السیرة الذاتیة لأمیر إمارة أفغانستان الإسلامیة الجدید الملا(أختر محمد منصور) حفظه الله تعالی ورعاه

پیژندنه

بسم الله الرحمن الرحیم

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت: 69

الحمدالله رب العلمین،و العاقبة للمتقین، والصلاة والسلام علی سیدالأنبیاء والمرسلین، قائدالمجاهدین نبینا ومولانا محمد علیه أفضل الصلوات والتسلیم، وعلی آله وأصحابه ومن اهتدی بهدیة أجمعین وبعد:

إنّ الشخصیات القیادیة في الصف الجهادي یتمتعوون بكفاءات ومواهب قیادیة خاصة، وفي معظم الأحوال تكون هذه الصلاحیات والمواهب فیهم و دائع وهبیة قد حباهم الله تعالی بها، وأحیاناً یكتسبونها من خلال التربیة والإعداد الذین یتلقونهما من قادتهم الجهادیین، الآخرین. و بسبب إخلاصهم وتفانیهم فی سبیل الدفاع عن الدین یكرمهم الله تعالی بنصره ویمنّ علیهم بفضله ورحماته، ویهدیهم السبل كما قال الله تعالی: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)العنكبوت 69:

إنّ إمارة أفغانستان الإسلامیة التي تعتبر بحق في العصرالحاضرمعقلاً قویاً للجهاد ضدّ الكفر والاستبداد علی مستوی العالم یتمتّع قادتها المؤسّسون بفضل الله تعالی  بالكفاءات والمواهب والمهارات القیادیة من أعلی مستویاتها، و كانت شخصیة مؤسس الإمارة الإسلامیة الملا محمد عمر رحمه الله تعالی مجموعة حیّة للمواهب القیادیة. وقد استطاع خلال جهاده ومقاومته ضد الكفر العالمي أن ینقل مواهبه ومهاراته القیادیة الجهادیة لمجموعة من إخوانه المجاهدین الذین رافقوه علی طریق إقامة شرع الله تعالی علی أرضه. وإلی جانب كونه رحمه الله تعالی قائداً عسكریاً محنّكاً كان مربیّاً روحیاً وخُلُقیاً أیضا لتلامذة مدرسة الجهاد في سبیل الله تعالی.

و قد أخرجت مدرسته العمریة الجهادیة تحت قیادته كثیراً من الشخصیات القیادیة الذین یتمتعون بكفاءات وصلاحیات قیادة المسلمین في جمیع الأحوال والظروف الحسّاسة في هذا العصر.

إنّ الدور المحوري في الحركات الفكریة والجهادیة یكون للتعالیم والعقائد الدینیة أكثرمن أن یكون للشخصیات، و تُنظّم فیها الأمور وفق البواعث الفكریة والجهادیة، و یتشكل منهج أتباع الحركة الأساسي من التعالیم القرآنیة وسنة النبي‌‌ صلی الله علیه وسلم و من آثار خلفائه الراشدین، ویتمثل دورالقائد في مثل هذه الحركات في التربیة الفكریة والخُلُقیة للأتباع و في إیجاد الباعث الدیني في نفوسهم.

وكان أمیر المؤمین الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله تعالی قد أعدّ مسبقاً في بدایة تأسیس حركة طالبان الإسلامیة وفیما بعد في أیام حكم الإمارة الإسلامیة مجموعة من المجاهدین من ذوي البصیرة ومن أصحاب المؤهلات والصفات القیادیة لقیادة الجهاد والإمارة في المستقبل لیقودوا قافلة الجهاد في الظروف والأوضاع الصعبة بشكل مطلوب وناحج نحو الهدف المقصود. وهؤلاء القادة هم من الرجال الشجعان والغیّورین الذین لاتزعزعهم الخطوب والمصائب، ولاتؤثّر في عزائمهم الظروف والأحوال الزمانیة والمكانیة الخطیرة.

و أحد هؤلاء القادة الخریجین من المدرسة العمریة الذي یتّصف بالبصیرة الجهادیة وبالحنكة القیادیة هو زعیم الإمارة الإسلامیة الجدید (الملا أختر محمد  منصور)-حفظه الله تعالی- الذي مارس قیادة الإمارة الإسلامیة بشكل عملي في حیاة أمیر المؤمنین الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله تعالی، وعُیّن أمیراً جدیداً للإمارة الإسلامیة بعد  إعلان وفاته – رحمه الله تعالی- ببیعة أهل الحل والعقد له في الإمارة الإسلامیة من العلماء وقادة الجهاد و وجهاء البلد.

