حوار مع مدير جامعة كابل د.أسامة عزيز

تفريغ الحوار: مجلة الصمود

إن التعليم -لا سيما العالي منه- أحد شرايين الحياة المهمة؛ التي من دونها لا يمكن لمجتمع أو دولة أو أمة النهوض والارتقاء في سلم العزة والمجد. ولما يعنيه هذا الموضوع من أهمية ولما توليه الإمارة من عناية؛ قامت مجلة الصمود بتفريغ اللقاء الذي أجرته قناة (درر) الفضائية، بتاريخ 18 يوليو 2023م، مع مدير جامعة كابل السيد أسامة عزيز. وفيما يلي نص الحوار:

 

■ دكتور نحن نشكر لكم قبولكم الزيارة وأن تتيحوا وقتكم للقاء. لو في البدء تقدمون أنفسكم للمشاهدين.

بارك الله فيكم. مرحبًا بكم إلى جامعه كابل.

أسامه عزيز؛ رئيس جامعة كابل. وقبل هذا كنتُ محاضرًا في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد. خريج كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد (في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه).

أكملتُ رسالة الدكتوراه في كلية الشريعة والقانون في مجال الإدارة الإسلامية، وتحديداً في مكافحة الفساد بين الفقه الإسلامي واتفاقية الأمم المتحدة والقانون الأفغاني. وهي دراسة تحليلية نقدية مقارنة.

 

■ قبل البدء بتفاصيل هذه المقابلة، أراد الدكتور أن يوجهنا نحو هذه اللوحة الموضوعة في مقدمة مبنى الرئاسة. دكتور، هذه اللوحة إلى ماذا تشير؟

هذه اللوحة؛ لوحة سند الاعتماد الأكاديمي، الذي مُنح من قِبل وزارة التعليم العالي إلى جامعة كابُل بدرجه الامتياز (A).

وجامعة كابُل كما تعرفون وترون من أكبر الجامعات بأفغانستان من الناحية المادية والمعنوية.

 

■ لو شاركتنا -في بدء هذا التعريف بالجامعه- بنبذة عامة حول هذه الجامعة؛ بتخصصاتها، وتاريخ تأسيسها.

مرحبًا بكم. جزاكم الله خيرًا. بسم الله الرحمن الرحيم.

جامعة كابل إحدى أكبر جامعات أفغانستان، وأُسِسَت في عام 1932م، أي في العام الجاري أصبح عمرها 90 عاماً.

يوجد في جامعة كابول 22 كلية. وفي هذه الكليات يوجد 70 برنامج بكالوريوس، و22 برنامج ماجستير، واثنين من برامج الدكتوراة.

الجامعه تضم 22 ألف طالب؛ عشرة آلاف منهم من الإناث، واثني عشر ألف من الذكور. كما يوجد 600 أستاذ في الجامعة؛ 450 منهم حاليًا يُدرّسون، والباقون خارج البلاد لأجل الحصول على الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه). هذه معلومات مختصرة عن جامعة كابل.

أما ما يتعلق ببرامج الماجستير؛ فيوجد برامج في العلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية، بالإضافة لمعظم برامج الماجستير في العلوم العلمية؛ كالهندسة، والزراعة، والاقتصاد، وعلوم الحاسوب، والفيزياء.

أما في مستوى البكالوريوس؛ فيوجد عندنا 70 برنامجًا في العلوم المختلفة؛ بدءًا من العلوم الشرعية والفيزياء والكيمياء والزراعة، وكل ما يجب توفره في الجامعة وما هو عام في العالم.

