حصانة المحتل!

لقد وقع العميل كرزاي العام الماضي اتفاقية الشراكة الاستراتيجية  في دياجيرظلام الليل مع سيده اوباما وكانت هي وثيقة بيع الوطن والعرض والكرامة الافغانية للأمريكان والتي هي في الحقيقة موافقة استمرار الاحتلال والاستعباد .

وكانت الاتفاقية احتوت على نقاط خطيرة جدا على سبيل المثال  : نصت الموافقة على أن الهدف من التوقيع هو الحفاظ على حقوق الانسان والقيم الديمقراطية المشتركة وجاء فيها أن قضية المرأة وتمكينها من حقوق المرأة الغربية  من أهم ما يشغل بال الأمريكيين والغربيين كما نصت الاتفاقية بتمجيد التضحيات الامريكية في افغانستان يعني تمجيد المجرمين الذين ارتكبوا ابشع الجرائم وافظع المنكرات واشنع الاعمال الاجرامية وعن طريق هذه الوثيقة حصل الأمريكيون على وثيقة المشروعية الكاملة التي تسمح لهم بالتصرف الحر الذي لايعرف أية قيود ولايعرف باي نوع من الحدود.ومن العجائب إن كرزاي قال يوما: «إنه لا يود أن يذكره الناس على أنه سياسي مهزوم، ولذا فهو يرغب في أن يذكر الناس بأنه وطني تكالبت عليه القوى الغربية لإسقاطه»وهكذا لنرى البون البعيد بين خدماته للمحتل وتصريحاته ضده.

كانت الاتفاقية تعني احتلال افغانستان من جديد فأمريكا تجبر أفغانستان على الحفاظ على نظام الحكم الديمقراطي بحسب المفهوم الغربي، وهو ما يعني عدم وصول أي حاكم في البلاد للحكم إلا إذا كان ممن يحملون الفكر الغربي الديمقراطي ، اوبمعنى آخر الا اذا كان من عملائه المخلصين . 

واليوم التوقيع علي الاتفاق الأمني وهي منح حصانة قضائية للجنود الأمريكيين من القانون الأفغاني حال ارتكاب أحدهم جريمة وأكد الامريكيون أنه إذا لم يكن هناك اتفاق حول هذه المسألة فلن يكون هناك اتفاق, مشيرا إلى أن العسكريين الأمريكيين الذين يرتكبون جرائم والفضائع في أفغانستان سيخضعون للمحاكمة والعقاب وفقا لقوانين الولايات المتحدة.

واخيرا افتتح كرزاي اجتماعاً لمجلس شورى شيوخ القبائل الأفغانية «لويه جركه» المؤلف من 2500 رجل وامرأة في كابول لاتخاذ قرار بشأن مشروع الاتفاق الذي أقره مفاوضون أميركيون وأفغان في أكتوبر الماضي قبلا ، داعيا المجلس إلى الموافقة عليه. وحذر كرزاي من أنه” إذا غادرت القوات الأميركية أفغانستان، ستبقي البلاد بمفردها في مواجهة حركة طالبان”

إن الفصائل الأفغانية والفئات المختلفة رفضت بشدة قبل انعقاد  اجتماع مجلس شورى بقاء القوات الأمريكية واعتبره استمرارا للاحتلال واعتداء على سيادة البلاد  وقالوا أنها مسرحية لاتمثل أراء الشعب الافغاني كما أعلن امير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد حفظه الله، رفضه القاطع الاتفاق الأمني المقترح بين الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية العميلة، متعهداً باستمرار “الكفاح المسلح” ضد “الغزاة والمعتدين” رافضاً ـ أيضاً ـ الانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها في أبريل من العام المقبل وقال إن هذه الانتخابات تخدم مصالح القوى الغربية. ..ومضيعة للوقت .

