نصر الله سبحانه وتعالى وحماية الشعب سببان رئيسان لانتصارات المجاهدين الأخيرة

وقد ازدادت الفتوحات الجهادية أخيراً في شتى بقاع أفغانستان، وإنّ مبشرات الفتوحات والمكتسبات قد لاحت في الأفق،وعمّت شمالي البلاد وجنوبها وشرقها وغربها، مع أنّ المجاهدين لايساوون الأعداء من حيث العَدَد ولا العُدد، إلا أنّ العدوّ مع وسائله المتطوّرة وقواته الكبيرةانهزم أمام المجاهدين.
إنّ نصر الله سبحانه وتعالى السبب الرئيس لانتصارات المجاهدين الأخيرة؛ لأنه لو لم يرافق نصر الله سبحانه وتعالى المجاهدين كانمن المحال أن ينتصر المجاهدون بهذه الأسباب الضئيلة التي في اختيارهم أمام عدوّ مدجّج بأفتك أنواع الأسلحة المتطورة جواً وأرضاً.
وهذا من الطبيعي إن نشبت الحرب بين من لا يملك سلاحاً والذي مدجج بالسلاح أن يكون النصر حليف هذا الأخير، ولكن مَن رافقه نصر الله سبحانه وتعالى أنّى يمكن لعباد الصليب وجيوشه أن يثبتوا أمامهم.
السبب الثاني لانتصارات المجاهدين حماية الشعب ومساندته لهم؛ لأنه شبه محال إن لم يكن ضرباً من المحال الانتصار بلا حماية الشعب، ومن أجل ذلك نرى المحتلين والعملاء لايمكنهم التقدّم مع ما يملكون من الأسلحة المتطورة، والمال والعتاد، ولا يدخلون قرية إلا في قافلة كبيرة تساندها المحتلون بالطائرات، فهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على مساندة الشعب للمجاهدين.
وعلى جانب آخر نرى المجاهد يقطع لوحده المفاوز والصحاري والقرى ويتردد حيث شاء بلاخوف أو قلق، يسير حيث شاء، وإذا رأى عدوّاً يهجمه بلا تلكؤ، هل لا عرفتم لم؟
والله سبحانه وتعالى قال لحبيبه صلى الله عليه وسلم: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين).
إن التاريخ البشري على امتداده الطويل ليشهد بأنّ الله سبحانه وتعالى نصر عباده المستضعفين بطرق مختلفة على أعدائهم الجبارين، ربما أهلكهم بالبعوضة والطيور، فعلى المجاهدين أن يعبدوا ربهم أكثر ويلجأوا إليه، وينقادوا لأوامره سبحانه وينتهوا عمّا نهى، وينفّذوا شرع الله ويبسطوا العدل والقسط، ويمنعوا الظالم عن ظلمه، وينقذوا المظلوم من براثن الظالم الغاشمة، ويخدموا الناس بأي طريق يمكن، ويستتبوا الأمن والاستقرار والطمأنينة، ويكافحوا المحتلين الغاصبين، وينمّوا الاقتصاد، ويهيؤوا للأطفال والمراهقين أرضية تعلّم العلوم الدينية والعصرية، ويحافظوا عن المشاريع العامة وما تعود نفعه إلى الشعب.