ومع أنّ الأمیرالجدید للإمارة الإسلامیة هومن الوجوه المعروفة في الحلقات الجهادیة والحركیة، وهو غني عن التعریف، ولكن لكی یتعرّف جمیع المجاهدین في الإمارة الإسلامیة ومحبوها في العالم بشكل تفصیلي علی الشخصیة الجهادیة للأمیر الجدید الملا أختر محمد منصور احببنا أن ننشرالسیرة الذاتیة لهوهي كالتالي:

المولدوالنشأة:

ولد الملا أختر محمد  منصور بن الحاج محمد جان عام 1347 للهجرة النبویة الموافق لعام 1968 من المیلاد في قریة(بندتیمور) من مدیریة(میوند) بولایة (قندهار) في أفغانستان. وبما أنّ أسرة الملا أختر محمد  منصور كانت من الأسر المحبة للعلم والعلماء في تلك المنطقة، وكان والده یحب العلماء ویخالطهم، فكانت الأمنیة الكبیرة لوالده أن یتعلم ابنه أختر محمد  العلم الشرعي وینشأ عالما للدین، ولذلك أدخله والده في السابعة من عمره في المدرسة الابتدائیة في قریته وأجلسه لتعلم العلم الشرعي في مسجد الحيّ. وبما أنّ مخائل الذ كاء والبصیرةكانت تظهر في شخصیته منذ الصغر فكان یهتمّ به أساتذته أيضاً إلی جانب اهتمام والده به.

استطاع أختر محمد  منصور بسبب أهلیته الفائقة لطلب العلم أن یكمل المرحلة الابتدائیة في فترة قصیرة، و سافر بعدها للدارسة الدینیة المتوسطة إلی المدارس المشهورة الكبیرة. وبفضل ذكائه الفطري القوي وحُسن خُلُقه مع إخوانه وأساتذته كسب ميزة الطالب المثالي بین الطلاب، وأكمل دراسته المتوسطة أیضاً. وقبل أن یدخل مرحلة الدراسة الدینیة العالیة قام الشیوعیون بالانقلاب وأستلموا زمام أمور البلد، وبدأ الشعب المسلم جهاده ضدّ الحكومة الشیوعیة في جمیع أرجاء البلد.

جهاده و فعالیاته السیاسیة:

بعد الإنقلاب الشیوعي عام 1978م بدأ الشعب الأفغاني جهاده ضدّ الشیوعیین ، والشباب من الأفغان كان لهم حظا اوفرا في مقاومة الغزاة ، والملا أختر محمد منصور كان من الفتية الذين يتشوقون للركب بصفوف الجهاد آنذاك ، لذلك تمكن من الالتحاق بصفوف الجهاد في مقتبل شبابه وكان ذالك في وسط الثمانينات من القرن الميلادي المنصرم عند ما أجّل دراسته الشرعیة بقصد المشاركة في الجهاد ضدّ الشیوعین. لكن مع مواصلته للجهاد المسلح كلما كانت تسنح له الفرصة كان  یستغلها في مواصلة ما تبقّت له من الدراسة، وهكذا واصل دراسته إلی مرحلة (الدورة الصغری) التي تسبق دراسة السنن والصحاح المعروفة بـ (بدورة الأحادیث الشریفة)، وبعدها تفرّغ بشكل كامل للجهاد.

كان الملا أختر محمد  منصورآنذاك قد دخل العقد الثاني من عمره،فسلك طریق الجهاد ضدّ الشیوعیین والروس بصفة مجاهد غیّور یحمل الفكر والسلاح للدفاع عن الدین والوطن،  فانضمّ في عام 1985م  إلی جبهة القائد المیداني الشهیر (القارئ عزیزالله)، وواصل جهاده في هذه الجبهة في منطقة (پاشمول) من مدیریة (پنحوایي) تحت قیادة القائد الملا محمدحسن – الذي كان فیما بعد في أیام حكم الإمارة الإسلامیة في منصب نائب رئیس الوزراء- وكانت جبهة القارئ عزیزالله تتبع منظمة (حركة الانقلاب الإسلامي للشخ محمد نبي محمدي).

