الإمام ضياء المشايخ محمد إبراهيم المجددي (الحلقة 1)

أبوسعيد راشد

 

ترجمة والده شيخ الإسلام نور المشايخ 1302هـ – 1376هـ.ق:

شيخ الإسلام، قطب العارفين، نور المشايخ فضل عمر المجددي المعروف بـ”شير آغا”، ولد 7جمادى الأولى 1302هـ في منطقة “شُور بازار” في كابل، تعلم في البداية عند والده الشيخ غلام قيوم المجددي، وأكمل كتب العلوم الباقية عند الشيخ الزاهد القاضي عبد الرحمن البَغماني الشهيد، وأخذ السلوك عن جده ووالده المحترم.

 

في التضامن مع فلسطين:

كان رحمه الله يتألم لآلام المسلمين، وعندما غصبت اليهودُ فلسطينَ، كان رحمه الله يتضامن مع المسلمين في فلسطين، وكان يجمع الأموال للإخوة المسلمين في فلسطين ويُرْسلها إليهم.

 

في الجهاد ضد الإنكليز:

بعد وفاة الأمير حبيب الله خان، أعلَن ابنُه الأمير أمان الله خان استقلال أفغانستان عن الإنكليز1297هـ.ش. وفي نفس السنة في شهر ثور أعلن الجهاد ضد الإنكليز الموجودين في الهند (ومناطق باكستان الحالية) ، فأرسل ثلاثة من قادته إلى الجبهات الثلاث في أفغانستان، فأرسل القائد محمد نادر خان إلى الجنوب، وأرسل عبد القدوس خان إلى قندهار، والصالح محمد خان إلى الجبهة الشرقية.

كان أمير جبهة بكتيا هو القائد نادر خان، وكان أخوه شاه ولي خان قائد جبهة وزيرستان (وانا) .

وكان الشيخ نور المشايخ وأخو الشيخ شمس المشايخ مع ابنه الأكبر الشيخ فضل عثمان المجددي في جبهة “تَلْ” في وزيرستان، وقاتلوا بشجاعة وحماسة كبيرة، وفتحوا مناطق واسعة من الإنكليز.

خضع الإنكليز أمام المجاهدين وهُزِمَ، وجلسوا مع المجاهدين الأفغان في “راوَلبِنْدِيْ” وأَقَرُّوا بالحرية والإستقلال لأفغانستان.

وبعد نجاح الملك أمان الله خان في طرد الإنكليز وتحرير أفغانستان، منحَ الملك أمان الله وسام الشمس للشيخين، ولَقَّبَ الأول بشمس المشايخ والثاني بنور المشايخ.

 

في البرلمان:

وكان الشيخ نور المشايخ رحمه الله أسس مجلسًا باسم حي على الفلاح، وكان يشارك في البرلمان في عهد الملك أمان الله والملك محمد ظاهر شاه.

 

كلمة الحق عند الملك أمان الله:

في عام 1927م عندما سافر الملك أمان الله إلى أوربا وعاد بعد ستة أشهر في شهر يونيو، وكان قد تأثر بلوثة التغريب، فطلب البرلمان القومي الكبير في منطقة بَغْمان كابل، وحضر الشيخ نور المشايخ إلى البرلمان أيضًا، كان الملك يريد أن يُقَدِّمَ خُطَّتَه التغريبية للبرلمان ثم يبحث عن طرق التنفيذ، وفي كلمة الافتتاح أظهر الملك أمان الله اللَّامُبالاة للإسلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فقام الشيخ نور المشايخ وجلب أنظار الملك والبرلمان بقوله: أمان الله خان! قد كفرتَ بالله، تُبْ من كلامِكْ. وجَدِّدْ إيمانَك.

ثم قام الشيخ نور المشايخ وخرج احتجاجًا عن البرلمان القومي، وبذلك خرج كثيرٌ من الناس عن البرلمان تنديدًا لقرار الملك.

 

الهجرة:

وبعد أن أصدر الملك أمان الله قرارًا بشأن التغريب، بدأت الجهود تتكاثف ضد الملك من قبَل العلماء والمشايخ، وأُجْبِرَ كثيرٌ من العلماء للهجرة، وكان منهم نور المشايخ أيضًا، فهاجر إلى الهند، ومكث هناك مهاجرًا خمس سنواتٍ، وبعد أنْ تَرَكَ الملك أمان الله الوطنَ عاد نور المشايخ مع تلامذته إلى أفغانستان.

