تفاصيل عملية اقتحام سجن ولاية غزني

لعلكم سمعتم قصص أساليب التعذيب و التنكيل التي يعذب بها الكفار الحاقدون وعملاؤهم أسرى المسلمين في سجونهم الوحشية، لقد بلغت هذه الأساليب نهايتها في التوحش والبشاعة والهمجية، إن أعداءنا لم ينقادوا لدين سماوي، ولم يراعوا قانونهم الوضعي، بل جعلوا أسرى المسلمين حقول تجارب لهم، وفعلوا بهم من الأفاعيل ما سيكون وصمة عار على جبينهم، وارتكبوا من الجرائم ما تشيب لهولها الولدان.

إن المؤمن المجاهد في سبيل الله أضعف ما يكون وهو في أيدي العدو اللدود، حيث لا يملك الأسير من أمره شيئا، ويعذبه العدو المتغطرس متى شاء وكيف شاء، ولا يجد الأسير المسلم أية وسيلة لمواجهة هذه التعذيبات سوى الصبر.
ولذلك ترى أسرى المسلمين (فرج الله عنهم) يتحملون كل هذه المشقات والآلام بصبر ومصابرة، إيمانا منهم بوعد ربهم الذي وعده عباده بتحمل الإيذاء في سبيله (لأکفرن عنهم سیآتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب).
ولردع هذا العدوان ورفع الظلم عن أسرى المسلمين أوجب الله على المؤمنين القتال دفاعا عن المستضعفين وأمرهم بفكاك إخوانهم المسجونين. فامتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى، وعملا بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، واقتداء بسلف الأمة تعد الجماعات المجاهدة في مختلف أنحاء العالم خططها لاقتحام السجون وتحرير إخوانهم المجاهدين.

ولم تنس الإمارة الإسلامية أسرى المسلمين بل إنها تسعى بكل ما في وسعها لإطلاق سراحهم، وقد شكلت لذلك لجنة تُعنى بشؤون الأسرى، وتسعى لإطلاق سراحهم كمفاداتهم بالمال، ومبادلتهم بأسرى العدو، واقتحام السجون وإخراج الأسرى منها بقوة الحديد والنار. ولايخفى أن الطريقة الأخيرة أقل تكلفة وأكثر فائدة وقد استخدمتها الإمارة الإسلامية عدة مرات وحررت آلاف الأسرى: ثلاث مرات بسجن قندهار، مرتين بسجن ولاية فراه، مرة واحدة بسجن ولاية زابل، مرة واحدة بسجن ولاية سربل، وهذه المرة بفضل من الله ومنه تمكن مجاهدوا الإمارة الإسلامية من اقتحام السجن المركزي لولاية غزني وتحرير مئات الأسرى منه في عملية نوعية.
وفيما يلي نقدم لكم نبذة عن هذه الغزوة المباركة ونخبركم عن حقيقة ما جرى في اقتحام سجن ولاية غزني.
يقول الشيخ ذبيح الله المجاهد الناطق الرسمي للإمارة الإسلامية: لقد تم تحرير 450 أسير معظمهم من المجاهدين، بينهم قادة ميدانيون، كما تم قتل العشرات من أفراد الجيش وعناصر الشرطة.

 

خطة العملية:
في منتصف الليل وصل المئات من المجاهدين المدججين بالأسلحة الثقيلة والخفيفة من جميع المديريات إلى بوابة السجن المركزي، وكان مهمة هؤلاء المجاهدين اختراق الأطواق الأمنية المحيطة بالسجن ثم تحطيم بوابة السجن بعمليات استشهادية ثم السيطرة على السجن وتحرير الأسرى.
ــ وقد خُصصت مجموعة من المجاهدين لإخراج الأسرى بسلامة من المعتقلات ونقلهم بأمان وإيصالهم إلى أمكنة آمنة.
ــ أن تبقى ثكنة السجن تحت النار إلى أن يطمئن المجاهدون من خروج جميع المعتقلين ووصولهم إلى المناطق الآمنة.
ــ ولأجل أن تصاب مراكز قيادة العدو بحالة ارتباك وهلع، وينقطع اتصالهم بأفرادهم، سيتم مهاجمة مركز الولاية، ومبنى قيادة القوات الأمنية، وأوكار المخابرات المهمة وجميع القواعد العسكرية.
ــ کما نصب المجاهدون كمائن على الطرق المؤدية إلى السجن وقاموا بسدها، حيث كان هناك إحتمال قوي جداً بأن قوات الإسناد سوف تتسلل من خلالها.

