نص كلمة وزير دفاع الإمارة الإسلامية المولوي محمد يعقوب مجاهد حفظه الله

ملاحظة: يستعرض الوزير الشاب في هذا الخطاب أبرز إنجازات الإمارة الإسلامية بعد رحيل الفساد ونيل الحرية والاستقلال وإرساء الأمن والعدالة في ربوع البلاد. كما تجدون فيه توضيحات مهمة بخصوص سياسة الإمارة الإسلامية وجهودها في حفظ الحدود وإقامة الشريعة والعزم على اقتلاع جذور المفسدين. وفيما يلي نصّ الخطاب:

 

ما أجمل أن نرى بلدنا الحبيبَ أفغانستان يحظى باستتباب أمن شامل بعدما نال الحرية والاستقلال! فقد تم اجتثاث جذور الفساد ودُحر المحتل ودفنت أحلام تقاسم السلطة، ومَهدَ العفو العام لأمير المؤمنين الطريق لخلق أجواء تسودها الأخوة والإخاء. وعقب إرساء الأمن تم تدشين مشاريعَ محلية كبرى بهدف تنمية وتعزيز اقتصاد البلاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي لدعم ورفاهية هذا الشعب المنكوب المكلوم.

يسود البلاد قانونٌ وإقرارٌ للعدالة الشرعية وإِمْضاءٌ للمساواة بين الناس، إذ تحظى الرعية بحقوقها الشرعية، وقد حُظرت الجريمة، والقوات الأمنية والدفاعية مشحونة بروح إسلامية عالية، ورغم جلاء هذه الحقائق إلا أنني أودّ أن أقدم نبذة مختصرة بشان سياسة الإمارة الإسلامية فيما ما يتعلق بالحفاظ على الأمن في هذه الفترة الزمنية الحساسة:

الإمارة الإسلامية ملتزمة بجميع ما تعهدت به في اتفاقية الدوحة والتي هدفت إلى إنهاء الاحتلال الأمريكي الغاشم على ألا تستخدم الأراضي الأفغانية ضد الآخرين، فإننا لن نسمح لأحد بفعل ذلك، وكذا لن نسمح لأحد باستغلال حاجة الأفغان لتحقيق مآربه وطموحاته، وقد اتخذنا كافة الإجراءات اللازمة للحيلولة دون استغلال شباب الأفغان، لسنا دعاة كراهية ولا نريد الاعتداء على أحد كما أننا لن نسمح لأحد بالعدوان علينا.

أودّ أن أسترعي انتباهكم إلى أمر مهم وهو أن جهات داخلية وخارجية تبذل جهودًا في إرباك العقول وإيقاع دول المنطقة في الحيرة والاضطراب بخصوص الوضع الأمني في أفغانستان. هذه الجهات الخبيثة تختلق الأكاذيب؛ ثم تبثها عبر قنوات مختلفة بهدف بث الشكوك، ولقد صار اختلاق الأكاذيب مهمة وتجارة تتغذى عليها تلك الجهات المُغَرِضَة؛ يهدفون بهذا الأسلوب إلى تحقيق مآربهم السياسية والاقتصادية وتنفيذ أجنداتهم الخبيثة. نجد أن تلك المنظمات احترفت اختلاق الأكاذيب وتَزْيِيف الحقائق، ولقد اكتسبت الكثير في هذا المجال خلال العشرين سنة الماضية.

نحن ندرك مساعي هذه الجهات المتحيزة في بث الأكاذيب وخلق الشائعات المضللة. وإننا نجد أنّ الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، يستقون هذه التقارير المختلقة منهم، فلا ينبغي لدول المنطقة والعالم أن يصدقوا مثل هذه البيانات العارية عن الصحة بشأن الوضع الأمني في أفغانستان. لقد فتحنا أبواب التفاهم والحوار مع الجميع، ويمكننا مناقشة أي مخاوف موجودة لديهم. وإننا لنحمد الله أن استتب الأمنُ وعاد الاستقرار إلى أفغانستان وتراجع معدل الهجمات الإجرامية والحوادث الأمنية في الأشهر الـ 12 المنصرمة بنسبة 90% مقارنة بالأشهر الـ 12 التي قبلها.

