أفغانستان في شهر أبريل 2016م

إعداد: أحمد الفارسي

ملحوظة: یکتفی في هذا التقرير بالإشارة إلى الحوادث والخسائر التي يتم الاعتراف بها من قبل العدوّ نفسه، أما الإحصاءات الدقيقة فيمكن الرجوع فيها إلى موقع الإمارة الإسلامية والمواقع الإخبارية الموثقة الأخرى.

كان شهر أبريل بداية الموسم الربيعي في أفغانستان وبداية العمليات الربيعية من قبل المجاهدين، تكبد العدو الأجنبي والعميل خلاله خسائر فادحة للغاية، واشتدت فيه ضرامة القتال والمعارك وسط العاصمة الأفغانية، ونُفّذت مئات العمليات الناجحة في مختلف ولايات البلاد، لا سيماً في ولاية قندوز، ممّا أدى إلى إلحاق خسائر كبيرة في صفوف العملاء.

خسائر المحتلين الأجانب:

على الرغم من أنّ الشواهد تدلّ على أنّ المحتلين تكبّدوا خسائر في غضون شهر أبريل، خاصّة أنّ المجاهدين الأبطال استطاعوا أن يقتلوا 11 من المحتلين الأميركيين في 18 من شهر أبريل وذلك في المعارك التي دارت في قندوز، إلا أنّ المحتلين لم يعترفوا بشيء. فيظل عدد القتلى المحتلين في العام الحالي -بحسب اعتراف العدو- 3 قتلى، كانوا قد قُتلوا في شهر يناير، بينما يصل عدد قتلى العدوّ الإجمالي طيلة أعوام الاحتلال إلى 3515 قتيلاً، 2381 منهم يحملون الجنسية الأمريكية، والبقية من الدول المتحالفة الأخرى.

غير أنّ الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن ما يعترف به العدوّ من عدد قتلاه لا يصل عشر معشار ما يدور على الساحة الأفغانية من الخسائر.

 

خسائر العملاء:

مع ازدياد ضربات المجاهدين وفتوحاتهم من جانب، وفرار المحتلين من جانب آخر، ازدادت الخسائر في صفوف العملاء، فيومياً يُقتل العشرات من الجنود والشرطة والمليشيا في الإدارة العميلة بمناطق مختلفة من البلاد، وإن لم يكن بوسعنا أن نذكر جميع الخسائر التي تكبدها العدو العميل الجبان إلا أننا سنسلط الضوء على أبرزها:

صرحت القيادة العامة للاحتلال يوم الثلاثاء 5 من أبريل بأنّه طيلة الأعوام المنصرمة قتل ما لا يقل عن 5000 جندي من الحكومة العميلة، وجرح 14 ألف آخرون. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً آخر يوم الخميس 8 من أبريل قالت فيه بأنّ هلمند صارت مهلكة للعملاء، ففي هذه الولاية وحدها قُتل 3000 جندي خلال الأحد عشر شهراً الماضية.

وفي يوم الأحد 10 من أبريل، قتل 24 مليشياً في مديرية ميوند بولاية قندهار جراء القصف الأمريكي. وفي 14 من نفس الشهر قتل قائد الطريق العام قندوز- تخار برفقة 7 من جنوده في مديرية فرخار بولاية تخار.

وفي الغد قُتل القائد الأمني لمديرية بلتشراغ في ولاية فارياب في هجوم نفّذه المجاهدون عليه وعلى رفاقه.

وفي يوم الخميس 28 من أبريل، أفادت الأنباء الواردة من مدينة هرات، مركز ولاية هرات، عن مقتل رئيس النيابة العامة بولاية هرات المدعو/ سميع الدين رهين، في هجوم مباغت ناجح ضمن العمليات العمرية في الساعة الثانية والنصف ظهر ذلك اليوم.

