من هو القائد السفاح عزيز الله كاروان ولم قتل؟

حبيب مجاهد

 

أعلنت وسائل الإعلام مساء 27 من يونيو، أنّ أكبر وأهم جاسوس للأمريكان في ولاية بكتيكا “عزيز الله كاروان” لقي مصرعه بنيران المجاهدين  بمنطقة “مكروريان” وسط مدينة كابل، وإنّ مقتله يُعد مكسباً مرموقاً للمجاهدين ضمن عملية الخندق.

القائد عزيز الله الذي اشتهر بـ عزيز الله كاروان، كان من ساكني منطقة قلعه خيل بمديرية أورغون بولاية بكتيكا. قبل 17 عاماً عندما احتلّ الأمريكان بلاد الأفغان، كان عمر عزيز الله 20 عاماً، وكان سائق سيارة تاكسي يعمل في طريق بكتيكا إلى كابل، وعندما ظهر المسلّحون مرة أخرى بدولارات أمريكا في البلاد، وقبلوا عبودية أمريكا بالمال، كان القائد زكيم خان من القادة الذي أسسوا -بمساعدة الأمريكان- المليشيا في أورغون وبرمل وضواحيها.

وكان عزيز الله كاروان آنذاك شاباً، فالتحق بمليشيا القائد زكيم، وعمل في القاعدة الأمريكية ضدّ المجاهدين، وساهم في العمليات على المجاهدين، وعندما كان المجاهدون ينفّذون عملية في بكتيكا، كان زكيم خان وعزيز الله من أوفى النّاس للأمريكان، حيث كانوا يفتشون بيوت المواطننين، ويأسرونهم ويعذبونهم، ويقتلون الأبرياء، وقد سلّموا كثيراً من المواطنين باسم القاعدة والطالبان إلى الأمريكان، ونقل الأمريكان بعض هؤلاء الأسرى إلى غوانتانامو.

اشتهر عزيز الله بقساوته وغلظته، وكذلك بعمالته للأمريكان، وجلب أنظار قادات الأمريكان نحوه، فاختاروه لتعليم التعلميات العسكرية، وفيما بعد عُين قائد الوحدة صفر واحد (قوات خاصة) التي تساندها أمريكا مباشرة أرضاً وجواً.

بدأت شهرة عزيز الله تزداد شيئاً فشيئاً، واستطاع أن يُعِدّ المئات من مناطق برمل، وأروغون، وخيركوت، وزيروك، وشكين، و.. ويجعلهم في صفوف الاحتلال، وكانوا يقترفون أبشع الجرائم وكانوا لا يُسألون عما يفعلون أبداً، وهكذا جعل عزيز الله بضع مديريات من ولاية بكتيكا في قبضته.

وخلال السنوات الـ15 الماضية كانت أمور بكتيكا بيد عزيز الله كاروان ومليشياته، وكانوا على صلة مباشرة بالأمريكان، وعُيّن عزيز الله عام 2011م قائداً للقوات المحلية في معظم مديريات بكتيكا، وبدأ في معظم مديريات بكتيكا مشروع المليشيا، وكان ينمّي هذا المشروع يوماً فيوماً. وأخيراً عندما أوجدت “وحدة صفر واحد (قوات خاصة)” من قبل الوزارة الداخلية، فوضت قيادتها إلى عزيز الله كاروان، ولم تنحصر عمليات عزيز الله في بكتيكا فحسب، بل كان مساهماً في بعض العمليات الأخرى في ولاية بكتيا وولاية غزني، وكان أبرز قيادات العدو السفاحين في جنوب شرقي أفغانستان.

 

عزيز الله قائداً سفاحاً:

كان عزيز الله كاروان كالجنرال عبدالرازق، وحكيم شجاعي، وبقية القادة المتوحشين في طابور الظالمين الذين ما كانوا يرقبون في مؤمنٍ إلاً ولا ذمّة في سبيل الأمريكان والدفاع عنهم، وكان من عادة هذا القائد السفاح أنه كلما قتل مجاهداً قام بسحله بالسيارة حتى يصل إلى قاعدته، أو كان يعلقه على سيارته كي يراه المواطنون.

