تضامن الإمارة الإسلامية والشعب الأفغاني مع متضرري زلزال تركيا وسوريا

صفي الله

 

إنّ كارثة الزلزال المدمّر في تركيا وسوريا -رغم بشاعتها- إلا أنها أظهرت مدى اللحمة الحقيقية الموجودة بين الشعوب المسلمة، فكل تعاطف وتضامن مع منكوبي زلزال تركيا وسوريا.

فبعد ساعاتٍ من الزلزال المدمّر التقى وزير الدفاع الأفغاني المولوي محمد يعقوب مجاهد (حفظه الله) بالسفير التركي مؤكّدًا جاهزية الدفاع الأفغاني لتقديم يد العون لتركيا إثر الزلزال.

ثمّ أعلنت على إثر ذلك وزارة خارجية الإمارة الإسلامية، في بيان لها، استعدادها لتقديم الدعم والمساعدة لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، مقدمة في ذات الوقت التعازي لأسر الضحايا في البلدين جراء الزلزال العنيف الذي خلّف خسائر فادحة في الأرواح والأموال.

وأشار البيان إلى أن الإمارة الإسلامية والشعب الأفغاني واقفون في هذا الوقت العصيب مع الشعبين الكريمين في هذين البلدين (تركيا وسوريا).

وأضاف البيان: أنه من منطلق التعاطف الإنساني والأخوة الإسلامية، تعلن أفغانستان عن تقديم مساعدة مالية بقيمة 10 ملایین أفغانية لضحايا زلزال تركيا، و5 ملایین أفغانية لضحايا زلزال سوريا.

ولفت البيان إلى أن فرق الإنقاذ والصحة مستعدّة أيضا للمشاركة في عمليات الإنقاذ متی ما لزم الأمر، وأن أعضائها مستعدون بمساعدة إخوانهم وأخواتهم في هذين البلدين المسلمين.

من جانب آخر أعطت وزارة خارجية أفغانستان توجيهاتها اللازمة لبعثتها الدبلوماسية في تركيا أن لا تتوان في تقديم أي جهد ممكن في مساعدة ضحايا الزلزال في حدود إمكانياتها، كما طالبت الأفغان المقيمين في تركيا أيضا ببذل قصارى جهودهم في مد يد العون لضحايا الزلزال.

ثمّ بعد ذلك بأيام، استلم السفير التركي في أفغانستان مساعدة مالية من الهلال الأحمر الأفغاني لصالح منكوبي الزلزال. وبعد الهلال الأحمر الأفغاني، غرفة التجارة في ولاية هرات الأفغانية قدّمتْ هي أيضا مساعدة مالية للقنصلية التركية في الولاية لصالح منكوبي الزلزال.

إنّ إمارة أفغانستان الإسلامية والشعب الأفغاني رغم الحصار الجائر وتجميد أموالهم من قبل الأمريكان، قدّموا ما في وسعهم وبضاعتهم المزجاة تجاه هذا الزلزال العنيف، كي يعربوا عن مواساتهم وتعاطفهم وتضامنهم مع المنكوبين والمتضررين الذين تجمعنا بهم أخوة إسلامية ولحمة دينية في الله.

كما أرسلت السفارة الأفغانية في أنقرة فريقا إلى موقع الزلزال للمساعدة. وقد تحدث المولوي أمير خان متقي، وزير الخاجية لإمارة أفغانستان الإسلامية عبر اتصال هاتفي مع (مولود جاووش اوغلو) وزير الخارجية التركي بخصوص الخسائر البشرية والمالية التي خلفها الزلزال الأخير في تركيا.

وفي البداية، قدم المولوي أمير خان متقي، وزير الخارجية الأفغاني تعازيه نيابة عن الشعب الأفغاني والإمارة الإسلامية لوزير الخارجية التركي.

وقال السيد متقي، إن الإمارة الإسلامية تعلن مساعداتها للشعب التركي بقدر استطاعتها، وإنها مستعدة لإرسال فرق صحية وإسعافية حال طلبت تركيا ذلك. وأضاف وزير الخارجية الأفغاني، بأن السفارة الأفغانية أرسلت فريقا إلى موقع الزلزال للمساعدة.

وعلاوة على ذلك توجه وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية (الحاج شير محمد عباس ستانكزي) إلى السفارة التركية في العاصمة كابل، للمشاركة في المراسم التي عقدت في السفارة التركية في كابل لتقديم التعازي في ضحايا الزلزال الأخير في تركيا، وقام وكيل السياسي بكتابة تعازيه نيابة عن إمارة أفغانستان الإسلامية والشعب الأفغاني في كتاب العزاء الذي فتح في السفارة التركية.

وجدير بالذكر أنه في فجر الإثنين 6 شباط/فبراير 2023، ضرب زلزال بقوة 7.7 درجات جنوبي تركيا وامتدت آثاره المدمرة إلى سوريا ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في مختلف الولايات التركية الجنوبية وفي الشمال السوري، حيث أكد مدير عام قسم الزلازل والحد من المخاطر في (آفاد) التركية أورهان تتار أنه “أعنف زلزال يضرب منطقة الأناضول منذ ألفي عام”.