 

نفوذ المجاهدين في صفوف العدوّ:

لا تزال عمليات اختراق صفوف العدو تتم على أحسن وجه، وقد قُتل وجُرح جراءها العشرات من جنود العدوّ.

ففي يوم الثلاثاء 12 من أبريل، استطاع شرطي أن يرجع سالماً غانماً إلى معسكرات المجاهدين بعدما قام بقتل 7 من جنود الشرطة في مديرية سبين بولدك بولاية قندهار. وفي 19 من أبريل قام شرطي آخر بقتل 3 من رفاقه في مديرية بتي كوت بولاية قندهار ثم لاذ بالفرار.

وفي 28 من أبريل، قام مجاهد بقتل 3 من الجنود العملاء في ولاية لغمان ثم التحق بمعسكرات المجاهدين.

 

الانضمام لصفوف المجاهدين:

سعى المجاهدون منذ وقت طويل، إلى جانب أنشطتهم العسكرية والسياسية، إلى أن يبينوا الحقائق للذين انخدعوا ووقعوا في مصيدة الترهات والخزعبلات والدعايات الكاذبة، حيث استمرّت لجنة الدعوة والإرشاد في نشاطاتها بهذا الصدد، وكان لها -بحمدالله ومنّه- مكتسبات كبيرة. وقد التحق المئات من العاملين في الإدارة العميلة – بعدما أدركوا الحقائق – لصفوف المجاهدين.

ووفق التقارير المنشورة في الشهور المنصرمة، انضمّ زهاء 350 من جنود وموظفي الإدارات المختلفة لصفوف الإمارة الإسلامية. وفي شهر أبريل انضم 406 من جنود وموظفي الإدارات المختلفة لصفوف الإمارة الإسلامية، ومن أراد تفصيل ذلك، فليراجع التقرير الخاص بهذا الصدد والذي نشره موقع الإمارة الإسلامية.

وفي يوم الخميس 14 من أبريل، اعترف العملاء بالتحاق العشرات من المليشيا والشرطة في منطقة قلعه خواجه دند غوري بصفوف الإمارة الإسلامية. وفي 23 من أبريل، انضمّ 6 من القادة برفقة 8 من الجنود في مديرية قادس بولاية بادغيس لصفوف المجاهدين.

 

الاعتراف بقدرات المجاهدين:

اتسعت دائرة نشاطات المجاهدين إلى حد أنّه استحالة إنكارها أو التكتم عنها، ولأجل هذا يضطر العدوّ بين الفينة والأخرى أن يعترف بتصاعد قدرات المجاهدين.

حيث اعترف العملاء في يوم الإثنين 4 من أبريل، بتصاعد نشاط المجاهدين شمالي البلاد، وحذّروا من سقوط الشمال مع نهاية العام الجاري. وقال قائد لواء 707 بامير بأنهم على علم بأنّ الطالبان عزموا على زيادة وتيرة عملياتهم على الشمال.

وفي يوم الجمعة 8 من أبريل، أعلن مجلس الشورى المحلي بولاية أروزجان عن سقوط 4 مديريات في هذه الولاية. وفي يوم الأحد 17 من أبريل، أعلن شورى ولاية ننجرهار بأن الناس في أغلب مديريات هذه الولايات يرفعون شكاويهم إلى مجاهدي الإمارة الإسلامية للقضاء فيها.

 

العمليات الربيعية:

كانت عمليات العزم جارية منذ العام المنصرم وحتى يوم الثلاثاء 12 من أبريل، وكان لها مكتسبات كبيرة للمجاهدين، حيث كبدّت الأعداء خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

وفي 12 من شهر أبريل، أعلن مجلس الشورى الجهادي للإمارة الإسلامية، عن بدء الموسم القتالي من جديد تحت مسمى “العمليات العمرية”. ومع إعلان هذه العمليات، بدأت هجمات المجاهدين على مراكز المحتلين وعملائهم بطول البلاد وعرضها، ونفّذ المجاهدون في اليوم الأول المئات من العمليات الناجحة، وكبّدوا الأعداء خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، نشير فيما يلي إلى أهمها:

في يوم الأحد 10 من أبريل، استطاع المجاهدون بعد قتالٍ عنيف أن يطهّروا منطقة بل مديرية أندر بولاية غزني من رجس الأعداء. وفي يوم الخميس 14 من أبريل، بسط المجاهدون سيطرتهم على منطقة دندغوري بولاية بغلان. وفي اليوم ذاته اشتبك المجاهدون الأبطال مع قافلة كبيرة للمحتلين والعملاء على الطريق العام بولاية فراه، واستطاع المجاهدون الأبطال أن يصوّروا هذه المعركة البطولية حيث التهمت النيران عشرات الشاحنات. ولمّا كان من الغد نشر المجاهدون مقطعاً رائعاً عن إسقاط مروحية للأعداء في ولاية كونر بتاريخ 28 من مارس، ويظهر في الفيديو بأنّ جميع الجنود الذين كانوا على متن المروحية يلقون مصرعهم فور سقوط المروحية واحتراقها، ولكن الإدارة العميلة بكل وقاحة ودناءة أعلنت بأنّ هذه المروحية لم تُسقط وإنما اصطدمت بجدار، فسقطت.

إنّ عمليات العزم – وإن كانت قد اكتسحت أفغانستان كلها- إلا أن نقطة ارتكازها في الأيام الأولى كانت في الولايات الشمالية والشمالية الشرقية، فقد أحرز المجاهدون في الأيام الأولى تقدماً في مناطق كبيرة من مُدُن ومديريات ولاية قندوز. وفي 16 من أبريل، بسط المجاهدون نفوذهم على مديرية خان آباد، وفرّ جنود من 30 ثكنة عسكرية بعد تكبدهم الخسائر.

وفي يوم الإثنين 18 من أبريل، قُتل 11 جنديا أمريكيا، و57 من العملاء خلال الاشتباكات الدائرة في ولاية قندوز، كما سقطت مديرية قلعه زال.

وفي يوم الثلاثاء 19 من أبريل، استهدف مجاهدوا الإمارة الإسلامية أحد أحصن مراكز العدو الاستخبارية في العاصمة الأفغانية كابول، وذلك بهجمات استشهادية، استهدفوا فيها رئاسة الرقم (10) للاستخبارات، فقتل جراء ذلك 60 من جنود وموظفي وجواسيس هذه الإدارة، وجرح 350 آخرون، فارتبك الأعداء ونشروا صوراً وأفلاماً مفبركة يزعمون فيها بأنّ القتلى كانوا مدنيين.

فطلبت الإمارة الإسلامية مرة أخرى من وسائل الإعلام أن لا تكون أداة في يد الاستخبارات بل عليها أن تؤدي وظيفتها المتمثلة بكشف الحقائق للشعب والعالم.

ولمّا رأى الأعداء بأن لا طاقة لهم أن يناضلوا المجاهدين كفاحاً؛ صبّوا جام غضبهم على عدد من السجناء الأبرياء وأعدموهم.

 

ضحايا الشعب:

لا يزال الضحايا من الشعب يعانون منذ نبت الاحتلال المشؤوم عام 2001م على ثرى وطننا الحبيب، فخلال هذا الشهر وقعت كثير من الجرائم والمظالم بأيدي المحتلين و أذنابهم العملاء. وقد قتلوا واضطهدوا أفراد الشعب تحت ذرائع ووحجج واهية. ووفق تقرير نشرته يوناما في يوم الأحد 17 من أبريل، استشهد وجرح في غضون الثلاثة أشهر الماضية ما لا يقل عن 200 مواطن بريء، إلا أنها ألقت بالمسؤولية على المجاهدين وحادت عن بيان الحق والحقيقة، وانحازت للمحتلين الصليبيين المجرمين.