كما كانت هناك ردود فعل غاضبة ؛ فقد تظاهر آلاف الطلاب في جلال أباد كبرى مدن الشرق الأفغاني للتعبير عن رفضهم لبقاء قوات أمريكية في البلاد بعد رحيل قوات الحلف الأطلسي أواخر العام المقبل وانطلق المتظاهرون من حرم جامعة جلال أباد التي تضم 30 ألف طالب، وأغلقوا الطريق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة الأفغانية رافعين هتافات معادية للقوات الأميركية. وقال أحد الطلبة إن موفدي اللويا جيرغا “لا يمثلون الشعب الأفغاني وبالتالي لا يحظون بالشرعية للبت في مواضيع مهمة كهذه”.

مع هذا امتدح حامد كرزاي مشروع اتفاق أمني بين الولايات المتحدة وافغانستان  لمدة 10 سنوات، والذي ينص على بقاء ما بين 10 آلاف و15ألف جندي، معظمهم أميركيون في أفغانستان، بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي منها بنهاية العام المقبل، ويسمح لهم باقتحام وتفتيش منازل الأفغان في «حالات استثنائية»، قائلاً إنه ضروري لتحقيق استقرار أفغانستان،

وحسب نص الاتفاق يفترض أن تدخل الاتفاقية الأمنية حيز التنفيذ في الأول من يناير 2015 وستكون صالحة لعشر سنوات على الأقل. وتنص هذه الوثيقة على منح الجنود الأمريكيين الذين سيبقون في أفغانستان بعد 2014 إذا ارتكبوا الجرائم حصانة قانونية..

قال كرزاي في خطابه  “ثقتي في امريكا ليست قوية. لا أثق بهم وهم لا يثقون بي  و في الأعوام العشرة الماضية تعاركت معهم وروجوا دعاية ضدي.” ومن جانب آخر قالت الحكومة العميلة انها تلقت تأكيدا بأن رسالة من أوباما ستقدم للمجلس الأعلى للقبائل الأفغانية (لويا جيركا) معتذرا من اخطاءات الحرب في  الماضي. لان خلال الاتصال الهاتفي، أقر كيري بـ”ارتكاب أخطاء في الماضي” في إطار عمليات الدهم.

ولضمان عدم تكرار هذه الأخطاء “اتفق الجانبان على أن يوجه الرئيس باراك أوباما رسالة إلى الرئيس الأفغاني والشعب الأفغاني يطمئنهما إلى أن القوات الأميركية لن ترتكب تجاوزات” خلال هذه الحملات.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة العميلة أن على الولايات المتحدة أن تعترف في هذه الرسالة بأن “الشعب الأفغاني عانى خلال العقد الأخير”. وأضاف “من المهم ان تقر الولايات المتحدة بأن أخطاء ارتكبت في الحرب على الإرهاب وفي إطار عمليات عسكرية نفذت في أفغانستان”.

لكن خلاف ذلك  قالت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس لتلفزيون (سي.إن.إن) في مقابلة إن تقديم مثل هذا الاعتذار غير وارد و يثير مثل هذا الأمر انتقادات من جانب الجمهوريين وغضب قدامى المحاربين الأمريكيين  وقالت سوزان رايس، إن الولايات المتحدة لن تعتذر إلى أفغانستان عن أخطاء ارتكبها جنود أمريكيون في البلاد وأضافت “لن تتم صياغة أو تسليم رسالة كتلك. لا حاجة كي تعتذر الولايات المتحدة إلى أفغانستان”. وتابعت “على العكس، لقد قدّمنا تضحيات ودعمنا تقدّمهم الديمقراطي و….. لذا (رسالة الاعتذار) ليست على الطاولة.

هذا وقد وافق المجلس الاعلى للقبائل (لويا جيركا) على اتفاق امني مهم مع الولايات المتحدة سيمهد الطريق لبقاء القوات الامريكية في البلاد الى ما بعد عام2014وقد احرزصبغة الله مجددي رئيس المجلس الأعلى للقبائل قصب السبق من جميع المشاركين حيث قال اذا لم توافقوا سأهاجرمن البلد الى الآبد وقال مخاطبا لكرزاي في ختام الاجتماع “اذا لم توقع عليه فإننا سنشعر بخيبة الامل ورد كرزاي قائلا “حسنا” ثم غادر المنصة.