ولقد لاَذَت جهات إِفْسادية بِالْفرَارِ إلى المدن بعد فشلٍ وانهزامٍ ساحق ألحقه بهم مجاهدي الإمارة الإسلامية في المناطق النائية، فبعد طرد الاحتلال واجتثاث أصل الفساد؛ تمّ تدمير الشبكات العملياتية لهم بشكل شبه كامل، وقُتل واعتقل العديد من قادة ومخططي الهجمات الإجرامية والتخريبية. وإن التقييمات والإحصائيات والأرقام الملفقة حول وجود تنظيم داعش وأنشطته الإجرامية في أفغانستان مبنية على معلومات كاذبة كما أشرتُ سابقا. والحقيقة الواضحة أن هذا المشروع لا يحظى بأي جذور أو مكاسب في أفغانستان، ويجب على داعمي ومموّلي هذا المشروع إدراك هذه الحقيقة، وإننا نجد أن جل منفذي الهجمات الإجرامية على العلماء والمساجد والزوايا والتجمعات العامة بعد وصول الإمارة الإسلامية إلى السلطة كانوا من الأجانب وأكثرهم من حاملي الجنسية الطاجيكية.

وقد قُتل العشرات من حاملي الجنسية الطاجيكية نتيجة للعمليات التي شنتها قواتنا الأمنية، كما تم أسر العشرات منهم، ويحتل الباكستانيون المرتبة الثانية في الهجمات الإجرامية داخل الأراضي الأفغانية، وقد قُتل أكثر من 20 باكستانيًا في العمليات التي قامت بها قواتنا الأمنية، كما تمّ أسر العشرات منهم كذلك، ونطالب البلدان التي تدخل منها عناصر أجنبية تخريبية إلى أفغانستان بالمحافظة على حدودها البرية والجوية، كما نطالبها بعدم السماح لهؤلاء العناصر بالنفاذ إلى أفغانستان.

أما عن أهل الشر والإفساد فلا بد أن أقول: إن وجودهم مقتصر على العالم الافتراضي، وفي مواقع التواصل الاجتماعي وليس لهم موطئ قدم في أفغانستان، وأحثّهم على كف شرهم إن أرادوا أن يشملهم العفو قبل فوت الأوان؛ ولكيلا يُستخدموا كأدوات مرتزقة لتحقيق مآرب العدو.

ولقد حققت الأجهزة الأمنية التابعة للإمارة الإسلامية العديد من الإنجازات في جوانب عديدة أخرى، أودّ أن أستعرضها وأبسطها بين أيديكم:

