لقاء خاص مع مساعد رئيس بلدية كابُل المولوي محمد خالد السجستاني

أجرت قناة (درر) الفضائية، في يوليو 2023م، لقاءً مع مساعد رئيس بلدية كابل (المولوي محمد خالد السجستاني) حول العديد من المواضيع المتعلّقة بمسؤوليات بلدية كابل ومشاريعها وإنجازاتها التي حققتها في المدينة منذ تولي إمارة أفغانستان الإسلامية مقاليد الحكم في البلاد. ولأهمية موضوع اللقاء؛ تضع مجلة الصمود محتواه بين يدي القارئ الكريم، في الأسطر التالية:

 

■ کيف وجدتم بلدية كابُل عندما استلمتموها؟ وماهي الإضافات التي أضفتموها عليها؟

عندما تمّ إعادة الإمارة الإسلامية في أفغانستان وجئنا إلى هذا الموقع لأول مرة، كان التوجيه الأول الذي أخذناه من القادة هو إزالة الحواجز من الطرق حتى يتمكن الناس من التنقل في المدينة بسهولة. في ذلك الوقت، وبسبب حدوث التغير الكبير، كان هناك اضطراب في بلديه كابول، لكن -بحمد الله- منذ اليوم الأول بدأت البلدية عملياتها. وفي اليوم الثاني من الفتح بدأ نشاطنا في المدينة.

 

■ كم عدد الحواجز التي أزلمتوها؟

خلال فترة الحكومة السابقة أغلق قادتها 90 طريقاً في قلب مدينة كابل. أزلنا تلك الحواجز وفتحنا الطرق مرة أخرى حتى يتمكن الناس من التحرك بسهولة في المدينه.

 

■ حينما استلمتم بلدية كابل، كيف تعاملتم مع الموظفين السابقين؟

سمحت الإمارة الإسلامية -بعد السيطرة على البلاد- لعمال البلدية بمواصلة العمل، ولا يزال أكثر من 90% من الموظفين القدامى يعملون في البلدية، خاصة الأشخاص المحترفون لا يزالون يعملون، وليس هناك تغيير كبير في الموظفين، التغيير الوحيد هو في نوعية الإدارة؛ ففي الحكومة السابقة كان هناك فساد، ولم يكن لدى الناس إمكانية للوصول إلى مديري البلديه. لكن في الوقت الحاضر يمكن للناس مقابلة رئيس البلدية. وحدد رئيس بلدية كابول يومين أسبوعياً لأصحاب الطلبات، يمكن للناس فيها مقابلته ومناقشة مشاكلهم معه، وهذه هي الطريقه التي يتم بها حل مشاكلهم.

 

■ هناك قضيه تطرح كثيراً في الإعلام وهي قضيه عمل النساء في منشآت الدولة بعد قيام الإمارة الإسلامية في أفغانستان. بلدية كابول هل لديها من الموظفات من النساء ما زلن يعملن فيها؟

نعم، الحمد لله نحن نطبق حكم الشريعة الإسلامية، حالياً هناك عدد كبير من النساء العاملات في بلدية كابول. هناك عدد محدود من النساء اللواتي أوقف عملهن بسبب عدم موافقة ظروف مواقعهن لضوابط الشريعة، لكنهن ما زلن يتقاضين رواتبهن في المنزل.

في بلديه كابول لدينا مصنع يقوم بتجهيز ملابس عمال البلدية، وكذلك الإعلام، جميع العاملين في هذا المصنع من الإناث ويعملون وفق ضوابط الشريعة الإسلامية.

 

■ هل كان في السابق موظفات يعملن في المناصب الإدارية؟

نعم سابقا كان هناك نساء يعملن في المناصب الإدارية بالبلدية، وبعد التغيير بعضهن تركن البلاد، بينما استمرت الأخريات في العمل ضمن بيئة متوافقة مع الشريعة الإسلامية. إذن هناك فئة تركوا وظائفهم وذهبوا إلى دول أجنبية، وهناك فئة أخرى هنا وهم يواصلون العمل، وأولئك الموجودون هنا وتوقف عملهن ولكنهن يتقاضين رواتبهن في منازلهن.

