بيارق النصر

وليد الأعظمي

 

بيارق النصر رفي فوق وادينا

وظللي الربوات الخضر زاهرة

والحقل يرفل بالأزهار ضاحكة

وللعنادل بين الروض زغردة

عاد الربيع جميلا في مباهجه

فهل يعود ربيع الروح ثانية

نحن الذين كشفنا كل خافية

خضنا الحياة فما زلت لنا قدم

لم تعرف الغمض أجفان ولا مقل

فما استبد بنا عجز ولا جزع

رعنا الليالي وما ريعت لنا همم

وكيف يخشى الردى من بات مرتديا

وكيف يرتاح للبلوى أخو شمم

وكيف يسكت ذو حق وقد عبثت

عافت هدى الله وانقادت بعاطفة

كنا نرى النصر قد لاحت بوارقه

حتى إذا جاء أمر الله صاح بهم

ما بين غمضة عين وانتباهتها

وزمجرت سور القرآن صارخة

ورفرفت راية الإسلام عالية

نصارع الكفر أيا كان مبعثه

وإنما نحن جند الله قد رضيت

نطيعه ونحامي عن شريعته

نرى الحياة حياة في عقيدتنا

يا من وضعتم قوانينا لأنفسكم

الله أنزله بالحق يرشدنا

آياته بالهدى والعدل قد نطقت

ضل الذي يهجر القرآن مجتديا

لسنا نريد دساتيرا مرقعة

واليوم عادت لنا البشرى وقد سطعت

تهزنا ذكريات المجد دافقة

هذي جيوش الهدى تدوي مجلجلة

تقدمت ولواء النصر منتشر

الحق يدفعها حتى تعيد لنا

سارت وللثأر نيران مؤججة

في بأسها من صلاح الدين شدته

 

  خفاقة فلقد حقت أمانينا

فالماء ينداح عطرا في سواقينا

أريجها العبق الفواح يحيينا

تضفي سرورا على من كان محزونا

إن الربيع لمعنى من معانينا

بالحق والعدل والإيمان مقرونا

بين الأنام وقدمنا البراهينا

في موقف قلق ما كان مأمونا

من الرصاص غدت بيضا ليالينا

وتلك من نفحات المصطفى فينا

وكيف يرتاع من يستشعر الدنيا

ثوب الجهاد به يغشى الميادينا

وعينه تبصر الأوباش يبغونا

بحقه عصبة تقفو الشياطينا

معصوبة العين لم تعرف موازينا

وغيرنا بسراب كان مفتونا

مدبر الكون تحريكا وتسكينا

الله قد صير السجان مسجونا

فرددت بعدها الآفاق آمينا

تطوف من حولها أطياف ماضينا

ولا نقلد مشبوها ولينينا

نفوسنا برسول الله هادينا

ليعرف الناس شيئا من مبادينا

وما سواها فزقوما وغسلينا

نحن اتخذنا كتاب الله قانونا

إلى السعادة في شتى مرامينا

تضفي على الحق إيضاحاوتبيينا

منهاجه بغرور من أعادينا

فشرعة الله تكفينا وترضينا

أمجادنا وصعدنا في مراقينا

حتى نعود كما كنا عناوينا

تهتز مرعوبة منها أعادينا

فوق السماكين رمزا عن معالينا

بالعز ثانية بدرا وحطينا

باتت تحاكي شظاياها البراكينا

به تدير على الكفر الطواحينا