الافتتاحية: دلالات مشاركة وزارة الخارجية الأفغانية في المؤتمر الوزاري لدول جوار أفغانستان

توجّه وفد برئاسة معالي وزير خارجية إمارة أفغانستان الإسلامية بالوكالة السيد أمير خان متقي، يوم الخميس 13 أبريل، إلى مدينة سمرقند في أوزبكستان لحضور مؤتمر وزراء خارجية دول جوار أفغانستان الرابع، والذي يشارك فيه وزراء خارجية روسيا وإيران والصين وأوزبكستان وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان.

المؤتمر تناول عدة قضايا أبرزها المعوّقات السياسية التي تعانيها أفغانستان، وبحث سبل الاستقرار الإنساني والاجتماعي والاقتصادي فيها. وفي ختام المؤتمر، أصدرت كل من الصين وباكستان وروسيا وإيران بياناً مشتركاً دعوا فيه الولايات المتحدة وحلفاءها إلى تحمل مسؤولياتها تجاه أفغانستان، ورفع العقوبات المفروضة عليها، وإعادة أصولها المجمدة.

 

إن في حضور وزارة الخارجية الأفغانية للمؤتمر والمشاركة فيه دلالة واضحة وتأكيد عملي على حرص حكومة إمارة أفغانستان الإسلامية على المشاركة الدولية الفاعلة بما يخدم مصالح بلادها وشعبها ويعود عليهم بالنفع والخير. كما أنه يبرهن مرة أخرى على أن الإمارة الإسلامية ترى على الدوام أن الحل الوحيد للمشاكل العالقة والعقبات والمعوِّقات هو التواصل الفعّال والحوار والنقاش؛ بعيداً عن سياسات القمع والجبر والابتزاز والسطو على حقوق الأمم والشعوب مادياً ومعنوياً.

إن حكومة الإمارة الإسلامية تمدّ يدها لكل تعاون ثنائي بنّاء يحقق المصالح المشتركة، ويوضّح وجهات النظر، ويزيل الغبش المُعتم الذي تسببت به الآلة الإعلامية المعادية حول أفغانستان؛ البلاد والحكومة والشعب.

 

لقد حارب الشعب الأفغاني ممثلاً بإمارة أفغانستان الإسلامية ما يقارب الخمسين دولة احتلت بلاده عدواناً وظلماً بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مدة عشرين عاماً؛ لانتزاع حرّيته وكرامته ولإقامة النظام الإسلامي على أرضه. وقد تحقّق له ما ناضل من أجله -بفضل الله- على يد الإمارة الإسلامية قبل عام ونصف.

ولكن -مع ذلك- لا يزال الشعب الأفغاني خلال هذه الفترة يناضل ويحارب لأجل انتزاع حقوقه وحقوق أبنائه من عدوه الذي انتقل من حرب القتل بالصواريخ والدبابات والطائرات إلى القتل بالتجويع، والحصار السياسي/الاقتصادي، وتجميد الأصول، وسلب الأموال! وسينتصر الشعب الأفغاني ممثلاً بحكومته -بإذن الله- في حربه لانتزاع حقوقه المسلوبة كما انتصر في حربه لتحرير أرضه وتطهيرها من دنس المحتلين.