ماذا تستهدف القنوات العميلة من نشر الدعايات والترهات؟

في  أوائل يوليو2013، عرضت قناة طلوع مشهدا عجيبا حيث كان رجلا في ضاحية في موقف عام مقبوضا عليه وحوله عصابة من الميليشيات المسلحة وادعت القناة أن الرجل  من المخالفين  وكان مزودا بالحزام الناسف محاولا تفجيره بين المدنيين وتم القبض عليه بعملية حاسمة من الميليشيات، حيث لو لم يقبض عليه لكان التفجير يسفر عن إصابة عدد هائل من المدنيين بين جرحى وقتلى  في موقف عام، وادعت أن المقبوض عليه من الطالبان.
أولاً: ماذا تستهدف القناة من تنفيذ الدعايات؟
وقد انشغل الناس بالحديث عن حادث لم يسمعوا عنه إلا عبر قناة طلوع وباتوا يتساءلون: من الجهة المحتملة التي تقف خلف هذا الاعتداء؟
هل الجهة في الحقيقة (كما تقول طلوع)هي الإمارة الإسلامية ؟
(والحال أنها  تعلن جهاراً نهاراً أنها تسعي لمصالح الشعب) أم هي محلية أم اجنبية؟
والواقع أن القناة ادعت بأنّ المحاولة  لم توجه نحو هدف سياسي ولا عسكري ولا قاعدة أمريكية بل كانت جاهزة للتفجير في مكان عام .
وادعت القناة بأن مثل هذه الجرائم لا تحدث إلا من جانب الطالبان.
والحال أن المجتمع الأفغاني علي ثقة بأن المجاهدين ليسوا علي قلة من الخبرة العسكرية بحد يمكن لكل من يريد القبض عليهم .
ومن يدقق النظر في الأعوام الماضية يدرك تلقائيا تلك الحقيقة حيث أن العملاء والمحتلين لا يعبأون بالمناطق السكنية ولا تختلف عندهم منطقة سكنية عن أي منطقة حربية أخرى في أفغانستان. ومع ذلك نشاهد القنوات العميلة لا تبحث عن الجرائم التي ترتكبها أربابها في المناطق التي لا توجد فيها أي 
نوع من الحماية الخاصة خلال النهار ولا في ظلمة الليل في 

مختلف المناطق الأفغانية .
وانطلاقا من مجمل الظروف التي أحاطت بقناة طلوع وأخواتها باصطناع وعرض مثل هذه الشائعات ‘نفهم مدي محاولات كرزاي وأصحابه لإدخال الكراهية من المجاهدين بين العوام والخواص حيث يلفقون من عندهم فيديو أو كليبا سخيفا ضد المجاهدين والشعب كي يخففوا من هزائم الفشل التي أحاطت بإدارة كابول والناتو ويتمسكون في ذلك بكل حشيش .
وفي السنوات الأخيرة حيث توسعت  انتصارات الشعب علي الأمريكان والعملاء ولم تجد الناتو نجاحاً عسكرياً لنفسها توجهت إلی القنوات الأفغانية وسمّنتها لكي تكون سلاحا تستهدف بها المجاهدين بلغتهم من جهة محلية وباللون السياسي أو الأيديولوجي.
وهذه حقيقة أن الجهة الخارجية  تساند القنوات المحلية وتبرمج لها وتأمرها في إطار مصالحها في أرض الأفغان كما أن قوات الاحتلال هي التي كونت من المليشيات جماعة مسلحة تقف معها خلف عمليات التفجير والقصف والانتهاك في القري والمدن السكنية غير العسكرية .
وكذلك تستهدف القنوات من مثل تلك البرامج المذكورة أعلاه إثبات الفرضية القديمة التي تقول أن المجاهدين ليسوا إلا فلول مسلحة غير مدربة ولا تفسر معتقداتهم إلا بما تفسر كلمة التمرد والإرهاب وعدم العدالة  ولم تبق لهم قائمة في القراءات السياسية والأمنية والميدانية والحال أن عجز الاحتلال في إخضاع المجاهدين أبقت  هذه الفرضية  ضعيفة وسخيفة ومضللة.
لأن الفرضية الثابتة والأكثر رجحانا هي أن الإمارة الإسلامية هي التي تحسم الحرب ولا تضرها تنفيذ اعتداءات الإعلامية ناهيك وقد اتخذت القنوات العميلة هذه الاعتداءات بعد أن فشلت في اتهامها الإمارة الإسلامية بالاحتقان الطائفي وظلت تتحدث عنها مدة طويلة في برامجها دون جدوى لأن مبادئ الإمارة الإسلامية على الصعيدين السياسي والإجرائي  لم ترتكز علي العصبية الطائفية بل تستنبط مبادئها من ضوء الشريعة
وهو بعيد عن النظام الطائفي .
فوسائل الإعلام العميلة تحاول ((التحريض)) علي إدانة المجاهدين والمبادئ الإسلامية الغراء بأي اعتداء استطاعت إجرائها ضد الإمارة الإسلامية ولا تقصد غير هذا.
التحريض علی الإمارة الإسلامية هو سلوك انتهازي للإعلام العميل،تساعده في ذلك قوى الاحتلال وشخصيات العميلة  بهدف ضرب الوحدة الوطنية التي تحظو بها الإمارة الإسلامية وتفقدها إدارة كابل فضلا عن الاحتلال .