 

■ بمعنى أنه لم تتم عمليات فصل تعسفي لأي من الموظفات أو حتى من الموظفين إذا لم يكن مسيئاً؟

نعم، عموماً لم يكن هناك شيء من هذا القبيل في كل الإمارة الإسلامية، وبالتحديد بلدية كابل، ما لم يثبت أن شخصاً ما فاسداً فلن يتم عزل أي شخص من وظيفته.

 

■ ما هي أبرز إنجازاتكم في بلدية كابل التي تفخرون بها؟

من أهم الإنجازات التي حققتها الإماره الإسلامية أنه في الحكومة السابقة كانت البلدية تعتمد في ميزانيتها على المانحين من دول أجنبية مختلفة بالإضافة إلى ميزانية خاصة تأخذها من الحكومة، لكن في الوقت الحاضر تعتمد البلدية كليا على دخلها الخاص؛ لذا فإن أحد الإنجازات الرئيسيه للبلديه -خلال حكم الإمارة- هو أننا نعتمد على أنفسنا الآن ونقوم بجميع الأعمال التنمويه من دخلنا الخاص.

في الحكومة السابقة، كان هناك فساد إداري، وكان الناس يتحاكمون بالقوة؛ لقد استولى البعض على أراضي الحكومة بالقوة! والآن قمنا بتحرير مئات الأفدنة من أيدي هؤلاء المغتصبين غير الشرعيين، وهذا إنجاز كبير آخر لبلدية كابل.

ومن الإنجازات المهمة الأخرى لبلدية كابول هي أننا أسّسنا العمل بشفافية وبنظام خالي من الفساد. علاوة على ذلك، نحن حذرون جداً في إنفاق دخل البلدية ونشعر بالمسؤولية ومستعدون للمساءلة، وقد مررنا بها من قبل.

نفسّر التفاصيل المالية للشعب كل عام، وهذا أيضا أحد الإنجازات التي حققناها بعد حكم إمارة أفغانستان الإسلامية.

إنجاز آخر لبلدية كابل؛ هو أنه في السابق كان يتم وضع خطط البناء وفقاً لإرادة أعضاء البرلمان أو الأشخاص ذوي القوه العسكرية أو أولئك الذين كانوا يعملون في الحكومة، على سبيل المثال: لم يكونوا يبنون طريقاً لأن الناس كانوا بحاجة إليه، ولكن لأنهم أنفسهم كانوا بحاجة إليه وأرادوه، في ذلك الوقت خططت البلديه لبناء مشروع ما، وكان المتنفذون يصنعون العوائق بوجه المشاريع لمنع البلدية من إزالة بعض مبانيهم التي تقف عائقاً، رغم أن بعضهم كان قد أغلق الطريق العام بمبانيه تجاوزاً.

أما الآن وبعد حكم إماره أفغانستان الإسلامية، الحمد لله، فإن خطط البناء لدينا لا تستند على إرادة بعض الناس، ولكن من أجل حل مشكلة أهل كابول.

هدفنا الآن هو بناء المدينة، وحل مشاكل المرور، وتنفيذ المخطط العام للمدينة.

 

■ هل استعنتم بخبراء ومتخصصين في التخطيط الاستراتيجي في عملكم؟

نعم، في بلدية كابول لدينا قسم خاص للتخطيط. بالإضافة إلى ذلك، لدينا خمسة نواب في البلدية، ولدينا أشخاص محترفون في هذه الإدارات، كان هناك بعض المهنيين من الحكومة السابقة، وقمنا أيضاً بتعيين مسؤولين متخصصين جدد؛ أعلنا عن وظائف شاغرة على الإنترنت، وطلبنا من المحترفين التقدم لها.

لقد أنشأنا قسماً جديداً يسمى قسم (الإصلاح الإداري)، وأعلنّا عن 600 وظيفة شاغرة في مجالات متعلقه بالهندسة ومجالات أخرى. تقدم أكثر من خمسة آلاف شخص لذلك، ونحن الآن بصدد إجراء امتحانات وعمليات أخرى للفرز.