وبعد استشهاد (القارئ عزیزالله) رحمه الله تعالی انضمت هذه الجبهة رسمیاً بقیادة المرحوم (الملا محمد) إلی منظمة الحزب الإسلامي التابعة للشیخ (محمدیونس خالص) رحمه الله تعالی.

اشترك الملا أخترمحم دمنصور في كثیر من المعارك بشكل فعال، وفي عام 1987م أصیب بثلاثة عشر جرحاً في إحدی الهجمات علی مركز قوي للجنود الروس في منطقة (سنزرای) من مدیریة (پنجوایی) ولكن الله تعالی شفاه بفضله من جمیع جروحه. وللمرّة الثانیة أصیب بالجرح عام 1997م في مطار ولایة (مزارشریف) أیام حكم الإمارة الإسلامیة، ووقع أسیراً بیدالأعداء وهو جریح.

دوره التأسیسي في حركة طالبان الإسلامیة:

بعدسقوط الحكومة الشیوعیة عام 1992م ونشوب الحرب الأهلیة بین المنظمات المسلحة وضع الملا أختر محمد  منصور وإخوانه في الجبهة الجهادیة معه أسلحتهم، ولم یشتركوا في الحرب لصالح أیة جهة من الجهات المتحاربة في الحرب الدائرة للوصول إلی كرسي الحكم.

 كان الملا أختر محمد  منصور في ذلك الزمن من المجاهدین المشهورین ومن أصحاب السمعة الحسنة في منطقته، وكغیره من القادة المیدانیین والشخصیات الجهادیة من أمثال الملا محمد رباني، والشهیدالحاج الملا محمد، والشهید الملا بورجان ابتعد هو أيضا من جمیع الفعالیات العسكریة للمنظمات، وتوجّه إلی بعض النشاطات التعلمیة والتربویة بعد أن اختار الحیاة العادیة.

وحین تأسّست حركة طالبان الإسلامیة عام 1994م بید الملا محمد عمرالمجاهد كان للملا أختر محمد منصور دوراً محوریاً في تسییر أمور الحركة. ولمؤهّلاته و كفاءاته الجهادیة والإداریة فوّض إلیه أمیر الحركة بعض المسؤولیات الهامة التي كان منها مایلِي:

1 –  بعد سیطرة حركة طالبان عی المناطق الجنوبیة الغربیة لأفغانستان بما فیها ولایة (قندهار) عیّنه الملا محمد عمرالمجاهد مسؤلاً عاماً لمطار ولایة (قندهار).

2 –  بعد إحكام السیطرة علی (قندهار) عُیّن قائداً للقوات الجوّیة و الدفاع الجوّيّ في هذه الولایة.

3 –  بعد السیطرة علی العاصمة(كابل) عُیِّن وزیراً للسیاحة والطیران المدني.

4 –  وإلی جانب كونه وزیراً للطیران المدني فُوِّضت إلیه القیادة العامة للدفاع الجوي أیضاً بأمرخاص من المرحوم أمیر المؤمنین الملا محمد عمرالمجاهد.

وقد قام الملا أختر محمد منصورأیام وزارته للسیاحة والطیران المدني بأعمال عمرانیة كثیرة نذكر جانباً منها وهي كالتالي:

حین سیطرت الإمارة الإسلامیة علی مدینة (كابل) كانت وزارة الطیران المدني قد لحقت بها وبطائراتها أضرا راً كبیرة، فأزال الملا أختر محمد  منصور جمیع الأضرار، وعمّر بناياتها المتهدّمة ، وأصلح الطائرات المتضررة، وأعاد إعمار المطارات ومدارجها. وقدعمل كل هذه الأعمال في الفترة التي كانت الإمارة الإسلامیة تواجه الصعوبات وأنواع الحصارالمفروض علیهاعالمیاً، إلا أنّ الملا أختر محمد منصور استطاع في مثل تلك الظروف الاقتصادیة الصعبة أن یعید إعمار مطار كابل الدولي وجمیع مبانیه ومرافقه، و جهّز خطوط الطیران الأفغانیة (آریانا) للرحلات الداخلیة والخارجیة وفق المعاییر العالمیة علی الرغم من شحّ المال و الحصار المفروض.