وإن كرزاي وأربابه علي علم بأن  التحريض ضد الأمارة الإسلامية تشكل لهم بيئة خصبة وملائمة لكي ينالوا ما يريدون ولكي تكون دليلاً مقنعاً لبقاء القوة الخارجية الاحتلالية ولكي تبرر لهم ما نفذوا من الاعتداءات الغاشمة في أرجاء أفغانستان ولكي تكون غبار لحجب رؤية العالم عن مكاسب الجهاد.
ثانياً: تفاعلات القنوات الناشطة في أفغانستان ترتكز القنوات الناشطة في أفغانستان على أمرين:
1 – التأليب ضد المجاهدين.
2 – بيان بعض مفاسد الداخلية لجذب عقول الناس نحو أهدافها الخبيثة ولا تهتم القنوات ببيان الاعتداءات الشريرة التي تحدث من جانب إدارة كرزاي وتتغافل عن الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال ولقد أجمع الشعب الأفغاني بأن الإعلام العميل يسلك مسلك كرزاي ويحاول بثقافة الفساد ويدعو إلى ما لا يربح فيه أحد.
وعلى نحو ما نسمع الشعب الأفغاني يربطون تفاعلات وسائل الإعلام بالمفاسد الكثيرة الجارية في أفغانستان والجرائم الاحتلالية.
فإن البيانات التي تصدر من الإمارة  الإسلامية تندد أي جريمة واقعة ضد الأبرياء العزل وقد أمكن التثبت من مصداقية البيانات في ساحة الإجراء.
وأيّاً يكن الأمر، فإن الشعب الأفغاني لا يختلف على أمر واحد وهو أن المجاهدين هم من أبناء الشعب الأفغاني ولا يمكن لهم أن يقترفوا جريمة ضد آبائهم أو أمهاتهم وإخوتهم  وإذا تعرض المجاهدون من جانب الإعلام فقد تعرض الشعب الأفغاني للاعتداء والمخاطر التي تحيط بالمجاهدين نفس المخاطر التي يتخوف عليها الأفغانيين.
التحدي الأساسي الذي يواجه الإعلام العميل في وقتنا الراهن يتجلى في إرهاصات المحاطة به وبإدارة كرزاي، وتحديداً بالوضع الفاشل للاحتلال بتعقيداته الواسعة التي أوجدتها انتصارات المجاهدين.
وحالة الإعلام لا يختلف في ذلك كثيراً عن حالة إدارة كابل، ومن هنا، نقول أن مستقبل اعتداءات الإعلام نفس مستقبل مفاسد كرزاى وأمريكا.
والأمر الجوهري الذي يجب التشديد عليه بأن الطريق الثواب للإعلام أن يبتعد عن ما يكرهه الشعب الأفغاني من تلفيق الوقائع على غير ما وقعت وإن كان يدعي بأنه يسعي لمصالح الشعب فيكفيه أن يملأ أوقات برامجه بقراءة جزئية من قائمة مفاسد كرزاى والاحتلال بحق الشعب .
ويجب التأكيد باستمرار على أن مبادئ شعبنا والمجاهدين لا تسمح له بقبول مثل هذه الأفعال أو المواقف. وعلى الإعلام أن ينخلع من مثل هذه الأراجيف على الفور ويعتذر للشعب الأفغاني .
ثالثاً: موقف الإمارة الإسلامية تجاه المدنيين نحن ندرك أن قضية قتل المدنيين والانفجارات الحادثة في المواقف العامة تتمثل إحدى قضايا الرئيسية اليوم في أفغانستان وقد جعلتها المليشيات معولا لضرب دوحة الجهاد حيث أصبحت من أبرز التحديات الأمني والاجتماعي في أفغانستان .
يحدث هناك حاليا كثيراً من الإنفجارات الرهيبة في الطرق العامة وفي الأسواق حيث إذا بحثنا عن الفاعل الحقيقي، وجدنا الاحتلال وكرزاي لهما مسعي في إيجادها حيث لا تزال الإمارة الإسلامية تبدي أسفها الشديد من هذه المجازر الرهيبة وتتوعد بأخذ الثأر من فاعليها وقد فعلت .
وإن الجهاد الشريف الذي تقدمه الإمارة الإسلامية وأعزها الله به يختلف تماما عن ما يفعله الاحتلال وعملائه فإن الإمارة الإسلامية تفتك بأعداء شريعتها ووطنها بكيفية نبيلة ومشرفة، وإن المجال الإسلامي و الإنساني هما القاسمان المشتركان  اللذان ألزمت الإمارة الإسلامية نفسها بهما وتعهدت بعدم التخلي عنهما وجعلتهما من أسمى أهدافها في جهادها  وتمركز كل جهودها وقوتها وفعالياتها الوطنية لإغاثة شريعتها وشعبها وفق إمكانياتها وطاقاتها، ولا صلة لها في الأصل بأية حادثة ضد المدنيين .
وإن الوضع الراهن للاحتلال وغدارة كابول هش ويحتملون كل ساعة ضغوطا من المجاهدين وقد باءت بالفشل كل تصوراتهم الافتراضية في  النيل من المجاهد ينفي ساحة القتال وعجزوا من نهب ثقة الشعب بالمجاهدين وفشلت العملاء والاحتلال في كل الأحوال والظروف فرموا السهم الخشبي الإعلامي فلم يجدوا شيئا.