لنتعظْ من الحركات السابقة

ناصحٌ أمين

 

لقد مكّن الله سبحانه وتعالى الإمارة الإسلامية على أفغانستان مرة أخرى. وقبل تمكينها الأول والثاني مُكّنتْ جماعات أخرى رفعتْ شعار الحكومة الإسلامية وشعار الخلافة الإسلامية في بقاع جغرافية مختلفة.

■ أوّلها: ثورة إيران ودولتها الشيعية التي استمرت أربعة عقود، وهذه الثورة -مع ما لها وما عليها- فرضت غطاء الرأس على النسوة السافرات، وكانت النتيجة بالعكس. وهذا هو الدرس الذي يجب أن تأخذه الإمارة؛ أن الإجبار على الطاعات والعبادات -إذا كان من جانب الحكومة- فستكون النتيجة معكوسة.

 

■ ثانيها: دولة المجاهدين السابقين الذين اقتتلوا وتنازعوا في كابول وانضمّوا تحت راية الصليب أخيرا وافتضح أمرهم للجميع. والدرس الذي يجب أن يتلقاه أعضاء الإمارة هو أن حبّ المنصب يحبط كل ما سلف من جهاد ونضال في سبيل الله، فإن اختلف قادة الجهاد بينهم على المناصب، فسوف يأتي الله بقومٍ آخرين ولا يكونوا أمثالهم.

 

■ الجماعة الثالثة: دولة الإخوان في مصر، لم تطل دولتهم بسبب عدم امتلاكهم قوة عسكرية، وكل دولة من غير قوة عسكرية مثل فريسة  أحاطت بها الذئاب. والدرس الذي يجب أن تتلقاه الإمارة من حركة الإخوان هو الأخذ بأسباب القوة العسكرية؛ للمحافظة على أعظم إنجاز حققوه وهو تحرير البلد وحماية وحدته.

 

■ والجماعة الرابعة: هي دولة الغلاة الخوارج في الشام والعراق، ولم تطلْ دولتهم بسبب الغلو والشدة في كلّ شيء، ومن مظاهر شدتهم إجبار الناس على السنن الظاهرية، وكذلك مبالغتهم في إقامة الحدود وإيغالهم في الدماء وقتل كل من خالفهم في الرأي.

والدرس الذي يجب أن تتلقّاه الإمارة من الخوارج هو: ضرورة التيسير وتجنب الشدة والابتعاد عن إجبار  الناس على الطاعات والسنن الظاهرية والحرص على دماء المسلمين وأرواحهم.

 

هذه دروس من أربع جماعات  مُكّنتْ وهي ترفع شعار إقامة حكومة إسلامية. وكأنّ الله أخّر تمكين الإمارة لتتلقى  دروسا من أسباب فشل تلك الجماعات، والسعيد من اتعظ بغيره، فلنتعظ من تلك الجماعات والحركات لنكون سعداء في الدارين.