وبعد إعادة إعمار مطار كابل الدولي أعاد إعمار مطارات ولایات(قندهار) و(هرات) و(ننجرهار) و(مزارشریف) و(كندز)، وجهّزها بالوسائل المتطوّرة لتصلح لجمیع أنواع الطلعات المدنیة والعسكریة.

وبالإضافة إلی جهوده العمرانیة في المجالات المدنیة و العسكریة كان من أهمّ و أكبر إنجازاته هو إعادة تجهیز القوات الجویة وترمیم طائراتها ومطاراتها العسكریة.

وعلاوة علی ترمیم الطائرات و إعادة المطارات للفعالیة فقد هیّأ إمكانیة الملاحة الجویة الداخلیة في اللیل والنهار، و هیّأ إمكانیة الرحلات الدولیة ونقل الحجاج الأفغان عن طریق الخطوط الجویة الأفغانیة(آریانا) في موسم الحج بعد توقف لفترة طویلة.

كانت أفغانستان في فترة من الفترات تملك قوات جویة متطورة علی مستوی المنطقة، إلا أنّ تلك القوة تعرضت للفَلَج والعطل بسبب الغزو السوفيتي للبلد وفیما بعد بسبب الحروب الأهلیة بین المنظّمات العسكریة، وقد وصل الأمر بتلك القوة أن قُطّعت بعض طائراته الحربیة وبیعت بقیمة الحدید التالف. إلا أنّ الملا أختر محمد  منصور بجهوده المتواصلة أصلح الطائرات العاطلة مرّة أخری، وأعادها للاستفادة منهامن جدید.

 كما قدّم خدمات جلیلة أخری أیضا في مجال تأهیل القوات الجویة.

و من الأعمال الجلیلة التي قام بها هذا الرجل نذكر منها علی سبیل المثال مایلي:  زوّد جمیع المطارات الدولیة في أفغانستان مثل مطارات (كابل) و(قندهار) و(ننجرهار) و(مزارشریف) و(هرات) بقصد تحسین أمور الطیران المدني وتنظیم أمور المرور الجوي الدولي بأجهزة (ویست) و التي لازالت موجودة في تلك المطارات. وكانت تعود تلك الأجهزة بملایین الدولارات الأمریكیة عن طریق ضریبة المرور الجوّي إلی الخزینة الأفغانیة والتي لازالت مستمرّة حتی الآن.

وعلاوة علی تنظیم أمور المرورالجوي فإن طائرات النقل العسكریة والحربیة العاطلة التي أُصلحت وأعیدت إلی العمل في عهد وزارة الملا أختر محمد  منصور یبلغ عددها حسب أحد التقاریر للطیران المدني والدفاع الجوي إلی 44 طائرة علی التفصیل التالي:

طائرات النقل:

ثلاثه طائرات من نوع N12

أربع طائرات من نوع  N32

طائرتان من نوع   N26

الطائرات الحربیة (جیت):

ثماني طائرات میغ 21

ثلاث طائرات  M420

خمس طائرات سو   22

المروحیات:

ست مروحیات  MI8

ثمانی مروحیات   MI35

خمس مروحیات   L39

وبالإضافة إلی الطائرات المذكورة فقد تمّ ترميم طائرتين للنقل المدني روسیة الصنع وطائرات (البوینغ) الأمریكیة لشركة الخطوط الجویة الأفغانیة(آریانا) في بعض الدول الأخری وأعیدت إلی الخدمة من جديد.

وإلی جانب إصلاح وترمیم الطائرات العاطلة الموجودة فقد اشترت الوزارة خمس طائرات النقل الجوي روسیة الصنع في السوق الحرّة أيضا.

وعلاوة علی الطائرات التي تم ترمیمها وإعادتها للخدمة فقد كانت هناك طائرات أخری صالحة للعمل والتي كانت تقوم بدورقوة جویة في البلد، وكانت توصل الإمداد إلی المجاهدین المحاصرین في بعض المناطق البعیدة، و كانت توفر احتياجاتهم في الجبهات وخطوط النار الأولی بشكل مستمرّ. و في المجال المدني كانت تقوم بالرحلات الداخلیة والخارجیة بشكل مرتّب. ولكن جمیع تلك الطائرات و الوسائل المرتبطة بها تحطّمت في القصف الجوي الأمريكي أثناء الهجوم علی أفغانستان.

