الحكيم السّنائيُّ رحمه الله

بقلم/جلال الدين

 

البغدادي: حكيم سنائي: أبو المجد مجدود، وقيل محدود وأيضاً ممدود بالميم، ابن آدم الغزنوي الشهير بحكيم سنائي، كان حكيما عارفا أديبا، ولد سنة 437، وتوفي بغزنين سنة 525،(فكان عمره88) وقيل سنة 545 (فيكون عمره 108) والأول أصحّ. من تصانيفه: 1 – حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة منظوم فارسي في مجلد مشهور، 2 – زاد السالكين، 3 – سير العباد إلى المعتاد، 4 – طريق التحقيق، 5 – عقل نامة، 6 – منظومة فارسية. (هدية العارفين:حرف الميم:1 / 446)

قال الجامي (المتوفى 898هـ): الحكيم السنائي الغزنوي قدّس الله تعالى روحَه، هو أبو المجد مجدود بن آدم. من كبار شعراء الصوفية، وهم يستشهدون بأشعاره في كتبهم. وكتابه حديقة الحقيقة برهان ساطع على كماله في الشعر وبيان أذواق ومواجيد أرباب المعرفة والتوحيد.

كان من تلامذة الخواجه يوسف الهمداني.

وكان سبب توبته أن السلطان محمود الغزنوي رحمه الله كان قد خرج من غزني لغزو بعض بلاد الكفر وفتحها في الشتاء، والسنائي قد أَعَدَّ قصيدةً في مدح السلطان، وكان يذهب ليَعْرِضَ قصيدتَه عليه، وفي الطريق رأى المجذوب المعروف آنذاك باسم “لاي خوار”، فسمع السنائي قول المجذوب وهو يقول لصاحبه: “محمودك الأعمى” (يريد محمود الغزنوي وذكره بصيغة التصغير بالفارسية)، فقال له صاحبُه: إنّ محمودا رجلٌ مجاهد ومن ملوك الإسلام. فقال المجذوب: بل هو رجلٌ غير عارف، لأنّه لم يضبط بعدُ ما في حكمه، وهو يذهب ليفتح بلادًا أخرى. ثم قال: “هذا سنائِيَك” (يريد الحكيم السنائي، وذكره بصيغة التصغير أيضًا)، فقال له صاحبه: إن السنائي رجل فاضل، عاقل، فقال المجذوب: لوكان عاقلًا لاشتغل بعملٍ يفيده، يكتب قصائد في الأوراق التي لاتفيدها شيئًا! ولايدري لأي شيء خلَقَه (الله).

لما سمع السنائي ذلك تغير حاله، وفاق من الغفلة بتنبيه “لاي خوار”، وسار على الطريق واشتغل بالإحسان والسلوك.

جاء في كلام مولانا جلال الدين الرومي أن السنائي رحمه الله لمّا احتضر، كان يقول شيئًا بصوت خفي، فأصغى له الحاضرون فسمعوه يقول:

باز گشتم از آنچه گفتم از آنکه نيست در سخن معنی ودر معنی سخن

أي: عُدْتُ من ذاك الذي قلتُه (في السابق) لأنّه لا معنى في الكلام ولا كلام في المعنى، أي لا فائدة في أيّ منهما، لا في المعنى ولا في الكلام.

 

من مقولاته:

بَسکُهْ شنيدي صفتِ روم وچين خيز وبيا ملک سنايي ببين

تا همه دل بيني بی حرص وبخل تاهمه جان بينی بی کبر وکين

پای نَه(بی پای)وچرخ بزير قدم دست نه(بی دست)وملک بزير نگين

“زر” نه وکانِ ملکي زيرِ دست “جَو” نه، واسپِ فلکي زيرِ زين

وأيضا منها:

اين جهان بر مثال مرداری است کرگسان اندرو هزار هزار

اين مر آنرا همی زند مخلب وآن مر اين را همی زند منقار

آخر الأمر بگ‍ذرند همه واز همه باز ماند اين مردار

وله:

دلها همه آب گشته وجانها همه خون تا چيست حقيقت از پس پرده درون

ای با علمَت خردور دگر دون دون از تو دوجهان پر و تو از هر دو برون

وله:

ای عقل! اگر شريفی دون شو! و ای دل! از دلی بگرد چون خون شو!

در پرده آن نگار ديگر گون شو! بی چشم درآی! وبی زبان بيرون شو!