 

■ دكتور، حينما استلمتم رئاسة الجامعة، ما هي الحال التي وجدتم عليها الجامعة؟

نعم، أنا أصبحت رئيس الجامعة بعد ثلاثة شهور من فتح أفغانستان واستلام الإمارة الإسلامية الحكم. وكان من الضروري أن تكون أجواء الجامعة أجواءً أكاديمية، وأن يكون الجو مناسبًا للطلاب لتحصيل العلم، وكذلك للأساتذة بغرض التدريس؛ لأنه في الأعوام العشرين الماضية رأينا أنه، ليس فقط جامعة كابل، بل كل الجامعات كانت أجواؤها سياسية، والوضع السياسي كان متحكماً في الجامعات حتى ابتعدت عن الجو الأكاديمي. وبرأيي هذا من أخطر ما تواجهه الجامعات؛ لأننا في هذه الحالة لن نستطيع أن نُخرِج جيلًا احترافيًا يخدم المجتمع، وقد فعلنا ذلك؛ لأنه من الضروري أن تكون الجامعة بعيدة عن السياسة، وأن لا تسيطر فيها جماعة خاصة أو فكرًا سياسيا خاص.

 

والنقطة الأخرى التي يجب أن أذكرها هنا؛ هي أن الجانب المتعلق بالبحوث في الجامعة كان ضعيفًا للغاية في ذلك الوقت، لم يكن البحث العلمي بشكل يتوقع أن يكون في الجامعة. من أجل إجراء البحوث، هناك حاجة إلى مختبر مجهز خاصة في الموضوعات المتعلقة بالعلوم. إذا كانت المعرفة مقصورة على النظرية فإن الغرض من إنشاء الجامعة لم يتحقق.

عندما رأينا الكليات لأول مرة، وخاصة المعامل، كانت حالة مختبرات الجامعة مخيّبة للآمال للغاية، حتى أنه كان هناك ملايين الدولارات من التبرعات في ذلك الوقت!

زرتُ قسم الأحياء، وهناك رأيت بعض الزجاجات في خزائن المختبر. سألتهم: ماهي هذه الزجاجات؟ فقالوا: إنها تعود إلى 30 عاماً، وأنه منذ ذلك الحين لم يعد أي إضافه إلى ذلك، وقد وضعوها في الخزائن حتى لا تبقى الخزائن فارغة.

كان لهذا الأمر تاثير سلبي للغاية عليّ ولن أنساه أبدًا. لكن -الحمد لله- في العام الماضي عملنا على تطوير هذا المجال أيضًا.

أولويتنا أن تكون لدينا مختبرات مجهزة، بحيث لا يقتصر دور الطالب على الجوانب النظرية فقط؛ بل يجب أن تكون لديه خبرة عملية أيضًا. ولتحقيق هذه الغاية نحتاج إلى معدات، وقد عملنا من أجل ذلك في قسم الأحياء والفيزياء والهندسة، وخطتنا للعام المقبل هي إنفاق معظم الميزانية في هذا المجال.

 

■ ما هي المختبرات التي طورتموها؟ وما هو الاحتياج الكلي؟

المعامل التي جهزناها خلال العام الماضي بمواردنا المحدودة؛ خمسة مختبرات، وهذه ليست كافية، فنحن لم نجهز تلك المعامل الخمسة بطريقة كافية. والجامعة لا تقتصر فقط على خمسة معامل. لدينا العديد من المعامل الأخرى، كما تعلم أنها جامعة كبيرة، ونحن بحاجة إلى تطوير هذه المعامل بشكل أكبر.

خطتنا للعام المقبل هي تطوير مختبراتنا، وهذه هي أولويتنا، حتى لو كانت مواردنا محدودة لكننا سنركز على هذا الجانب. وبحسب

معلوماتنا، فقد حصلت وزارة التعليم العالي على ميزانية خاصة للبحث والتطوير، وهذا ما لم نشهده في العشرين سنة الماضية.

لدينا ميزانية خاصة في كل جانب من وزارة المالية، ولكن لم تكن هناك ميزانية محددة للبحث والتطوير في الماضي. الآن سنحصل عليها، وهي

بشرى سارة للجامعات.

في المستقبل سيتم حل معظم المشاكل المتعلقة بهذا الجانب.