 

في تأسيس باكستان:

لم يسكت الشيخ طوال مدة هجرته في الهند ولم يجلس مكتوف اليدين، بل كان يجتهد في توجيه المسلمين وإصلاحهم مهما وجد إلى ذلك سبيلا.

وكانت باكستان في طريقها إلى الوجود كدولة حرة عن الهنود والإنكليز، فكان للشيخ عمل ضخم في تركيب هذا الوطن الجديد، وكان العلامة محمد إقبال شاعر باكستان، ورئيس الوزراء الباكستان لياقت علي خان، وعبد القيوم خان وكثير من السياسيين الباكستانيين كانوا يحترمون الشيخ، ويقرون بفضله وزهده وتقواه.

 

مع العلامة محمد إقبال اللاهوري:

يقول المولوي نصر الله هُوْتَكْ شقيق -شيخ الحديث المولوي سلطان جان، والذي كان يرافق الشيخ في سفر الهند-: في لقاء العلامة محمد إقبال لنور المشايخ، سأل إقبالُ نورَ المشايخ: قادة المسلمين اليوم ورؤساؤهم ليسوا لرؤساء السلف وأبطالهم، لماذا هذا الفرق؟

فقال له نور المشايخ رحمه الله: في العصر الأول كان رئيس المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان قائدهم خالد بن الوليد، واليوم أقومُ أنا في رأس المسلمين وتقومُ أنتَ في ميدان السياسة، فَقُلْ لي أنتَ: ماذا يُشاهدُ فيَّ من آثار عمر بن الخطاب؟ وماذا يشاهدُ فيكَ من آثار خالد بن الوليد؟

لما سمع محمد إقبال هذا الجواب بكى كثيرًا، ثم قَبَّل يَدَي نورِ المشايخ.

 

مقامه العلمي:

لم يكن له نظير في السياسة والعلم، كان له احتواء كامل بالأدب العربي والفارسي، وربما كان يُنْشد الشعر أيضًا، لم يعمل خلاف الشريعة إلى آخر حياته، اشتهر بحسن الخلق والرأفة بالمسلمين، كان رحمه الله يُلْقِي دروسَ -مكتوباتِ الإمام مجدد الألف الثاني رحمه الله- كأنه جلس في حلقة جَدِّه وتعلم كل شيء، والآن ينثره على الناس.

 

تأسيس نور المداس الفاروقية في غزني:

أسس الشيخ مدرسةَ نور المدارس الفاروقية في مديرية شَلْكَرْ، قرية مستوفي 25ك م من ولاية غزني.

كان هذه المدرسة من أكبر المراكز لتعليم العلوم الشرعية في أفغانستان.

وأسس مدرسة في منطقة قلعة جواد في كابل، وطلب المحدث الكبير الشيخ سلطان جان رحمه الله لتدريس الحديث النبوي.

 

وفاة الشيخ:

توفي الإمام نور المشايخ 24 محرم 1376هـ، الموافق 9 سنبلة 1335هـ ش، عن عمر 73 عامًا، ودفن في داخل مدرسته في قلعة جواد كابل.

 

فهرس خلفاء نور المشايخ وتلامذته الكبار:

قد أذن الشيخ في السلوك لطبقة من العلماء، وهذه أسماءهم:

(1) مولانا محمد إبراهيم بن عمر المجددي، المعروف بضياء المشايخ.

(2) الخليفة نور محمد، من بغمان كابل.

(3) الخليفة السيد أمير من محلة تاج خان، مديرية محمد آغه، لوكَر.

(4) خليفةُ أُوْنِيْ (د اونۍ خليفه صاحب)، منطقة كاريزك، بغمان.

(5) الخليفة فيض محمد، هوني سَيِّدان، لوكر، مركز.

(6) الخليفة باز محمد، محلة زرغون شهر، محمد آغه، لوكر.

(7) الخليفة باز محمد، كتب خيل، محمد آغه، لوكر.

(8) الخليفة جلال الدين، بَرَكِيْ بَرَكْ، دِهْ بركي برك، لوكر.

(9) الخليفة غلام صديق، محلة چجه، جَغَتُو، ميدان وردك.

