الافتتاحية: مهاجمة المدن

بفضل من الله سبحانه وتعالى وببركة تضحيات الشعب الأفغان سيطرت الإمارة الإسلامية على كثير من الأراضي وانزوى العدو إلى مراكز الولايات والمدن، وكان العدوّ يظن نفسه في مأمن من هجمات المجاهدين فيها حتى فاجأه المجاهدون بتكتيك جهادي جديد.

مهاجمة المدن تكتيك جهادي ناجع يستنزف قوة العدو ويلقي الرعب في قلبه ويزلزل أركانه ولذلك ركز عليه المجاهدون.

ففي الآونة الأخيرة فقط هاجم المجاهدون مدنا ثلاثة على التوالي، فبداية في 31 من أغسطس الماضي شنّ المجاهدون هجمات واسعة على مدينة قندوز من عدة محاور، وآثر الكثير من الجنود في الثكنات الاستسلام بدلا من المقارعة، وبعد ساعات، وصل جنود الإمارة الإسلامية إلى المدينة.

وفي وقت الظهيرة انسحب المجاهدون من المدينة آخذين معهم الغنائم والمعدات والسيارات والأسلحة التي غنموها، وكان القصف الهمجي هو العامل الأساسي لانسحاب المجاهدين من المدينة.

وفي وقت العصر استهدف المجاهدون بعملية إستشهادية تجمعا للمسؤولين الكبار في الدوار المركزي لمدينة قندوز أودت بحياة عدد كبير من الأمنيين الكبار.

وبعد انتهاء الهجوم على مدينة قندوز بساعات، هاجم المجاهدون مركز الولاية المجاورة ببغلان، وسيطر المجاهدون في الظهيرة على مناطق واسعة من المدينة وأثخنوا في العدو، وغنموا أسلحة ومعدات الحرب، وحتى كتابة هذه السطور وبعد مرور سبعة أيام تتم محاصرة المدينة من قبل المجاهدين.

وفي 5 من سبتمبر شن المجاهدون هجمات واسعة من عدة جهات على مراكز ومقرات الجيش والشرطة العميلة في مدينة فراه غربي أفغانستان.

وبفضل من الله سيطروا على حواجز ومقرات كثيرة للعدو منها مركز تجنيد رئيسي بالمدينة.

وبالتزامن مع هذه العمليات الجهادية المباركة شنّ مجاهدوا الإمارة الإسلامية هجمات شديدة على العدو في مختلف الولايات تخار، وبدخشان، وبلخ، وبروان وهرات وحرّروا مناطق واسعة وألحقوا بالعدو خسائر فادحة.

وللعلم أن المجاهدين ينسحبون من المدن فورا بعد دخولها، ولكن العدو إدعى كل مرة وبكل وقاحة أنهم صدوا هجوم المجاهدين وأجبروهم على الانسحاب، وهذا ما نفته الإمارة الإسلامية وصرّحت في بيان لها: أن غرض العمليات إخضاع الثكنات المحيطة بالمدينة واستنزاف قوة العدو، واغتنام الأسلحة والمعدات الحربية.

وليست إستراتيجية المجاهدين في الظروف الراهنة إحكام السيطرة على المدن لأن جو البلاد يسيطر عليه الاحتلال الأمريكي الغاشم وطائراته التي لا قِبل للمجاهدين بها، فلا يمكن لهم أن يسيطروا على مدينة من المدن، لأننا شاهدنا أن الاحتلال لا يفرق بين الأخضر واليابس ويصب جام حقده وغضبه على المدنيين المساكين، بل على المرضى العاجزين.

كما حدث في المرة الأولى من تحرير مدينة قندوز حيث قصف الأمريكيون مستشفى فيها وقتلوا عدداً كبيراً من الأطباء والممرضات والمرضى.

وإنما غرض المجاهدين من مهاجمة المدن استنزاف قوة العدو، وتمشيط المناطق المحيطة بالمدينة، وتضييق الخناق عليها، والحصول على الغنائم من الأسلحة والمعدات والعربات والسيارات.

وقد دلت هذه الهجمات والإنتصارات أن العدو لا يستطيع أن يصمد أمام المجاهدين، وأن المجاهدين بامكانهم إحكام السيطرة على المدينة في غضون ساعات، لكنهم ينسحبون منها فورا عقيب تحريرها حرصا على أرواح المدنيين وممتلكاتهم.