 

■ هل لجامعة كابل شراكات علمية أو شراكات أكاديمية مع جامعات أخرى؟

تستمر بعض مذكرات التفاهم التي تم توقيعها سابقًا، لكن بعضها انتهى وانقضى وقته.

لدينا مذكرة تفاهم جارية حاليًا مع جامعة تايوان الصينية، وهم يتعاونون في الشؤون المتعلقة بقسم اللغة الصينية، ويواصلون تعليم اللغة الصينية هنا. إنها مذكرة تفاهم مفيدة.

ونحاول توقيع العديد من مذكرات التفاهم مع جامعات مختلفة في جميع أنحاء العالم. وقد بدأت بالفعل بعض الجهود.

 

■ ذكرت أن هناك تفاهم قائم مع الجامعة في تايوان، ولكن ماهي الدول التي تجري تفاهمات بينكم وبينها؟

بعض الدول التي نريد توقيع مذكرات تفاهم معها هي الدول المجاورة لنا، مثل: باكستان وإيران وبعض الجامعات التركية.

لقد قمت بزيارة إلى تركيا قبل بضعة أشهر، والتقيت مع قيادات بعض الجامعات، ونحاول تحقيق مذكرة تفاهم من تلك الزيارة، ونحاول

التعاون المتبادل مع الجامعات التركية.

 

■ هل بينكم وبين الدول اتفاقيات للتبادل الثقافي أو تبادل الطلاب؟

حاليًا ليس لدينا مثل هذه المذكرات. ومع ذلك، بالنسبة للمستقبل نحن مهتمون بهذه النقطة. يجب أن يكون لدينا مثل هذا الاتفاق في المستقبل؛ لأنه بدون هذا لا يوجد تعاون.

تُعد برامج التبادل الطلابي وبرامج تبادل أعضاء هيئة التدريس وسيلة لتبادل الخبرات بين الدول. إذا لم يكن هذا في مذكرة تفاهم، فأنا لا أعتقد أن مذكرة التفاهم مثمرة.

 

■ هل كان التبادل الطلابي قائمًا في السابق؟

في السابق كان هناك طلاب أجانب في جامعة كابل، لكنهم لم يأتوا من خلال برامج تبادل الطلاب؛ كانوا يدرسون في الجامعة ليس بناء على مذكرة تفاهم؛ وإنما جاءوا بشكل خاص بمفردهم، غالبًا لتعلم اللغات. ومع ذلك لم يكن لدينا برامج تبادل الطلاب في ذلك

الوقت. لكن الآن لدينا مثل هذه الخطط.

 

■ ما هي الخدمات التي تقدمها الجامعة الآن لطلابها؟

تقدم جامعة كابل العديد من الخدمات للطلاب بجانب التدريس وأهمها مساكن الطلبة؛ ما يقرب من 1500 طالب يعيشون في مساكن الطلاب، رتبت لهم الحكومة خدمات المأكل والإقامة؛ هنا يتم توفير ثلاث وجبات في اليوم، والجامعه تتكفل بمصاريف الإعاشة.

كما توجد مكتبة مركزية، ويوجد بها 150 ألف كتاب. كما يوجد لدينا مكتبات في كل كلية، ويمكن لطلاب تلك الكليات استخدامها.

يوجد أيضًا مركز للأبحاث في الجامعة، ويعمل الطلاب أيضًا هناك في أنشطة البحث.

هذه هي الخدمات الرئيسية التي نقدمها للطالب. وأعتقد أن أهم شيء لدينا هو أن جميع الطلاب في مرحلة البكالوريوس

يدرسون مجانًا بنسبة 100%. وأعتقد أنه مع الموارد المحدودة، يُعد إنجازًا كبيرًا للإمارة الإسلامية أننا لم نحمي الجامعات فحسب؛ بل قمنا بتطويرها. في الوقت الحالي يزيد عدد الطلاب المسجلين حديثًا عن العام الماضي، ونحن لا نأخذ أي رسوم منهم، ونستمر في تقديم الخدمات لهم، أعتقد أن هذا جدير بالذكر.