كان الملا أختر محمد  منصور قد وقع لستة أشهر في أسر قوات الجنرال عبدالمالك الذي ارتكب الغدر في الولایات الشمالیة أیام حكم إمارة  أفغانستان الإسلامیة في البلد، و قد یسّرالله تعالی له الخروج من السجن حین هرب الجنرال عبدالملك من ولایة فاریاب بعدعودة خصمه (الجنرال دوستم) من الخارج واستیلائه علی مناطق سیطرة الأول.

جهاده ضدّ الاحتلال الأمریكي:

بعدأن هجمت أمریكا علی أفغانستان بتاریخ 7/ 10/ 2001 م بدأ الملا أختر محمد  منصور جهاده ضدّ الإحتلال الأمریكي، وكانت هذه المرحلة من حیاته ملیئة بالابتلاءات والتحدّیات، حیث فوّضت إلیه من أمیر المؤمنین الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله عضویة الشوری القیادي إلی جانب القیادة الجهادیة العامة للمجاهدین في ولایة قندهار.

كانت ولایة (قندهار) في ذلك الوقت بحاجة إلی قائد عسكري محنّك، لأنّ الأمریكیین كانوا قد جعلوا(قندهار) من أهمّ مراكزهم العسكریة في ولایات جنوب غرب أفغانستان، و كان الأمريكييون ینفّذون منها خُططهم العسكریة والحربیة، وهي كانت المنطلق للهجمات والفعّآلیات القتالیة لقوات التحالف االغربي في الولایات الجنوب غربیة.وكان أكبر عدد من القوات الأمریكیة والكندیة وغیرها يستقرّ في هذه الولایة. كما أنّ ثاني أكبر قاعدة جویة أمریكیة بعد قاعدة (بغرام) الجویة كانت في ولایة(قندهار). إلأ أنّ الملا أختر محمد  منصور بفضل الله تعالی ثم بحنكته العسكریة وتجربته القتالیة الطویلة استطاع أن یضع خططاً جهادیة محكمة ضدّ المحتلّین الأمریكیین و حُلفائهم، وكانت تلك الخُطط العسكریة الجهادیة بمكانة من الدقة والشمول حیث عجزأمهر الخبراء العسكریون والجنرالات الأمریكییون عن مواجهتها وإفشالها.

لقد استطاع الملا أختر محمد  منصور بمشاورة المسؤولین الجهادیین للولایات المجاورة وضع خطط عسكریة علی مستوی تلك المنطقة كلها، حیث تمكن المجاهدون من خلالها من توجیه ضربات قاصمة للمحتلین الصلیبیین في ولایات (قندهار) و(أرزگان) و(هلمند) و(زابل).

و كانت أشهر حادثتي تحطیم سجن (قندهار) وإخراج مایقرب من 1500 سجین منه في عامی  2003م و 2008 م أیضاً وقعتا في زمن قیادة الملا أختر محمد  منصور لتلك الولایة.

في منصب نائب الإمارة الإسلامیة:

في عام 2007م حین اعتُقِلَ نائب الإمارة الإسلامیة السابق الحاج الملا عبیدالله عیّن أمیرالمؤمنین الملا محمد عمرالمجاهد الملا أختر محمد  منصور نائباً ثانیا له إلی جوار نائبه الآخر(الملاعبدالغني برادر)، وأرشده إلی عدم التخلي عن القیادة الجهادیة العامة لولایة(قندهار) لكونها من أهمّ الولایات في الجهاد الجاري ضدّ الإحتلال، و أوصاه بالعمل في كلا الوظیفتین معاً في وقت واحد.

وفي عام 2010 م  حین استشهد نائب الإمارة الإسلامیة الملاعبیدالله في معتقل القوات الباكستانیة، و وقع النائب الآخر في أسرالقوات الباكستانیة والأمریكییة المشتركة في مدینة كراتشي الباكستانیة، عیّن أمیرالمؤمنین الملا محمد عمرالمجاهد الملا أختر محمد  منصور نائباً له ومسؤولاً عاماً عن جمیع شئوون الإمارة الإسلامیة. وكان هذا في الوقت الذي أرسل  فیه الرئیس الأمریكي (بارك أوباما) 30000 جندي إضافي إلی أفغانستان، وكانت المقاومة الجهادیة تواجه تحدّیات كبیرة في قتالها للتحالف الأمریكي حیث كان أكثر من 100000 جندي أمریكي مدجّج بأحدث أنواع الأسلحة والمعدّات الحربیة إلی جوار ما یقرب من 350000 من القوات الأفغانیة یواصلون القتال ضدّ المجاهدین.فبسبب عدم ظهورالأمیر الملا محمد عمرالمجاهد للقیادة الحربیة لوجود الظروف الأمنیة الحسّاسة آنذاك من جانب، و من جانب آخر بسبب الفراغ الحاصل نتیجة استشهاد وأسر نائبیه كادت الكفّة الحربیة أن ترجح آنذاك لصالح التحالف الأمریكي.