  • تم تفكيك جميع شبكات المختطفين التي تجذرت خلال فترة الاحتلال، والتي كان أمراء إدارة كابول العميلة يوظفونها لخطف رجال الأعمال والأفغان الأثرياء أو أطفالهم لابتزازهم والسطو على أموالهم. ونتيجة لجهود ومساعي القوات الأمنية الجادة والحثيثة في سبيل اسْتئْصَال وسحق عصابات الخاطفين؛ فقد تمكّنت قوات الإمارة خلال الأشهر الـ 12 الأخيرة من أسر المئات من المختطفين وقتل ما يقارب 25 خاطفا، وإنقاذ ما يقارب 50 مختطفًا من براثنهم جراء عمليات نوعية للقوات الأمنية. وبفضل الله ثم بجهود القوات الأمنية فقد تراجعت معدلات جرائم الاختطاف إلى أدنى مستوياتها، وليس لدينا مخاوف بشأنها، ويعيش الآن رجال الأعمال والأفغان الأثرياء ممّن كانوا مستهدفين سابقًا بكل طُمَأْنينة واِرْتِيَاح.
  • لقد قامت الإمارة الإسلامية بالكثير من العمل في مجال منع تهريب الأسلحة من وإلى أفغانستان، كما استطاعت خلال العامين الماضيين القبض على عدد كبير من المهربين إضافة إلى ضبط كمية كبيرة من الأسلحة من أناس غير مصرح لهم، كما تم إصدار قانون خاص بتنظيم حمل الأسلحة. وبالتالي فلا يمكن لأحد حمل السلاح بشكل غير قانوني، وفيما يتعلق بما تبقى من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية التي خلفتها الإدارة العميلة الغابرة فأود أن أقول أنها كلها مصونة وفي أيدٍ أمينة، ولقد اتخذت العديد من الإجراءات لحفظها كما أنشأت لجنة خاصة لإحصاء كل الأسلحة والذخائر والمناظير الليلية وغيرها من المعدات التي كانت بحوزة المجاهدين قبل السيطرة على أفغانستان. ونرفض كل الرفض ادعاءات بعض الجهات المغرضة بخصوص حصول الجماعات الجهادية على الأسلحة من أفغانستان كما نعتبرها مجرد شائعات ودعايات غير مبنية على الحقيقة، والمعلوم أنه كانت في المنطقة جهات معنية بتهريب الأسلحة والاتجار بها وما زال لها مراكز كبيرة في بعض الدول المجاورة حيث يقومون بتهريب الأسلحة وبيعها على مرأى ومسمع من العالم المنافق. وأشير أيضا إلى أنّ القوات الأمنية تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة في مجال منع تهريب الآثار التاريخية والأحجار الكريمة والعملات الأجنبية خلال الأشهر الـ 12 الأخيرة عبر المعابر البرية والجوية في البلاد وأحبطت محاولات تهريب عديدة.
  • تم تنفيذ وتطبيق قرار سماحة أمير المؤمنين الشيخ هبة الله والذي حظر زراعة المخدرات واستعمالها وتهريبها، وتم اعتقال 8282 شخصا مشتبه بتورطه في زراعتها وتهريبها والاتجار بها. كما دمرت القوات الأمنية 834 مصنعا لإنتاج المخدرات، و4472 طنا من المواد المخدرة، و57 مصنعا لإنتاج المشروبات الكحولية، و22 مصنعا لإنتاج الحبوب المخدرة، و951816 قرصاً مخدراً. كما تم تطهير 13904 هتكار من الحقول المزروعة بالخشخاش، إضافة إلى معالجة 95205 من المدمنين الذين كانوا ضحايا للمخدرات زمن الاحتلال، وتم إعادة دمجهم داخل المجتمع الأفغاني. وقد عزمت الإمارة على إحباط جميع عمليات تهريب المخدرات وزراعة الخشخاش بشكل تام، علمًا بأنه لم تقدم لا الدول ولا المنظمات الدولية أي نوع من المساعدات الإنسانية للأفغان لإيجاد سبل العيش البديلة لمزارعي الخشخاش.
  • عشرون محافظة أفغانية و90 مديرية تربط أفغانستان بالدول الستة وكذا بالخط الافتراضي (ديورند) الممتد بين أفغانستان وباكستان. تم إنشاء حوالي 63 كتيبة داخل 37 معسكرًا، كما تمّ تأسيس 108 قاعدة عسكرية، و600 نقطة أمنية مزودة بكل الأدوات اللازمة والمعدات العسكرية الضرورية لمواجهة التحديات الأمنية، وبفضل هذه الإجراءات الأمنية فقد صارت حدودنا مصونة ومحمية.
  • تتمسك قوات الأمن والدفاع في إمارة أفغانستان الإسلامية بتوجيهات سماحة أمير المؤمنين بخصوص العفو العام المعلن عنه من قبله بعد فتح كابول، بحيث لم نسجل خلال الـ 12 الأشهر الماضية أية حالة مخالفة، ولا أساس للادعاءات التي تنشر بخصوصها، ونعتبرها محاولة فاشلة لخلق حالة من عدم الثقة في مجتمعنا ومخادعة الشباب.‍
  • الحمدلله، بفضل بذل قوات الأمن والدفاع الجهود الكثيرة والمساعي الحثيثة أصبحت حقوق جميع المواطنين الأفغان التي أعطتها لهم الشريعة الإسلامية مصونة ومحفوظة، ولا صحة للادعاءات بخصوص انتهاك حقوقهم، وما تداول هذه الشائعات إلا محاولة فاشلة لجهات مغرضة لها تاريخ مليء باختلاق الأكاذيب وتقوم بهذه الدعاية فقط لتحقيق أهدافها الخاصة بتلقي التوجيهات من الغير.‍
  • وقد تمّ إيلاء المزيد من الاهتمام والعناية بتدريب القوات الأمنية وخاصة الشرطة بكل مهنية واحترافية، ولهذا فجميع مراكز التدريب نشطة وقد اُتخذت إجراءات لتعديل المناهج الدراسية العسكرية حسب متطلبات العصر الحديث. كما قد صار سلوك قوات الأمن مهنيا إلى حد كبير، ولا أساس للمخاوف التي تثيرها بعض المنظمات الدولية في اجتماعاتها. ولتعلموا أن جميع الإجراءات التي تتخذها أجهزتنا الأمنية لمنع الجرائم تتم وفقا للقوانين والمراسيم والأوامر القائمة على الشريعة الإسلامية، وليس لدينا أية اعتقالات غير قانونية ولا سجون مخفية غير شرعية. وهناك مرسوم خاص لسماحة أمير المؤمنين يحظر تماما تعذيب المشتبه به أو إبقائه واحتجازه لأكثر من فترة معينة دون أمر من المحكمة، وكذا يمنع ويحظر بشكل قاطع تعذيب المحتجزين جسديًا أو نفسيًا أثناء التحقيق معهم. وقد تم توقيف العشرات من المخالفين لتوجيهات سماحة الأمير فيما يتعلق بالسجناء، وتمت معاقبتهم خلال الأشهر الـ 12 الماضية، وجدير بالذكر بأنه تم إنشاء محاكم عسكرية خاصة للتحقيق في قضايا مخالفة الأوامر والقوانين ومعاقبة المخالفين. كما تمّ إنشاء لجنة خاصة في كل ولاية للإشراف على تنفيذ مراسيم سماحة أمير المؤمنين، فأبواب المحاكم العسكرية مفتوحة أمام الجميع، ويمكن لكل من انتهك حق من حقوقه رفع مظلمته.
  • بُذلت جهود كبيرة لإبعاد المفسدين الذين تَسَرَّبَوا داخل صفوف الإمارة الإسلامية وتسببوا في خلق فجوات وحالة من عدم الثقة بين الحكومة والشعب، معظم هؤلاء قد طردوا، والعمل جارٍ على إخراج الباقين. والإمارة الإسلامية ملتزمة بتطهير صفوفها من الخونة والمنافقين والمفسدين ومن يخلقون المشاكل ويحدثون فجوات بين الحكومة ورعاياها. إن عودة الاستقرار واستتاب الأمن وما حققته القوات الأمنية من إنجازات تعود أسبابها في الأصل إلى تحكيم الشريعة الإسلامية وتنفيذ قوانين الله سبحانه وتعالى وتطبيق حدوده، حيث أنه في الأشهر الـ 12 الماضية أصدرت المحاكم قرارات عقوبات شرعية على آلاف المجرمين الجنائيين والسياسيين ونُفذت الحدود الشرعية بحقهم.