 

■ هل تعتمد الجامعة على التمويل الحكومي أم لديها مصادر دخل خاصة بها؟

نحن نعتمد بشكل أساسي على الميزانية التي نحصل عليها من الحكومة. ومع ذلك، نتحصل على رسوم من الطلاب في برامج الماجستير والدكتوراه؛ بدأ هذا الامر في الحكومة السابقة واستمرينا عليه، لكن الإمارة الإسلامية خفّضت الرسوم؛ تم تخفيض ما يقرب من 40% من الرسوم. إلى جانب ذلك، تمتلك جامعة كابل بعض مصادر الدخل الأخرى أيضًا؛ على سبيل المثال: معملنا الخاص بالرشاقة، ومختبرات الأدوية نجري فيها بعض الإختبارات والأنشطه مقابل رسوم محددة. هذه هي مصادر الدخل الأخرى. كما قلت لدينا برامج الماجستير والدكتوراه نحصل من خلالها على رسوم، وكذلك رسوم الاختبارات موجودة أيضًا.

 

■ هل قامت الجامعة مؤخراً بأية نشاطات علمية مؤخرًا؟

في العام الماضي حققنا إنجازًا جيدًا في المؤتمرات، ويمكنني مشاركة بعض الأمثله معك:

في قسم الهندسة عقدنا مؤتمرًا حول كيفية صنع منازل ستكون أرخص، ولديها أيضا مقاومة للزلازل، ويمكن أيضا صنعها في وقت قصير. أفغانستان مكان تتكرر فيه الزلازل؛ لذلك يجب أن أنصح الدولة بما يجب أن تفعله في هذا الأمر.

أيضا في مجال العلوم البيئية قمنا بترتيب المؤتمرات.

أيضًا في كلية الزراعة عقدنا المؤتمرات وشاركنا المخرجات مع الدولة لاستخدامها.

كما قمنا بترتيب مؤتمرين وطنيين كبيرين؛ كان أحدهما عن الحالة السياسية والاقتصادية الحالية؛ ناقشنا التحديات السياسية والاقتصادية للبلاد، وقدّم أساتذتنا مقالاتهم البحثية في ذلك المؤتمر الذي استمر ليوم واحد، قدّم الأساتذة في هذا المؤتمر مقالاتهم في جوانب مختلفة من التحديات المتعلقة بالكهرباء والهندسة وغيرها من المجالات، وشاركنا النتائج مع الوزارات المعنية.

المؤتمر الوطني الثاني الذي عقدناه قبل أيام قليلة كان حول تعزيز التعليم العالي.

كان هذا المؤتمر الأول من نوعه منذ 90 عامًا من تاريخ جامعة كابل. شارك في هذا المؤتمر العديد من أساتذة الجامعات

الحكومية والخاصة وقدموا مقالاتهم البحثية. تلقينا ما يقرب من 70 ورقة بحثية. واستمر هذا المؤتمر لمدة ثلاثة أيام. وقدموا مقالاتهم حول كيفيه تعزيز تعليمنا العالي، وأجرينا مناقشات مثمرة هناك، وناقشنا المشاكل والتحديات، واقترحنا بعض الحلول في نهاية المؤتمر، نأمل أن نرى نتائج هذه المؤتمرات في المستقبل القريب إن شاء الله.

 

■ ما هي المشاكل التي تعاني منها الجامعة حالياً؟

إن المشكلة التي أود ذكرها لكم ليست فقط مشكلة جامعه كابل، إنها مشكلة في نظام التعليم العالي في أفغانستان الموجود من قبل؛ وهي ضعفنا في الأنشطة المتعلقة بالبحوث؛ بحثنا العلمي ليس بالقدر الذي ينبغي أن يكون. المؤتمر الذي ذكرته لكم، والخلاصة التي توصلنا إليها هناك: أنه علينا التركيز أكثر على البحث العلمي؛ يجب أن يركز أعضاء وهيئة التدريس والطلاب لدينا على البحث العلمي. إذا أردنا أن نقف على أقدامنا يجب أن نركز على البحث العلمي، وأن نتعلم كيف نفعل ذلك. نحتاج إلى جهود، بشكل عام لدينا ضعف في هذا الصدد.

