الكارثة إثر الكارثة

 

لاتنتهي مأساة ولا كارثة في وطننا الحبيب من قبل الأمريكان والمحتلين إلا وتبدأ أخرى وهي أنكى وأمرّ، وأدهى وأضرّ، وقبل أن يغسل المواطنون أيديهم من دفن طفلهم الشهيد يُستشهد طفل آخر، وقبل أن يمسح الأيتام والأرامل دموعهم يأتيهم نبأ استشهاد فردٍ آخر من أفراد أسرتهم.

وقبل أيام، شهدت سانجين كارثتين داميتين، الأولى منها حدثت في ليلة الجمعة استشهد جراء قصف المحتلين زهاء 26 مدنياً بما فيهم الأطفال والنساء وجرح 13 آخرون، كما انهدم بيتان ومسجد أيضاً فيها.

وبعد يومين من هذه الكارثة الدامية، قتل المحتلون وجرحوا المدنيين مرةً أخرى، وقتل 5 من المواطنين من أعضاء أسرة واحدة في هذا القصف العنيف وجرح 8 آخرون.

ففي غضون 15 أعوام الماضية، قتل آلاف الشباب بأيد المحتلين السفاكين وأذنابهم الأنذال، وسجنوا الآلاف الآخرين في غياهب سجونهم، وهدموا منازلهم ومزارعهم وبساتينهم وغاباتهم ومع ذلك لم ينجح المحتلون كي يرغموا المواطنين لقبول المحتلين والإرضاء بحكمهم.

ولو كان المحتلّون وأذنابهم العملاء يظنون بأنهم سينجحون بعد مرور 15 سنة من الاحتلال أن يرغموا الشعب لقبول الاحتلال على أرضهم فإنهم واهمون مغفّلون ولكن مع ذلك يبدو بأنّ للعدوّ أحلام وردية تجاه الأفغان وأرضهم أفغانستان.

فلاينبغي للعدوّ أن يغترّ بل عليه أن يترك العنجهية والغرور ويتّعظ من جهاد أفغان الذي كان جارياً منذ 15 عاماً وإلى الآن، فلو واصل العدوّ وحشيته وبربريته فلامحال سيفضح وينهزم؛ لأن أفغانستان مقبرة للإمبراطوريات والغزاة.