التعليم..والوظيفة الحكومية

صلاح الدين

 

لاشك أنّ عناية الحكومة بالتعليم، وما تبذله وزارة المعارف من جهود في سبيل نشر العلم والثقافة أمرٌ محمود، حتى بات كثير من أبناء القبائل يجتازون التعليم المتوسط إلى الثانوي في أقرب المدن إليهم، وبعضهم يجتاز التعليم الثانوي إلى أبواب الجامعات في إصرار يحمدون عليه.

ولكن دعوني أسأل: إلى أين المصير؟

إنّه سيتخرّج من كلية التجارة أو الآداب أو الحقوق أو غيرها مما هو على غرارها ليهيء نفسه للوظيفة.. وللوظيفة فقط!

وههنا تبدأ المشكلة! لأنّ وظائف الدولة من هذا النّوع سوف لا تتسع غدًا لكل هذه الجيوش التي تلفظها الجامعات أو مدارسنا الثانوية أو حتى المتوسطة.

فالخطر كل الخطر في أن يصبح جميع شبابنا لا يصلح لغير الوظيفة.. فهؤلاء سيتكلون على أبواب الوظائف، وستضيق الوظائف بهم مع مرور السنين؛ بدليل ما نشهده اليوم من بوادر هذا الضيق.. سيجدون أنفسهم غدًا عاطلين يعيشون هاملين، وبذلك يسيئون إلى أنفسهم وبلادهم بقدر ما تخيلوه من معاني النفع.. وربما عرضهم ذلك للكثير من أبواب الفساد والشرّ والإجرام – لا سمح الله – أو مغادرة البلد إلى بلاد أجنبية لأجل العمل وكسب لقمة العيش.

فينبغي ههنا أن يبادر أصحاب الاختصاص في التوجيه إلى دراسة الفكرة من سائر وجوهها قبل أن يتفاقم الأمر ويستعصي على الحل.

وأمامنا كثير من الأمم والبلاد التي سبقتنا في هذا الطريق على هذا المنوال، ونسيت أن تحتاط للفكرة قبل أن تستفحل نتائجها؛ فكانت النتيجة أن تجاوز الأمر حده، فجانس ضدّه، وعاش الكثير من الخريجين حياته عبدًا للوظيفة لا يحسن غيرها.. حتى إذا ضاقت الوظائف بهم ارتكسوا وذاقوا من العطالة والبطالة والإهمال ما أفسدوا به أنفسهم وبلادهم.

هذه فكرة أعرضها على ذوي الاختصاص، وآمل أن أجد عندهم ما يستوفي العلاج.