كما أخبرتك هذه هي أولويتنا، ونحن نركز على هذا المجال. ترتبط معظم مشاكلنا بذلك. في العلوم إذا قصرنا المحاضرات على الجانب النظري فقط؛ فهذا أمر غير مقبول، لذلك يجب أن نعمل بجد للتركيز على الممارسة العلمية بشكل أكبر، فالنظرية فقط ليست كافية، ما يدرسونه في الفصل يجب أن يمارسوه في المختبرات.

حتى اليوم، في الصباح، شاركت في اجتماع في المتحف الوطني، وقلت إن افغانستان بلد تاريخي وعندما تأتي الشركات الأجنبيه للبحث الأثري هنا؛ يجب أن يشارك طلابنا أيضًا في ذلك، حتى يكون لدينا متخصصون في المستقبل.

باختصار المشاكل الرئيسية التي نواجهها اليوم؛ هي نقص الممارسة في التعليم العالي؛ هذا أولاً.

مشكلة أخرى، لا تواجهها جامعة كابل، لكن تواجهها جامعات أخرى في الولايات؛ وهي قلة المباني. هذه الجامعات لديها مباني محدودة. هناك جامعات ليس لها أسوار محيطة. كما أخبرتك، كانت هناك أرقام تبرعات ضخمة قُدِمَت للحكومة السابقة في العشرين سنة الماضية، لكن إذا ذهبت إلى الولايات وشاهدت الوضع هناك؛ ستندهش!

جامعة كابل مثل الأم بالنسبة لبقية الجامعات؛ لديها موارد أكثر من الجامعات الأخرى، هذه الجامعة أفضل بكثير، لكن الوضع مختلف في الولايات. تحتاج جامعاتنا في الولايات إلى احتياجات أساسية للغاية؛ فهي تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية للغاية مثل: جهاز العرض في الفصل، وتفتقر إلى المكتبات، وغيرها من الضروريات الأساسية. هذا بشكل مختصر لكم.

 

■ هل تعاني جامعة كابل من مشاكل في كادر التدريس حاليًا؟

في الوقت الحالي هذه ليست مشكلة كبيرة. عندما جئنا واجهنا مشكلة نقص المحاضرين. الحمد لله، في هذا العام قمنا بتوظيف محاضرين جدد؛ هذا أولًا.

ثانيًا: بعض المحاضرين الذين كانوا في بلدان أجنبية يتابعون درجة الماجستير والدكتوراة؛ عادوا وبدأوا بالتدريس. كما طلبنا من بعض المحاضرين المتقاعدين الذين ما زال لديهم قدرات بدنية وعقلية أن ياتوا مرة أخرى للتدريس. إذاً هذه هي الطرق التي حللنا بها المشكلة. كان هناك فئة أخرى أيضا؛ وهم أعضاء هيئة تدريس غادروا البلاد، لكن عندما رأوا الوضع هنا عادوا مرة أخرى.

 

■ هل لديكم خطط مستقبلية لتطوير الجامعة؟

بالطبع؛ نحن نخطط لزيادة برامج الماجستير والدكتوراه. وسنبدأ قريبًا في أربعة برامج ماجستير جديدة، بما في ذلك الصحافة، والعلوم الاجتماعية؛ وفي هذا القسم نخطط فقط لإضافة برامج دراسات أفغانستان الذي سيكون الأول من نوعه في تاريخ أفغانستان. وسنضيف برامج الماجستير في الكيمياء. هذه هي البرامج التي بدأنا فيها فعليًا بالتخطيط والعمل لبرامج الماجستير. لدينا أيضًا برامج ماجستير في مجالات محددة من الزراعة والتي نريد زيادتها إلى مجالات الزراعة الأخرى أيضًا.

