كابول… خط النار الأول

بتاريخ 17 من يناير الجاري هزت هجمة إستشهادية نوعية المنطقة الخضراء (Green Zone) من العاصمة كابول، مما أدت إلى مقتل 21 شخصا معظمهم من الدبلوماسيون الكبار ومسؤلي رفيع المستوى في المنظمات والهيئات الغربية التابعة لأمريكا وحلفائها.

هذه هي المرة السادسة التي يستهدف المجاهدون فيها خلال شهر واحد القوات الدولية، وقواعدها العسكرية، ومراكزها الدبلوماسية و يكبدونها خسائر فادحة و أضرارا بالغة في الأرواح والعتاد.

تنطلق سلسلة هذه العمليات الجهادية المباركة في كابول في حين إعلان القوات الأجنبية  وقوات التابعة لإدارة كرزي العميلة حالة استنفار قصوى وتأهب تام، وذلك بعد تهديدات عسكرية مستمرة وجهها المجاهدون الأبطال إليهم. لقد عد المحللون العسكريون تنفيذ الهجوم الأخيرعلى تجمع ديبلوماسيي الأجانب في منطقة وزير اكبرخان (حي السفارات) في العاصمة الأفغانية كابول  الأول من نوعه و أكثره دمويا لديبلوماسين الأجانب خلال سنوات الاحتلال الإثنتي عشرة واعتبروه ضربة قاسية للقوات الأجنبية التي تدعي بين الحين والآخر تقدمها ضد قوات الإمارة الإسلامية في أفغانستان.

إن إخفاق جهود المحتلين وأذنابهم في صد عمليات المجاهدين التكتيكية رغم رفعهم لدرجة التأهب الأمني في العاصمة كابول، يدل على أن خطة الإمارة الإسلامية الجهادية للعاصمة كابول ناجحة ومعقدة التكتيك لايمكن اختراقها، لأن الأمريكان وعملائهم رغم إمكانياتهم الكبيرة واستعدادهم الكامل فشلوا في درء هجمات المجاهدين قبل وقوعها.

لقد ركز المجاهدون في تنفيذ هجماتهم العسكرية على العاصمة الأفغانية كابول واختاروها كخط النارالأول للمعركة مع المحتلين ،يريدون من خلاله استعراض قوتهم وتقدمهم العسكري فيها، لأن مدينة كابول تحظى بأهمية استراتيجية عسكرية وسياسية للمحتلين حيث تتواجد فيها سفارات الدول الغربية، ومكتب مبعوث منظمة أمم المتحدة ومركز قيادة الناتو، و سفارة أمريكا وبقية المراكز الدبلوماسية للبعثات الأجنبية ومكاتب وسائل الإعلام العالمية.

إن عجز القوات المحتلة والعميلة من حماية منطقة محددة و حساسة كمدينة كابول يدل على انهزامهم الكامل أمام قوة مجاهدي إمارة أفغانستان الإسلامية العسكرية .

يصف الخبراء عسكريون حلول العام 2014 الميلادي الجديد ذو أهمية جوهرية لجانبي الصراع (المجاهدون والأمريكان) ولذلك يسعى المجاهدون تكثيف هجماتهم على القوات الأجنبية و يختارون لتنفيذها المكان والزمان المناسب.

فالخلافات الأخيرة بين كرزاي والبيت الأبيض بشأن توقيع الشراكة الأمنية، واقتراب موعد رحيل القوات الدولية عن أفغانستان، وانهيار معنويات الجيش الأفغاني، وتضرر الأبرياء المدنيين في قصف طائرات يشنها الأجانب من الأسباب التي تهيء المناخ لانتصار طالبان وميل كفة الحرب لصالحهم، وتقهقر القوات الدولية إلى حالة دفاع متدهورة، ويرون الخبراء أن المجاهدين استغلوا هذه الفرص فركزوا ضرباتهم العسكرية المتتالية على القوات الأجنبية وعملائها في مدينة كابول وسائر المناطق الأفغانية في أنحاء متفرقة للبلد.

وقد أعلن ذبيح الله المجاهد المتحدث باسم الإمارة الإسلامية أن الهجوم الأخير كان ردا على مجزرة “سياه كرد” التي ارتكبتها جنود الاحتلال الوحشية قبل يومين والتي سقطت فيها ثلاثين قتيلاً بينهم النساء والأطفال الصغار.

ولكن العجب أن البعض سارعوا إلى إدانة الهجوم الاستشهادي وتشدقوا بكلمات التنديد، ووصفوها بالمريع، لكنهم آثروا السكوت المخزي والصمت الكامل على المجزرة التي قامت بها القوات الأجنبية ضد المدنيين الأبرياء المجرمين فذاقوا جزاء ما عملوا في هذه العملية الاستشهادية.

العمليات الأخيرة التي قام بها المجاهدون  في أفغانستان رجحت كفة القتال لصالح المجاهدين وتركت آثارا سلبيا على معنويات القوات الأجنبية ولذلك نرى كبار قادتهم يحذرون قواتهم ومواطنيهم عن هجمات مجاهدي الإمارة الإسلامية عليهم.

لقد عد “مارك إيه ميلي” قائد القيادة المشتركة للقوات الأجنبية  هجوم كابل ضربة قوية للأجانب المتواجدين في كابول وقال إنه يتوقع المزيد من الهجمات المماثلة لها.

مع أن أمريكا تنوي لإبقاء 10000 من قواتها في أفغانستان إلا أن هجمات المجاهدين المتتالية تشير إلى أنها لن تغني عنها شيئا بل ستجر إليها مزيداً من الذل والخنوع إن شاء الله.