الهزيمة تحل العزيمة!

حقا لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا وفي تفسير الآية الكريمة بهذا الشأن وردت رواية أن المقصود بهذا النص يوم القيامة  حيث يحكم الله بين المؤمنين والكافرين فلا يكون هناك للكافرين على المؤمنين سبيل  كما وردت رواية أخرى بأن المقصود هو الأمر في الدنيا بأن لا يسلط الله الكافرين على المسلمين تسليط استئصال  وإن غلب المسلمون في بعض المعارك وفي بعض الأحايين . وإطلاق النص في الدنيا والآخرة أقرب، لأنه ليس فيه تحديد والأمر بالنسبة للآخرة لا يحتاج إلى بيان أو توكيد  …. أما بالنسبة للدنيا، فإن الظواهر أحيانا قد توحي بغير هذا  ولكنها ظواهر خادعة تحتاج إلى تمعن وتدقيق إنه وعد من الله قاطع  وحكم من الله جامع.
يقول السيد الشهيد في تفسيره ظلال القرآن: ”  أنه متى استقرت حقيقة الإيمان في نفوس المؤمنين ; وتمثلت في واقع حياتهم منهجا للحياة، ونظاما للحكم، وتجردا لله في كل خاطرة وحركة، وعبادة لله في الصغيرة والكبيرة . . فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا . . وهذه حقيقة لا يحفظ التاريخ الإسلامي كله واقعة واحدة تخالفها ! 
ونحن في ثقة بوعد الله لا يخالجها شك، أن الهزيمة لا تلحق بالمؤمنين، ولم تلحق بهم في تاريخهم كله، إلا وهناك ثغرة في حقيقة الإيمان  إما في الشعور وإما في العمل – ومن الإيمان أخذ العدة وإعداد القوة في كل حين بنية الجهاد في سبيل الله وتحت هذه الراية وحدها مجردة من كل إضافة ومن كل شائبة – وبقدر هذه الثغرة تكون الهزيمة الوقتية ; ثم يعود النصر للمؤمنين – حين يوجدون ! 
نعم . إن المحنة قد تكون للابتلاء . . ولكن الابتلاء إنما يجيء لحكمة، هي استكمال حقيقة الإيمان، ومقتضياته من الأعمال – كما وقع في أحد وقصه الله على المسلمين – فمتى اكتملت تلك الحقيقة بالابتلاء والنجاح فيه، جاء النصر وتحقق وعد الله عن يقين . 
يقول السيد رحمه الله : وأنني إنما أعني بالهزيمة معنى أشمل من نتيجة معركة من المعارك . . إنما أعني بالهزيمة هزيمة الروح، وكلال العزيمة . فالهزيمة في معركة لا تكون هزيمة إلا إذا تركت آثارها في النفوس همودا وكلالا وقنوطا . فأما إذا بعثت الهمة، وأذكت الشعلة، وبصرت بالمزالق، وكشفت عن طبيعة العقيدة وطبيعة المعركة وطبيعة الطريق . . فهي المقدمة الأكيدة للنصر الأكيد . ولو طال الطريق ! 
كذلك حين يقرر النص القرآني أن الله لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا . فإنما يشير إلى أن الروح المؤمنة هي التي تنتصر ; والفكرة المؤمنة هي التي تسود  وإنما يدعو الجماعة المسلمة إلى استكمال حقيقة الإيمان في قلوبها تصورا وشعورا ; وفي حياتها واقعا وعملا وألا يكون اعتمادها كله على عنوانها فالنصر ليس للعنوانات إنما هو للحقيقة التي وراءها . . 
وليس بيننا وبين النصر في أي زمان وفي أي مكان، إلا أن نستكمل حقيقة الإيمان  ونستكمل مقتضيات هذه الحقيقة في حياتنا وواقعنا كذلك . . ومن حقيقة الإيمان أن نأخذ العدة ونستكمل القوة  ومن حقيقة الإيمان ألا نركن إلى الأعداء ; وألا نطلب العزة إلا من الله “.ففي هذه يكمن النصر وهكذا نرى بشائره يوميا في ميدان المعركة  معركة الايمان والكفر معركة الحق والباطل معركة الصليب والإسلام وعلى سبيل المثال نذكر نبذة الانتصارات خلال اسابيع فقط :  
مقتل 3 من جنود حلف النيتو.