 

نحن نطمئن الأمة الأفغانية وجميع مجاهدي الإمارة الإسلامية بأننا لن نتقاعس في تحكيم الشريعة، فالولاء والبراء والولاية والعداء في سياستنا الداخلية والخارجية كانت وستكون بما تقتضيه الشريعة الإسلامية. وإننا نثمن ونقدر تعاون شعبنا المجاهد في المجال الأمني، كما نناشدهم بالتكاتف مع قواتهم الأمنية لكي يتمكنوا من القيام بمسؤوليتهم الشرعية بحق بلادهم ويمنعوا وقوع الحوادث الأمنية الخطيرة. كما نؤكد بأنّ القوات الأمنية لن تعطي للعدو أية فرصة ولن تتوانى في ملاحقة التحركات الإجرامية في كل جزء من أجزاء البلاد، ووفقاً للآيات القرآنية الصريحة والأحاديث المباركة وفتاوى آلاف العلماء فإن التمرد والحركات العسكرية ضد الإمارة الإسلامية والنظام الإسلامي يعتبر خروجًا وخلعًا للطاعة على أمير شرعي.

والقوات الأمنية والدفاعية ملتزمة بإيقاف ومنع من يقوم بالتحركات العسكرية ضد الإمارة الإسلامية من الأشخاص والشبكات والخلايا الشريرة.

وتوجه اللجنة الأمنية التابعة لإمارة أفغانستان الإسلامية الشكر الجزيل لجميع قواتها الأمنية والدفاعية، ونوقن بأنهم لا يدخرون جهدا في تأدية واجبهم، ونثمن تضحياتهم الكبيرة في سبيل صيانة النظام الشرعي الإسلامي وتوفير الأمن للمواطنين، نحن فخورون بكم وكذا تفتخر بكم الأمة الإسلامية المجاهدة بأكملها، نسأل الله أن يديم عزكم وشرفكم.

وفي الختام أودّ أن أتقدم نيابة عن إمارة أفغانستان الإسلامية وعن الشعب الأفغاني المجاهد بأحر التعازي بخصوص الألم المشترك والجرح العميق للأمة الإسلامية. قلما نجد نظيرا في تاريخنا المعاصر للقسوة والمجازر والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني المضطهد، وإننا لندين هذه القسوة ونستنكرها وندعو جميع الدول الإسلامية ومسلمي العالم إلى رفع أصواتهم إزاء هذا الإجرام وتلك الهمجية، کما تعتبر إمارة أفغانستان الإسلامية قضية فلسطين قضية إسلامية عربية، وإننا لنؤيد جهادهم ومقاومتهم ونتقاسم معهم هذا الألم والمصاب الجلل الذي نزل بأهلنا في غزة الحبيبة. وإلى أنصار إسرائيل دعاة حقوق الإنسان ورافعي شعارات الزيف فإن كل ما يجري في فلسطين بحق الأبرياء العزل قد كشف معاييركم المزدوجة وسياستكم الغارقة في الدناءة والنفاق، عليكم بنبذ هذه السياسات الشريرة، والابتعاد عن هذا العداء الشديد للإنسانية.