الوضع الجهادي في مديرية «بركه» بولاية بغلان

أبو حماد

 

على وجه التحديد وقبل عشرة سنوات لم يكن لمجاهدي الإمارة الإسلامية حضور ملموس وفعال في مديرية بركة بولاية بغلان، ما سوى بضعة أفراد قلائل كانوا مشغولين بالجهاد ولكن خارج المديرية وهم الشهيد الملا شمس الدين المعروف بـ «زبير» والشهيد الملا عبد اللطيف المعروف بـ «الفدائي»، ولكن الفضل يعود إلى الشهيد الباسل الملا عبد الفتاح المعروف بـ «حقاني» عندما أكمل 5 سنوات خلف قضبان الألم في سجني باغرام وبلتشرخي المشبوهَين، ثم أطلق سراحه فعاد إلى المديرية المذكورة كي يحيي أمل الجهاد والمقاومة في هذه المنطقة.

ذهب الحقاني إلى مديرية بغلان مركزي، ومن هنالك أعدّ مجموعة قوية للرجوع إلى منطقته، علمًا بأنّ المسؤول الجهادي لولاية بغلان كان الملا محمد صاحب آنذاك، فبأمره قامت هذه المجموعة الفتية بهجوم صاعقٍ على مديرية بركة وسيطروا عليها، وبعدما غنموا كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر انسحبوا إلى جبال فلول وساي هزاره ومن هنالك عادوا إلى البغلان المركزي.

وشيئًأ فشيئًا كان المجاهدون يتواجدون في بركة إلى أن استطاعوا السيطرة على نصف أراضيها خلال 6 شهور، فاضطرب العملاء واستنجدوا بأسيادهم لكي يحموهم بالطائرات، ومن هنا ازدادت المداهمات والقصف العشوائي وقتل خلال 3 شهور عدد كبير من المواطنين الأبرياء والمدنيين العزل، وعلاوة على ذلك استشهد ما لا يقل عن 45 من المجاهدين الأبطال بما فيهم حقاني، وكان آنذاك المسؤول العسكري لهذه المديرية.

ومنذ ذلك الحين وحتى الآن استشهد 5 مسؤولون لهذه المديرية بالتناوب، واستشهد مسؤول إثر مسؤول ولكن لم يتوقف الجهاد ولا التقدّم، والمسؤولون هم: الشهيد الملا عبد الفتاح حقاني، والشهيد الملا محمد أنور المعروف بـ محمد، والشهيد قاري محمد أنس، والشهيد الملا شمس الدين المعروف بـ زبير، والشهيد المولوي سيف الدين تقبلهم الله.

وكثير من القادة نالوا ما كانوا يتمنّون ولم يتنازلوا قيد أنملة بل وضمخوا الثرى بنجيعهم الطاهر في قتالهم ضدّ الصليب وأذنابهم العملاء، ومن هؤلاء الأبطال: الملا عبد اللطيف فدائي، والملا تاج الدين وثيق، والملا مطيع الله، ومحمد حسين المعروف بـ أسدالله، والملا جمال الدين طلال، والقاري قلب الدین المعروف بـ روح الله، والقاري عبدالوکيل المعروف بـ السيد ياسر، والقاري إلياس الفاروقي، والملا إحسان الله، والملا جلمراد، والقائد عبدالغیور – تقبلهم الله تعالی –

كما لم يدّخر العلماء من أي جهد بل وساندوا المجاهدين باللسان والسنان، واستشهد كثير منهم لإعلاء كلمة الله، منهم الشهيد المولوي شهاب الدين ثاقب، والشهيد المولوي خليل أحمد عاکف، والشهيد المولوي سیف الدین – رحمهم الله تعالی –

ولن تنسى جهودات الملا زبير أحمد منصور رحمه الله وتضحيات إخوانه البواسل وهي ثابتة في أوراق التاريخ، وإنّ جهود زملائه ومساعيهم وتضحياتهم لم تزل على قدمٍ وساق، وإنّ شهداء مجموعته أكثر من المجموعات الأخرى، واستشهد حتى الآن 4 مسؤولي جماعته، وهم الشهيد الملا زبير أحمد منصور، والشهيد القاري روح الله، والشهيد الملا جمال الدين طلال، والشهيد القاري ياسر– تقبلهم الله تعالی –

وبالجملة استشهد أكثر من 100 شهيد من أبناء هذه البقعة المباركة، و98% منهم من حفظة كتاب الله، أو من طلاب العلوم الشرعية، نسأل الله أن يتقبّل شهادتهم، وهذه حقيقة ماثلة للعيان بأنّ بستان الجهاد لن يزبل باستشهاد القادة الجهادية والمجاهدين البواسل، بل على عكس ذلك تمامًا إنّ الجهاد المبارك ببركة دمائهم الزكية على وشك النصر المبين، ونتيجة هذه التضحيات الجسام والمساعي الحثيثة سيطر المجاهدون الآن على أكثر من 90% من أراضي مديرية بركة.

وكانت للمجاهدين انتصارات كبيرة خلال العمليات المنصورية في هذه المديرية، وطهرت قرى مهمة من هذه المديرية بجهود المجاهدين ولا سيما بجهود المولوي شهاب الدين ثاقب، والمولوي فيض الله خالد، واستطاع المجاهدون أن يسيطروا على قرى: ناقل، وششکل، والفبيك، وتوده کوش. وكانت للمجاهدين خلال عمليات «الخندق» فتوحات ساحقة، ولا سيما فتح المناطق الاستراتيجية كـ «فلول» و«شهرنو» وعشرات القرى الصغيرة والكبيرة.

والمواطنون راضون من المجاهدين وعن معاملاتهم الحسنة بالمواطنين في مديرية بركة، ويعيشون عيشا هادئًا في ظل الإمارة الإسلامية ويرجون مستقبلا جميلًا في قادم الأيام.