قال شهود عيان ان “استشهاديا كان يمتطي حمارا قام بالتفجير لدى مرور قافلة للقوات الأفغانية العميلة والأجنبية المعتدية في محافظة ورداك وفي النتيجة قتل ثلاثة جنود أجانب على الفور وأصيب أربعة من العملاء بجروح بالغة كما قتل مترجم عميل بعيد الحادث “. 
وأكدت القوة الدولية للحلف الاطلسي في بيان مقتل ثلاثة من جنودها لكنها لم تكشف هوياتهم، وقال المتحدث باسم “الإمارة الإسلامية” ذبيح الله مجاهد لقد “لقى 14 جنديا أميركيا وأفغانيا حتفهم في الهجوم كما أصيب عدد كبير آخر” ويذكر أن أكثر من 120 جندي أجنبي قتلوا في أفغانستان هذا العام حسبما ذكر موقع إلكتروني مستقل معني بإحصاء الخسائر البشرية في صفوف الـ”ناتو”. 
كما أعلنت الوكالات بتاريخ 12 يوليو 2013 أن مروحية تابعة لقوة “إيساف” تحطمت في منطقة برقة في إقليم بغلان شمال أفغانستان  و أقرت القوة الدولية في بيان أن “طائرة لها سقطت شمال أفغانستان ” وزعمت انه لم تسجل خسائر  وقال مراسل الجزيرة في كابل ولي الله شاهين إن حوالي 20 شخصا كانوا على متن المروحية التي سقطت بسلاح أرض جو. واضاف المراسل أن إسقاط مروحية من طراز شينوك من طرف عناصر طالبان له أهميته، باعتبار أنه الحادث الأول من نوعه في تلك المنطقة ويقف مجاهدو إمارة أفغانستان الإسلامية وراء مثل هذه الهجمات المتكررة بشكل كبير، إلا أن قوات الأعداء ترفض الاعتراف بذلك وتزعمها بدون خسائر وترجع الأمر إلى أسباب فنية وما شابه ذلك من اختلال الأجواء ووعورة المناطق .
في غضون ذلك قتل جندي تابع لقوة المساعدة الدولية في أفغانستان إيساف يوم الثلثاء (30 يوليو/ تموز 2013) بهجوم مسلح شرق البلاد. وقالت إيساف في بيان إن جندياً لها قتل بعد هجوم نفذه المقاتلون ولم تفصح القوة عن جنسية الجندي القتيل أو أية تفاصيل أخرى عن الهجوم والمكان المحدد له…
النيران الصديقة والهجمات من الداخل:
ومن جانب أخر قتلت القوات الدولية خمسة من أفراد الشرطة الأفغانية العميلة، عن طريق الخطأ بهجوم جوي أميركي عند ما طلب الجيش الأفغاني دعما جويا في مواجهة المقاتلين ويأتي الحادث الذي وقع بتاريخ 1‘ اغسطس2013 وأصيب فيه أيضا شرطيان بجروح خطيرة في إقليم ننجرهار في شرق البلاد وقبل تلك الواقعة بايام اعترفت قوات الاحتلال “الناتو” إن ثلاثة منهم قتلوا عندما فتح مهاجم يرتدي زي القوات الأفغانية النار على الجنود شرقي أفغانستان، بينما قتل الرابع وهو جندي إيطالي، بنيران استهدفت رتلاً لفريق من الاستشاريين العسكريين في إقليم “فراه” غرب أفغانستان واعترفت وزارة الدفاع الإيطالية بإصابة أربعة آخرين في الهجوم الذي أودى بحياة أحد جنودها. 
كذلك فتح جندي أفغاني النار على ستة جنود من حلف شمال الأطلسي “الناتو” في مطار قندهار وذكر ت الأنباء أن أحد جنود الجيش الأفغاني كان ضمن دورية، فأطلق النار على جنود من قوات الناتو المعتدين، فقتل واحد وأصاب ستة منهم.