ففي 5 من أبريل، أعلنت وكالة إسلامي أفغان بأنّ “المروت” قائد القوات الخاصة، قام بهجوم على قرية يلجي قرب مدينة خوست، فقتل سيدتين، وجرح سيدتين أخريين ورجلاً، والجدير بالذكر أنّ هذا القائد المجرم يموّل من قبل المحتلين ويُشجّع لارتكاب المجازر.

وفي 16 من أبريل، داهمت القوات الصليبية المحتلة وأذنابهم العملاء ضواحي مديرية خروار بولاية لوجر، فقتلوا 10 من المواطنين الأبرياء، واعتقلوا آخرين وزجوا بهم في السجن.

وفي 21 من أبريل، داهم المحتلون الأجانب والعملاء منطقة نور بمديرية صبري بولاية خوست، فقاموا بقتل 3 أفراد من أسرة واحدة وجرحوا طفلة، وعلاوة على ذلك اعتقلوا 8 آخرين وزجوا بهم في السجون. وقد اعترف بهذه الجريمة مدير مديرية صبري.

وفي 29 من أبريل، قتلت المليشيا في قرية ضابط بمديرية جيلان بولاية غزني أحد وجهاء القبائل، يُعرف بـ حبيب الله.

وفي 30 من أبريل، قال المتحدث باسم والي هلمند “عمر زواك” لوكالات الأنباء بأنّه استشهد طفلان جراء قصف العملاء الصاروخي جنوب هلمند.

 

حقيقة الإدارة العميلة:

لا يختلف اثنان على أن الإدارة العميلة دمية بيد الاحتلال. فإدارة هذه الحكومة تتلقى الأوامر من مسؤولي الاحتلال الأمريكي منذ لحظة ظهورها ومروراً بمرحلة تقاسم السلطة فيها ووصولاً إلى مرحلة التمديد لفترة رئاستها من قبل جون كيري.

وثمّة شواهد تثبت هذه الحقيقة أكثر فأكثر، ففي يوم الجمعة غرة أبريل، قال المتحدث باسم الإدارة العميلة بأنّ قرار بقاء الأمريكان أو رحيلهم يعود لهم، ولا يعطون الحق للآخرين. وعلاوة على ذلك قال المفتش العام الأمريكي في أفغانستان يوم السبت 9 من أبريل بأننا صنعنا في أفغانستان حكومة خطيرة.

كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن اتفاقية عام 2014 التي تأسست بمقتضاها حكومة الوحدة الوطنية التابعة للرئيس أشرف غني تسمح للحكومة بإكمال فترتها ومدتها 5 سنوات.

 

شدّة وتيرة الاختلافات في الإدارة العميلة:

لا غرو بأن جماعات مختلفة تدير الإدارة العميلة، لم يجمعها سوى دولارات أميركا؛ ولهذا نرى ونسمع بين الحين والآخر عن خلافات تضطرم فيما بينهم، وربما تؤدي للاقتتال في نهاية المطاف. ففي يوم الخميس 14 من أبريل، قتل عضو لشورى المجلس المحلي في ولاية تخار مع 4 من رفاقه إثر شجار وقع فيما بين الجماعات المسلحة.

وفي يوم الأحد 3 من أبريل، قال والي ولاية بلخ: ليس بإمكان أي أحد أن ينزعني عن منصبي بالقوة.

وتكهّنت وكالة رويترز يوم الثلاثاء 12 من أبريل، بأنّ الخلافات سوف تشتدّ وتكثر في الشهور القادمة.

وهذه الخلافات أدّت إلى أن يستقيل البعض ويفروا من الساحة، حيث استقال في هذا الشهر سفير بلجيكا كرد فعل على ما فعلت معه وزارة الخارجية.

وأخير قال الجنرال آمر خيل، الخبير بالشؤون العسكرية، بأن السبب الرئيسي للفوضى في البلاد هو وجود الفئات المختلفة في الإدارة العميلة التي تقدم مصالحها على مصالح الشعب والبلاد.