الإمام ضياء المشايخ محمد إبراهيم المجددي (الحلقة 2)

أبوسعيد راشد

 

صدر المشايخ فضل عثمان المجددي:

صدر المشايخ الشيخ فضل عثمان المجددي المعروف بـ”آغا شيرين” بن نور المشايخ، ولد 9 ربيع الأول 1319هـ في منطقة “شور بازار” في العاصمة كابل، وتوفي 1393هـ في باكستان ودُفِنَ في قلعة جواد كابل، أخذ العلوم الدينية عن كبار علماء البلد، وأخذ السلوك عن والده نورِ المشايخ رحمه الله.

ولما أسس والده مدرسةَ نور المدارس في غزني، كان رحمه الله قد تحمل أعباء نائب المدير في المدرسة، ولما توفي والده ترك منصب نيابة المدير لأخيه الأصغر الشيخ ضياء المشايخ، وجدَّدَ معه البيعة في السلوك أيضًا.

 

أسرة صدر المشايخ:

كان له ثلاثة أبناء: فضل علي المجددي المعروف بـ”كُلْ آغا”، فضل الرحمن المجددي المعروف بـ” أميرجان آغا”، فضل نعمان آغا، المعروف بـ”سميع جان آغا”.

كانت له زوجتان، إحداهما كانت من كابل، والثانية كانت من باكستان. والأغلب أن ابنه “فضل نعمان” كان من زوجته الباكستانية.

 

جهوده في سبيل الحرية:

كان رحمه الله قائمًا مع والده في جميع الجهود لجلب التعاون في سبيل تحرير البلاد، وبعد ثمانية أشهر من وفاة والده رحل الشيخ فضل عثمان إلى الحرمين الشريفين، وبعد أداء الحج عاد من طريق البحر إلى كراتشي، شارك هناك في المحافل ودعى إلى مناصرة المسلمين في كشمير، ثم ذهب إلى لاهور، ومن هناك ذهب إلى “سَرْهَنْد” حيث جده مجدد الألف الثاني، وعقد في الهند اجتماعات كان يدعو فيها إلى نصرة المسلمين في بخارى وقبرص وكشمير.

وفي الوقت نفسه أعلن السردار داود خان –رئيس الوزراء في أفغانستان- منظمة النساء في أفغانستان، وبتوجيه الشيخ فضل عثمان قام المولوي عبد القيوم جان القندهاري مع الآخرين من المسلمين المخلصين ضد هذا القرار، فتصدى لهم لواء قندهار الجنرال خان محمد وقمع أهل القيام المتظاهرين ضد قرار الدولة في شأن منظمة النساء، وكان من المنتظر أن الملك ظاهر شاه سوف يدعو الجنرال خان محمد إلى المحكمة، لكن الملك دعى الجنرال إلى كابل، وفوَّض إليه منصب وزير الدفاع.

ولما عاد الشيخ فضل عثمان من الهند إلى باكستان، امتنعت سفارة أفغانستان في إسلام آباد عن تمديد جواز السفر للشيخ فضل عثمان، وكان السبب هو التصويت في المحافل لنصرة المسلمين في كشمير، أو أن أخاه الشيخ ضياء المشايخ كان من كبار المخالفين للدولة في القرار المخالف لأصول الإسلام.

و رئيس دولة باكستان المارشال أيوب خان له صلة جيدة بحضرة نور المشايخ وكان يحترم الشيخ جدًّا، فقام رئيس دولة باكستان أيوب خان وأقطع للشيخ فضل عثمان عقارًا وبيوتًا في لاهور وفيصل آباد.

فمكث الشيخ فضل عثمان بقية عمره مسافرًا، وتوفي 1393هـ عن 74 سنة من عمره.

قام ابنُه الشيخ فضل الرحمن آغا مقامَه، ولقَّبَه الشيوخ ببدر المشايخ.

وحسب وصية الشيخ حُمِلَ جثمانُه إلى كابل، ودفن في قلعة جواد.