وأضافت الوكالات أن الجنود المصابين كانوا جميعهم من جمهورية التشيك، و بعد نقلهم إلى المستشفى تبين أن حالتهم خطيرة وأعلن مسؤول عسكري أفغاني كبير فيما بعد فرار جندي أفغاني مجاهد والذي كان مسجوناً لإقدامه على قتل هئولاء الجنود من الحلف في قندهار، وفيما بعد قد نجح للفرار نتيجة تواطؤ جندي بطل  أخرفي الجيش  وقال المسؤول  إن شريك الجندي المذكور وهو ايضا جندي في الجيش الأفغاني أخرَج السجين من زنزانته متذرعاً بمشكلة صحية، ثم لاذ كلاهما بعد ذلك بالفرار، ليصلا الى قاعدتهما سالمين.
هذا وأكد المجاهدون في بيان الجندي كان على علاقة بهم وقد قتل العام الماضي حوالي ستين من جنود الحلف الأطلسي برصاص رجال مجاهدين يرتدون زي الجيش الأفغاني، وهي ظاهرة غير مألوفة تقلق الغزاة المعتدين وأوجد ازدياد هذه “الهجمات من الداخل” أجواء من الارتياب بين الجنود الأجانب والحلفاء ويعزو الحلف الأطلسي قسماً كبيراً من هذه الهجمات إلى اختلافات ثقافية، لكنه يعترف أيضاً بأن ربعها ناجم عن عمليات تسلل عناصر حركة طالبان الاسلامية الى صفوف قوات الأمن الأفغانية. 
وأورد وكالات الأنباء انه بلغ حجم «الهجمات من الداخل» التي يشنها الأبطال جنود وشرطيون أفغان ضد القوات الأطلسية، حدا غير مسبوق في تاريخ الحرب المعاصرة وكان شهر اغسطس من العام الماضي  الاسوأ في هذا المجال خلال حوالى 12 عاما من الحرب اذ ان ثلث الجنود الاطلسيين الذين سقطوا في ذلك الشهر قتلوا برصاص عناصر من القوات الافغانية التي يقومون بتدريبها ومعظم الجنود الغربيين القتلى أميركيون لا سيما وانهم يشكلون الغالبية الكبرى بين جنود القوة المعتدية .
وازدادت ظاهرة «الهجمات من الداخل» هذه وانتشرت في جميع ارجاء البلاد حيث سجل حتى الان ما يضاهي اكثرمن76هجوما أسفرت عن مقتل عشرات  من جنود ايساف، ويمثلون اكثر من 18% من عدد الجنود الغربيين الذين قتلوا حتى الآن ويشير بعض المحللين والضباط الى ان هذه الظاهرة لم تلاحظ من قبل في اي من حروب الحقبة المعاصرة، من فيتنام الى العراق غير انهم يجدون صعوبة في توضيح اسبابها وخلفياتها لكن الأمر لدينا وللشعب الأبي جلي وواضح فمن جانب أخذ المجاهدون زمام مبادرة هذه الهجمات الفذة النادرة كما أشاد امير المؤمنين حفظه الله في رسالة سابقة له بمناسبة حلول عيد الفطر العام الماضي، بتمكن قوات الإمارة من اختراق قوات الأمن الافغانية العميلة لتشن هجمات على القوات الأجنبية وقال: “المجاهدون تسللوا بمهارة إلى صفوف الأعداء وفقًا للخطة التي أُعطيت لهم وهم قادرون على دخول القواعد والمكاتب ومراكز مخابرات العدو بأمان وحينها ينفذون هجمات حاسمة منسقة”.
ومن جانب آخر فان كل من التحق بالقوات الأمنية في البلاد المحتلة وتحت ادارة الاحتلال هو ليس بالضرورة بائع لوطنه عميل ومخلص للعدوالمحتل، وانما لأن العدو لم يترك له فرصة للعمل والعيش بعد تخريب الحرث والنسل  في البلاد المحتلة الا بالالتحاق بالقوى الأمنية العميلة ولهذا يتم تسجيل اعداد من المواطنين في سلك الشرطة والجيش الوطني والحرس فهوكما يسمونه التحاق المضطر، وعند الفرصة المواتية هو نفس مجاهد الأمس قاتل اعداء البلاد والعباد .