 

بدء الإقتحام:
وفي منتصف الليل بدأ المجاهدون بنداءات التكبير عملياتهم على السجن، فاخترقوا الأطواق الأمنية ونسفوا بوابة السجن، وبدأت العمليات الهجومية على الثكنة المجاورة للسجن التي كانت مهمتها حراسة السجن، و شنت هجمات متزامنة على مركز الولاية، ومركز قيادة القوات الأمنية، والمراكز الإستخباراتية، والقواعد العسكرية الأخرى، كما أن الإخوة كانوا قاعدين بالمرصاد في الطرق المؤدية إلى السجن، فلما أراد العدو مساندة عساكره في ساحة المعركة ودخل إلى الساحة باغته المجاهدون في غفلة منه فانشغل بالدفاع عن نفسه.

 

خسائر العدو:
وفق المعلومات إلى الآن قتل أكثر من أربعين من أفراد الجيش والشرطة، و أصيب العشرات منهم وتحطمت مركباتهم، وأصيب العدو بحالة من الذعر والهلع.

 

الأسـرى المُحرَريــن من السجن:
وفق معلوماتنا کان في السجن 450 سجيناً معظمهم من المجاهدين وقادتهم الميدانيين، وأقاربهم، وأعوانهم، والعدد الضئيل منهم اعتقلوا لأسباب أخرى، إن العدو في جميع السجون يفرق بين الأسرى المجاهدين وبين الأسرى الآخرين، وهكذا كان حال سجن ولاية غزني، ونتيجة العمليات وصل جميع الأسرى إلى ساحات المجاهدين بسلامة وأمان، ثم التقوا بعوائلهم وأقاربهم.

 

خسائر المجاهدين:
على خلاف ما كنا نتوقع لقد كانت خسائر المجاهدين قليلة جداً في هذه العمليات الكبيرة، ألا وهي استشهاد أربعة من الإستشهاديين الذين قاموا بعمليات استشهادية على بوابة السجن والأطواق الأمنية المحيطة به، وأما المجاهدون الآخرون فلم يصابوا بأي أذى بل وصلوا إلى مراكزهم سالمين غانمين ولله الحمد.

 

أثر العمليات على معنويات العدو:
بسبب هذه العمليات المباركة في ولاية غزني أصيب العدو بحالة ارتباك وذهول، وانهارت معنويات أفراد الجيش وعناصر الشرطة، وهم في ورطة وحيرة، وأصابتهم الصدمة والقلق، ونفسياتهم مدمرة، وإلى حد الآن لم يغلقوا أبواب المعتقلات، وأما تعقب المجاهدين ومطاردتهم فأمر عسير بل مستحيل بالنسبة للعدو المذعور المرتبك. ومما يدل على ارتباك العدو وانهيار معنوياته أنه في نفس الليلة تم فتح قاعدة عسكرية للعدو في مديرية ده يك بولاية غزني، وقد هرب جميع العساكر من القاعدة المذكورة تاركين وراءهم عتادهم وأسلحتهم، فسقطت القاعدة بأيدي المجاهدين مليئة بالأسلحة والعتاد من غير قتال ولله الحمد والمنة.

 

ضحوا بأرواحهم لإطلاق سراح إخوانهم المسجونين:
لقد ضحى هؤلاء الأبطال بحياتهم واخترقوا أطواق العدو الأمنية بدمائهم وأشلائهم لعل إخوانهم المسجونين المضطهدين يخرجون من ظلمات الزنازين والمعتقلات وينجون من التنكيل والتعذيب الذي يقاسونه ليل نهار بأيدي أعداء هذا الدين.
لقد شارك في هذه العمليات المباركة عشرة من الإستشهاديين الأبطال قتل أربعة منهم أثناء المعركة وهم:
محمد كل، المعروف بأبي بكر، من ساكني ولاية باكتيكا مديرية خوشامند، لقد كان رحمه الله أول البادئين للهجوم حيث قام بتفجير شاحنته المليئة بالمتفجرات بالقرب من بوابة السجن، والأخ الإستشهادي المولوي عصمت الله أبو هريرة، والأخ الإستشهادي ملنك دوست محمد، من ولاية باكتيكا مديرية سرحوضي، والأخ الإستشهادي أنس كرامت الله، من ولاية ننجرهار مديرية خوجياني، تقبلهم الله في عداد الشهداء ورحمهم رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته.
نعم أقدم هؤلاء الأبطال الأفذاذ وانغمسوا في صفوف العدو، استشهد أربعة منهم أثناء المعركة، ورجع الباقون سالمين ولله الحمد، وبارك الله في عملهم هذا ونجى 450 أسيراً من سجن العدو، فطوبى لهم وأفلحت الوجوه إن شاء الله.