بالطبع، نحن نفضل تعيين أشخاص محترفين في البلدية.

 

■ هل لدى بلدية كابُل خطة تفصيلية للعام الحالي؟

نعم، لقد انتهينا من خطتنا الاستراتيجية للمدينة. في هذه الخطة درسنا المشاكل المتعلقه بحركه المرور في مدينه كابول، وتطوير المدينة، وأيضا تنفيذ المخطط العام للمدينة. أخذنا كل هذه النقاط في الاعتبار ونحن جاهزون لتطبيقها. ولقد حددنا 8 مليارات أفغاني كميزانية لتنفيذها، وأرسلنا تلك الخطة إلى مجلس الوزراء، ووافق عليها الحمد لله، وهي الآن جاهزة للتنفيذ.

 

■ من أهم أعمال البلدية هي النظافة؛ والذي يتجول الآن في مدينة كابول يلحظ أن معظم الشوارع الرئيسية في المدينة نظيفة ومرتبة، فما هي البنية الإدارية أو عدد العاملين في هذا المجال، وكيف تعملون في مجال نظافة المدينة؟

في اليوم الأول الذي تسلمنا فيه مسؤولية البلدية، كانت 60 شاحنة تابعة للبلدية لا تعمل، وكان فيها مشاكل فنية، ونحن أصلحناها كلها.

أيضاً بخصوص مجاري تصريف المياه، عندما جئنا إلى هنا، أدركنا أنه لم يتم فعل شيء من أجل المجاري في المدينة، كان هناك مجرى تصريف باسم (قناة وزير آباد) يبلغ طولها أكثر من ثلاث كيلومترات، وكانت غير نظيفة وفيها مشاكل، عندما جئنا كانت أموالنا مجمدة في البنوك، لكننا لم ننتظر، طلبنا المساعدة من التجار الوطنيين، وبمساعدة الشعب قمنا بتنظيف القناة وتشغيلها.

أيضا كانت هناك عشرات الشاحنات التابعه للبلدية معطلة، ولكن بمساعدة الناس قمنا بإصلاحها، وبدأت أعمال تنظيف المدينة على الفور.

حاليا تم تخصيص 3600 شخص من فريق البلدية لتنظيف المدينة.

الحمد لله بعد حكم الإمارة قمنا بتنشيط جميع المديريات الإثنين وعشرين التابعة للبلدية في 22 قسماً في مدينة كابول، وبدأنا العمل على تنظيف المدينة. هذا سبب ما شاهدته في المدينة. وأهالي كابول راضون عن عمل البلدية في تنظيف المدينة.

 

■ ما الإنجازات التي حققتموها على صعيد تشجير مدينة کابُل؟

في العام الماضي عندما جئنا إلى هنا قمنا بزراعة أكثر من 160 ألف شجرة في أجزاء مختلفه من مدينة كابول. إلى جانب ذلك، كان هناك حزام أخضر يحيط بمدينة كابول، وكانت تحت حكم وزارة الزراعة، لكن مجلس الوزراء قرّر نقل سلطة ذلك إلى بلدية كابول، والحمدلله تمكنّا من الحفاظ على ملايين الأشجار في ذلك الحزام الأخضر.

لقد بدأنا بالفعل العمل على تشجير المدينة ضمن خطة العام المقبل، ولقد زرعنا بالفعل 600 ألف شجرة، وعملية التشجير مستمرة.

في السنوات القادمة، نخطط لزيادة أماكن معينة لتربية الشتلات. في السابق كان هناك مركزان لتربية الشتلات، ولكن في الوقت الحاضر يوجد في كل حديقة في مدينة كابول مركز لتربية الشتلات.

أنتجنا هذا العام 600 ألف شتلة، ونخطط للسنوات القادمة لزيادة العدد إلى مليوني شتلة في كل عام إن شاء الله.

