ديمقراطية الاحتلال من كثب!

جاء على المسلمين زمان ضعفوا فيه عن حماية أنفسهم ، وعن حماية عقيدتهم ، وعن حماية نظامهم ، وعن حماية أرضهم ، وعن حماية أعراضهم وأموالهم وأخلاقهم وحتى عن حماية عقولهم وإدراكهم ! وغير عليهم أعداؤهم المحتلون كل معروف عندهم ، وأحلوا مكانه كل منكر فيهم . . كل منكر من العقائد والتصورات ، ومن القيم والموازين ، ومن الأخلاق والعادات ، ومن الأنظمة والقوانين . . . وزينوا لهم الانحلال والفساد والتوقح والتعري من كل خصائص “الإنسان”. ووضعوا لهم ذلك الشر كله تحت عنوانات براقة من “الديمقراطية” و”التقدم” و “التطور” و “العلمانية ” و “العلمية ” و “الانطلاق” و “التحرر” و “تحطيم الأغلال” و “الثورية ” و “التجديد” . . . إلى آخر تلك الشعارات والعناوين المموهةالمزيفة . . وأصبح “المسلمون” بالأسماء وحدها مسلمين وباتوا غثاء كغثاء السيل لا يمنع ولا يدفع، هكذا وصف احد العلماء شأن المسلمين اليوم  . 
امريكا الداعية الأولى للديمقراطية فقد قال رئيسها (فرانكلين روز فلت) بتاريخ 18-حزيران (يونيو) 1942م:”انه ليست أرضنا غير نجمة صغيرة في الكون وإن في وسعنا إذا أردنا ذّلك أن نجعل منها كوكبا لاتقتله الحرب ولايفنيه الخوف والجوع والمنازعات بين العناصر والأديان وألوان البشر ولتكن لنا الجرأة الكافية بحيث نبدأ هذه المهمة منذ اليوم وليكن في مكنة أطفالنا وأحفادنا أن يعتزوا باسم الانسان .ومنذ ذلك اليوم هم بصدد تصديرالديمقراطية الى العالم والتي هي بصدد ارسائهافي بلادنا وماهي هذه النعمة العظمى ؟!
يقولون أن الديمقراطية: هي كلمة يونانية الأصل وهي مكونة من كلمتين، أضيفت إحداهما إلى الأخرى’ الأولى : ديموس وهي تعني الشعب’والثاني: كراتوس وهي تعني الحكم أو السلطة.
فصارت الكلمة المركبة من هاتين الكلمتين تعني: حكم الشعب أو سلطة الشعب، وعلى ذلك: فـ “الديمقراطية” هي ذلك النظام من أنظمة الحكم الذي يكون الحكم فيه أو السلطة أو سلطة إصدار القوانين والتشريعات من حق الشعب أو الأمة أو جمهور الناس. وإذا كان حكم الشعب للشعب هو أعظم خصيصة من خصائص الديمقراطية التي يلهج بذكرها الذاكرون الديمقراطيون، فإن التاريخ القديم والحديث يدلنا على أن هذه الخصيصة المذكورة لم تتحقق على مدار تاريخ الديمقراطية، وأن نظام الحكم الديمقراطي كان دوماً نظاماً طبقياً، حيث تفرض فيه طبقة من طبقات المجتمع إرادتها ومشيئتها على باقي طبقات المجتمع  . 
فبعد أن غزت امريكا بلادنا وبعد أن تم استبدال حكومة الامارة الاسلامية  بحكومة حامد كرازاي، ظن الاحتلال  أنه تمكن من القضاء على الفكر الديني الاسلامي  في هذا البلد و بدأ الاحتلال  عندئذ في إعداد الشعب من خلال تقديم خبرات سياسية وقانونية، ومساعدات إقتصادية ومالية، ومعونات لوجيستية وعسكرية كان كل ماسعي إليه الاحتلال هو بناء دولة أفغانية ديمقراطية على نمط الغرب منفتحة ومتحضرة تقوم على حرية الافكار وحرية العقيدة وحرية التعبيروالرأي والأهواء لقد أرادها قطعة من عالم الغرب المنحل .
