أفغانستان في شهر نوفمبر لعام 2012م

ملحوظة: يُكتفى في هذه الكاتبة بالإشارة إلى تلك الحوادث والخسائر التي يتم بها الاعتراف من قبل العدو نفسه، أما الأرقام الدقيقة لذلك فيمكن المراجعة فيها إلى موقع الإمارة والمواقع الإخبارية الموثقة الأخرى.

شهد شهر نوفمبر الماضي عديدا من العمليات والحوادث المختلفة مثل الشهور الأخرى، فقد تحمل فيه العدو عديدا من الخسائر المالية والنفسية، كما حقق المجاهدون الأبطال فيه مجموعة من الإنجازات الموفقة، وفيما يلي ذكر لبعض تفاصيل تلك العناوين:

خسائر في الأرواح والجنود:

منذ بداية الاحتلال الصليبي لأفغانستان شهد شهر نوفمبر خسائر متعددة في أرواح القوات الداخلية والأجنبية إلا أن هذا الشهر بحكمه من الشهور الشتوية الباردة في أفغانستان تقل فيه خسائر العدو مقارنة بالشهور الصيفية ولكن مع ذلك تلقى العدو فيه خسائر فادحة تلفت  الأنظار.

فقد اعترف العدو نفسه بمصرع 17 جنديا من قوات الاحتلال في الشهر الماضي، تمثل القوات الأمريكية قدرا كبيرا من ذلك الرقم المعترف حيث يصل عددهم إلى 16 قتيلا، بينما القتيل المتبقى فإنه ينتمي إلى إحدى دول الاحتلال الصيلبية الأخرى.

يتجلى بإلقاء نظرة ممعنة على تاريخ خسائر العدو الصليبي في هذا الشهر خلال سنوات الاحتلال الماضية أن العدو

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اعترف في السنة الأولى بقتل 5 من جنوده، ثم نزل هذا الرقم في السنة القادمة إلى جندي واحد. وبقي عدد قتلاهم في السنوات الثلاثة التالية بين 7 و9 من قوات الاحتلال الصيلبي. ولقى 22 جنديا مصرعهم سنة 2007م بينما كان نصيب سنة 2008م اثني عشر 12 جنديا. وقد ارتفع عدد القتلى إلى 32 قتيلا في سنة 2009م أما في السنة التالية فإنه قد وصل إلى 58 قتيلا من قوات الاحتلال. كان العدو قبل سنة 2010م يخفى الأرقام الحقيقة للخسائر في صفوف وقد كان يعترف بالقليل، أما بعد سنة 2010م فإنه عقد العزم على أن يقلل من ذكر تلك الأرقام المعترف بها أكثر من ذي قبل وذلك من أجل رفع معنويات جنوده المنهارة. ومن ثم فإنه اعترف في سنة 2011م بمقتل 27 قتيلا، وهاهو يقلل هذا العدد في السنة الجارية إلى 17 قتيلا من قواته الصليبية. ومن الجدير بالذكر أن 30 ألفا من جنود الاحتلال قد لاذوا بالفرار من أفغانستان خلال سنة 2012م، وأخلوا عشرات من قواعدهم العسكرية ولا شك أن كل ذلك أثر في تقليل عدد قتلى الاحتلال في هذا الشهر من السنوات الأخيرة، وقد يقوم العدو الغاشم بإخلاء بعض القواعد العسكرية المتبقية في الشهور القادمة مما سيؤثر بلا شك على نزول عدد القتلى في صفوف العدو المحتل، وهذا الأمر في الحقيقة يعتبر نصرا مؤزرا للمجاهدين، ولا يدل بأي وجه على برودة الجبهات الجهادية.

وعلى كل حال فإن عدد قتلى العدو الإجمالي يصل بإضافة الأرقام المذكورة خلال سنة 2012م إلى 386 قتيلا يمثل الأمريكان من بينهم 297 بينما العدد المتبقى للصليبيين الآخرين، وهكذا يصل مجموع عدد قتلى الاحتلال الصليبي خلال سنوات الاحتلال كلها إلى 3233 قتيلا، وللأمريكان فيهم النصيب الأكبر بحيث يصل عدد قتلاهم إلى 2161، ويليهم في المركز الثاني قوات الإنجليز فإن عدد قتلاهم يصل إلى 438 جنديا، أما العدد المتبقى فإنه لقوات الاحتلال الصليبية من الدول الأخرى.