 

■ ما هي أبرز إنجازاتکم في إنشاء الجسور والطرق وغیرها؟

نحن في العام الماضي أصلحنا أكثر من 3500 كيلومتر من الطرق في كابول، عرض بعضها من ستة إلى 60 متراً. بالإضافة إلى ذلك، قمنا ببناء الكثير من الأرصفة ومجاري المياه على تلك الطرق، الحمدلله بنيناه والناس يستخدمونه الآن.

وأريد أن أتحدث عن الجسور في مدينة كابول، والتي تشتد الحاجة إليها هنا، تحدثنا عن هذا الأمر مع العديد من الشركات -بما في ذلك الشركات التركية- وفي العام المقبل نخطط لبناء عدة جسور في الأماكن التي تحتاج إليها إن شاء الله.

كما أود أن أتحدث عن إنارة الطرق؛ فلم تكن هناك إنارة سابقاً في العديد من الطرق، وإذا كانت موجودة فكانت ضعيفة للغاية. الحمد لله، تدرك بلدية كابل الآن أن هذه القضية مهمة، وقد تم بالفعل الانتهاء من إنارة وطلاءِ عدد من الطرق، وجاري العمل في البقية الحمد لله.

 

■ يُلاحظ في مدينة كابُل شح إشارات المرور، فما سبب ذلك؟

من أسباب عدم الالتزام أصلاً بإشارات المرور أنه لم يكن هناك اهتمام بهذه المشكلات في النظام السابق؛ في بعض الحالات أعضاء البرلمان كانوا يضربون شرطي المرور أمام جميع الناس ويهينونه، البرلمانيون والبلطجية كانوا لا يعتبرون أنفسهم خاضعين لقانون السير، وكانوا يمرّون عليها دون أي احترام لها، فأي شخص كان لديه سلاح كان هو القانون، ويمكنه فعل ما يشاء!

فهذه المشكله بقيت منذ ذلك الوقت، الآن لدينا مديرية في بلدية كابول تسمى (مديرية تنسيق شؤون المرور)، في بداية حكومة الإمارة كانت شرطة المرور مرتبطة ببلدية كابول، لكن مجلس الوزراء قرر نقلها إلى وزارة الداخليه، لكن إصلاح إشارات المرور وتخطيط طرق حركة المرور لا يزالان مرتبطين ببلدية كابل.

الحمد لله، تم تنشيط إشارات المرور في معظم الأماكن في كابول، ولكن هناك مشكلة تتمثل في عدم الانتهاء من قوانين المرور بعد، وهي تستغرق وقتاً. أيضاً يوجد بعض المشاكل مع سائقي سيارات الأجرة، وهذه المشكله مرتبطه بإدارة مرور كابل؛ إنهم يحلون هذه المشكلة، في هذه الأيام يجري العمل الأساسي لحل هذه المشاكل، وسيتم حلها في الأيام القادمة.

 

■ من إنجازات بلدية کابُل هو تنظيف (الجسر المحروق أو بولى سوخته) هذا المكان الذي كان مليئاً بمدمني المخدرات. ما هي المعلومات التي يمكنك مشاركتنا إياها حول هذا الموضوع؟

من القضايا المنسوبة كذباً إلى الإمارة الإسلامية -وللأسف قامت بعض وسائل الإعلام بنشر دعاية سلبية عنها- هي قضيه المخدرات؛ يقولون بأن الإماره الإسلامية سمحت بالترويج للمخدرات! لكننا أثبتنا عملياً أننا ضد المخدرات. ومع قيام الإمارة الإسلامية أعلنت قيادة الإمارة الإسلامية أن زراعة المخدرات ممنوعة قطعاً. في هذه الحالة، تتحمل وزارة الداخلية والمخابرات والأجهزة الأمنية الأخرى مسؤولية حاسمة. وحتى في المناطق النائية والجبلية فإن زراعة الخشخاش محظورة ولا يستطيع أحد زراعتها.

الحمد لله، انخفضت نسبة زراعة الخشخاش إلى الصفر، وبالفعل فإن إحدى حالات الفساد التي نشأت نتيجة الاحتلال -خلال العشرين سنة الماضية- كانت مشكلة المخدرات والمدمنين.