 

من مؤلفاته:

1 – قصيدة رائية سماها رموز الأنبياء وكنوز الأولياء 2 – حديقة الحقيقة 3 – وله ثلاثة كتبٍ أخرى على وزن حديقة الحقيقة لكنها أصغر منها في الحجم.

وقد تمت حديقة الحقيقة سنة 525هـ كما كتب هو بنفسه، وقد قال بعضهم: إنه توفي في هذه السنة. (نفحات الأنس: ص 695 – 697)

حاجي خليفة: إلهي نامه ،فارسي منظوم، للشيخ: محمد بن آدم المعروف: بالحكيم سنايي، المتوفى: سنة 525 هـ. كشف الظنون: بالألف بعده اللام:1 / 160.

دهخدا: حكيم أبوالمجد مجدود بن آدم السنائي، شاعر عالي القدر، وعارف رفيع المرتبة، من كبار المسلمين في الشعر الفارسي.

ذكر العوفي أن اسمه مجد الدين آدم السنائي، وقال خليفة: محمد بن آدم، لكن الجاميّ ذكره على نحو ما قلنا، وإشاراته في النظم والنثر على هذا المنوال؛ فإنه قال في مقدمة ديوانه وجاء في حديقة الحقيقة أيضًا قوله:

هر که او گشته شد طالبِ مجد است شفا اورا از لفظِ مجد است

شعر را بلفظ مقصودم ازين قبل نام گشت “مجدود”م

هذه اشارة مسلَّمة إلى خطأ مَن قال: إنّ اسمه مجدالدين أو إن اسمه محمد”.

ينبغي أن تكون ولادته في أواسط أو أوائل القرن الخامس في غزني، ولمّا بلغ أَشُدَّه ومهر في فين الشعر قصد بلاط السلاطين، وتعرّف على رجال وعلماء الدولة (الغزنوية).

بدأ السّنائي حياته بمدح السلاطين لكنّه لم يصل ذروة مقدته –إذ تغيّر حالُه وترك هذا العالم، كما يقول:

حسب حال آنكه ديو آز مرا داشت يکچند دُر نياز مرا

شاه خرسنديم جمال نمود جمع منع طمع محال نمود

عاش السّنائي في شبابه سنواتٍ في بلخ (شمال أفغانستان) وسرخس (شرق تركمانستان) وهراة (غرب أفغانستان) ونيشابور (شمال إيران) (وهذه المدن الأربعة هي قواعد خراسان القديمة) وفي تلك الأيام ذهب إلى الحج، وأنشد قصيدته في اشتياق الكعبة:

گاه آن آمد که بامردان سوی ميدان شويم

يک رَه از ايوان برون آئيم ودر کيوان شويم

بعد العودة من الحج، مكث السنائي في بلخ، ثم توجّه نحو سرخس (جنوب تركمانستان) ومرو (شرق تركمانستان) ونيشابور (شمال إيران) وفي كل مُقام رَحّب به كبار العلماء والرجال، وفي 518هـ عاد إلى غزني.

وبعد عودته إلى غزني ما كان يملك دارا، وكما يقول السنائي: إنّ الخواجه عميد أحمد أعطاه دارًا.

ثم كان في عُزلةٍ في غزني إلى آخر حياته، ونظمَ مثْنَويتَه المشهورة (حديقة الحقيقة) هناك.

وفي عام وفاته اختلاف قال تقي الدين كاشي: إنه توفي 545هـ.

قبره معروف في غزني، يزوره الخواص والعوام.

وله غير ديوانه المعروف مثنويات أخرى أيضًا، نذكرها فيما يلي: 1 – حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة، ويسمى إلهي نامه أيضا، وهو من أهم مثنويات السنائي.

2 – سير العباد إلى المعاد، مثنوي على وزن الحديقة، أنشدها في سرخس. 3 – طريق التحقيق، مثنوي أيضًا على وزن الحديقة، والذي أكمله السنائي عام 528هـ، بعد ثلاث سنوات من الحديقة (فالحديقة قد تمت عام 225هـ كما مر عن الجامي) 4 – كارنامه بلخ: مثنوي على وزن الحديقة في خمسمائة بيت، الذي يظهر أنه أول شعره، ويسمى مطايبه نامه أيضا. 5 – مثنويات أخرى أيضًا باسم: عشق نامه، 2 – عقل نامه 3 – تجربة العلم. (دهخدا:21/ 640، 641).