 

الشيخ ضياء المشايخ محمد إبراهيم المجددي:

الشيخ ضياء المشايخ محمد إبراهيم المجددي بن شيخ الإسلام نور المشايخ.

ولد 1320هـ ق في قلعة جواد كابل، تعلم العلوم الدينية عن والده وأخذ منه السلوك أيضًا.

وقد تعلم بعض العلوم الدينية عن المولوي يار محمد، والشيخ المعروف بـ”يحيى خيلو ملا صاحب”.

 

أبناء ضياء المشايخ الخمسة:

له أبناء خمسة: 1- أحمد طه جان مجددي، توفي وهو طفل لمرض أصابه. 2- محمد إسماعيل جان المجددي. 3- محمد يعقوب جان المجددي. 4- محمد إسحاق المجددي. 5- ضياء أحمد المجددي.

كان أكبرهم محمد إسماعيل جان المجددي، وكان يشبه والده في الصورة والسيرة.

 

تعيين الشيخ مكانَ والده نورِ المشايخ:

ولما توفي والده نور المشايخ رحمه الله، طلب منه أخوه الكبير الشيخ صدر المشايخ فضل عثمان المجددي، وكذلك طلب جميع خلفاء والده أن يجلس الشيخ ضياء المشايخ مكانَ والده، فجلس حسَبَ طلبهم مكان والده نور المشايخ، وشمَّر عن ساعد الجد لخدمة خلق الله، وكان رحمه الله يقول: “أسأل الله سبحانه وتعالى أن يَخْلُق في قلب كل إنسان فكرة الطلب والإنابة إلى الله، ليبكي ويدعو اللهَ سبحانه وتعالى أن يَهَبَه كيميا السعادةِ، ويبحثَ عن الهدف، فيعيش لنيل هذه الأمنية، ويحفظه الله من أحزان الدنيا وشقاءها”.

كان رحمه الله متبِعًا للشريعة، وسائرًا على طريق أسلافه.

 

استشهاد ضياء المشايخ مع أبنائه وأقربائه:

حملَ جنود دولة الشيوعيين على بيت ضياء المشايخ في كابل، حاصروا بيته في قلعة جواد بدباباتهم، وذهبوا بمولانا ضياء المشايخ مع أبنائه الأربعة وأقرباءه وتلامذته إلى السجن، وذلك ليلة الجمعة 26 جمادى الأولى1399هـ.ق الموافق لـ29 شهر الجَدْي 1357هـ.ش، وكانت عملية الاعتقال لمولانا ضياء المشايخ وأسرته عمليةً خاليةً عن كل معاني الاحترام، وكانت مملوءة من الظلم والوحشة من البداية حتى استشهاد ضياء المشايخ في نفس السجن وجميع من سُجِنَ معه إلا النساء والأطفال الصغار.

وقد سجن في تلك الليلة كثيرٌ من تلامذة ضياء المشايخ وخلفاءه في جميع أفغانستان، وقد بلغ عدد أسرى أسرة ضياء المشايخ إلى مائتين.

 

قائمة الأسرى والشهداء من أسرة ضياء المشايخ وتلامذته:

وإليكم قائمة هؤلاء الأسرى الذي ارتقوا شهداء فيما بعدُ، ولم يَعُدْ أحدٌ منهم.

(1) حضرة مولانا ومرشدنا ضياء المشايخ محمد إبراهيم المجددي بن عمر رحمه الله.

(2) مولانا محمد إسماعيل المجددي المعروف بـ”سرهندي آغا” بن مولانا ضياء المشايخ، مؤسس حركة خدام الفرقان، ورئيس مدرسة نور المدارس.

(3) مولانا محمد إسحاق جان المجددي بن مولانا ضياء المشايخ. أستاذ في المدرسة.

(4) الدكتور محمد يعقوب جان المجددي بن مولانا ضياء المشايخ. طبيب.

(5) حضرة ضياء أحمد جان المجددي بن مولانا ضياء المشايخ. موظف في الصدارة العظمى.

