عرفان بلخی
إن دونالد ترامب اقتحم عقبة الظلم على المسلمين كافة ولا سيما على بلدنا افغانستان ولم يدع أي درب الضيم والقتل والدمارالا سلكه ولم يكتف بعداوة المقاومة المسلحة المتمثلة في حركة طالبان الاسلامية بل لا فرق في مجزرته بين اللحم والعظم ولابين الشحم والعصب وقدرأينا انه قتل كثيرمن المدنيين والأطفال والنساء وحتى جنود الحكومة العميلة الذين اتخذوه بالعبودية والذين قاموا بتضحية أنفسهم لحمايته وولجوا في كل خطب وخطر لرضاه، ترامب وجنوده لا يعرفون الوفاء والصداقة لأن سياسة أمريكا تستوجب أن العميل كعود الكبريت يستخدم لمرة واحدة ثم ينتهي وخاصة إن كان لا يستمد قوتهُ من شعبه وليس له حاضنة شعبية من حوله.
إن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية تاريخ حافل بالغدر والخيانة لأصدقائها قبل أعدائها،كما قال مجدي كامل في كتابه (كيف تبيع أمريكا أصدقائها) يقول فيه :” إن السياسة الخارجية الأمريكية قامت على أنه لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة مع أحد وإنما هي حسب المصالح تكون العلاقة دائمة؛ والمعيار الأمريكي في التعامل هو المصلحة فقط؛ ولا مكان لحقوق الإنسان أو التعامل بالأخلاق الحسنة لمن تعاون معهم أو حتي مكافأة نهاية الخدمة؛ فليست واردة عندهم، فالغدر شيمتُهم، وهي سرعان ما تتخلي عنهم عندما تستنفذ منهم كل ما تريدهُ، وتعمل على الإطاحة بهم؛ أمريكا لا عزيز لديها ولا صديق لها هذه هى السياسة التى يعرجون عليها ويبنون عليها حساباتهم ومصالحهم. الاعتقاد بان الاداره الامريكيه يمكن الاعتماد على حسن النوايا بها والصداقة الدائمه معها خطأ كبير،لانها لابد من تجدد الحلفاء والاصدقاء لتجدد الاستراتيجيات والاهداف لديها وبما تتكيف مع مصالحها العليا. ” ولكن مع هذا الوصف الدقيق لسياسة أمريكا الغاشمة للأسف الشديد لازال هنالك من يثق بها كحكام بلدنا الذين يتصفقون لكل ما تملأوها عليهم، وينفذون كل أوامرها.وهذاهو الر ئيس التنفيذي لحكومة الوحدة الوطنية عبد الله عبد الله -العميل حتى النخاع- أشاد في حوار مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية أجرته معه على هامش اجتماعات الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في نيويورك أخيرا،اشاد بسياسة أمريكا ولاسيما الرئيس الحالي ترامب قائلا :” إنهم أعلنوا استراتيجية جديدة وحشدوا دولًا أخرى وشركاء لهم في حلف شمال الأطلنطي، لقد ضاعفوا حجم قوات الكوماندوز الأفغانية وقدموا الدعم للقوات الجوية الذي يُعد أمرًا مهمًا ستأتي مثل هذه السياسات بثمارها، وليس ذلك في غضون أيام أو أشهر إلا أنه كلما كانت على الطريق الصحيح فستأتي بنتائجها”، مضيفًا أنه على الرغم من صعوبة تحديد المدة التي ستبقى فيها القوات الأمريكية على الأرض الأفغانية قال فإنها “لن تكون مهمة تستغرق 50 عامًا”.
ونحن نعلم أن أمريكا قد غدرت بالكثيرين وستغدر بهؤلاء العملاء يوما ما وكما نري بأم أعيننا يقوم ترامب وزبانيته اليوم بهذه الشنشنة ويقتل حتى من يتصفق له في كل المناسبات وهو يعيد تاريخ جنكيز خان الذي كان رجلاً سفّاكًا للدماء، وكان أيضًا قائدًا عسكريًّا شديد البأس، وكانت له القدرة على تجميع الناس حوله، وسرعان ما اتسعت مملكته يقال عندما اجتاح جنكيز مدينة بخارى إحدى بلاد خراسان المسلمة عجزعن اقتحامها فكتب لاهل المدينة ان من سلم لنا سلاحه ووقف في صفنا فهو أمن ومن رفض التسليم فلا يلومن الا نفسه فانشق المسلمون الى صفين اثنين:
فمنهم رافض له فقالوا :
- لو استطاعوا غزونا لما طالبوا التفاوض معنا !! فهي إحدى الحسنيين اما النصر من الله يسر به الموحدون واما الشهادة نغيظ بها العد و!
- اما الصف الثاني فجبن عن اللقاء وقال نريد حقن الدماء ولا طاقة لنا بقتالهم الا ترون عددهم وعدتهم ؟.
