من آثار الاحتلال في أفغانستان

017089863 30300

017089863 30300

إن آثار الاحتلال في بلادنا كثيرة وأضراره عديدة، تهدد كافة جوانب حياتنا. ومن منا لا يعرف هذه الآثار السلبية والمكدرة صفو العيش والراحة! يكفيك الجلوس إلى أفغاني مسلم ليحكي لك عن صفاء الحياة السابقة في أفغانستان ومدى تكدرها تحت راية الاحتلال.

إن الأفعال والعادات والتقاليد في الماضي القريب والأمس الدابر، كانت منبثقة من معين الإسلام الصافي، ولكن حلت محلها اليوم التصرفات والسلوكيات التي أثمرها الاحتلال.

إنك لو ألقيت نظرة عابرة على المجتمع الأفغاني، فستجد كماً كبيراً من هذه الآثار السيئة قد تغلغلت في أحشائه. فهي نتاج جهود ومخططات مستمرة، بدأت منذ تواجد القوات الأجنبية على ثرى هذه البلاد الطيبة إلى اليوم، بموالاة المنافقين وعمال الشرق والغرب للمحتلين الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، ولولا مساعدة هؤلاء لما استطاعت القوات الأجنبية تطبيق خطة واحدة علينا.

وزاد الطين بلة، تصفيق بعض الشباب الذين تربوا في أحضان الحضارة الغربية لبرامج المحتلين، هؤلاء الشباب لا يملكون شيئاً من العلم الصحيح؛ بل يركضون وراء الأحاسيس، متأثرين بالإعلام الغربي ودعاياته المفسدة للعقول والأفكار، ومرحبين بكل جديد دون التأمل في آثاره ونتائجه، على سبيل المثال: حكى لي أحد الشباب المتحمسين للدين أنه في إحدى المنتديات الدينية تم عقد محفل ثقافي في أحد المساجد، وشغلت مكبرات الصوت، فطُلِب رئيس المنتدى من قبل إدارة المعلومات والثقافة، وقيل له إن إذاعة الصوت بالمكبرات ممنوع، لأنه يتسبب في إيذاء الجيران. قبحاً لهذه العقلية العلمانية، وتباً لهولاء الذين ارتدوا لباس الدفاع عن حقوق الإنسان وهم أكبر مناهضيه، سحقاً لهم ولما يفعلون من أفعال السيئة.

من آثار الاحتلال إنشاء وزارة خاصة لشؤون المرأة:

لاشك أن للمرأة مكانة سامية ومرموقة في الإسلام إلا أن بعض الناس لجهلهم بهذه المكانة والحقوق التي منحتها الشريعة إياها، يسيؤون التعامل بها، والمحتلون قد استغلوا هذه المشكلة وتخفّوا خلف خندق الدفاع عن المرأة وحماية حقوقها.

فأنشأ الاحتلال وزارة للمرأة وإدرات تابعة لها في أكثر المدن، والشغل الشاغل لهذه الوزارة إثارة المرأة الأفغانية ودعوتها إلى الفجور والميوعة والجري وراء الموضات الحديثة، والتحيز لها في المشاجرات العائلية ولو كان الحق للرجل.

إن إدارات شؤون المرأة مليئة بشابات وقعن في شبكة عملاء الاحتلال، تراهن ذاهبات وآيبات، إما يردن الطلاق وإما يردن إلقاء القبض على الأزواج والإخوان ليتزوجن من شاب عشقنه.

جاء شاب جميل وثري إلى عالم دين فقال: إنني تزوجت شابة جميلة وذلك بعد دفع أموال باهظة ومهر غالٍ. مضت سنة كاملة من زواجنا، وخلال هذه الفترة تعرفت زوجتي على شاب أجمل وأثرى مني. وأُخبِرت يوماً ما أن زوجتي قدّمت عريضة إلى إدارة شؤون المرأة للضغط علي كي أطلقها. فطلبتني رئيسة إدارة شؤون المرأة، سألتها عن السبب؟ فأجابتني: إننا لانحتاج إلى كشف السبب، السبب الأكبر أن هذه الشابة لا تريدك وهذا هو المبرر الأكبر لأخذ الطلاق منك.

هذه هي إحدى الوقائع التي تقع يومياً في هذا البلد في ظل الاحتلال الأمريكي.

إن المحكمة الأفغانية مليئة بالزوجات اللاتي يردن الطلاق بحماية من إدارة شؤون المرأة دون أي دليل أو سبب للطلاق.

قصة أخرى حكاها لي رجل شهدها فقال: ذهبت يوماً إلى المحكمة في إحدى الولايات، فرأيت شابة جميلة كاسية عارية تريد الطلاق من زوجها وهو من دكاترة المدينة. ترحمت على الزوج المسكين المظلوم، فأجابوني أن المرأة تزوجت بأربعة رجال قبل ذلك وأخذت الطلاق، وهذه هي المرة الخامسة وهي تريد الطلاق.

ولو أردنا أن نعد الآثار السلبية للحضارة الغربية في أفغانستان، فلعلنا نحتاج مجال أوسع وفرصة سانحة.

مسؤولية العلماء والدعاة تجاه هذه القضية:

إن آثار الاحتلال قد أضرت بشعبنا وقد ازدادت المشكلة إذ أن شعبنا ليس لديه العلم الكافي لإدراك مضار الحضارة الغربية. والإعلام الفاسد يخفي الحقائق ولا يبث برنامجاً واحداً في مضارها؛ بل يعد ليلاً ونهاراً محاسن هذه الحضارة الشيطانية الزائفة.

لذلك تقع المسؤولية الكبرى في هذا المجال على عواتق العلماء والدعاة وأصحاب المنابر والإعلام ليقوموا بتوعية الشعب، ويغلقوا المنافذ للحضارة الغربية.