وا أسفاً على هؤلاء…!

 

لقد بنى مجاهدوا الإمارة الإسلامية في المناطق التي في قبضتهم سجوناًومعتقلات للجنود العملاء الذين يقعون في قبضتهم. كما أن لمجاهدي الإمارة الإسلامية كان معتقل في منطقة زربول بمديرية نادعلي بولاية هلمند وكان فيه الجنود الذين قبضوا عليهم في الآونة الأخيرة.
وموقف الإمارة الإسلامية تجاه الجنود الأسرى – سواء من الجيش أو الشرطة – إن لم يقترفوا جرائم حرب، يُطلق بعد مدة سراحهم بقيد ضمان، رحمةً ومنة من المجاهدين ولأجل ذلك رأوا ثمارها حيث انضمّ الآلاف منهم في السنوات الأخيرة بصفوف المجاهدين، أو سلّموا أنفسهم.
كما أطلق المجاهدون عدداً كبيراً من الجنود الأسرى في الأسبوع الماضي في قندوز، وحدث هذا الأمر في كثير من المناطق الأخرى، وقبل يومين كان من المقرّر أن يحدث هذا الأمر في ولاية هلمند، وطلب المجاهدون أقرباء الأسرى في الجمعة الماضية وطلبوا منهم قيد الضمان ( بأن يتعهدوا على أن لايلتحقوا بالإدارة العميلة ثانية) كي يتخلوا عن هؤلاء ويطلقوا سراحهم، وقبِل الجنودُ شروط المجاهدين، ولكن قبل أن يكتمل التعاقدفيما بينهم قصف المحتلون الأمريكيون السجن بالطائرات بلاطيار (الدرونز) ، فقُتل 22 من الجنود على الفور وأُصيب آخرون، كما استشهد 3 من المجاهدين الذين كانوا يحرسونهم.
واقترف الأمريكان نفس هذه الجريمة بتاريخ 28 يونيو من العام الحالي في ولاية قندوز، ولقي هنالك 14 من الجنود حتفهم لمّا قصف الأمريكان سجن المجاهدين، هذا في حين أنّ العملاء لم يعربوا عن أسفهم أصلاً إلا أنّ الأمريكان قالوا: سنحقق في هذه القضية، ولكن حتى الآن ما فعلوا شيئاً.
وثمة حقيقة ساطعة أنه لايتوقع من العدوّ الكافر المحتل وعملائه الرحمة والاشتكاء إليه؛ لأن المسلم الأفغاني لايعادل عندهم جناح بعوضة، وهم يتمنون أن يُقتل الأفغان أياً كان وبأي اسم، ويتمنون أن يتخاصموا ويتقاتلوا فيما بينهم، ويقتلوا أنفسهم، ولايتألّمون من موت الأفغان أصلاً، وكذلك العملاء الذين رجّحوا العبودية ( لأنهم نالوا المناصب من طريق العبودية) لايبالون بقتل الأفغان، فرأينا مرات كثيرة بأنّ العملاء أعربوا عن أسفهم البالغ وحزنهم العميق إثر مقتل جنود الاحتلال ولكن مات ضميرهم كي يعربوا عن أسفهم عن مقتل جنود الأفغان ناهيك عن البحث والتحقيق حول المجزرة.
يمكننا القول بصراحة أنّ مقتل هؤلاء الجنود في ولاية هلمند لم يقض مضجع العملاء ولم تنبس تلك الوسائل الإعلامية التي تدعي الحياد وحماية الأفغان ببنت شفة عن هؤلاء الأسرى الذين قتلهم القصف الصليبي، وهذا الوضع المزري والمجزرة عظة لبقية الجنود العملاء، وحسرة عليهم حيث خسروا الدنيا قبل الآخرة وحقاً إنّ هذا لهو الخسران المبين.
فهم من ناحية قاموا في صفوف الكفار أمام وطنهم وشعبهم المسلم والتضحية للكفار، ومن جانب آخر يُقتلون في قصف المحتلين كما حدث في هلمند وقندوز من قِبَل الكفار المحتلين، وعلى أية حال خسارة الدنيا والآخرة نصيب العملاء، وهذه حقيقة مؤسفة، نسأل الله أن يهدي الحيارى التائهين من هؤلاء الجنود إلى سواء الصراط. آمين