مشروع العفو والصفح والدعوة والانضمام

 

تعد الاتفاقية التي تمت بين الإمارة الإسلامية وبين الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إنهاء الاحتلال خطوة أساسية مهمة في حل القضية الأفغانية، والتي حددت المسير الصحيح لحل الأزمة، ولأن إنهاء الاحتلال أمر مهم في حل القضية لتعلقه بالبعد الخارجي، فإن الإمارة الإسلامية قد اتخذت أيضاً خطوات محسوبة ودقيقة للوصول إلى حل مرضي فيما يتعلق بالبعد الداخلي.

وفيما يتعلق بالبعد الداخلي فقد قامت الإمارة الإسلامية بالتأهب والاستعداد التام للمحادثات الأفغانية، وإضافة عليه فإن التطور المهم التي حققته الإمارة الإسلامية هو أن بعد توقيع الاتفاقية مباشرة نشر زعيم الإمارة الإسلامية سماحة أمير المؤمنين الشيخ هبة الله أخندزاده رسالة عفو وصفح وسماح لجميع المواطنين المتواجدين في صفوف العدو، وذلك من أجل القضاء على جو عدم الثقة السائد بين الطرفين، وحتى تسنح الفرصة للمرابطين في الجهة المخالفة -بحجة وأخرى- أن يتراجعوا عن بقائهم هناك.

وفي أثر هذه الرسالة نرى أن عدد كبيراً من رجال الشرطة، والجيش، والمليشيات وغيرهم من المسلحين الذين كانوا يقاتلون تحت راية المحتلين ضد إخوانهم المجاهدين، أصبحوا لا يريدون الإصرار على القتال، ولذا فإنهم يجيبون لدعوة الإمارة الإسلامية، ويعلنون انشقاقهم عن صفوف العدو وينضمون إلى إخوانهم المجاهدين.

ففي الأيام الأخير الماضية انشق مئات المسلحين من صفوف العدو، حيث كانوا يقومون بفعالياتهم المسلحة في ولايات: (بغلان، بلخ، غور، لغمان وغيرها من الولايات)، وأعلنوا انضمامهم إلى صفوف الإمارة الإسلامية، وقد حظوا جميعهم باستقبال تملؤه المودة والإخاء من قبل المجاهدين.

وتعلن الإمارة الإسلامية مجدداً، بأنه ليست لدينا أية عداوة شخصية تجاه أي فرد أو جماعة، وإنما نسعى فقط لإقامة نظام إسلامي في البلد يكون فيه خير الجميع، لذا فإن كل من يعمل في صفوف المحتلين أو في النظام العميل فإن باب العفو والمودة والإخلاص ترحب بهم، وإذا كف هؤلاء عن المعارضة فإن الإمارة الإسلامية ستضمن حفظ أرواحهم وأموالهم.

ولأجل أن نصل إلى حل واقعي مع البعد الداخلي أيضاً فإننا نود أن يتسع مشروع الانضمام والكف عن المعارضة والخلاف، وفي هذا الجانب يتوجب على أطياف الشعب المختلفة من العلماء، والوجهاء، والمعلمين، وشيوخ القبائل بأن يؤدوا مسؤوليتهم، وأن يُفهموا المليشيات المسلحة وغيرهم من المسلحين بأن يفكروا في الحل الآمن بدل الإصرار على الحرب، حتى يتمكنوا جميعاً من القضاء على عوامل الشر والمآسي في المستقبل، ولكي يتحقق في الوطن أمن وسلام حقيقي.

وإن إمارة أفغانستان الإسلامية قد اختارت دائماً جانب العفو والصفح تجاه هذه القضية، ودائماً تعامل مسلحي العدو المعاملة الإسلامية، فعالجت مرضاهم وجرحاهم، أطلقت سراح آلاف الأسرى منهم مراراً وتكراراً، حتى يتمكنوا من العيش الحر وسط ذويهم وأهاليهم.