(6) حضرة فضل محمود المجددي صَهرُ(زوج بنت) مولانا ضياء المشايخ. معلم في المدرسة العصرية.

(7) حضرة أحمد سعيد المجددي ابن أخت مولانا ضياء المشايخ. موظف في الوزارة الخارجية.

(8) حضرة أحمد مسعود المجددي ابن أخت مولانا ضياء المشايخ.

(9) حضرة أحمد مودود المجددي بن أخت مولانا ضياء المشايخ.

(10) حضرة أحمد شعيب المجددي ابن أخت مولانا ضياء المشايخ.

(11) الدكتور محمد عزيز المجددي بن أشرف جان المجددي، أخو زوجة مولانا ضياء المشايخ.

(12) حضرة هدايت الله المجددي بن أشرف جان المجددي، أخو زوجة مولانا ضياء المشايخ. الرئيس الإداري في وزارة المعادن.

(13) حضرة علي أحمد المجددي المعروف بـ”بزركَ جان آغا”.

(14) حضرة الدكتور محمد عظيم المجددي. طبيب.

(15) حضرة ذكر الله المجددي بن حضرة ميا جان المجددي. مهندس.

(16) حضرة غلام داود المجددي المعروف بـ بابا جان آغا.

(17) حضرة رفيع الله جان المجددي بن حضرة بابا جان آغا. موظف في رئاسة النظارة.

(18) حضرة ضياء الله المجددي بن حضرة بابا جان آغا. موظف في الحكومة.

(19) حضرة محمد يحيى مجددي بن كبير جان آغا. متعلم.

 

أسماء أسرى الأسرة المجددية من ولاية لوكَر:

(20) محمد سليم المجددي بن غلام نقشبند المجددي.

(21) عطاء محمد المجددي بن غلام نقشبند المجددي.

 

أسماء أسرى الأسرة المجددية من ولاية هراة:

(22) حضرة عبد الباقي المجددي. عضو البرلمان.

(23) حضرة عبد الصمد المجددي. رئيس المديرية (وَلَسْوَال) .

(24) حضرة فضل حق المجددي.

(25) حضرة علي محمد المجددي.

(26) حضرة محمد أنور المجددي.

(27) حضرة عبد القدير المجددي.

(28) حضرة نجيب الله. متعلم.

(29) حضرةُ الله. متعلم.

(30) ضياء الله بن أحمد سعيد جان المجددي. متعلم.

 

أسماء أسرى الأسرة المجددية من كوهِستان:

(31) حضرة مولانا الشاه عبد الحميد المجددي المعروف بـ”حضرت صاحبِ كوهستان”.

(32) حضرة محمد موسى جان المجددي بن الشاه عبد الحميد جان المجددي.

(33) الشيخ نور الحق المجددي المعروف بـ” آغا بَهَائِيْ”.

(34) حضرة عصمت الله المجددي.

(35) غلام حسن المجددي.

(36) حضرة عبد الستار.

(37) حضرة حبيب الله.

(38) حضرة فيض أحمد

(39) حضرة فضل ربي.

(40) حضرة عبد الستار بن غلام رباني جان آغا المجددي.

(41) حضرة عبد الكريم المجددي.

(42) حضرة ميا أحمد آغا المجددي.

(43) حضرة آغا كُلْ بن كُلْ آغا جان المجددي.

 

أسماء أسرى الأسرة المجددية من بَنْجشِير:

(44) حضرة نَعِيم المجددي بن غلام قدير آغا المجددي.

(45) حضرة ميا آغا المجددي.

(46) حضرة يوسف آغا المجددي.

(47) حضرة محمد قاسم المجددي.

(48) حضرة شمس الحق المجددي.

(49) حضرة سراج الحق المجددي.

(50) حضرة محمد إدريس المجددي.

 

هؤلاء الأربعة اُعْتِقِلوا بِتهمة الإنفجار في مطار بَكْرَام، كابل.

