وداعاً ملا عمر !
.
.
إنّ الله وعدنا بالنّصر وأمريكا وعدتنا بالهزيمة وسيرى العالم من أصدقُ وعداً !
هذه هي الكلمة الوحيدة التي أحفظها لك
كان دوماً كلامُك قليل وفعلك كثير فلستَ عربياً مثلنا يخوض حروبه على المنابر !
كانت ميادين المعارك منبرك ويشهد الله أنك كنت خطيباً بارعاً هناك !
.
.
إياكَ أن تظن أن هذه كلمات رثاء فيك
أنت غني عن الرثاء اليوم
ولكن يحق لمن فقدك أن يرثي نفسه بعدك !
.
.
فالسلامُ عليك
السلام عليك صديق عبد الله عزام ورفيق أسامة بن لادن
السلام عليك تتهاوى روسيا تحت ضرباتك وتنبش أمريكا الأرض بحثاً عنك
السلام عليك بثيابك الرثة وإيمانك الأنيق
السلام عليك بجيوبك الفارغة وقلبك الممتلىء
السلام عليك لا يعنيك ما يدور في مجلس الأمن ولا تكترث لما يحيكونه في أروقة الأمم المتحدة
السلام عليك يجتمعون لأجلك في البيت الأبيض وتجتمع لأجلهم في كهف
السلام عليك يحشدون لك جنرالات البنتاغون وتحشد لهم جنرالات سورة الأنفال
.
.
علمتنا كثيراً يا ملا عمر
علمتنا أن الولاء والبراء الحقيقي ليس في الكتب وإنما أن لا تُسلم مسلماً لكافر ولو كلفك ذلك ملكك !
علمتنا أن التوحيد الحقيقي أن تقول لأمريكا )لا( حين يقول لها الجميع )نعم(
علمتنا أن السر ليس بالبندقية وإنما باليد التي تحملها
علمتنا أن السلطة ليس بالضرورة أن تفسد الرجال
علمتنا أن القادة الحقيقيين مكانهم في الصف الأول من المعركة
علمتنا أن الجبال بنظر الرجال متاريس
وأن السهول بنظر الرجال خنادق
وأن الأنهار بنظر الرجال كمائن
وأن الثلج عندما يسقط في هلمند وقندهار فواجب الضيافة أن تدفىء جنود النيتو بقذائفك !
.
.
آن للفارس أن يترجّل يا عمر
ذهب التعب فترجل واسترح
في الله أحببناك وفي الله فقدناك
ولا عزاء بفقدك غير أن هذا ما عشت حياتك لأجل أن تموت عليه
أدهم شرقاوي