الأفغان يحيون ذكرى مذبحة الأطفال

أحيى الأفغان ذكرى مذبحة الأطفال التي حدثت العام الماضي في الثاني من أبريل في ولاية كندوز الأفغانية.

مذبحة الأطفال واحدة من أفظع المذابح وأبشع المجازر التي ارتكبها ويرتكبها الاحتلال الأمريكي في حق الأبرياء العزل في أفغانستان، حيث استُهدف فيها تجمع ديني وعلمي بحت اجتمع فيها مئات الأطفال والرجال وأهل العلم، وذلك حين قصفت الطائرات الأمريكية حفل تكريم لحفظة كتاب الله الصغار، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 وإصابة 200 آخرين معظمهم الأطفال الذين أكملوا حفظ القرآن الكريم منتظرين لتُلف العمائم على رؤوسهم تكريما لهم.

حفل إناطة العمائم حفل يهتم به في مدارس أفغانستان الإسلامية بعد إكمال الطلاب لمرحلتهم الدراسية والتي تعرف بـ”المنهج النظامي” وتنتهي بقراءة كتب الأحاديث أو إتمام الأطفال لحفظ كتاب الله، وفي هذه الحفلات تُناط العمائم بالمتخرجين على أيدي المشائخ والعلماء ورجال الدين تكريما للطلاب وتقديرا لجهودهم، ويجتمع لمشاهدة هذه الحفلات آلاف من الناس من أهالي المتخرجين وأقاربهم وعوام المسلمين ولاتقل أفراح أهل الخريج من أفراحهم بحفلات الزفاف والأعراس، وفي الثاني من أبريل\نيسان حول الاحتلال الأمريكي هذا الحفل الميمون إلى مأتم.

وتظهر لقطات فيديو التي سجلت بعد القصف فورا مناظر بشعة لما بعد القصف من أشلاء ممزقة وأجساد متفحمة وآهات الصغار المصابين وبقايا من أحذيتهم وملابسهم، فلا ترى في المكان المستهدف سوى الدخان والنار والآهات والأشلاء والعمائم البيض الملطخة بالدماء.

وقد كان الأهالي أكدوا في صفحات التواصل الاجتماعي أن الضحايا هم المدنيون وعوام المسلمين من حفظة كتاب الله الصغار وطلاب علم الدين، ولكن المحتلين وعملاءهم كانوا يسعون لتبرير هذه الجريمة، فصاروا يدعون بكل وقاحة بأنّهم استهدفوا عددا من القياديين في طالبان أثناء اجتماع عسكري لهم في ولاية كندوز الأفغانية،

وبعد مرور شهر قامت “يوناما” بتكذيب وزارة الدفاع واعترفت بأن الضحايا هم المدنيون، وقد تحدثت يوناما في تقريرها قرابة 90 شخصا من الشهود العيان الذين شهدوا المجزرة أو قتل عضو من أعضاء أسرتهم وأقاربهم في هذا القصف الهمجي.

 

ورغم تكرار المآسي على الشعب الأفغاني خلال العقود الأربعة الماضية، ورغم إقامة المحتلين وعملائهم المآتم كل يوم في منازل الأفغان إلا أن هذه المجزرة حظيت بشهرة إعلامية واسعة لبشاعتها وفظاعتها.

فمازالت القلوب مكلومة متألمة بفقد الأعزاء الذين ازهقت دماءهم بغير ذنب، ومازال العدو حرا طليقا يواصل الجرائم ويرتكب المجازر، وبحلول الذكرى تجددت أحزان تلك الأسر التي فقدت فلذات أكبادها في هذه المجزرة وبكى الآباء والأمهات أبناءهم الذين تسببوا لتتويجهم يوم القيامة ولكنهم لم يجدوا الفرصة ليشاركوهم الأفراح ويهنؤوهم على هذه المنقبة العظيمة.

كما اهتزت منصات التواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء، إحياءًا لذكرى مذبجة الأطفال، ودشن رواد موقع التدوين العالمي «فايسبوك»، وسما بعنوان #مذبحة_كندوز لتوثيق بعض الشهادات الحية على أحداث المذبحة فكتب عدد من الكتاب المقالات وتم إعادة نشر أفلام وفيديوهات حول المجزرة، كما انبرى الشعراء لرثاء شهداء مذبحة الأطفال وأنشدوا قصائد في مرثيتهم، مما أبكى رواد صفحات التواصل الاجتماعي وذكرتهم تلك المجزرة الأليمة،

وحفل الناشطون الأفغان وأحيوا هذه الذكرى الأليمة استذكارا بها كي لا ننسى جرائم أميركا، ولتصبح شاهدا على إجرام أميركا التي قتلت وأحرقت أطفالنا، وتصبح قصة دموية نرويها لأجيالنا القادمة.