 

ماذا قالت الصحف الغربية عن هذه الغزة المباركة؟
لقد نشرت العديد من الصحف الغربية مقالات حول هجوم المجاهدين الأخير على سجن ولاية غزني وتحرير مئات الأسرى:

 

واشنطن بوست:
كتبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: لقد عملت طالبان في اقتحامهم على سجن غزني كقوات الكوماندوز المسلحة. وتضيف الصحيفة: يعتبر هذا الهجوم أكبر هجوم بعد الإعلان عن وفاة زعيم طالبان السابق الملا محمد عمر. ونقلت الصحيفة قول أحد متحدثي طالبان: (بأنه يوجد ضمن المحررين قادة ميدانيين كبار لطالبان). وتقول واشنطن بوست: (إن الهجوم على سجن ولاية غزني وهروب مئات السجناء منه يأتي في حين يواجه الكثير من مناطق أفغانستان مشاكل أمنية). واختتمت واشنطن بوست مقالتها بهذه الكلمة: (والذي أوضحته هجمات طالبان على السجن أكثر هو أن طالبان لازالوا يشنون عملياتهم الكبرى بطريقة متضامنة منسجمة).

 

نيويورك تايمز:
وكتبت صحيفة نيويارك تايمز: (ليست هذه هي المرة الأولى لاقتحام طالبان للسجون وتحريرهم لمئات من الأسرى، ففي عام 2008 الميلادي هاجمت طالبان سجن قندهار المركزي وقتلوا 15 من حراسه وأطلقوا سراح 1200 سجين).

 

وول ستريت جورنال:
وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً حول كسر سجن ولاية غزني وجاء فيه: إن هذا الهجوم يعتبر صفعة قوية وضربة قاصمة لقوات الأمن الأفغانية. وتضيف الصحيفة: السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا الهجوم هو هل تستطيع قوات الأمن الأفغانية أن تحفظ أمن السجون دون مساعدة القوات الدولية؟

 

اعترافات المسؤولين الحكوميين الكبار حول الهجوم:
أصدرت الوزارة الداخلية بياناً حول الهجوم على سجن ولاية غزني وهروب السجناء منه ومما جاء فيه: (لقد كان من بين أسرى طالبان الهاربين من السجن 148 سجناء خطيرون).
وعما يُثار حول أن المجاهدين حرروا الجناة المجرمين في عملياتهم هذه، يقول محمود كيلاني الغزنوي العضو السابق في البرلمان الأفغاني داحضا هذه الشبهة: (إن الهجمات التي شنتها طالبان لم تحرر فيها جميع الأسرى، فأسرى طالبان كانوا في معتقل مستقل، وطالبان حرروا أسراهم فقط، والأسرى الذين كانوا متهمين بالجرائم كتهريب المخدرات والسرقة والقتل وغير ذلك من الجرائم لم يحررهم الطالبان).
وقد ادعى المسؤولون الحكوميون بأن عدد قتلى القوات الأفغانية قليل لا يتجاوز عشرة أشخاص، وفي هذا الصدد يقول محمود كيلاني: (وبالنسبة للخسائر التي تدعيها الحكومة أقول: كيف يمكن أن يكون قتلى الجيش أربعة أو خمسة أشخاص والحال أن الهاربين من السجن مئات من الأسرى، بل الحقيقة أن قتلى الجيش بالعشرات، وطالبان الآن ينظمون احتفالات فرحة بتحرير أسراهم في مديريتي ناوه وكيلان).
وأما ادعاء الحكومة أننا اعتقلنا بعض الأسرى مرة أخرى، يرد محمود كيلاني هذا الإدعاء قائلاً: (لحد الآن نحن منشغلون بأنفسنا ونجري تحقيقات حول خسائر قواتنا فمن قبض على هؤلاء الأسرى لمرة أخرى؟). وقال عضو مجلس الشورى لولاية غزني أمان الله كامراني في صوت متباك لإذاعة بي بي سي: (لقد حرر طالبان جميع هؤلاء الذين كانوا يقومون باغتيال المسؤولين الحكوميين في مدينة غزني، وقد قبض عليهم وبحوزتهم الكواتم).

 

فرحة المؤمنين والمجاهدين:
لقد فرح المسلمون بهذه الغزوة المباركة أيما فرح، وطار الخبر بسرعة البرق بين المجاهدين فلا تسأل عن فرحهم وسرورهم وشكرهم لله بأن نجى إخوانهم المجاهدين من سجون الأعداء، وإننا إذ نبدي فرحتنا ونهنئ الأمة الإسلامية بنجاة طائفة من المستضعفين من المؤمنين من سجن العدو، ندعوا المسلمين في العالم إلى نصرة إخوانهم المستضعفين عامة، وإلى نصرة أسرى المسلمين خاصة بالنفس والمال والكلمة والدعاء. نسأل الله أن يفك أسرانا ويردهم لنا سالمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.