تكرار الحماقة

بعد الهجوم النّوعي الذي نفّذه المجاهدون الأبطال في مدينة كابل، الذي راح ضحيته العشرات من الأجانب بما فيهم الأمريكان، انتشر جديداً تقرير مفاده أنّ أمريكا تعزم إرسال ألف جنود إضافي إلى أفغانستان.

وإنّ تعزيز القوات الإضافية إلى أفغانستان، لم يزل في نقاش مستمرّ في وسائل إعلام الغربيين، ويُقال بأنّ هؤلاء الجنود يرسلون إلى أفغانستان على غرار استراتيجية ترامب الجديدة.

إنّ ترامب وإدارته وإن تشدّقوا في صيف العام الماضي عن استراتيجية جديدة في أفغانستان، وحسبوها ناجحة إلا أنهم مرتبكون لحدّ الآن في أفغانستان ولا يدرون ماذا يفعلوا، ولم يدّخر الجنود الأمريكان ما كان في وسعهم طيلة السنوات 17 الماضية، واقترفوا كل أنواع الجرائم أمام مرأى ومسمع العملاء.

وازداد ترامب وفق استراتيجيته الجديدة في عدد جنوده المقاتلين في أفغانستان في 6 الشهور الماضية، ونتيجة ذلك قُتل الآلاف من المدنيين الأبرياء في الغارات الجوّية، والقصف العشوائي، إلا أنهم لم يستطيوا مع هذه الجرائم الوحشية أن يصمدوا أمام المجاهدين الأبطال، أو يضعفوا من معنوياتهم، وهذه خسارة فادحة للأمريكان وبلا شك.

فالأمريكان لا يستطيعون هزيمة المجاهدين، إلا أنهم يستطيعون شيئاً واحداً وهو مساندة عملائهم وحمايتهم، كي لا يهربوا عن ميادين القتال، وإنْ كان ثمن ذلك مقتلهم وسحقهم في تلك الميادين.

ومن هذا المنطلق، إنّ إرسال الجنود الإضافية صيحة في واد، ومنحصرة في الإعلام وحسب، لأنّ المحتلّين لم يستطيعوا أن يبلغوا إلى أهدافهم عندما كانوا 150 ألف جنود مدججين بأفتك أنواع الأسلحة، فكيف يستطيعون ذلك وهم عشرات أو مآت؟

والمقصود من هذه التشدقات في وسائل الإعلام، ذرّ الرماد على العيون، وتغطية هزائمهم المتكرّرة، ورفع معنويات العملاء المرتزقة ولا غير، وإن تعزيز القوات الإضافية وإرسال مزيدٍ من الجنود ما هو إلا تكرار الحماقة، والنّصر لا محال حليف المجاهدين، إن شاء الله.