إن كرزاي بدا في كلمته الختامية التي وجهها إلى الاجتماع الذي استمر اربعة ايام متمسكا بموقفه السابق وهو انه لن يوقع على الاتفاق إلا بعد اجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في ابريل نيسان. وتصر واشنطن على ضرورة الموافقة على الاتفاق بنهاية هذا العام وتـأخير الاتفاقية الامنية يثير استياء واشنطن التي اشارت الى ان هذا الامر ليس “عمليا ولا ممكنا” ولوحت بسحب كامل القوات الاميركية.

وموقف كرزاي هذا  نابع عن تحفظ ماء وجهه كما قال احد المحللين داود مراديان «إن المفاوضات تقدم لكرزاي فرصة لتشديد مواقفه نظراً للتوقيت ولرغبة الأميركيين الشديدة في توقيع الاتفاق بأسرع وقت ممكن، وهو أول اتفاق بارز يسمح لدولة كبرى بإبقاء قواعد عسكرية في أفغانستان وذلك أحد الخطوط الحمراء في القومية الأفغانية». وأضاف «لا يريد كرزاي أن يحكم عليه التاريخ بأنه شخص وقع اتفاقية باعت الاراضي الأفغانية الى أجانب هذه صفقة كبرى لأفغانستان».

وقالت مستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي الأميركي سوزان رايس إنه «إذا لم يتم التوقيع سريعاً، فلن يكون أمام الولايات المتحدة خيار سوى ان تبدأ التفكير في وضع لما بعد العام 2014 ليس فيه وجود للقوات الاميركية في أفغانستان».

ويعني هذا انسحابا كاملا للقوات الامريكية.كما أن الولايات المتحدة كانت  تعتزم الإبقاء على قوة في العراق بعد عام 2011 شرط الحصانة لكن العراقيون رفضوا هذا الشرط فسحبت امريكا في نهاية المطاف كل قواتها,

هذا و كرزاي قال يوما: “إن كابول حريصة علي استقلالها, وإذا كانت واشنطن أكثر منا قوة, وأكثر منا ثروة, فإننا أيضا أسود!!!”.

ولامرية في هذا اننا ( شعب افغانستان ) اسود لكن في الأغلال وانتم حفنة من الخونة العملاء الذين تمنحون أبهى الألقاب وأفخر الأوسمة الى اعتى الأعداء وابشع المجرمين وتتمسحون على اعتابهم صباح مساء ، إنكم ترجون من اسيادكم ان يطيلوا احتلال بلادنا بحيلة او أخرى لتكون حياتكم في مأمن ومفاداتكم في نمو ومعيشتكم في ثبات وانتم تقولون أن انسحاب القوات الغازية سيكون خطأ فادحا و سنعود الى الوراء و ستعم الكارثة وتكون جميع عمليات الاحتلال سدى ، فانتم العملاء والآرقاء الذين سلّطكم المحتلون على هذاالشعب لتقتلوا ولتعذبوا ابناء جلدتكم وتتهموهم بأبشع التهم ، ارتكبتم جرائم لاتحصى من بيع الوطن والكرامة  والقتل، والدمار، والتعذيب .

لكن المستقبل للحق وقد جعل الله انتصار الحق سنة كونية كخلق السماوات والأرض , واختلاف الليل والنهار . سنة لا تتخلف . . قد تبطئ . تبطئ لحكمة يعلمها الله , وتتحقق بها غايات يقدرها الله . ولكن السنة ماضية . وعد الله لا يخلف الله وعده . ولا يتم الإيمان إلا باعتقاد صدقه وانتظار تحققه  ولوعد الله أجل لا يستقدم عنه ولا يستأخر” .