كانت الضغوط العسكریة والحرب الإعلامیة آنذاك قد بلغت ذروتها، وكان كثیر من المسؤولین الجهادیین قداستشهدوا في جبهات القتال، أو وقعوا في أسر العدو. ففي مثل تلك الظروف العصیبة فُوّضت زمام مسؤولیة تنظیم أمورالجهاد والمجاهدین من قِبَل أمیرالمؤمنین الملا محمد عمرالمجاهد إلی الملا أختر محمد  منصور ولم یُعیّن إلی جانبه نائبا آخر أیضاً، فقد استطاع الملا أختر محمد  منصوربتوفیق الله تعالی له وبمساعدة الشوری القیادي أن یُسیّر أمور الجهاد والمجاهدین في أصعب الظروف وأكثر الأیام حساسیة بشكل موفق، حیث لم یشعر المجاهدون أي فراغ للقیادة العملیة.

وكانت نتیجة استقامة القیادة الجهادیة في عام 2010م أن اعترف العدوّ بأنّ ذلك العام كان أكثر الأعوام دمویة للعدوّ، و قد استطاع المجاهدون أن یوجّهوا أقوی الضربات إلی العدو حیث اعترف العدوّ في تلك السنة بمقتل 770 جندیاً من جنود التحالف الأمریكي.

وكذلك استطاع المجاهدون بقیاده الملا أختر محمد منصور أن یحرّروا مناطق واسعة من سیطرة العدوّ ویقیموا فیها إدارة إسلامیة منظّمة.

بعد وفاة أمیر المؤمنین :

وحین توفي الملا محمد عمرالمجاهد بتاریخ 23/4/2013م قام عدد من أعضاء المجلس القیادي في الإمارة الإسلامیة، والعلماء الأفاضل، والشخص الوسیط الخاص الذي كان بینه و بین المجلس القیادي، و أصحاب الملا محمد عمر المجاهد الملازمون الذین كانوا یعیشون معه ببيعة الملا أختر محمد  منصور وعیّنوه أمیراًجديدا للإمارة الإسلامیة.

و بما أن عام 2013م كان عام اختبارالقوّة العسكریة للجانبین، وكانت المقاومة شدیدة بین القوات الصلیبة وبین المجاهدین، قرّرأهمّ أعضاء الشوری القیادي وعدد من العلماء الشیوخ بأنّ هذا الوقت یصادف الأیام الأخیرة لعرض الاحتلال الصلیبي بقیادة أمریكا لقوّته العسكرية ضدّ المجاهدین، و أنّ عام 2014م الذي عینه المحتلّون لتعیین مصیراحتلالهم في هذا البلد وسحب قواتهم منه قادم، ففُضّل بغرض المصلحة الجهادیة و بموافقة العلماء كتم خبر وفاة المرحوم أمیرالمؤمنین عن بقیة الناس، و هكذا بقي الخبر سرّاً مصوناً إلی تاریخ 30/ 7/ 2015م بشكل خارق للعاده نظراً للمصلحة الجهادیة الخاصة.

اختياره  أميرا جديدا للإمارة الإسلامیة:

بعد الإعلان الرسمي لخبر وفاة أمیرالمؤمنین الملا محمد عمرالمجاهد بتاریخ 14/8/ 1436 من الهجرة النبویة الموافق لتاریخ 30/ 7/ 2015م من المیلاد فوض الملا أختر محمد  منصوربقصد مزيد من طمأنة المجاهدين أعضاء الشوری القیادي والعلماء أمر تعیین مصیره هو، وأمر اختيار زعیم جدید، وقال لهم بأنه یوافقهم في أي شخص یختارونه بصفة الزعیم.

