«قلعه كاه» من جور الحكومة العميلة إلى عدل الإمارة الإسلامية

مصعب

 

تعد مديرية «قلعه كاه» (شيب كوه) من أهمّ مديريات ولاية فراه، فهي متآخمة من جهة الشرق بمركز ولاية فراه ومن النّاحية الغربية ببلاد إيران، ومن جهة الشمال بمديرية «قلعه كاه» (بشت كوه) ومن جهة الجنوب بمديرية لاش جوين، وتعبر الشاحنات المارة «ترانزيت» من هذه المديرية، ويقع فيها أيضًا الطريق السريع بين إيران ومركز ولاية فراه.

وأراضي هذه المديرية خصبة، يزرع فيها القمح، والشعير، والحبحب، والذرة، وبعض مواطنيها مشغولون بتربية الأغنام والمواشي، والبعض الآخر يتكسبون بالتجارة وعندهم المتاجر والحوانيت.

وتتمتع هذه المديرية بكثرة الأنهار والغابات، وأصدرت الإمارة الإسلامية قانونًا بحفاظها، فهي محفوظة آمنة من أن تضرّرها الأيادي الآثمة، ومعظم أراضي هذه المديرية تحت سيطرة المجاهدين، ولا توجد فيها ولا في أي ناحية من أطرافها ثكنة للجنود العملاء. ومع فتح مركز هذه المديرية طوي بساط الظلم وعنجهية العملاء على ثراها الطيبة، وتنفّذ فيها الحدود والشرائع واستتب فيها الأمن والاستقرار بحمد الله.

 

«قلعه كاه» بعد الاحتلال

وبما أنّ أساس الإدارة العميلة وضعت على الظلم، والنهب والسرقة، والعهر والفساد والمنكر، يقوم الساسة المفسدون بتعيين المدراء أفسدهم وأقساهم على منصب الوالي والحاكم لولاية أو مديرية وقائد للقيادة على صعيد الولاية والمحافظة، لكي يواصلوا طريقهم المشؤوم في الفساد والإفساد.

وكانت مديرية «قلعه كاه» (شيب كوه) للعدوّ من المديريات الآمنة في سنوات الاحتلال الأولى ولم يدّخر العدو العميل من أيّ جهد لترسيخ قوائم الاحتلال وإفساد أطياف الشعب المختلفة، وقمع المسلمين فيها.

 

جرائم الإدارة العميلة في مديرية «قلعه كاه»:

1ــ محاربة الإسلام؛

وهي خصّيصة من خصائص الإدارة الفاسدة البارزة وقد بلغت ذروتها في هذه المديرية، وقد ضاقت السبل أمام العلماء والطلبة والمصلحين، وأغلقت دونهم الدروب وأوصدت في وجههم الأبواب، كما تضايق التجّار من السرّاق وقطاع الطرق الذين صارت لهم هذه المديرية وكرًا ومأمنًا.

وقد اعتقل العلماء وأئمّة المساجد كثيرًا بلا ذنب أو اثم من داخل المساجد أو المدارس، وأهينوا وضُربوا، وقد بقي كثيرٌ منهم لعدة سنوات وراء قضبان الألم بلا مبرر.

۲ ــ نهب أموال الشعب؛

وبما أنّ سلطة الإدارة العميلة باعت عرضها ودينها بدولارات بخسة، فهمّهم أن يكتسبوا كمّية كبيرة من الدولار ولأجل ذلك هم يترصّدون كل مواطن يملك شيئًا من المال كي ينهبوه بطريقة ما، فربما اعتقلوا بعض الأثرياء وأطلقوا سراحهم بدل الأموال الباهظة، كي يتلفوها في العهر والمجون والفحشاء والمنكر.

۳ ــ قتل الأبرياء؛

وإحدى أهداف العدوّ المهمّة إلقاء الرعاب في قلوب المواطنين، ولايدّخرون في سبيل ذلك من اقتراف أي جريمة أو قتل أو سفك دم، فكثيرٌ من المواطنين الأبرياء شبّانا وشيبا قتلوا بدمٍ بارد.

 

الوضع الجهادي في مديرية «قلعه كاه»:

ومن قوانين الله سبحانه وتعالى أنه جعل أمام كل فرعون متكبّر، من يقف أمامه لسدّ مظالمه كسيدنا موسى عليه السلام، فعندما تصلّفت أمريكا «فرعون العصر» وقالت أنا ربكم الأعلى، قيّض الله سبحانه وتعالى أمامهم الشعب الأفغاني الفقير.

وكبقية المديريات ومناطق أفغانستان المختلفة انسحب المجاهدون من هذه المديرية بعد احتلال الأمريكان بلادنا الحبيبة، ولكن بعد فترة قام المجاهدون الأبطال للمقاومة، وجعلوا جبالها ووديانها، تلالها وهضابها بركانًا وجحيمًا للعدوّ. بدأ المجاهدون جهادهم ومقاومتهم بحرب العاصابات وزرع الألغام، وبمرور الوقت جعلوا أوكار العدوّ المحتلّ الآمنة مجازر من قتلى الصليب وعملائهم.

وخلال العامين الماضيين خنق المجاهدون الحصار على العدوّ شيئًا فشيئًا، وفتحوا مراكز عدّى مراكز وثكنات للعدوّ التي قريبة من مركز الولاية وعلى أطرافها، فتقوقع العدوّ في حصار مركز المديرية.

وهاجم المجاهدون في غضون الشهور الأخيرة مرات عديدة على مركز مديرية شيب كوه، واستهدفوا مركز المديرية ومبنى القيادة، وقد قام المجاهدون عام 1439 هـ.ق بفتح مركز المديرية، لكنّهم انسحبوا تكتيكيا حفظًا لأرواح المدنيين من الغارات الصليبية العشوائية، ولكن بفضل التضحيات الكبيرة والمستمرة بزغ فجر النصر من جديد وفتحت هذه المديرية بالكامل وترفرفت راية الإمارة الإسلامية في جميع أنحائها، فلله الحمد وله الفضل.

 

مديرية «قلعه كاه» بعد النّصر:

ونحمد الله سبحانه وتعالى بأن طهّر هذه المنطقة من ظلم الظالمين والمفسدين والخونة، وأقرّ فيها العدالة والاستقرار والهدوء. فمجاهدوا الإمارة الإسلامية على استعدادٍ كاملٍ لتنفيذ أحكام الشرع وإرشادات زعيم الإمارة الإسلامية، وتنشيط جميع اللجنات والإدارات لتهيئة أرضية العيش الهنيئ للشعب الأفغاني المضطهد. وأصبحت جميع الإدارات العسكرية والإدارية ومؤسسات المعارف والصحة والدعوة والإرشاد نشيطة لخدمة المواطنين.

نسأل الله تعالى بأن يوفق جميع مسؤولي الإمارة الإسلامية لمزيد من التوفيق والخدمة والنّشاط، ونسأله سبحانه أن يعمّ فضله مرة أخرى على البلاد بأكملها، ويبسط فيها الحكومة العادلة، ويرفرف راية الإمارة الإسلامية في جميع أصقاعها من جديد، والله قادر على ذلك.