تتجه أنظارهم لها، وكل آمالهم معقودة بها، وكانوا يُساعدون الإمارة الإسلامية بدعواتهم الصالحة في ظلمة الليالي الحالكة؛ ولأجل ذلك تسعى الإمارة الإسلامية لأن تكون بلسمًا شافيًا لجراحات المسلمين، ولا تخيّب رجاءهم فيها، وترفع صوتها في سبيل الدفاع عن أعراضهم وكرامتهم أمام أعداء الإسلام، وترى من العار والمذلة الصمت تجاه هذه الأمور.

وقد كانت الإمارة الإسلامية في العقدين الأخيرين تحت أشدّ الضغوط والخطوب، ولكنّها لم تنس إخوانها وأخواتها المسلمين في فلسطين، وكشمير، وبورما، وسوريا، واليمن، وليبيا وفي سائر البلاد المسلمة. وشهد العالم بأنّ الإمارة الإسلامية رفعت صوتها تجاه أي مظلمة في سبيل الدفاع عن المسلمين وأعراضهم، وبيّنت مواقفها  الصريحة ضمن سلسلة من البيانات تجاه هذه القضايا.

وعلاوة على ذلك، دعت الإمارة الإسلامية دومًا الأمم المتحدة، والمنظّمات الحقوقية العالمية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي بأن يؤدوا دورهم تجاه المظالم التي تقع على المسلمين، وأن يلعبوا دورًا ملموسًا في حلها. كما دعت الدول القوية مرارًا للسعي لحل مشكلات مسلمي العالم، لتؤدي دورها المطلوب تجاه كل مظلمة على أي مسلم في أي صقعٍ من أصقاع العالم.

ولم ينس زعيم الإمارة الإسلامية في أيام العيد إخوانه المسلمين في العالم، لا سيما الذين يعانون من الحروب، وذكرهم في بيانات العيد، وشملهم في دعواته بجانب الإمارة الإسلامية، وطلب من أتباعه أن لا ينسوا إخوانهم المسلمين.

والإمارة الإسلامية ترعى في علاقاتها مع العالم الإسلامي جانب الاعتدال، وتؤدي مسؤوليتها على قدر وسعها، وتبتعد عن المواقف العاطفية والمشاعر الفارغة التي لا تقدّم خطوة نحو الأمام، التي تتخذها بعض الجماعات والتنظيمات؛ لأنّ الإمارة الإسلامية تحب العمل أكثر من القول، ولا تدّعي شيئًا لا تقدر أن تفعله. وبناءً على ذلك، فإنّ الإمارة الإسلامية لا تهدّد الدول الظالمة والتي تقترف المظالم في حق المسلمين ولا تدعي بأنّها تسحقها وتبيدها، بل إنّها تستنكر جرائمها وتندد بها وفي نفس الوقت تستدعي من الدول القادرة على تغيير هذه المظالم إلى أن تتدخل وتحل المشاكل.

فالاهتمام بأمور المسلمين، والدفاع عن أعراضهم، ورفع الصوت أمام كل جور وظلم، هو وظيفة الإمارة الإسلامية الإنسانية والإيمانية، وقد سعت قبل ذلك بأن تؤديها وستقوم بدورها في قادم الأيام أيضًا إن شاء الله.

نسأل الله تبارك وتعالى أن ينجي المسلمين في شتى بقاع الأرض من ظلم الظالمين، وبطش المتكبرين، ويرفع عنهم المظالم والمشكلات التي يعانون منها، ويبسط الأمن والأمن في البلاد المسلمة ويحفظها في ظل الإسلام الوارف.