الافتتاحية: ربيعنا (فتح)

مع ذوبان ثلوج الشتاء وارتداء البلاد ثياب الربيع؛ أعلنت إمارة أفغانستان الإسلامية في بيان لها عن بدء عملياتها الجهادية السنوية ضد العدو المحتل تحت اسم عمليات (الفتح)، والتي تواصل فيها مقاومتها الجهادية المشتعلة منذ ثمانية عشر عاماً.

وأوضحت الإمارة الإسلامية أن الهدف الأساسي من هذه العمليات -كما جاء في نص البيان- هو: “الدفاع عن ديننا، وأراضينا، وأرواحنا، وأموالنا، وأعراضنا، والاستقلال الشامل لبلدنا من براثن الاحتلال الأجنبي”. بالإضافة إلى: “إخراج أولئك المواطنين الذين دخلوا إلى صفوف العدو باسم الجيش أو الشرطة أو المليشيات ويتم الآن استغلالهم من قبل المحتلين من أجل مصالحهم،  فالإمارة الإسلامية تفضل انضمامهم إلى صفوف الحق (الإمارة الإسلامية) وحفظ أرواحهم وأموالهم، بدل موتهم في صفوف الباطل”.

وحثّ البيان مجاهدي الإمارة الإسلامية على عدة أمور، منها:

1 – “أن يخلصوا نياتهم، وأن يشرعوا في هذه العمليات الجهادية بنيات صالحة، وليجعلوا نصب أعينهم إرضاء الله عز وجل وإعلاء كلمته، وإنهاء الاحتلال، وتطهير البلد من الاحتلال والفساد، وإقامة نظام إسلامي، والدفاع عن المواطنين المؤمنين وخدمتهم”.

2 – “أن يراعوا أصل الطاعة خلال القيام بعمليات (الفتح)، وأن ينفذوا أعمالهم الجهادية وفق اللوائح الجهادية في ظل توصيات وأوامر كبارهم وقادتهم”.

3 – “أن يصونوا أنفسهم خلال فعالياتهم الجهادية من الغدر، والخيانة، والغلول، وأن يعتبروا المحافظة على أموال المواطنين وأرواحهم، والتأسيسات والثروات العامة من أسمى أهدافهم ومهماتهم”.

4 – “أن يشرعوا في عمليات (الفتح) على بركة الله بكل جدية، وإخلاص، وعزم عال، وروح قوية، وأن يثلجوا بأمواج فتوحاتهم صدور المؤمنين المتعطشين للنظام الإسلامي والأمن والسلام”.

وفي اليوم الأول من عمليات (الفتح)؛ شن المجاهدون 93 هجوماً على العدو المحتل وعملائه في مختلف أنحاء البلاد، مستهلّين سلسلة عملياتهم بهجوم كبير على القاعدة العسكرية للاحتلال الأمريكي في مديرية باجرام بولاية بروان. وعليه؛ يبدو أن ربيع هذا العام لن يقل لهيباً على المحتلين وأعوانهم عن الأعوام الماضية.

 

منذ العدوان الأمريكي على أفغانستان في أكتوبر 2001م، صارت البلاد تتزين في ربيعها بحلّتين جميلتين مختلفتين؛ بأزهار الربيع ونسائمه العذبة وينابيعه الرقراقة، وبأمواج المجاهدين الهادرة التي تغسل عن وجه البلاد دنس المحتلين وعملائهم ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

ومع ربيع كل عام جديد، تزداد أمواج المقاومة الأفغانية قوة ومتانة وصلابة، مستمدة ذلك كله من أبناء شعبها وتاريخ آبائها وأجدادها الأباة.

ربيع هذا العام تميز عن سابقيه بسطوع نجم الإمارة الإسلامية على الصعيد السياسي أيضاً، ففي هذه المرحلة التي وصلت إليها المقاومة المسلحة في أفغانستان من النضوج والنجاح المبهر -ولله الفضل والحمد- كان لزاماً أن يوازيها مقاومة سياسية تساندها وتدفع -إلى جانبها- بسفينة البلاد إلى بر الأمان والنصر الكبير. وهذا ما لم تألُ الإمارة الإسلامية فيه جهداً؛ حيث تولى مكتبها السياسي في دولة قطر مهمة تمثيل الإمارة الإسلامية سياسياً، وإجراء المفاوضات مع الجانب الأمريكي حول إنهاء احتلال البلاد، والمشاركة في المؤتمرات الرامية إلى إحلال السلام في أفغانستان. وقد أبلت الإمارة بلاءً حسناً في ميدان السياسة كما فعلت في ميدان الجهاد، ولله الحمد.

نكتب اليوم هذا المقال حول عمليات (الفتح) الربيعية لقرائنا الكرام، ولعلنا -إن شاء الله- في القريب العاجل نزف إليهم بشرى (الفتح) المبين بتحرير كامل تراب البلاد من رجس المحتلين المجرمين وإقامة النظام الإسلامي العادل فيه. هذه البشرى لابد آتية إن شاء الله، وكل ما هو آتٍ فهو قريب وواقع لا محالة، وماذلك على الله بعزيز.