 

 

تضامن المسلمين العالمي

وقد تضامن المسلمون من أنحاء العالم الإسلامي مع ضحايا هذه المجزرة وأطلقوا وسما في مدونة تويتر بعنوان “مذبحة الأطفال في أفغانستان” تنديدا لهذه المذبحة وقد شارك في هذه الحملة مئات عدد من المفكرين والدعاة والعلماء المسلمين، وإليكم تغريدات بعض المشاهير بمناسبة الذكرى الأولى لتلكم المذبحة الأليمة:

د. أكرم حجازي‏ @dochijazi

#مذبحة_الاطفال_في_افغانستان علماء الشياطين من الكهنةوالأحبار والحاخامات صمتو على الجرائم الوحشيةبحق المسلمين ومايزوا وفاضلوا بين مجرم ومجرم هؤلاء اللصوص سطوا على الدين ووظفوه في مصالح قوى الهيمنةوالاستبداد والظلم لم يكونوا في يوم ما أمناءعلى الدين أو الدماءأو الأعراض أو الحقوق

 

■ محمد هايف: أرتكبت القوات الأمريكية مجزرة ضد حفظة كتاب الله من أطفال أفغانستان وهو عمل خسيس وحاقد مهما برره الأمريكان بأنه حرب على الإرهاب !!#مذبحه_الاطفال_في_افغانستان

 

وائل القاسم‏ @WAEL_ALGASSIM

#مذبحة_الأطفال_في_أفغانستان سواء كان المنفذ الطيران الأمريكي أم الأفغاني، وسواء كان حفل تحفيظ القرآن الكريم برعاية طالبان أم لا.. تبقى الجريمة بشعة ولا يمكن لعاقل تبريرها، فقد راحت ضحيتها عصافير بريئة. س: ماذا لو أن الضحايا أطفال مسيحيون يقرأون الإنجيل؟ كيف ستكون ردة فعل العالم؟!

احسان الفقيه‏ @EHSANFAKEEH

أين مهرجانات الشجب والاستنكار؟ أين الإدانات والتصريحات التضامنية ومسيرات التنديد؟ ضحايا #مذبحه_الاطفال_في_افغانستان لا بواكي لهم،لأنهم على دين محمد ﷺ حتى أبناء جلدتهم ممن سيتم الفتك بهم تباعا،يبكون الفرنسي والبلجيكي وكل مسخ على الكوكب، أما المسلم فقتله مجرد خبر يومي عابر! مجزرة باريس لا يُقرّها عقل ولا دين ولكن ضحايا #مذبحه_الاطفال_في_افغانستان،عدم ذكرهم والتنديد بقاتلهم، من كمال التديّن والايمان! ماذا أقول لكم او عنكم وكل قولٍ فيكم خسارة اسأله تعالى أن يُشقّق سلطان كل حاكم،يدّعي الإسلام ويُجامل كل سُكّان الكوكب،إلا ابن دينه فدمُه غير مأسوف عليه

 

علي جابر المشنوي‏ @alfaifi_ali

#مذبحه_الاطفال_في_افغانستان ترينا الوجه الحقيقي لنظام عالمي ينتفض لأجل قطرة دم لغير مسلم ولا ينبس بحرف أمام الشلالات من دماء المسلمين… وتعري دعاة الإنسانية من قومنا الذين يمارسون إنسانيتهم بانتقائية قذرة؛ فتظهر إنسانيتهم مع الطفل الباريسي وتختفي مع الطفل الأفغاني!

 

د. جمعان الحربش‏ @AlHerbesh

قصف بالطائرات على حفل لتخريج حفاظ القرآن من الاطفال يسفر عن مئات القتلى لكنه لا يعتبر ارهابا في نظر العالم المتآمر لان الضحايا مسلون #مذبحة_الأطفال_في_أفغانستان

 

أحمد بن راشد بن سعيّد‏ @LoveLiberty

هذه الطفلة الأفغانية طلب منها شقيقها الذي أتمّ حفظ القرآن أن ترتدي حلّةً جديدة وتحضر حفل تخرجه، لتشاركه فرحته. نجت الطفلة، لكنّ أخاها استشهد. تقول باكية: ارتديت لبسي الجديد لأرى أخي، ولكنّه الآن لايكلّمني! #قتلوا_الحفّاظ #مذبحة_الأطفال_في_أفغانستان

 

أ.د. حاكم المطيري‏ @DrHAKEM

لا يحتاج أطفال #أفغانستان الذين تم قصفهم في ظل تواطؤ الجاهلية المعاصرة إلا إلى الاعتراف بحق شعبهم في الثأر لهم والدفاع عن أرضهم ومقاومة من غزاهم واحتل وطنهم فكل تعاطف معهم لا يعترف بحق شعبهم في الجهاد ومقاومة المحتل الأمريكي ليس سوى اصطفاف مع من قتلهم! #مذبحه_الاطفال_في_افغانستان