نخطط أيضًا لبدء برامج الدكتوراه في قسم اللغة العربية، وبدأنا العمل على هذا أيضًا، وسنفتتحه قريبًا.

هذه هي خطط تطوير التعليم العالي في الجامعة.

 

■ ما المقصود ببرنامج الدراسات الأفغانية؟

يجب أن أقول في هذا الأمر أنه في كلية العلوم الاجتماعية كان لدينا برنامج ماجستير يُسمى “دراسات النوع (Gender) والمرأة”؛ عندما جئت إلى هنا بدأتُ في تقييم برامج الماجستير المتاحة حاليًا؛ أردتُ أن أرى مدى أهمية البرامج في المجتمع، وما هي الأعراض من وراء هذا البرنامج، وما هي الفوائد التي ستعود على المجتمع؟

قامت لجنة مكونة من متخصصين بتقييم كل ذلك؛ وجدنا أن برنامج دراسات المرأة كان لا يحتاجه مجتمعنا، لم نجد شيئًا مثمرًا في مناهجه، ثم ناقشنا الموضوع مع أعضاء هيئة التدريس المعنيين، وقرّرنا استبداله ببرامج “دراسات أفغانستان”.

في الوقت الحالي؛ الأجانب يقدمون لنا معلومات عن أفغانستان وتاريخها ومواردها وثقافتها ولغاتها وقبائلها، في الواقع يجب أن يكون لدينا مركز محلي يمثل مصدر معلومات حقيقية عن أفغانستان. في هذا البرنامج سيتمكن الطلاب من إجراء بحوث حول الجوانب الثقافية والاجتماعية والجوانب الأخرى لأفغانستان وكتابة أطاريح الماجستير حول هذا الموضوع.

هذا ما نعنيه بدراسات أفغانستان.

 

■ هل لديكم موقف رافض لفكرة تعليم البنات، أم اُتُخِذَ القرار بحيثيات أخرى؟

هذا سؤال يتم طرحه في الغالب، وأودُ أن أقول أنه لا يوجد أحد ضد تعليم المرأة. ولو كان هناك هذا الفكر؛ لكان تعليم الإناث قد توقف فور حكم الإمارة. في الواقع استمر تعليم المرأة لفترة طويلة، وما زال لدينا نفس الأشخاص في المناصب السياسية والإدارية. القضية لها بُعدٌ آخر؛ القضية هي أن تعليم الإناث يحتاج إلى ترتيب ونظام معين.

في العام ونصف العام الماضي، كانت هناك جهودٌ جادة في هذا الصدد، ولأجل حل المشاكل الموجودة. لكننا لم نحقق ما هو مطلوب؛ الموارد محدودة، ونحن بحاجة إلى ترتيب الشؤون لهم.

من أجل الحصول على بيئة تحمي المرأة وتكون آمنة لها؛ تم إيقاف التعليم مؤقتًا، وآمل أن يكون هناك حل أساسي لهذا الأمر في المستقبل. ما أعنيه هو أنه يجب تحديد المساحات التي يمكن أن تخدم فيها النساء بشكل أفضل، ويجب أن تكون البيئة متوافقة مع الإسلام والتقاليد الأفغانية، وحتى يتمكن الناس من إرسال أخواتهم وبناتهم بثقة، والسماح لهم بمتابعه تعليمهم.

هذا ما تريده الإمارة وتعمل من أجله. أكرر أنه لم يقل أحدٌ أنه يجب حظر تعليم المرأة بشكل مطلق! آمل أن يكون هناك حل أساسي لهذه المسألة في المستقبل.

هذه الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار كانت هي السبب في القرارات. ومع ذلك، فيما يتعلق بحق المرأة في التعليم، قال القادة ذلك مرارًا وتكرارًا، وأوضحوا أنه يتعين علينا الانتظار حتى يحين الوقت الذي نحصل فيه على بيئة مناسبة.