كما كان شهيراً بسرقة أموال المواطنين أثناء تفتيش بيوتهم، وينهب البضائع النفيسة، وكان جنوده ومليشياته أهل المخدرات والأفيون، وأهل التحريش والإيذاء بالمواطنين، ولم تكن فيهم سمة حسنة من سمات المسلمين.

وبلغت شدة مظالم عزيز الله كاروان ذروتها، حتى جعلته منظمة مراقبة حقوق الإنسان في عداد أكبر الجناة والظالمين في تقرير شهر مارس عام 2015م، وجعلته أكبر مجرم حرب قتل كثيراً من المواطنين الأبرياء بأبشع الطرق.

وأعدّ هذا التقرير على أساس الحوار مع 125 شخص في عام 2012م من عوائل الضحايا، والشهود العيان، وقادات الحكومة ومسؤوليها، ووجهاء القبائل، والصحفيين، والناشطين المدنيين، ومسؤولي الأمم المتحدة والقوات الأفغانية والأجنبية.

وجاء في التقرير أسماء آخرين من ناقضي حقوق الإنسان وهم عطاء محمد نور، والقائد رازق، وأسد الله خالد، وحكيم شجاعي، والقائد مير عالم، وأفاد التقرير بأنّ عزيز الله كان يسرق أموال المواطنين أثناء العمليات، ويعتقل الأطفال ويعذبهم، ويقتل المدنيين والأطفال عمداً.

ويضيف التقرير أنّ من مظالم القائد عزيز الله ومليشياته قتل 3 مزارعين كانوا يزرعون في بستانهم في سبتمبر/أكتوبر عام 2009م، ولم يكتف بقتلهم بل سحب بأجسادهم بالسيارات إلى سوق مارج منديي، ولم يسلّم أجسادهم إلى ذويهم إلا بعد ثمانية أيام.

وكان يعتقل الأطفال بلا حسيب أو رقيب، ويضمهم في صفوف مليشياته، ويضيف التقرير بأنّ عزيز الله نهب من أسرة واحدة في عام 2012م 2 مليون أفغاني وقطع من الذهب، ثم اعتقلهم، وبعد 33 يوم أطلق سراحهم مقابل 25 ألف روبية.

 

وكان الأمريكان يعطونه أموالاً باهظة مقابل جرائمه البشعة التي يقترفها ضد المواطنين، وبنى قصراً شامخاً في أورغون، كما كان يملك أرقى منازل كابل وكان يأتي للنزهة إلى كابل.

وترصّد مجاهدو الإمارة الإسلامية تحركاته، ونصّبوا له الكمائن وزرعوا له الألغام وأرسلوا لإبادته الاستشهاديين، فجرح 7 مرات في الهجمات المختلفة، إلى أن جاء أمر الله في 27 من يونيو، حيث كان في نزهة ببستان الفردوسي مع زملائه، فقتل برصاص المجاهدين.

وكانت خطة قتله على نمط مثالي وسط مدينة كابل، حيث لم ينتبه رجال الحكومة إلى مقتله، ونقلت بعض وسائل الإعلام ابتداءً عن مسؤول حكومي بأنّه حدث صدام وشجار بين عائلتين، إلى أن أعلن ذبيح الله مجاهد قبل الجميع مقتل عزيز الله كاروان من قبل صيادي الإمارة الإسلامية.

إنّ مقتل عزيز الله كاروان صافرة إنذار للعملاء والأمريكان، وعليهم أن يعلموا بأنّهم لن يفلتوا من محاكمة الشعب المظلوم ومحاسبته لهم، ومن ناحية أخرى، يعدّ نجاحاً ومكسباً جهادياً؛ لأنه كان أهمّ أفراد المحتلين جنوب شرقي أفغانستان.