تمنى الاحتلال لهذا الشعب الديمقراطية الغربية بكل ما تحمله الكلمة وفرضتها عليه بقوة الحديد والنار ، جَيش الاحتلال الجيوش الجرارة بقيادة امريكا الأثمة لنقل هذه الديمقراطية المنحوسة الى بلادنا ولقد جربت فيها الدكتاتورية السوفياتية من قبل ولم تفلح ثم عمد الاحتلال ارساء الديموقراطية بقوة السلاح ليس لغرض حكم الأفغان على نفسه وانما لغرض فرض نظام ديمقراطي مرضي عنده بعد ما اطاح بنظام الامارة الاسلامية والذي كان يحكم بشرع الله واختاره الشعب لنفسه دون غزو الأجانب.
ومما يقولون في تفسير الديمقراطية انه نظام تكون الأمة فيها صاحبة السيادة ومصدر السلطات يؤكد كون الديمقراطية انه نظام لاديني للحياة قائما على حق الأمة في تبني نظام الحياة الذي تختاره ايا كان وبناء على هذا فالنظام الديمقراطي نظام لاديني منبثق عن تصور الحياة القائم على فصل الدين عن الدنيا ولذلك يقولون إن قيام الديمقراطية يرتبط بتوفر شروط اساسية اهمها العلمانية لأن الديمقراطية نظام للحياة قائم على حيادية الدولة تجاه القيم الدينية والاخلاقية انطلاقا من قاعدة اساسية للبناء الديمقراطي والتي تتمثل في  حرية العقيدة أي حق الافراد المطلق في تبني ما يشاؤون من عقائد دون تدخل من أحد ولذلك رفض الأمةا لمسلمة الديمقراطية وكما قال احد العلماء : ” كفرنا بالديمقراطية الطاغوتية ، وبدا بيننا وبينها العداوة والبغضاء ، و يجب على الجميع أن يكفروا بها.
وهكذا احصى أحد الخطباء مساوئ هذا النظام المشئوم وقال إن الديمقراطية تفتح الباب على مصراعيه للردة والزندقة ، حيث يمكن -في ظل هذا النظام الطاغوتي- لكل صاحب ملة أو مذهب أو نحلة أن يكوّن حزباً وينشئ صحيفة تدعو إلى مروقه من دين الله ، بحجة إفساح المجال للرأي والرأي الآخر.
وكذلك تفتح الباب على مصراعيه للشهوات والإباحية ، من خمر ومجون وأغان وفسق وزنا ودور سينما والدعارة ، وغير ذلك من الانتهاكات الصارخة لمحارم الله ، تحت شعار الديمقراطية المعروف: “دعه يعمل ما يشاء ، دعه يمر من حيث يشاء” وتحت شعار: “حماية الحرية الشخصية”!!
ولارساء هذه الديمقراطية أطلقت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، اخيرا، برنامجا يتكلف 200 مليون دولار لتعزيز دور المرأة في المجتمع الأفغاني وهو رقم يمكن أن يتضاعف من خلال الدعم الدولي.
ويهدف البرنامج لمساعدة النساء بين عمر 18 و30 عاما على اكتساب المهارات والعثور على وظائف ولدعم سيدات الأعمال بالقروض والتمويل وتدريب النساء اللاتي يردن لعب دور في صنع السياسة وقال رئيس الوكالة في مقابلة إن التمويل الذي تقدمه وكالته هو أكبر استثمار من هذا النوع تقوم به في أي دولة.
فببركة هذه الديمقراطية الجوفاء الداعية لحرية المرأة والانحلال أعلنت منظمة “هيومان رايتس ووتش” لحقوق الإنسان بتاريخ (21 أيار/ مايو 2013) أن عدد السيدات والفتيات اللاتي أودعن السجن بسبب “جرائم أخلاقية” في أفغانستان ارتفع “بمعدل ينذر بالخطر” خلال الـ 18 شهرا الماضية. ونقلت المنظمة الدولية عن إحصاءات وزارة الداخلية الأفغانية أن 600 سيدة وفتاة أودعن السجن لإدانتهن في “جرائم أخلاقية” هذا الشهر، أي بزيادة 50% عن تشرين الأول/ أكتوبر 2011 .
وبفضل ذلك النظام تمتعت المرأة الأفغانية بموسيقي الروك فيما يعد شذوذا عن أعراف مجتمعنا المحافظ بطبعه، وأقيم حفل لموسيقى الروك والراب في إطار مهرجان موسيقي نسائي بالعاصمة كابل اخيرا و حضرته ما يزيد عن 400 امرأة أفغانية.