يجب أن تدرس المرأة في المجالات التي يمكن أن تعمل فيها في المستقبل وتخدم طبيعتها الأنثوية. إنكار ذلك الأمر غير واقعي وغير منطقي؛ على سبيل المثال: نحن بحاجة إلى أنثى في الطب، ولكن يجب أن تكون البيئة مناسبة لها، ويجب أن تكون البيئة متوافقة مع الإسلام وتقاليدنا الثقافية الأفغانية. نحن على ثقة من أنه سيتم إنجازه، وأؤكد لكم ذلك، وقد أوضح القادة هذا الأمر مرارًا وتكرارًا.

 

■ هل انسحب قرار وقف تعليم الطالبات على الموظفات أو الأستاذات في جامعة كابل؟

تم إيقاف تعليم الإناث، لكن لم يتم إبعاد أي من الموظفات رغم توقف عملهن. تستمر المحاضِرات والعاملات في تلقي رواتبهن أثناء وجودهن في منازلهن. تأتي الموظفات في اليوم الأخير من كل شهر، ويوقعن حضورهن طوال الشهر، ثم يستلمن رواتبهن. هذا يدل على أنه لا يوجد حظر مطلق.

إذا كان هناك حظر مطلق؛ فلماذا لا يزالون يتقاضين رواتبهن؟! هذا يعني أن القادة يعملون على الحل، وحتى ذلك الحين يتقاضين رواتبهن.

 

■ هل حصلت تغييرات في الفترة التي استلمتم فيها رئاسة الجامعة في جانب التطوير الإداري أو البنية الهيكلية للجامعة؟

هناك تغيير إيجابي في هذا الجانب: جميع الجامعات في أفغانستان لديها ثلاثة نواب للرئيس؛ نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، ونائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، كما قلت لكم قبل قليل -بعد حكم الإمارة- تم التركيز على البحث؛ وخصصنا له ميزانية محددة. ومن التطورات المهمة؛ أننا أنشأنا مكتب النائب الرابع لرئيس الجامعة؛ وهذا المنصب هو نائب رئيس الجامعة للتأليف والبحث والترجمة، حتى نتمكّن من العمل بشكل أساسي في مجالات البحث والتأليف. إنها أخبار جيدة لجامعتنا، وآمل أن تتطور أنشطتنا المتعلقة بالبحوث؛ لأن هذا سيحل المشكلة التي ذكرتها لكم في البداية.

 

■ هل من رسائل للدول والمنظمات المهتمة بقضايا التعليم؟

في هذا الصدد، رسالتي هي أن الإمارة الإسلامية قد استلمت الحكم حديثًا وما زلنا ننتظر الاعتراف بحكومتنا. في رأيي يجب أن يبقى التعليم بعيدًا عن الشؤون السياسية؛ إذا أرادت الحكومات العالمية التعاون مع أفغانستان، وكانت تريد حقًا مساعدة الشعب الأفغاني، فعليها أن لا يتأثر تعاونها على أساس القضايا السياسية. يجب أن لا تكون الجامعات سياسية! للأسف يفعلون ذلك؛ أعني أنهم يتعاملون مع التعليم عن طريق الجانب السياسي، بينما المتلقي المباشر للتعليم هو الشعب الأفغاني. نحن لا نعمل لمجموعة معينة أو فكر معين؛ هذا قطاع تعليمي ويجب على الحكومات العالمية والمنظمات الدولية التعاون مع القطاع التعليمي بعيدًا عن القضايا السياسية.

هذه رسالتي للعالم.

 

■ ماهي الأشياء التي يمكن أن تساهم فيها معكم هذه المنظمات؟

هناك العديد من المجالات التي تحتاج فيها الجامعات إلى المساعدة؛ على سبيل المثال: تحتاج إلى مساعدة في المباني والمختبرات والمكتبات. وهناك احتياجات أخرى للجامعات.