تم الترويج للفساد والمخدرات في ظل وجود الاحتلال تحت قيادة أمريكا، وأصبح الملايين من الناس مدمنين، وهذه المشكلة موروثة من النظام السابق.

وكخطوة أولى؛ تجمع الإمارة الإسلامية المدمنين وتراهم كمرضى، وتضعهم في المستشفيات الحكومية للمدمنين، وتتحمل الإمارة الإسلامية كل الميزانية والمصاريف. ولم تقدم أي مؤسسة أجنبية المساعدة اللازمة للإمارة الإسلامية في هذا الخصوص، حتى بالنسبة للمزارعين والفلاحين الأفغان الذين كانوا يزرعون المخدرات من قبل، فلم يقدموا لهم أي نوع من المساعدة لزرع البدائل.

وأما الجسر المحروق الذي ذكرته، فهو مثال ورمز على محاربة الإمارة الإسلامية للمخدرات؛ كان هذا الجسر مركزاً رئيسياً لتجارة المخدرات ومستخدميها في العشرين عاماً الماضية. كانت هناك قصص غريبة تحت الجسر المحروق، حتى كان من يمر هناك؛ يمر بخوف، وكانت المافيا الإجرامية موجودة هناك، وكانوا مسلحين، وحتى أخذوا أطفال بعض الناس وجعلوهم رهائن.

الحمد لله، مع حكم الإمارة الإسلامية؛ جمعت جميع المدمنين من تحت الجسر المحترق، ولأجل العلاج تم نقلهم إلى المستشفيات التي شيدت لهم.

بعد 20 عاما تم تنظيف الجسر المحروق، بينما كان هناك آلاف الأطنان من القاذورات -كما رأى الشعب- تم تاهيله بشكل جميل ومنظم.

في النظام السابق كان الجسر المحروق رمزاً للخوف والرعب. واليوم يذهب الناس إلى هناك من أجل المتعة والترفيه. كما أن بلدية مدينة كابول لديها خطة لوضع بعض البرامج الأفضل على الجسر (الذي سُمي اليوم بجسر السعادة) في أيام العيد ليكون وسيلة للترفيه والسعادة لشعبنا بإذن الله.

 

■ من الأنشطة التي علمنا أنكم معنيّون بها، هي الأنشطة الثقافية وأنشطه متعددة حقيقة، ووجدنا عندكم حتى تقارير دورية بعدد هذه الأنشطة. هل لديكم بعض الأرقام التي يمكن أن تشاركونا بها في هذا المجال؟

نعم، في بلدية كابول لدينا قسم يُسمى (قسم الثقافة)، في العام الماضي -الحمد لله- كان للقسم الثقافي نشاط جيد جداً وهام؛ من بينها تصميم 13 رمزاً عند مفترقات طرق كابل، منهم مجسم القدس على سبيل المثال، ومجسم الكرة الأرضية الذي لديه قابلية الدوران، ورموز أخرى لمدينة كابول صنعها قسم الإعلام في بلدية كابول.

تصل عدد الرموز الكبيرة إلى 13 رمزاً، وهناك أكثر من 60 رمزاً ثقافياً وإسلامياً عند تقاطعات كابول من قبل المديرية الثقافية. وإن شاء الله سنشهد افتتاحها في الأيام القادمة.

كما أن لبلدية مدينة كابول مجلة خاصة، تم نشر 36 عدداً منها حتى الآن.

بالإضافة إلى ذلك، فقد عقدنا العديد من التجمعات لتوعية الناس في المدارس الحكومية وفي اجتماعات أخرى مختلفه، يزيد عددها عن الستين. في هذه الاجتماعات يتم رفع الثقافة المدنية، كما قامت الدائرة الثقافية في بلدية كابول بترميم عشرة مساجد وفتحها للأهالي.

بالإضافة إلى ذلك، أعدّت بلدية كابول ونشرت أكثر من 500 مقطع فيديو لتوعية الجمهور. وبالإضافة إلى ذلك يوجد في بلدية كابول فرق رياضية في مؤسساتها الثقافيه تقوم بإعداد برامج رياضية للمناسبات الخاصه.

