وها قد فرت آستراليا بعدما هزمت..!

 بتاريخ 30/11/2013م جاء توني أبوت رئيس الوزراء إلى أفغانستان من غير إشعار سابق باتخاذ التدابير اللازمة والشديدة، فذهب إلى القاعدة العسكرة في مدينة “ترينكوت” مركز ولاية أروزجان الجنوبية.

إنه قد جاء ليبشر جنوده بالفرار والانسحاب قبل نهاية العام بعدما جرّوا أذيال الهزيمة، ويكفيهم الهزيمة إلى هذا الحدّ، وليس احتلالهم أفغانستان أكثر من هذا بفائدتهم..

إنه جاء ليقول إنهم خُدعوا عام 2001م من جانب أميركا وأرسلوا زهاء 1500 من جنودهم في إطار الحلف الأطلسي إلى أفغانستان فأخطأوا، ولكنهم الآن لايريدون أن يكونوا في الهزيمة بمعية أميركا..

إنه قد جاء إلى أفغانستان ليقول إن قتل جنوده في أفغانستان وتكبدهم الخسائر في الأموال والأرواح لم تجلب لهم أي فائدة .. إن رئيس الوزراء الاسترالي أعلن انسحاب جنوده من أفغانستان قبل نهاية عام 2014م، كما إنه أُسرد بأنه يحب أن يساهم جنوده المقاتلون في أفغانستان عيد الميلاد في وطنهم كي يكون أمره هذا بلسما وضماداً على جراحاتهم النازفة، وليقل من شدّة الهزيمة التي تكبدوها في أفغانستان.

لقد جاء رئيس الوزراء الاسترالي بأن يعرف مدى معنويات جنوده عن كثب، وعندما أتى أدرك بأن معنوياتهم منهارة، فهم قانتون حيارى، لايرجون الفوز ويعدون أنفاسهم الأخيرة متى سيلاقون حتوفهم كي ينقلوا إلى مقابر الغزاة، أو المستشفى إذا ما أصيبوا

لأن أفغانستان صارت مستشفى الأمراض العقلية لجنود إيساف، فاستشاط غيظاً وغضباً فتوقف قلبه عن العمل، فوعد في عمل بلاتريث بأن القواة المتبقية وقوامها ألف جندي ستغادر ولاية اوروزغان الجنوبية قبل نهاية العام.

وها هو الآن تاريخ 16/12/2013م صار فرار استراليا من أبرز عناوين أخبار وكالات الأنباء، فكان هذا النبأ من أفضل الأخبار وأسعدها للشعب الأفغاني المضطهد.

نعم؛ إنه نبأ نجاح أهل الجهاد والإيمان أمام العدوّ الأجنبي المحتل.. نبأ هزيمة الطاغوت وزعزعة صف الكفار .. نبأ نجاح أهل الحق علي الباطل.. نبأ فرار وانسحاب القوات الأجنبية واحدة تلو الأخرى!

وماكانت هذه النجاحات المكتسبة إلا ببركة جهاد الشعب الأبي الباسل ومقاومته التي أدت إلى انسحاب ألدّ الأعداء من الميدان ونكوصهم من حلبة القتال.

ومن المثير للاهتمام أن رئيس الوزراء الأسترالي أعرب عما في ضميره حيال انسحاب جنوده المهزومين: “ستنهى هذه الحرب، ولكن بلا انتصار ولا هزيمة..” وأسرد أيضاً: نحن نعلم بأننا دفعنا ثمنا باهظا، فقتل زهاء 40 من جنودنا، كما أصيب أيضاً في هذه الحرب 261 أخرون بجروح خطيرة، ولكن لم تكن هذه التضحيات كي تذهب سدىً..”

ولكن الواقع رغم ما يقوله الوزير الاسترالي؛ لأن من القانون وأعراف الحرب إما انتصار في الحرب أو هزيمة، أما قوله ننسحب من أفغانستان بلا انتصار فقد صدق وهذه حقيقة؛ لأن المحتلين الأجانب لن يقدروا أبدا أن يدّعوا الانتصار .. وأما قوله بلاهزيمة(!) يمكن أن نعبره هكذا بأن قتالنا انتهى في أفغانستان ولكن دون هزيمة المجاهدين والطالبان!!!

وأما اعترافه بالخسائر في الأرواح فإنه اعترف على أقلها، ويعرف الجميع بأن خسائر الاستراليين في الأروح وجرحاهم أضعاف ما يعترف به العدوّ في بياناته الرسمية.

وأما قوله : لاتذهب هذه التضحيات سدىً..” فلم يعترف بالصراحة عن وقوع القتلى في صفوفه، ثم لايتفوه من الإنجازات الممكنة .. أوليس صمته دالاً على هزيمتهم وتكبدهم الخسائر الباهظة؟

ومع ذلك، كان المعتدي أستراليا مع كل جرائمه و أعماله الوحشية الهمجية،  قد غادر أرض أفغانستان كي تبقى صورته الوحشية والهمجية في أذهان المضطهدين؛

نعم؛ ورحل المحتلون الأستراليون، ولكن أبدا لانسون بطولية أبطال الأفغان ولاسيما أبطال إقليم أروزجان الذين أجبروهم للفرار قبل موعدهم المحدد (2014م)

وبهذا الفرار المخزي خلقوا الخوف واليأس في صفوف القوات المحتلة الأخرى..!

إلى لقاء يوم انسحاب جميع القوات المحتلة الأجنبية من أفغانستان وتحرير وطننا الحبيب من رجسهم.

و ما ذلك على الله بعزيز