من تكتيكات المجاهدين النّاجحة الكرّ والفرّ

شاهد غزنيوال

 

طهّر المجاهدون الأبطال، مع انطلاق غزوة الخندق المباركة، مديريات عدة وقواعد عسكرية مهمة في مختلف أنحاء البلاد من لوث الأعداء وجعلوها تحت سيطرتهم، ووصلت هذه الفتوحات الكبيرة من الشمال وصولاً إلى مركز غزني ثم وصلت إلى فراه جنوب غربي البلاد.

لا غرو أنّ فتح المديريات والقواعد العسكرية المهمّة يرفع معنويات المجاهدين من ناحية، ومن ناحية أخرى هو تكتيك مهمّ لتموين المجاهدين العسكري؛ لأنّ المجاهدين لا يملكون مكاناً يستلمون منه الوسائل الحربية والإمكانية العسكرية إلا ما يغتنمونه من أيدي الأعداء في معاركهم وغزواتهم المباركة. ومن هنا نرى المجاهدين يخوضون المعارك الضارية بتنسيقات عالية لفتح المديريات والمراكز المهمّة لنيل المعدات القتالية.

فهم يعانون في كل رقعة من أرجاء البلاد من قلة الإمدادات اللوجيستية والعسكرية، ومن هنا نراهم يُضيّقون الحصار والخناق على الأعداء في منطقة ما، ثم يهجمون كالأسد الضواري على هذه المراكز، ويريدون من هذه الهجمات قمع العدوّ من ناحية، وتموين أنفسهم بما يغنمونه من الأعداء وتجهيز أنفسهم به.

ولعله يُطرح هذا السؤال على الكثيرين وهو: لماذا لا يبقى المجاهدون في المديريات والمراكز إن فتحوها أكثر من يوم أو يومين، حيث ينسحبون من المناطق المفتوحة بعد مدّة قصيرة؟

والجواب هو أنّ المجاهدين لا يفتحون هذه المناطق بهدف المكث والبقاء فيها، وإنما هدفهم الرئيس من فتحها نيل الغنائم التي في مراكز الأعداء، ومناورة قدراتهم العسكرية؛ لأنّ العدوّ إذا أراد أن يخرج منطقة من تحت سيطرة المجاهدين لا يمكن له ذلك إلا أن يتوسل ويلقي نفسه في أحضان الأجانب كي يدخل في تلك المنطقة تحت طائرات الأمريكان المحتلين.

وإنّ المجاهدين الأبطال يثبتون للعدوّ بهذه الهجمات في حرب العصابات أنّ وجودكم في القواعد ليس بأيديكم ولا تقدرون لوحدكم على ذلك، بل طائرات العدوّ هي التي تساندكم بأن تقفوا وتبقوا في هذه القواعد، كما يهيئ المجاهدون أنفسهم بهذه الغنائم لتنسيق هجمات أخرى وشنّ عمليات نوعية تدوخ العدوّ.

 

وعلى سبيل المثال فإن المجاهدين لما فتحوا مدينة فراه، وكان مركزها بأيدي المجاهدين لمدة يوم كامل، اغتنموا من الغنائم بقدر يكفيهم لمدّة عامٍ كامل على قتال الأمريكان وأذنابهم العملاء في تلك الولاية.

وهذه ليست دعاية زائفة، بل حقيقة اعترف بها خبراء الأمور العسكرية بين الفينة والفينة، وعلی سبیل المثال  قال الجنرال غرزي خواخوجي خبير المسائل العسكرية في حوارٍ له مع صحيفة مسير: “إن الطالبان إذا أرادوا تجهيز أنفسهم، يبادرون بفتح المديريات والثكنات العسكرية، وهم ناجحون في ذلك”.

ويضيف: “إنّ الطالبان قد اكتسبوا ملايين الدولارات بفتحهم مركز ولاية فراه، وهم يستخدمون ما اغتنموه على القوّات الأمنية، وهذا مما يعقّد الحرب”.

ووفق ما يراه الغرزي فإنّ سقوط المديريات وإن كان لمدّة قصيرة، لا يعني إلا تجهيز الطالبان ولا شيء غير ذلك.

وبالجملة فإنّ فتح المديريات وإحكام القبضة عليها لمدّة قصيرة تكتيك خاص للمجاهدين في عملية الخندق، وكان له دور مرموق في تموين المجاهدين وتجهيزهم عسكرياً، ولعل المجاهدون يقدروا بهذا التكتيك القتالي في المرحلة الثانية من عمليات الخندق أن يفتحوا مراكز الولايات.