وبعد مناقشات ومشاورات طویلة وتقییم للمصلحة من قبل المجلس الذي كان یضم أعضاء مجلس الشوری، والشیوخ، والعلماء الوجهاء الذین كانوا یتصفون بصفة أهل الحل والعقد فاختار المجلس الملا أختر محمد  منصور أمیراً جدیداً لإمارة أفغانستان الإسلامیة من دون أن یكون حاضراً في المجلس.

وبعد تعیین الملا أختر محمد  منصورأمیراً للإمارة الإسلامیة أعلن أعضاءالشوری القیادي، و مسؤولو جمیع اللجان في الإمارة الإسلامیة، ومسؤولوالقضاء والمحاكم ، والقادة العسكریون، والمسؤولون الجهادیون لجمیع ولایات أفغانستان وعددها 34 ولایة، ومسؤولو اللجان العسكریة، والشخصیات العلمیة الجهادية والسياسية  وجمیع مجاهدو الإمارة الإسلامیة، و الموظّفون في الإدارات المدنیة بیعتهم للأمیر الجدید للإمارة الإسلامیة، و قد أرسلت جمیع هذه الجهات العسكریة والمدنیة والوجهاء بیعاتهم مكتوبة وبشكل صوتي للقسم الإعلامي للإمارة الإسلامیة والتي نشرت تباعاً في موقع (الإمارة) الرسمي للإمارة الإسلامیة علی شبكة الإنترنت أیضا.

تعیینه أمیراً جدیداً من الناحیة الشرعیة:

يعتبر علماء الإسلام وخبراء السیاسة الشرعیة أسلم الطرق لتعیین الزعيم وأفضلها هو طریق تعیین الزعیم عن طریق (الشورى) أو (طریق أهل الحل والعقد). وتطلق تسمية (أهل الحل والعقد) علی الجمع الذي یشتمل علی أهل العلم والتجربة والعقل والتدبیر، و یطلق علیهم عادة إسم (أهل الشوری).

و قد عُرف في استنباط عام من الطرق المختلفه لتعیین الخلفاء الراشدین عن طریق الشوری ثلاث مراحل لتعیین الزعیم وهي:

1 –   مرحلة الترشیح،

2 –  مرحلة الانتخاب،

3 –  مرحلة البیعة،

ولایرشح الشخص نفسه لمنصب الزعامة، لأنّ النبي صلی الله علیه وسلم یقول:(إنّا والله لا نولي هذا العمل أحداً سأله أوأحداً حرص علیه) متفق علیه، أخرجه البخاري برقم(1149) ومسلم برقم (1733).

فالترشیح یكون من قبل شخص آخر، وهو إمّا أن یكون لفرد واحد كما رشح عمر رضي الله عنه أبابكرالصدیق رضي الله عنه، و بعد ذلك انتخبه الصحابه رضي الله عنهم إماماً، أو أن یكون لأشخاص عدیدین كما رشح عمر رضي الله عنه عِدّة أشخاص للخلافة قبل استشهاده، واختیرمن بینهم عثمان رضي الله تعالی عنه.

إنّ الملا أختر محمد  منصور لم یرشح نفسه للزعامة أبداً، بل هو رُشّح في المجلس الأول أیضاً بصفة مرشح وحید من قَبِل الشوری، وفي المجلس الثاني أیضا قال بصراحة للشوری بأنه لیس طالبا للزعامة، بل هو یرغب في الخدمة بصفة موظّف من الموظفین. إلا أنّ الشوری رشّحه للزعامة بصفة شخص وحیدٍ لائق للزعامة. وبعد مشاورات ومباحثات طویلة  تمّ انتخابه للزعامة من قبل نفس الشوری الذي كان یشمل الشیوخ والعلماء وأعضاء الشوری القیادي، وكلّهم من أصحاب العلم الشرعي و التجربة الجهادیة. وبعد انتخابه زعیماً بایعه أوّلاً أعضاء هذا الشوری، ومن بعدهم بدأ بقیة المسؤولین وعامة المجاهدین والمؤمنین بیعاتهم.

وبذلك یمكننا القول بأنّ انتخاب الملا أختر محمد منصورجاء بطریقة شرعیة كاملة، ولذلك رضي مئآت المشائخ  من علماء الكتاب و السنة و مئآت الآلاف من الناس في طول البلد وعرضه زعامته واعتبروها زعامة شرعیة، و بایعوه.