(10) الخليفة شير محمد، محلة كودِيْ مكَلْ، ميدان وردك.

(11) الخليفة محمد أعلم، مُهْرو، سيد آباد، ميدان وردك.

(12) دَ خَيْرِيانُوْ ملا صاحب، خربان، سيد آباد، ميدان وردك.

(13) الخليفة المحدث سلطان جان هُوْتَك، بادام، نرخ، ميدان وردك.

(14) الخليفة الشيخ آغاجان، لندي خيل، چك، ميدان وردك.

(15) الخليفة الشيخ صاحب جان، بادام، مديرية نَرْخ، ميدان وردك.

(16) الخليفة الشيخ عبد الحميد، عمر خيل، چك ، ميدان وردك.

(17) خليفَهْ صاحبِ شَكَرْ دَرَهْ، شكر دره كابل.

(18) الخليفة الشيخ محمد عمر، كابيسا، تكَاب.

(19) الخليفة الشيخ عبد المجيد، قرية كَودَلِيْ، واغز، غزني.

(20) الخليفة الشيخ شير محمد، سيدوال، واغز، غزني.

(21) لَنْكَرْ ملا صاحب، أحمد خان خيل، واغز، غزني.

(22) الخيلفة الشيخ صالح محمد، قلعة مداد، واغز، غزني.

(23) “خليفَهْ ملا صاحب”، قرية ملوك، قره باغ، غزني.

(24) شيخ خليفَهْ صاحب، ملوك، قره باغ، غزني.

(25) الشيخ الخليفة، كُل آخوند زاده، جامراد، قره باغ، غزني. أجازه في السلوك الشيخُ قيوم جان آغا، والشيخُ شمس المشايخ، والشيخ نور المشايخ.

(26) ملا صاحب سربلند، المعروف بـ”خدوخيلو ملاصاحب”، خدوخيل، اندَرْ، غزني. أجازه في السلوك الشيخُ قيوم جان آغا، والشيخُ شمس المشايخ، والشيخ نور المشايخ.

(27) الشيخ خان كُلْ، رشيد خيل، اندَرْ، غزني.

(28) الشيخ جلال الدين، كلاتي، عاصمة ولاية غزني،

(29) الشيخ عبد القيوم، عاصمة ولاية قندهار.

(30) الشيخ عبد الودود، عاصمة ولاية قندهار.

(31) الشيخ الخليفة رَنكِين، قرية سهاك، زُرْمَتْ، بكتيا.

(32) الخليفة نثار أحمد جان مجددي، المعروف بـ”حضرت صاحب”، عاصمة ولاية هراة.

(33) الشيخ الخليفة “مير سيد علي” المعروف بـ”آغايِ فاضل”، عاصمة ولاية هراة.

(34) الخليفة محمد إبراهيم، كَلَكان، كابل. أجازه في السلوك الشيخُ قيوم جان آغا، والشيخُ شمس المشايخ، والشيخ نور المشايخ.

(35) الخليفة محمد معصوم، كَلَكان، كابل، أجازه في السلوك الشيخُ شمس المشايخ، والشيخ نور المشايخ.

(36) الخليفة أحمد سعيد، كَلَكان، كابل.

(37) الخليفة غلام نقشبند، مديرية كِيرو، غزني.

(38) الخليفة الملا عبد الرزاق، قرية جان اباد، مديرية دِهْ يك، كان من أساتذة نور المشايخ، وقد أذن له نور المشايخ في السلوك.

(39) الخليفة يار محمد، من غزني.

(40) الخليفة عبد الصمد، من غزني.

(41) خليفه صاحب أرزو، قرية أرزو، غزني. معروف باسم القرية.

(42) الشيخ ملا يحيى خيل، قرية يحيى خيل، بكتيكا.

(43) ملا صاحب شست، غزني.

(44) الخليفة عبد الرشيد المجددي، كوهدامَنْ، كابل.

(45) الشيخ المحدث نصر الله هوتَكْ، قرية بادام، مديرية نرخ، ميدان شهر.

(46) المولوي عبد الرحيم، المعروف بـ”جان آباد ملاصاحب”، أنْدَرْ، غزني.

 

أبناء الشيخ:

كان له ابنان أكبرهما: فضل عثمان المجددي، والآخر شيخ الشيوخ مولانا ضياء المشايخ رحمهم الله.