وأقيم الحفل الذي وصفه منظموه بالحدث الأضخم في تاريخ أفغانستان المعاصر، بقاعة الاحتفالات ، بحضور حشد كبير من النساء معظمهن مراهقات يرتدين الزي المدرسي، بالإضافة إلى _ما تسمى _ضحايا الانتهاكات في الملاجئ. 
وبفضل ذلك النظام هذه علب البيرة التي تباع الواحدة منها بثلاثة دوﻻرات والمتوفرة في الكثير من الدكاكين بكابل ، واجتياح وسائل الترفية من الأفلام الماجنة والموسيقي الهندية من نعمة الديمقراطية الغربية .
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
نعم حرصت الامارة الاسلامية  إبان توليها زمام الأمور على تطبيق الشريعة المحمدية  وإلزام المرأة بالحجاب ، والقرار في البيت امتثالا لتعاليم الإسلام، كما قال تعالى :(وقرن في بيوتكن). . يقول احد المفسرين إن في هذا الأمرإيماءة لطيفة إلى أن يكون البيت هو الأصل في حياتهن ، وهو المقر وما عداه استثناء طارئا لا يثقلن فيه ولا يستقررن . إنما هي الحاجة تقضى ، وبقدرها  والبيت هو مثابة المرأة التي تجد فيها نفسها على حقيقتها كما أرادها الله تعالى . غير مشوهة ولا منحرفة ولا ملوثة ، ولا مكدودة في غير وظيفتها التي هيأها الله لها بالفطرة . واستغل الأعداء ذلك ضدالامارة عن طريق الترويج لانتهاك حقوق المرأة في ظل حكمها.
وكانت بلادنا قبل الغزو الصليبي لاتعرف فيروس نقص المناعة الايدز لانها كانت بلاد دينية ومحافظة حيث يعتبر العلاقات الجنسية خارج عقد النكاح مخالفة ضد الشرع والقانون وكان القاطنون ملتزمون الشريعة الغراء المحمدية وكذلك كانت حكومة الامارة الاسلامية تطبق احكام الشريعة وحدود الله باعدام ورجم الزناة والشواذ جنسيا فظلت محصنة ضد تخريب وباء الايدز .
لكن بعد ما احتلت امريكا وحلفائها بلادنا اصبحت مرتعا وخيما للامراض والاسقام التي تأتي من وراء البحار لقد وصل الايدز هذا العقاب الالهي الاليم الى بلادنا بمجرد وصول الغزاة وأعلنت وزارة الصحة الأفغانية   بتاريخ اول ا’غسطس 2013 أنه تم تسجيل 1367 حالة إصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب “الإيدز” في البلاد عام 2011. فيما عبر خبراء عن قلقهم.
وقال رئيس قسم الإيدز في الوزارة فداء محمد بيكان، إنه حسب إحصائيات الوزارة التي أجريت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة للأدوية والجريمة، سجّل في أفغانستان 1367 حالة إصابة بالمرض من عام 2011.
ولكنه أشار إلى أن الرقم قد يكون أعلى بكثير نظرا لوجود أشخاص لم يخضعوا للفحوص اللازمة لمعرفة ما إذا كانوا مصابين أم لا. وذكر بايكان أن غالبية حالات الإصابة بالإيدز سجّلت في العاصمة كابل. 
إذا الإيمان ضاع فلا حياة                         ولا دنيا لمن لم يحي دينا
وبفضل الاحتلال ارتفعت معدلات زراعة الخشخاش وتهريب المخدرات وتعاطيها والبغاء والممارسات الجنسية الغيرالمشروعة  والحقن ونقل الدم من المصابين كما اصبحت أفغانستان أكبر منتج للأفيون والهيروين في العالم وهنالك نحو مليون أفغاني مدمن على المخدرات وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة وأكثر المتعاطين ما زالوا يدخنون المخدر و إن تعاطي المخدرات عن طريق الحقن واحد من الأنشطة ذات المخاطر العالية التي تسهم في تزايد احتمال ‏انتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرية ولما كانت أفغانستان واحدة من أكبر البلدان ‏المصدرة للهيروين في العالم بفضل الاحتلال ، فمن الممكن الحصول على المخدرات بسهولة، والآن هناك ما يقدّر ب 190000متعاط للمخدرات عن طريق الوريد وفقاً لتقديرات جهات دولية والعثور على المدمنين في كابول ليس بالأمر الصعب فهم اتخذوا من البنايات المدمرة في الجزء القديم من المدينة وفي حي كوته سانغي في الجانب الجنوبي من المدينة ملاذا آمنا لهم.