كل هذا مرتبط بدائرة الثقافة في بلدية كابول. كما أن من واجبات الدائرة الثقافية لبلدية كابول دفن الجثث المجهولة التي يتم العثور عليها في مدينة كابول. وفي العام الماضي جمعت بلدية كابل 700 جثة مجهولة الهوية من هذه المدينة، ثم دفنوا في المقابر وفق الضوابط الإسلامية.

أيضاً في الشؤون الثقافية نفكر في إنشاء قناه تلفزيونية للترويج للشؤون الثقافية، وتم الانتهاء من أعمالها الأولية، وسنرى افتتاحها في المستقبل القريب إن شاء الله.

 

■ هل للبلدية جهود في مسابقات تخص الشعر والفنون المختلفة؟

نعم، من بين الأنشطة والمسؤوليات الثقافية لبلدية كابول إقامة مسابقات شعرية. في العام الماضي كان لدينا ثلاثة برامج كبيرة في ثلاث ليالٍ في كابول، في هذه البرامج قمنا بدعوة الشعراء والفنانين لإلقاء قصائدهم. وفي المستقبل نخطط لزيادة أنشطتنا الثقافية وتنظيم مسابقات تحفيظ وتلاوة القرآن أيضاً إن شاء الله.

 

■ هل للبلدیة خطط لحل مشكلة الباعة المتجولين؟

عندما وصلت الإمارة الإسلامية إلى السلطة أدركنا وجود هذه المشكلة، وهي موجودة منذ النظام السابق؛ بسبب حقيقة أنه في النظام السابق لم يتم القيام بأي عمل في البنية التحتية الاقتصادية للقضاء على الفقر.

في اليوم الأول الذي جئنا فيه إلى كابول كانت هناك مشاكل كثيرة، ومعظم الطرق كانت مغلقة، وأول شيء فعلته بلدية كابول هو ضرورة تنظيم البائعين؛ أولاً جمعنا المعلومات عن عدد الباعة ثم بنينا أكشاكاً لهم.

في الخطوة الأولى قمنا بتغييرهم من بائعين إلى أصحاب أكشاك، أكشاكهم عبارة عن أرقام وتقع على جانب الطرق. ولمزيد من الضبط والإصلاح بدأنا إنشاء نظام إلكتروني، عندما يتم تسجيلهم جميعا في النظام الإلكتروني ستكون خطتنا التالية هي نقل هذه الأكشاك إلى الأماكن المخصصة للبلدية.

قضية أخرى؛ هي أنه خلال النظام السابق تحوّل الباعة المتجولون إلى مافيا كبيرة، وكانوا نشيطين بقوة في مدينه كابول. حاول النظام السابق حل هذه مشكلة، لكنهم لم ينجحوا. والحمد لله في حكومة الإمارة الإسلامية اختفت قوة هذه المافيا. أولئك الذين كانوا مسلحين في الماضي، وما كانوا يتّبعون القانون اختفوا.

الحمد لله، الإمارة الإسلاميه شخّصت كل أفراد المافيا التي كانت موجودة هناك وقطعت دابرهم.

في الوقت الحالي، تم نقل الباعة إلى جوانب الطرق في أكشاك، وفي المستقبل ستختفي هذه المشكلة تماماً إن شاء الله.

المشكله الكبيرة التي تواجهها بلدية كابل هي أنه بعد سقوط الحكومة السابقة؛ ترك كبار المانحين -مثل البنك الدولي، والاتحاد الاوروبي، والعديد من الدول الأخرى- برامجهم غير مكتملة، وقد خلق هذا العديد من المشاكل لمواطني كابل، أولئك الذين عملوا في مشاريعهم مصيرهم غير واضح، هذه مشكلة كبيرة لبلدية كابل.

