ماذا ينبغي على سكوت ميلر؟

عبدالرحيم «ثاقب» الكاتب والمحلل السياسي

 

قال الجنرال الأمريكي “سكوت ميلر” في تصريحاته لوسائل الإعلام مهدّدا المجاهدين: (إن حركة طالبان إذا لم تخفض وتيرة العنف في أفغانستان، سنرد عليها بالمثل).

إن الجنرال “ميلر” يرسل التهديدات إلى طالبان في حين أن حكومته (الولايات المتحدة) فشلت في تنفيذ الإتفاقية التي وقّعتها مع الإمارة الإسلامية في الدوحة.

ولو حقّقت حكومته وعودها الرسمية بشأن السلام مع المجاهدين؛ لما كان ثمة حاجة إلى تهديداته الحمقاء.

وكان ينبغي على السيد “ميلر” أن يوجه تهديداته هذه إلى الحكومتين التوأمين في كابل واللّتان تضعان العقبات أمام إتفاق السلام في أفغانستان، بدلاً من توجيه تهديداته لطالبان.

ولينظر الجنرال “ميلر” إلى قوته وقدرته، كم فيها من صلاحية للرد على طالبان؟

هل ادّخر هو وحكومته جهداً في محاربة الشعب الأفغاني؟

وماذا سيجني هو من التهديدات الفارغة؟

كجنرال عسكري يدري السيد “سكوت ميلر” أن حكومته جرّبت في أفغانستان بدءا بالأسلحة الفتاكة، ومرورا بأم القنابل، ووصولا إلى الأسلحة المحرمة دوليا ضد الأفغان العزل.

وقبل توقيع إتفاق السلام، أمره قائده الأعلى “دونالد ترامب” -ضمن إستراتيجيته الحربية- بإمطار الأفغان بآلاف القنابل شهرياً، لكنهم لم يكسبوا شيئا سوى إلحاق الخسائر بالمدنيين الأبرياء.

والآن لما وجّه “ميلر” تهديداته إلى المجاهدين، يا ترى هل سيقوم باستعمال قنبلة أكبر من أم القنابل على أفغانستان؟

وهل سيكون رده أكثر همجية و دمويّة من إستراتيجية “ترامب” الوحشية التي أمطرت (7000) قنبلة خلال شهر واحد فقط على الأفغان المستضعفين؟

كجنرال عسكري شهير يدرك “سكوت ميلر” أنه تم اختبار قوة المجاهدين وقوة الأمريكيين من كل ناحية في أفغانستان خلال الأعوام الثماني العشرة الماضية.

وقبله قارع الأفغانَ جنرالات البنتاغون المشهورين مثل الجنرال ستانلي مكريستال والجنرال بيترايوس.

وأخيرا أدرك القائد الأعلى للقوات الأمريكية “دونالد ترامب” بأن استمرار مقارعة الأفغان (الطالبان) هو طلب الحتف بالظلف في مقبرة الأمبراطوريات (أفغانستان)؛ لذلك خضع لتوقيع إتفاقية إنهاء الاحتلال مع الإمارة الإسلامية في الدوحة.

وكان هذا من قرارات “ترامب” الصائبة والحكيمة.

فإن كان “سكوت ميلر” يملك قوة ورجولة فليعمل على تنفيذ تعهداته وتهديداته، وليترك إطلاق التهديدات الحمقاء والبجاحة الفارغة أمام وسائل الإعلام.