وتقدر منظمات الصحة  ان ما بين 4800 و 5700  افغاني يحملون فيروس نقص المناعة ومن المعلوم ان الاكثر من المصابين لفيروس[ اتش آي في ] لايرغبون في الكشف عن اصابتهم بل ان بعضهم لايعلمون انهم مصابون به .
ومن جانب آخر إن الأمريكان الذين جاءوا بالديمقراطية ويتباكون على الحريّة في الواقع هم اعداء الحريّة تماما وشعارهم الكبح والسجون والقتل والقصف والتدمير والمحاكمة بدون دفاع في بسيط المعمورة ولوكانوا يحبون الحريّة حقا لرأيناهم شدوا ازر كل مظلوم ومضطهد واطلقوا سراح السجناء والمعتقلين وسمحوا بحرية الكلمة والعقيدة والثقافة ولكن الكفرة المجرمين شيمتهم المكر والحقد والخديعة على غرار قول الشاعر :
ويريك من طرف اللسان حلاوة     ويروغ فيك كما يروغ الثعلب
هناك الوف بل عشرات الألوف قد سيقوا الى السجون والمعتقلات بأمرهم وكم من اجساد عذبت حتى الموت في سجونهم السرية ففي افغانستان لهم سجون في قاعدة باجرام الجوية شمال كابول وقاعدة قندهار الجوية وقواعد المحافظات الأخرى وقد سمعنا من الذين افرج عنهم أن المعاملة في تلك المعتقلات نكراء للغاية وان اسلوب الاستنطاق فيها قاسية بلانهاية .يتم استجواب المسجونين بعد تعذيبهم بواسطة الكلاب الشرسة والصعقات الكهربائية والعصي الشائكة والاستهانة والازدراء بشعائرهم الدينية وهناك مئات الآلاف من الأبرياء ينتظرون وراء أسوارالمعتقلات لاستشمام عبق الحرية والأمان ، لكن الذين يدعون الحرية يقولون ما لايفعلون انهم يسلبون منا الحرية وسعادة الأمن والأطمئنان  وسلطوا علينا الفزع والخوف وانها لاشك عقوبة بليغة لاتكاد تعدلها عقوبة كما ان الامن نعمة عظيمة لاتكاد تعدلها نعمة اخرى وسئل حكيم ما السعادة قال : الأمن فإني رايت الخائف لاعيش له . 
اننا وجدنا في ديموقراطية الاحتلال الأمريكي أشد فتكا من جميع الأدوار التي سلطت علينا الديموقراطية  إنهم يقتلون الناس جماعيا ويشردهم ، يدمر منازلهم ويخرب حقولهم الزراعية بواسطة طائراتهم الفتاكة والقنابل الضوئية ، تقوم دعاة الديمقراطية بأنواع عديدة لتعذيب المسجونين وتنكيلهم إنهم يقومون بتوجيه الركلات واللكمات للمعتقلين ويقفزون بأحذيتهم القذرة على اجساد السجناء العراة وتكويم الأجساد العارية فوق بعضها البعض وقفز الجنود عليهم وتوصيل الكهرباء باطرافهم واعضائهم التناسلية للاستنطاق وللاستمتاع بمنظرهم وهم يرتعشون وكذلك يستخدمون الكلاب المدربة لتخويفهم ونهش لحومهم واحداث اصابات بالغة لهم والتقاط الجنود الآثمين صورا تذكارية بجوار جثث ضحاياهم من السجناء والمعتقلين الذين ماتوا تحت تعذيبهم كما يهددون من القي القبض عليهم في حالة الاستنطاق باطلاق الرصاص على رؤسهم وتهديدم بالضغط على جروحهم واماكن اصاباتهم اثناء التعذيب وسكب الماء المثلج على اجسادهم العارية وربط أيديهم وأرجلهم باصفاد والباسهم الأقنعة السوداء التي تسبب لضيق التنفس على رؤس لابسيها فهذه هي الديمقراطية من كثب .