المشكلة الثانية هي أنه هناك فقر، في النظام السابق ذهبت المساعدات التي قدّمها المانحون الدوليون إلى جيوب عدد قليل من الأشخاص الخاصين. لم يتم أي عمل في قطاع البنية التحتية الاقتصادية في أفغانستان. هذا هو سبب وجود الفقر المؤسسي في أفغانستان. وأحد العوامل التي دمرت البنية التحتية الاقتصادية كانت 42 عاماً من الحرب في أفغانستان.

هذه هي العوامل التي تمنع تنفيذ العديد من مشاريع البلدية. أحد هذه الأمثلة هم البائعون الذين ذكرتهم؛ أجبرنا الفقر وحالة الناس السيّئة على أن نكون ليّنين في هذا الجانب مع الناس.

 

■ بعيداً عن هذه المعوّقات -والمعوّقات كبيرة- ما هو المشروع الحلم الذي تتمنّون إنجازه للشعب؟

ما نريد القيام به لشعب كابل هو تطبيق المخطط الرئيسي الذي تم وضعه للمدينة، وهذا يعني أن تنفيذ المخطط هو هدفنا. قد تعلم أن 30 إلى 35 بالمائة من مدينة كابول قد تم بناؤها وفقاً للخطة، وأن 70% الأخرى تم بناؤها بشكل مخالف. الحمد لله، لقد بدأنا العمل في هذا الأمر، ونقوم بوضع خطة لمدينة كابول، على سبيل المثال: تم التخطيط للحي الثالث عشر والسابع عشر والحي السابع والحي الثاني والعشرين، كما يجري التخطيط لباقي مدينة كابول.

من الأهداف الكبيرة للبلدية بناء 70% من المناطق غير المخططة، حسب الخطة، في المستقبل القريب إن شاء الله.

 

■ هل لدیکم خطط فيما يتعلق بمشاريع الإسکان؟

في النظام السابق أرادت بلدية كابول الاستحواذ على الأراضي، لكنها واجهت العديد من المشاكل، عندما أرادت البلديه شق أحد الطرق لم يسمح الأقوياء والمسلحون بإزالة منازلهم لشق الطريق. لكن في حكم الإمارة الإسلامية أثبتنا أنه لا يمكن لأحد أن يمنع شق الطرق.

الآن في قلب مدينة كابول، في منطقه وزير أكبر خان، أزلنا منازل متنفذين بُنيت بملايين الدولارات، لأنه حسب المخطط، كانت المنطقة مخصصة للطرق، وليست للمنازل. لم يكن هذا هو الحال في النظام السابق، بسبب الفساد في الحكومة السابقة؛ تدين بلدية كابول بالكثير للشعب 60 ألف منزلا كان يجب توزيعها على الناس لم يتم توزيعها، ونحن مدينون للناس في الوقت الحالي.

الحمد لله، عندما تقوم بلدية كابول بشق طريق، فإنها تقدم بدائل للمنازل المُزالة في أسرع وقت ممكن. إحدى المشاكل هي أنه في الأربعين سنة الماضية من الحرب اغتصب الناس أراضٍ حكومية، وبنو منازل عليها، هذه الأرض ملك للحكومة وقد اغتُصِبت، رغم ذلك عندما تزيل بلدية كابول هذه المنازل فإنها تسلم التعويض المالي عن هذه المباني لأصحابها، ولهذا السبب عندما نريد البناء في أي مكان لا نواجه اضطرابات من الناس، لأنهم يكونون قد وافقوا برضاهم.

وفيما يتعلق بالإسكان، تعمل بلدية كابول حالياً على عدة مجمعات، وقد بدأ العملُ بالفعل في أحدها. لقد استعدنا الأراضي المغتصبة، والآن نخطط لاستخدامها للإسكان والتوطين.

 

■ هل للبلدیة مشاریع إسکان توزعها على المواطنين أو تبنيها بنفسها؟

نعم، لدى بلدية كابول بعض الخطط الخاصة بالإسكان في منطقه (تشيل دختر)، حددنا منطقه يمكن فيها بناء 15 ألف منزل، وسيتم توزيعها على من ليس لديه مأوى أو منزل. أيضاً في الحي الثاني والعشرين، لدينا خطة وهي في مراحلها النهائية. وفقاً للخطة؛ تم تخطيط 35 إلى 40 ألف منزل للناس هناك. بعد الانتهاء من العملية سيتم توزيعها على الناس حتى لا يُترك المواطنون في كابول بدون منازل.