ومما يذكر هنا هو أن هذه الأرقام المذكورة هي غير ما وقع في صفوفهم من المصابين بالجروح، ومقطوعي الأعضاء، والمبتلين بالأمراض الروحية، والتي لا ينشرها العدو في المواقع والجرائد الإخبارية مخافة ارتفاع عدد الخسائر في صفوفهم.

الخسائر المالية في العدة والعتاد:

تلقى العدو الصليبي في هذا الشهر أيضا مثل الشهور الأخرى خسائر مالية فادحة إضافة إلى تلك الخسائر المذكورة، وإن لم تكن تفاصيل تلك الخسائر وجزئياتها متوفرة لدينا الآن إلا أن شعب أفغانستان المسلم يرى كل ذلك في عدة صور بشكل يومي من مثل تفجير قواعدهم وثكناتهم العسكرية، وإحراق دباباتهم الحربية، وإسقاط طائراتهم المروحية، وتحطيم عرباتهم وناقلاتهم للمواد الحربية والأجهزة القتالية.

ففي الشهر الماضي تمكن المجاهدون من إسقاط طائرتين بلاطيار، وذلك بتاريخ 2 و 28 من هذا الشهر، في مديرية محمد آغه من ولاية لوكر، ومديرية بشتون زرغون من ولاية هرات.

اعتبر العدو ذلك السقوط راجعا إلى الأسباب التكنيكية في الطائرات كالمعتاد إلا أن المنطقتين المذكورتين حاليا تحت سيطرة المجاهدين باعتراف العدو وهو الأمر الذي قد يوضح وقوع تلك الحادثة الأليمة للعدو الصليبي.

خسائر في صفوف العدو الداخلي:

لقد ارتفعت موجة الخسائر في صفوف العدو الداخلي خاصة بعد هروب أسيادهم المحتلين الأجانب من أفغانستان وإخلاء قواعدهم العسكرية لأذنابهم من القوات الأفغانية المرتزقة التي بقيت وحيدة وبلا مناصر في مقابل مجاهدي الإمارة الإسلامية الأبطال، وهذه حقيقة قد اعترف بها العدو نفسه ولا يستطيع لها رفضا ولا إنكارا.

فبتاريخ 20 نوفمبر أعلن المتحدث باسم وزارة الدفــــــــــاع

لحكومة كابل العميلة أن خسائر القوات الأفغانية العسكرية قد ارتفعت بشكل ملحوظ في هذه الآونة الأخيرة، ومن ثم فإنهم يرون أن يأتوا ببعض التغييرات على مستوى الصفوف العليا، وأن يعاد النظر في المنظومة العسكرية العليا من جديد. والخسائر في صفوف العدو الداخلي من الكثرة بحيث يستحيل الإحاطة بها ولذا ففيما يلي ذكر لبعض تلك الخسائر التي اعترف بها العدو نفسه على مستوى الولايات.

لقي قائد أمنية مديرية دند بولاية قندهار مصرعه، وذلك إثر هجوم شنه المجاهدون عليه بتاريخ 3 نوفمبر.

وشهدت ولاية نيمروز مصرع الرئيس السابق للحج والأوقاف، والرئيس الحالي للمحكمة القضائية بمنطقة زرنج. وبعد ثلاثة أيام من هذه الحادثة استهدف مجاهدو الإمارة الإسلامية نائب مدير مديرية جبرهار بولاية ننكرهار وأردوه قتيلا.

النفاذ إلى صفوف الأعداء، وإيجاد جو عدم الاعتماد والثقة:

منذ أكثر من سنتين تقريبا بدأت الإمارة الإسلامية تقوم على سياسة إنفاذ أفرادها إلى صفوف الأعداء الداخليين، وجلب عناصر الشرطة والجيش والدوائر الأمنية التابعة للدولة، ومن ثم وفقت إلى إيجاد جو عدم الثقة والاعتماد بين أفراد القوات الأجنبية والداخلية على حد سواء، ونظرا لأهمية هذه القضية فإن الإمارة الإسلامية قد شكلت لجنة خاصة لمتابعة تفاصيل هذا الأمر المهم، وهي بحمد الله تقوم على أعمالها على أحسن وجه.

ونتيجة لذلك قد أقلقت هذه السياسة الموفقة للإمارة الإسلامية إدارةَ كابل العميلة وجعلتها تواجه عديدا من المشاكل من قبل إدارتها المختلفة التي بدأت تتهم بعضها بمعاونة الإمارة الإسلامية، وقد اعترف بعض كبرائهم بوجود عناصر الإمارة داخل صفوفهم مما أوجد جوا من القلق والاضطراب الشديدين، وهو الأمر الذي رجحت به كفة المجاهدين بصورة عامة، وانهارت به عزائم القوات المحتلة الأجنبية والداخلية.