شخصیته القیادیة:

تتصف شخصية الزعیم الجدید للإمارة الإسلامیة أمیرالمؤمنین الملا أختر محمد  منصوربالتدبیر والتأثیر والحزم بین الأعضاء المؤسسین للإمارة الإسلامیة، وقد منحه الله تعالی مواهب ومؤهلات قیادیة خاصة، ویُعتبر التقوی والإخلاص، والبصیرة الجهادیة والدرایة السیاسیة، ومراعات النظم الإداري في إجراء الأعمال من میزاته العملیة، وهو یسیر في تسییر الفعالیات الجهادیة وإجراء الأمور علی خُطی قائده  أمیرالمؤمنین الملا محمد عمرالمجاهد، ویعتبر تحقیق أهداف الجهاد، وتحریر البلد من الاحتلال، وإقامة النظام الشرعي فیه من الأهداف الأساسیه لجهاده وجهوده. ویلتزم بمبدأ (وأمرهم شوری بینهم)، فیستمع إلی المشورات البنّاءة لإخوانه بدقّة، ویوسد الأمور إلی أهلها، و من ثمّ یثق فیهم، و یوصي المسؤولین بالرفق علی الشعب وبمواساته، و یركز علی (أنّ إمارة أفغانستان الإسلامیة هي البیت المشترك لجمیع الأفغان ویحب أن یری  فیها الجمیع أنفسهم).

توجّهه الفكري والمذهبي:

یحمل الملأ أختر محمد  منصورعقیدة أهل السنة والجماعة، ویتبع في الأمور الفقهیة مذهب الإمام الأعظم أبي حنیفة رحمه الله تعالی.

كما هو علی درایة بالتیارات السیاسیة في هذا العصر، ویدرك المرأ تعقّله ووقاره ورباطة جأشه حین یلتقي به. وتعتبر البساطة والبعد عن التكلّف من المیزات الخاصة في حیاته.

له رغبة كبیرة في مطالعة سیرة الرسول صلی الله علیه وسلم و سیرة خلفائه الراشدین، و یتلهّف لمعرفة أحوال الجهاد والمجاهدین و أخبار میادین القتال أثناء للقاءاته بالمجاهدین.

إنّه إلی جانب مصروفیاته الجهادیة الكثیرة يتابع الإعلام أيضا بدقّة، ویقدّم مشورات وتوصیات خاصة للكتّاب الجهادیین وللعاملین في المجال الإعلامي والثقافي للجهاد في مجال فعالیاتهم الإعلامیة.

انشغاله الیومي وبعض میزات حیاته:

یبدأ الملا أختر محمد منصور نهاره العملي بتلاوةالقرآن الكریم، ویكون علی صلة دائمة بجبهات الجهاد وبالمسؤولین العسكریین، ویشرف بنفسه علی جمیع الخطط العسكریة التي تُطرح لمحاربة العدوّ. یؤكد علی القادة والمسؤولین والعسكریین بحسن التعامل و الإحسان إلی عامة الشعب و بالمحافظة علی أرواحهم وممتلكاتهم.

وبصفته قائداً عسكریاً محترماً یتعامل مع إخوانه المجاهدین وعامة الشعب بشفقة واحترام، ویُجلّ في مجالسه العلماء و الأساتذة و الوجهاء، ویستمع إلی آرائهم باهتمام واحترام. ویُولي اهتماماً كبیراً بأُسَر الشهداء وأیتامهم. و یحتاط في اتخاذه القرارات السیاسیة ویستشیر فیها أهل الرأي و إخوانه المسؤولین.

 يعشق الرماية بالسلاح، و يعتبر التمارین الجهادیة من أنسب أنواع الرياضة البدنیة. هو بنفسه قلیل الكلام و لكنه كثیرالاستماع إلی الآخرین. یحب النظافة في الملبس والمظهر، ویلبس ملابس أفغانیة فضفاضة. و یكره التبذير في المطعم والملبس وبقیة ضرورات الحیاة.

وشغله الشاغل الذي یشغل باله دوماً هو تنظیم و تسییرأمور الجهاد بكل جدّیة واهتمام، وفي هذا الشغل یُمسي نهاره. نسأل الله تعالی أن یحفظه منكل مكروه، وأن ینفع به الإسلام والمسلمین، وأن یسدّد خُطاه في نصرة الدین و إقامة شرعه المبین، آمین.