(51) حضرة مِيا آغا بن ميا خورشيد المجددي.

(52) حضرة محمد نسيم بن مِيا عبد القادر المجددي.

(53) حضرة محمد يوسف بن أمين الدين المجددي.

(54) حضرة جان آغا بن فرخ جان المجددي.

(55) حضرة معصوم جان بن حضَرتْ جان المجددي.

 

أسماء أسرى الأسرة المجددية من نجراب، كابِيْسا:

(56) حضرة عبد الجبار المجددي.

(57) حضرة غلام قيوم المجددي.

(58) حضرة المولوي شيرين آغا المجددي.

(59) حضرة القاري فضل ربي المجددي بن غلام رباني المجددي.

(60) حضرة عبد الحق المجددي بن غلام رباني المجددي.

 

أسماء أسرى الأسرة المجددية من جلال آباد:

(61) حضرة غلام أحمد المجددي. عالم كبير، ومرشد.

(62) حضرة حسن أحمد المجددي.

(63) حضرة سيد مسافر المجددي بن غلام نبي المجددي.

(64) حضرة خان باشا بن غلام نبي المجددي.

 

أسماء أَسرى الأسرة المجددية من قندهار:

(65) عبد السلام المجددي.

(66) إمام الدين المجددي.

(67) ولي محمد المجددي.

 

قد يكون هناك بعض الأعضاء من هذه الأسرة المباركة الذي كانوا في ضمن الأسرى المعتَقلين في ليلة الجمعة ولم نذكرهم هنا بسبب عدم وصولنا إلى إسماءهم. رحمهم الله.

وهؤلاء الأبطال -أبطال تحرير الوطن من الشيوعية- كانوا كاللَّبِنة الأولى في صرح الجهاد المقدس الذي قام به الشعب الأفغاني. واستشهد هؤلاء الجميع في سجون الشيوعيين عبيد الروس، ولم يُعْلَمْ لهم أثر.

 

قصة أسرة الشيخ في انقلاب ثوْر:

دَبَّرَ الشيوعيون انقلابًا في 7 ثور 1357هـ ش، وأطاحوا بعرش السردار محمد داود خان، حاصروا “أَرْكَ” البيت الملكي في كابل، وقتلوا داود خان مع زوجته التي كانت أختَ الملك ظاهر شاه، وأخيه محمد نعيم خان مع أعضاء أسرته في داخل القصر الرئاسي في كابل.

وبعد ثلاثة أيام أعلنوا الحكومة برئاسة نور محمد التراقي (تركي) ، وكان الإعلان عن حكومة الشيوعيين (كَمْيُونِسْتهَا) رمز بدء العدوان والأيام النحسات في البلاد، وعلم الناس أنهم سوف يسفكون الدماء الكثيرة للمسلمين والعلماء الأبرياء، وكان كذلك.

وبدأ الشيوعييون بالفعل باعتقال العلماء ورؤساء القبائل والتجار الأغنياء.

 

تصدي الشيخ لأعمال الشيوعيين:

كان -رحمه الله- مرجع العلماء وعامة المسلمين في كابل وجميع البلد. كان -رحمه الله- يواصل العمل ضد الشيوعية وأعمالهم وبرامجهم الإلحادية والتدميرية للدين والوطن، وكان يعمل لإبقاء المسلمين في صف واحد ليسهل لهم النضال ضد الشيوعية، وكان يقول: “والله بالله وتالله إن لم تتركوا -أنتم المسلمون- الخلاف الذي بينكم، وإن لم تعتصموا بحبل الله وتتحدوا في صف واحد؛ ليأتينّ عليكم زمان تسيل فيه دماءكم من أعينكم بدلَ الدموع. لازال عندكم وقتٌ لتتحركوا ولتخرجوا أنفسكم من قاع الوحشية والبربرية، وأن تعطوا درسًا مليئًا بالعِبَر لهذا العدو القاتل للإنسانية”.

 

يتبع في العدد القادم (إن شاء الله)