وفي خضم هذه المشاكل وبحثا عن الحلول النافعة لها قام قائد الأمنية لولاية هلمند بتاريخ 4 نوفمبر على برنامج تطهير صفوف الشرطة من عناصر المجاهدين. وعلى أساس هذا البرنامج خرج كل من كان يظن به أنه من عناصر مجاهدي الإمارة الإسلامية أو من المتعاطفين معهم أو أنهم متورطون في النشاطات التي تنفع المجاهدين بشكل عام. ومن الجدير بالذكر هنا أن هذا الأمر ليس جديدا من نوعه فقد قامت القوات الأجنبية المحتلة وأعوانها من القوات الداخلية بهذا البرنامج التطهيري  منذ عدة سنين وأنفقت في سبيل ذلك ملايين الدولارات ولكن دون جدوى، بل انقلب السحر على الساحر فما من يوم يمر إلا ويزداد نفاذ المجاهدين وعناصرهم إلى صفوف الأعداء، وأصبح الأمر في تزايد مستمر ليس له انقطاع، وفي ارتفاع متواصل ليس له توقف.

ومن جانب آخر حيث عم جو عدم الثقة وعدم الاعتماد بين عناصر إدارات كابل العميلة قامت الأجهزة الأمنية بتاريخ 4 نوفمبر لولاية قندهار بالقبض على رئيس ما يسمى بمجلس العلماء الإصلاحي، وذلك بتهمة التورط في مساعدة المجاهدين.

وبتاريخ 8 نوفمبر أعلن الرئيس العام للشرطة المركزية  في الوزارة الداخلية بكابل بأن عددا كبيرا من المخالفين -على حد قوله- قد تمكنوا من النفاذ إلى صفوف عناصر الشرطة، واختلطوا بهم اختلاطا لم يعودوا يميَّزون من عناصر الشرطة الأصليين.

الالتحاق بصفوف المجاهدين:

لقد التحق مئات الأفراد من عناصر الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية وأفراد الإدارات التابعة لحكومة كابل العميلة بصفوف المجاهدين، وذلك بعد قيام لجنة الدعوة والإرشاد وجلب الأفراد على نشاطاتها بأحسن وجه وأفضل طريقة، والتي تم تأسيسها من قبل الإمارة الإسلامية من أجل هذا الغرض النبيل.

وتظهر التقارير أن عددا كبيرا من هؤلاء الأفراد قد التحقوا في مختلف مناطق الدولة  بصفوف المجاهدين، ومعظمهم حملوا معهم العتاد والأسلحلة التي وفرتها لهم الدولة العميلة، وبالتالي سلّموها للإمارة. كما تظهر التقارير الأخرى أن عددا آخر من هؤلاء الأفراد قد استطاعوا أن يتمكنوا من الفرار بعدما قتلوا مجموعة من عناصر الشرطة والجيش وأفراد الصحوات وأن يصلوا سالمين إلى مراكز المجاهدين. ويمكن مراجعة تفاصيل هذه الأخبار في تقرير شهر نوفمبر للجنة الدعوة والإرشاد والجلب.

اضطهاد الشعب، وضحايا البلد:

لقد حمل احتلال أفغانستان في طياته على مر السنوات الماضية كالمعتاد اضطهادا وإيذاء لعامة الشعب الأعزل من قبل قوات الاحتلال الأجنبية وعبيدهم الداخليين، وما المداهمات الليلية، واقتحام البيوت، وأسر عامة الناس وسجنهم، ونهب ثرواتهم، وسلب أموالهم، وبالتالي قتل الأطفال والشيوخ والنساء وغيرها من الجرائم اللامحدودة ليس إلا هدايا هذا الاحتلال الغاشم، وتحائف ذلك الظلم المستشري في البلد بيد قوات الاحتلال الأجنبية وأجرائهم الداخليين.

وهذه السلسلة من الاضطهادات لاتزال مستمرة حتى اليوم، وتقع شهريا عشرات الحوادث من هذا النوع إلا أننا فيما يلي نقتصر على بعض تلك الحوادث الهامة:

بتاريخ 12 نوفمبر خرج جمع غفير من المديريات المختلفة لولاية ميدان وردك في تظاهرة أمام مكتب ما يسمى بمجلس الولاية وكانوا يرفعون شعارا مؤداه لا للاضطهاد، ويشتكون عن ظلم القوات المحتلة للشعب الأفغاني الأعزل. وفي الوقت نفسه كانوا يهددون بأن القوات الأجنبية المحتلة إن لم ترتدع عن هذه الأعمال الإجرامية بحق الشعب فإنهم سيضطرون إلى إيجاد حل لهذه المشكلة بأنفسهم  وحينئذ قد يقع ما لا يتوقع.