فكتب جنكيز خان لمن وافق على الرضوح والتسليم أن أعينونا على قتال من رفض منكم ونوليكم بعدهم أمر بلادكم فاغتر الناس بكلامه رغبا ورهبا من بطشهم فنزلوا لأمره ودارت رحى الحرب بين الطرفين طرف دافع عن ثبات مبادئه حتى قضى نحبه وطرف وضيع باع نفسه للتتار فسيره عبدا من عبيده في النهاية انتصر طرف التسليم والعمالة ولكن الصدمة الكبرى ان التتار سحبوا منهم السلاح وامروا بذبحهم كالنعاج وقال جنكيز مقولته المشهورة :” لو كان يؤمن جانبهم لما غدروا بإخوانهم من أجلنا ونحن الغرباء” ! وكتب التاريخ كذلك عن نابليون ووصول جيوشه لدى احتلاله أوروبا إلى النمسا، إذ كان هناك ضابط نمساوي يتسلل بين الفينة والأخرى إلى نابليون بونابرت قائد الجيش الفرنسي، يفشي له أسرار جيشه وتحركاته. وعندما انتهت المعركة، رفض نابليون مصافحة الضابط النمساوي الذي ساعده على احتلالها، وقال له: خذ أجرك، لكني لا أصافح من خان بلاده. وقال نابليون عبارته التي حُفرت كإحدى أروع عبارات التاريخ الحديث عن الخائن والخيانة: «مثل الخائن لوطنه كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللصوص تشكره.. لهذا أبصق عليه». وعندما سُئل هتلر عن أحقر الناس الذين قابلهم في حياته، فأجاب: أولئك الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم.
فمثل هذا وذاك يقتل الناتو وزبانية ترامب الجنود العملاء في بلادنا جهارا نهارا في طول البلاد وعرضها وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر أن :
■ بتاريخ 18 فبراير/ شباط 2010 لقي سبعة من أفراد الشرطة الأفغانية حتفهم في غارة جوية شنتها قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في إقليم كندز شمالي البلاد، حسبما أوردته مصادر رسمية حكومية آنذاك. وزعموا أن أفراد الشرطة أصيبوا عن طريق الخطأ بعد أن سقطت دورية مشتركة أفغانية ومن الناتو في كمين نصبه المسلحون.
■ وبتاريخ 6 مارس 2014 قال مسؤول حكومي إن خمسة جنود أفغان قتلوا وأصيب 17 آخرون في وقت مبكر من صباح اليوم في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في ولاية لوجار شرقي البلاد.ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية نبأ مقتل الجنود الخمسة، مشيرا إلى أن ثمانية جنود آخرين جرحوا وجروحهم خطرة.وقال حاكم مقاطعة شارخ إن الموقع المستهدف دمر بالكامل جراء الغارة التي نفذتها طائرة أميركية،
■ وفي 17تموز / يوليو 2016قتل خمسة جنود أفغان في قصف جوي نفذته القوة الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف) في ولاية غزني وسط أفغانستان، في وقت أعلن فيه مصرع ثلاثة من جنود التحالف الدولي. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إن طائرة إيساف أطلقت النار دون تحذير على الجنود الذين كانوا ينصبون كمينا في منطقة أندار، وجرحت أيضا اثنين آخرين منهم.
■ وفي 19 من سبتمبر العام الماضي قصفت القوات الأمريكية مركزا للشرطة قرب عاصمة ولاية أروزجان ترين كوت، ووفق ما قال الشهود العيان من المواطنين فإن عشرات جنود الشرطة لقوا مصرعهم إلا أنّ وكالات الأنباء اعترفت بمقتل 8 منهم فحسب. وقال القائد تورجان قائد الشرطة في ذلك المركز: قتل في الغارة الأولى أحد الشرطيين وحين كان آخرون يهبون لنجدته، أوقعت غارة ثانية سبعة قتلى.وقال قائد شرطة الولاية رحيم الله خان يوم ذاك: إنّ مركز الشرطة كان هو الهدف وقال: لا يمكن أن يكون إطلاق نار غير متعمد، لكن في كل مرة يحصل هذا، يقولون (الأميركيون) كان خطأ.
■ وقتل عدد كبير من الجنود قبل هذا جراء الغارات الجوية في المناطق المختلفة، ففي الشهر الماضي لقي 26 جندياً مصرعهم بقصف جوي أمريكي على سجن تابع لجنود الإمارة الإسلامية بمديرية ناد علي بولاية هلمند. كما قتل 16 آخرون في مديرية بركي برك بولاية لوجر في قصف الأمريكان وجرح عشرات آخرون.
■ وقتل في اليوم الاول من اكتوبر الجاري 20 من الشرطة في محافظة هلمند مديرية نادعلي في منطقة لوي مانده وافادت الأنباء ان المعلومات الواردة من مديرية نادعلي بولاية هلمند تصادق قصف طائرات الاحتلال الأمريكي ظهر يوم الاثنين قوات الشرطة والجيش العميل حينما كانت في محاولة الهجوم على مراكز المجاهدين في المنطقة وأسفر القصف عن هلاك 20 جنديا وشرطيا عميلا. واعلنوا فيما بعد انه كان عن طريق الخطأ وهذا هو غيض من فيض.
■ ففي كل ذلك من وقائع القتل والتدمير لقوات العملاء والخونة عبرة وكما يقولون اذا قتلتم أسودكم يأكلكم كلاب أعدائكم وما رأينا قبل شهر وأيام في ولاية ميدان ورداك لما أصيب بعض جنود العملاء أخذهم الأمريكيون في طائرة ليداويهم ولما أقلع الطائرة رأوا الجنود الأمريكيون مجروحين من بني جلدتهم في ميدان المعركة فالقوا جنود العملا ء من علي متن الطائرة وأخذوا جنود الأمريكان مكانهم وليس هذا فقط بل قتلوهم في غارات حين ضاقت صدورهم ولم يجدوا ما يشفي غليلها وسيكون هذا مصير العملاء والخونة الآخرين الذين خانوا وخذلوا أوطانهم، وتسببوا في قتل أهلها وتمزيق رقعتها وتدميرها. وقد حفر التاريخ على صفحاته كثيراً من قصص الخذلان، وبقيت محفورة في الذاكرة، مدونة ومكتوبة للأجيال القادمة..
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.
صدق الله العظيم.