الموقف الأصولي للإمارة الإسلامية تجاه المفاوضات

في شهر يناير الماضي، أبدت إمارة أفغانستان الإسلامية من خلال بيان استعدادها بأنها تريد أن تكون لها مكتبا سياسياً في دولة قطر لأجل التفاهم مع العالم، وفي هذا الإطار قاموا بالموافقة المبدئية مع الدولة المذكورة، وقبل هذا فقد توصل مندوب الإمارة الإسلامية إلى التفاهم مع الجانب الأمريكي بأن أمريكا ستطلق سراح سجناء الإمارة الإسلامية المعتقلين في غوانتنامو حتى يعيشوا مع عوائلهم في دولة قطر، كما لا تعارض المكتب السياسي.

وكان الهدف من جهة بأن يكون لها مرجع معلوم للمحادثة مع العالم ومن جهة أخرى أن تبطل الإمارة الإسلامية تلك الإدعاءات الإعلامية السلبية التي تقول بأن الإمارة الإسلامية سوى الطريق العسكري ليست لديها خطة ورؤية سياسية؛ لكن الحقيقة هي بأن الإمارة الإسلامية تسلك الطريقين معاً للحصول على حقوق الشعب الأفغاني المسلم، وفي تشكيلاتها الإدارية تواصل كلتا اللجنتين السياسية والعسكرية فعاليتها في آن واحد.

الأربعاء، ۲۷ ربيع‌الآخر ۱٤۳۳

الأربعاء, 21 مارس 2012 10:55

في شهر يناير الماضي، أبدت إمارة أفغانستان الإسلامية من خلال بيان استعدادها بأنها تريد أن تكون لها مكتبا سياسياً في دولة قطر لأجل التفاهم مع العالم، وفي هذا الإطار قاموا بالموافقة المبدئية مع الدولة المذكورة، وقبل هذا فقد توصل مندوب الإمارة الإسلامية إلى التفاهم مع الجانب الأمريكي بأن أمريكا ستطلق سراح سجناء الإمارة الإسلامية المعتقلين في غوانتنامو حتى يعيشوا مع عوائلهم في دولة قطر، كما لا تعارض المكتب السياسي.

وكان الهدف من جهة بأن يكون لها مرجع معلوم للمحادثة مع العالم ومن جهة أخرى أن تبطل الإمارة الإسلامية تلك الإدعاءات الإعلامية السلبية التي تقول بأن الإمارة الإسلامية سوى الطريق العسكري ليست لديها خطة ورؤية سياسية؛ لكن الحقيقة هي بأن الإمارة الإسلامية تسلك الطريقين معاً للحصول على حقوق الشعب الأفغاني المسلم، وفي تشكيلاتها الإدارية تواصل كلتا اللجنتين السياسية والعسكرية فعاليتها في آن واحد.

لكن بمضي الوقت فبدل أن يفي الأمريكيون بوعودهم ويمهدوا الطريق للمحادثات المستقبلية، شرعت وسائل الإعلام الأمريكية في نشر ترهات تفيد أن مفاوضات شاملة حول مسألة أفغانستان مستمرة من قبل الأمريكيين مع مندوبي الإمارة الإسلامية؛ لكن في الواقع والحقيقة لم يكن يوجد شي كهذا.

كما قامت بعض الشبكات الخاصة للعدو بنشر بيانات مزورة باسم قيادة الإمارة الإسلامية حيث يُطلب فيها من مجاهدي الإمارة الإسلامية بوقف هجماتهم وعملياتهم العسكرية، ونتيجة هذه الدعايات المسمومة ظهر شيء من القلاقل والتشويش ـ لا سمح الله ـ عسى لا تكون هناك معاملة سرية من وراء الكواليس مع العدو، في حين أن الإمارة الإسلامية كيان و قوة إسلامية أصولية، فكل شيء هنا شفاف و واضح وفق الأصول الإسلامية وتسير الأمور  تحت مراقبة وإرشادات أمير المؤمنين حفظه الله، وأن المكتب السياسي من جهته يسعى مثل القوة العسكرية للإمارة الإسلامية لتحقيق الهدف السامي لهذا الجهاد المستمر وهو استقلال البلاد وقيام نظام إسلامي فيه، وأن يحصل على ثمرة تضحيات الشعب الأفغاني المسلم ويوصلها إليه في صورة نظام إسلامي.

كان مقتضى العقل والنية الحسنة أن يقوي الأمريكيون أكثر من ذلك جو التفاوض الحالي؛ لكن في هذه المرحلة قام المحتلون الأمريكيون بإقدامات وتصرفات متكررة كدروا بها جو الثقة أكثر من ذي قبل، منها: إهانة المصحف وإحراقه في قاعدة بجرام من قبل الأمريكيين، قتل الأطفال والفتيان في كابيسا وننجرهار وغزني، إهانة أجساد الشهداء وقتل عشرات الأطفال والنساء والرجال الأبرياء ومن ثم إحراق أجسادهم الطاهرة في منقطة زنجابات بمديرية بنجوائي في الآونة الأخيرة، يحصل كل هذه الفجائع في الوقت الذي يدعي الجانب المقابل الحل السلمي لمسألة أفغانستان فيكف يمكن توجيه أعمالهم الجائرة هذه.

ولذلك فمن الضروري قبل كل شيء أن يفي الأمريكيون بوعودهم من أجل الحل الواقعي لمسألة أفغانستان وأن يقدموا استراتيجية واضحة يظهر فيها ماذا يجب عليهم فعله وماذا يجب عليهم اجتنابه لإيجاد جو من الثقة والاعتماد والمحافظة عليهما.

إن الإمارة الإسلامية من الطريقين العسكري والسياسي اللذين يحققان خروج القوات الاحتلالية من البلد، متعهدة لحل مسألة أفغانستان. يحب على أمريكا أن تخرج من وضع التذبذب والتزلزل، بتنفيذ وعودها التي قطعتها توضح وتظهر موقفها المستقبلي بشكل واضح ومحدد.

مثلما جاء في البيان الصادر بهذا الخصوص فإن مسألة أفغانستان لها بعدين بعد خارجي وبعد داخلي، والبعد الخارجي يتعلق بالأجانب كخروج القوات المحتلة من البلد، وإطلاق سراح السجناء لدى المحتلين وهلم جرى، فحل هذه المسائل في البلدان الاحتلالية، والبعد الداخلي يخص بالأفغان، وهو كيف يحصل الوحدة والاتفاق فيما بينهم، حتى يقيموا وفق مقتضيات الشعب نظاماً إسلاميا محكما يضمن العدل، الإنصاف والثبات والتطور, والرفاهية الاقتصادية ويمسح دموع الأيتام ويضع البلسم على جراح الشعب. والله ولي التوفيق. 

Read more http://www.shahamat-arabic.com/index.php?option=com_content&view=article&id=18722:2012-03-21-06-25-29&catid=3:weekly-comments&Itemid=5