وكذلك من اهم اسباب هذه الهجمات التعالي والتمييز الذي يعامله به المحتل والامتيازات التي يحصل عليها هؤلاء المجرمين  ويحرم منها الجندي صاحب الدار والديار و إن المجند يرى بأم عينيه من هؤلاء المعتدين الإبادة وقتل المدنيين وحرق الجثث وهتك حرمة الشهداء وتدنيس المصحف  وتمزيقه وكذلك الاعدامات الميدانية والقتل العشوائي والتعامل الوحشي مع اهل بلاده وهم بني جلدته واخوانه وجيرانه وافربائه والذين تربطهم به وشائج الدين واللغة والتراث  في حين لاتربطه أي صلة بالقوات الغازية المعتدية  الآتية من وراء البحار وحين يرى الجندي الأفغاني الاعمال الاجرامية البشعة المذكورة التي يرتكبها الأعداء فيستشيط غيضا وغضبا ويقتلون المحتلين ولو كانوا مدربيهم في ساحة التدريب او في أي مكان  تتيح لهم الفرصة السانحة .
وقد انتشر الرعب في قلوب الأميركيين بعد ازدياد قتل الجنود الأفغان للضباط والجنود الأميركيين المنتشرين في أفغانستان وتفوقت أخبار قتل الجنود الأفغان الذين وجهوا بنادقهم إلى صدور مدربيهم من ضباط وجنود حلف الشمال الأطلسي (الناتو) على الهجمات الأخرى في أغلب أنحاء البلاد، وفي أغلب الأحوال يلوذ المقاتلون الآبطال من الجنود الأفغان بالفرار من وحداتهم العسكرية باتجاه قراهم أو على الأكثر يلتحقون بصفوف حركة المقاومة الاسلامية .
هزيمة الروح و النفسيات :
و هزمت الأحزاب نفسيا كما هزمت ميدانيا وتقول الأنباء أن  حالات انتحار الجنود البريطانيين تفوق كثيرا قتلى معارك أفغانستان وفي هذا الصدد أفاد تحقيق نشرته الـ”بي بي سي” أخيرا بتاريخ  15 يوليو 2013 بأن عدد الجنود أو الجنود السابقين البريطانيين الذين انتحروا العام الماضي يفوق عدد الجنود الذين قتلوا خلال معارك في أفغانستان عام 2012. وأضافت هيئة الإذاعة البريطانية أن 29 مقاتلا سابقا و21 جنديا في الخدمة انتحروا العام الماضي، أي أكثر من 40 جنديا قضوا في الجبهة خلال الفترة نفسها في أفغانستان. 
وأكدت وزارة الدفاع البريطانية أن سبعة جنود في الخدمة انتحروا عام 2012، لافتة إلى 14 حالة انتحار أخرى محتملة لم تتأكد بعد.. ولا تحصي السلطات البريطانية حالات الانتحار في صفوف قدامى العسكريين وأشارت الوزارة إلى أن حالات الانتحار داخل القوات المسلحة تبقى “نادرة إلى حد بعيد”، وأقل من نظيراتها لدى السكان المدنيين. 
نعم إن الأعداء يتآمرون ويدبرون ويمكرون . . والله، يمكر بهم ويبطل كيدهم وهم لا يشعرون !  فأين هؤلاء البشر الضعاف المهازيل، من تلك القدرة القادرة . . قدرة الله الجبار، القاهر فوق عباده، الغالب على أمره ? فهو الذي هزم الأحزاب وحده واليوم يهزم جيوش الكفرة المعتدين وهذه الهزيمة تحل عزيمة الأعداء المتغطرسين .
وما النصر الامن عند الله .

Xanax is often a person in the drug classviagra cheap. Dinitrates are metabolized to mononitrates and ultimately glycerolManufacturer states that safety and efficacy not established in patients < years of age buy online viagra professional.

عرفان بلخي