في المستقبل، الأراضي التي اغتصِبت واسترجعناها سنوزعها بنفس الطريقة، وستكون جاهزة للإسكان.

 

■ هل أنتم فقط توزعون الأراضي على الناس أم أيضاً تبنونها؟

في التنظيم الإداري لإمارة أفغانستان الإسلامية توجد وزارة مستقلة للتنمية المدنية، وتخطط هذه الوزارة لمدن جديدة، وحتى تبني المباني والعمارات والبيوت. وظيفة هذه الوزارة هي البناء، لكن مهمتنا نحن هي استرجاع الأراضي المنهوبة وتوزيع الأراضي على الناس مقابل بيوتهم المُزالة.

نحن أيضاً أبرمنا عقوداً مع العديد من رجال الأعمال على أن نقدم لهم أراضي البلدية وهم يبنون المباني ويبيعونها بأسعار مناسبة للشعب. هذا نوع من التعاقد موجود أيضاً في البلدية.

 

■ ما هي أبرز ملامح الخطط المستقبلیة للبلدية؟

نحن في بلدية كابل نعطي هذا الالتزام للشعب المسلم في أفغانستان، وخاصة لشعب كابول؛ بأننا سنكون أصحاب الحكم الصحيح والخالي من الفساد. سنبقى حازمين وجادين في محاربة الفساد، هذا هو التزامنا تجاه مواطني كابول.

أيضاً في إنفاق إيرادات بلدية كابل نتقدم بأقصى درجات الحذر والاقتصاد.

الشيء الجيد الموجود في بلدية كابول هو التواصل الجيد بيننا وبين الإدارات الأخرى، هذه العلاقة كانت موجودة من قبل، وستتحسن في المستقبل، وستكون الخدمات أكثر فعالية وأفضل.

وعدنا الآخر لمواطني كابل هو أننا سنكافح الفساد، ونجذب المستثمرين الأجانب إلى أفغانستان. وحالياً تم تحويل خطط سبعة مشاريع كبيرة إلى مكتب (الحاج الملا برادر آخواند) نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية للموافقة عليها. ونحاول جاهدين جذب المستثمرين المحليين والأجانب حتى يستثمروا ويحلوا مشاكل الناس الاقتصادية إن شاء الله.

 

■ ما هي رسالتکم إلی الدول والشعوب الإسلامیة لمعاونتكم في مشاريعكم في مدينة كابل؟

لقد أنشأنا بيئة مناسبة للمستثمرين المحليين والأجانب في بلدية كابول.

البيروقراطية غير موجودة وقد تم القضاء عليها. توجد شفافية في إدارتنا. ولله الحمد، يوجد محاربة للفساد؛ حتى أنه تم تخفيض الفساد إلى الصفر في بلديه كابل.

رسالتي للأمة الإسلامية والدول الأجنبية هي أن لا ينظروا إلينا من منظور الإعلام العالمي؛ نريدهم أن ياتوا ويروا عن قرب بأنفسهم.

نقول للمستثمرين الأجانب والحكومات التي تعاملت سابقاً مع البلدية: أن بيئة العمل في البلدية أفضل بكثير من قبل، ويمكنهم إكمال البرامج غير المكتملة. والمستثمرون الأجانب الذين أرادوا الاستثمار في مدينة كابول وفي أفغانستان كلها؛ الحمد لله الآن الأمن والأمان في مدينة كابول موجود، والوضع في أفغانستان كلها أصبح أفضل بكثير؛ فلا توجد بيروقراطية، ولا يوجد فساد، والجو مهيّأ جداً للمستثمرين الأجانب.

طلبي إلى الدول الإسلامية هو أن أفغانستان لديها موارد بكر كثيرة، وعليهم أن يبادروا للاستثمار هناك، وهو ما يصب في مصلحتهم وكذلك في مصلحه شعب أفغانستان المسلم.