خطوات جادة نحو السلام المستدام

كتبه: الأستاذ خليل وصيل

لم تؤسس حركة طالبان الإسلامية إلا لاستتباب الأمن وتحقيق السلام في أفغانستان، فقد نشأت حين كانت أفغانستان تئنّ تحت وطأة الاقتتالات الداخلية بين الأحزاب، وعموم الفوضى وانتشار الفساد في كل مكان، وكانت دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم مهددة بالخطر، وكانت تراق دماء دون أدنى سبب، وارتُكِب من المجازر والانتهاكات ما تشيب لهولها الولدان، حيث تٌدق المسامير في رؤوس البشر، ويرقص الأموات (حيث يقطع رأس الرجل ثم يتم سكب الزيت الحار عليه لئلا تخرج روحه بسهولة).

تأسست حركة طالبان الإسلامية لإنهاء مثل هذه الأوضاع البشعة، فاحتضنها الشعب، وبسطت سيطرتها في وقت قليل على ربوع البلاد، فحكّمت الشريعة الإسلامية، وحقّقت السلام الحقيقي، ونشرت العدل والحق.

وما كاد الأفغان يتنفسون الصعداء في ظل الإمارة الإسلامية حتى اعتدت الجيوش الصليبية بقيادة أمريكا واستفرغت قوتها على أفغانستان المستضعفة، فأسقطت الإمارة الإسلامية، ودمرت البلاد، وقتلت النساء والشيوخ والأطفال وعاثت في الأرض فسادا.

لم يستسلم الأفغان أمام القوة العاتية للاحتلال الأمريكي بل آثروا المقاومة المسلحة، فانطلقت حينئذ شرارة الجهاد المقدس ضد التحالف الصليبي.

وبعد قراع استمر قرابة عشرين سنة، أدركت أمريكا أنها لن تنجح عبر استخدام لغة الحرب والتهديدات، فاضطرت للجلوس على طاولة المفاوضات، وبعد محادثات صعبة، تم التوصل إلى إتفاق إحلال السلام في أفغانستان.

وعلى الرغم من ذلك، لازال الجانب الآخر يماطل في أمر السلام، إضافة إلى ارتكاب مئات من الخروقات للإتفاقية، آخرها تمديد موعد انسحاب القوات الأجنبية عن أفغانستان عن الموعد المتفق عليه في إتفاق الدوحة.

وفي ظل هذه الخروقات المتعمدة التي تمارسها قوات الاحتلال وعملاءها، لا زالت الإمارة الإسلامية تخطو خطوات جادة وسريعة نحو السلام المستدام، نذكر بعضا منها فيما يلي:

الإفراج عن أسرى العدو:
لقد أفادت الأنباء بأن المجاهدين أطلقوا سراح 250 جنديا من أسرى العدو، في مختلف الولايات، وذلك بموجب مرسوم سماحة أمير المؤمنين، بمناسبة عيد الفطر، وتم إرسال الجنود المفرج عنهم إلى منازلهم بعد منحهم بدل أجرة السفر وملابس جديدة.

هذا في حين أن العميل أشرف غني أطلق التهديدات بأنه سيقوم بشنق عدد من أسرى المجاهدين، مهيئا الجو لمزيد من الخلاف والمشاحنات!

إعلان الهدنة خلال أيام العيد:
وفي خطوة عملية أخرى نحو السلام الحقيقي، سارعت الإمارة الإسلامية مرة أخرى إلى إعلان وقف إطلاق النار خلال أيام العيد الثلاثة، ليحتفل الأفغان بالعيد في جو من الأمن.
ويجدر بالذكر أن الإمارة الإسلامية التزمت بالهدنة بالكامل، ولكن العدو خرق الهدنة في عدد من المناطق.

إطلاق مبادرات واقعية للسلام:
أطلقت الإمارة الإسلامية مبادرة واقعية ومتزنة للسلام، وذلك بالتأكيد على آليات تنفيذ إتفاقية إحلال السلام في أفغانستان، ولكن العدو يصر على مبادرات خداعة وشعارات رنانة، مع العمل الدؤوب على وضع العراقيل في سبيل جهود السلام الحقيقي.