وبتاريخ 17 نوفمبر قامت قوات الاحتلال الأجنبية بقتل ثلاثة أفراد من أهالي منطقة باباجي بولاية هلمند وذلك بعدما رمى هؤلاء المجرمون قنبلة إلى داخل بيت هؤلاء الشهداء. واحتجاجا على هذا العمل البشع خرج أهل القرية في تظاهرة أمام مبنى الولاية حاملين معهم أجساد الشهداء إلا أنه لم يستجب أحد لاستغاثتهم لأنهم كانوا قد نسوا أنهم رفعوا قضيتهم إلى من لا يملكون روحا ولا شعورا إنسانيا:

لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيا

ولكن لا حياة لمن تنادي

وقبل ذلك بتاريخ 8 نوفمبر ادعت إدارة ولاية كابيسا العميلة أنهم قتلوا 24 مجاهدا في مديرية تكاب، إلا أن أهالي المنطقة قالوا إن 17 فردا من أفراد المنطقة العزل قد لقــــوا

مصرعهم بين قتيل وجريح.

وبعد أربعة أيام من هذه الحادثة قامت قوات ايساف المحتلة بقصف على مجموعة من الأطفال بمركز ولاية كنر، وقد أصيب إثر ذلك ثلاثة من هؤلاء الأطفال.

وبتاريخ 20 نوفمبر قامت قوات الصحوات والمليشات في منطقة شلكر بمديرية كيروي من ولاية غزنة على قتل إمام مسجد ومعه ثلاثة آخرون من أهل المنطقة بصورة بشعة ووحشية. وبعد مرور أسبوع على هذا الحادث وبتاريخ 28 نوفمبر أطلقت قوات الصحوات صاروخا على بيت إمام مسجد قرية كمال خيل بولاية لوكر، وفي اليوم التالي أخرجوا الإمام من المسجد وقتلوه تحت التعذيب والتنكيل.

ومثل هذه الحوادث الإجرامية من قبل الأعداء، وتلك الوقائع الشنيعة بحق الشعب الأعزل والمضطهد صارت أحاديث يومية يتناقلها القاصي والداني، ويتداولها المسافر والمقيم. وكانت سببا في استشهاد عدد كبير من أفراد هذا البلد الأبيّ الذي لا يقبل الدنية في دينه.

الكراهية والنفور:

ما من يوم يمر إلا ويزداد الشعب الأفغاني كراهية ونفورا تجاه هؤلاء المحتلين وأذنابهم الداخليين الذين آذوا الله ورسوله، واضطهدوا هذا الشعب الأعزل، ولأجل ذلك تشتد في صدورهم نار العداوة والبغضاء، وتتقوى في قلوبهم عقيدة الولاء والبراء.

وفي غالب الأحيان تظهر هذه الكراهية في شكل التظاهرات الاحتجاجية إلا أنها في بعض الأحيان  تنحو منحى آخر حيث يترجم فيه الشعب أقواله إلى أفعال وتأخذ الصورة ردا عنيفا على الأعداء المتجاوزين. فمثلا قام بتاريخ 2 نوفمبر أحد عناصر المجاهدين المتواجدة في صفوف الشرطة بمديرية كرشك من ولاية هلمند بإطلاق نار على أصحابه المتواجدين معه في الخيمة وقتل منهم أربعة على الأقل.

وفي حادثة مشابهة قام أحد عناصر الجيش المتواجد في صفوف الأعداء كردة فعل على جرائم قوات الاحتلال بإطلاق النار على القوات الإسبانية، وسقط على إثر ذلك أربعة منهم بين قتيل وجريح وذلك بتاريخ 10 نوفمبر بمديرية مَقُر بولاية بادغيس.

وفي اليوم التالي قام أحد أفراد المجاهدين الذين تمكنوا من

النفاذ إلى صفوف الأعداء بإطلاق نار على قوات الاحتلال بمديرية نادعلي بولاية هلمند، وقتل ثلاثة من القوات الإنجليزية.

عمليات الفاروق الربيعية:

رغم دخول الشتاء فإن عمليات الفاروق الربيعية مازالت مستمرة، وقد حملت في طياتها هذا الشهر أيضا مجموعة من الإنجازات الرائعة، وفيما يلي نشير إلى أهم ذلك:

بتاريخ 21 نوفمبر قام اثنان من أفراد مجاهدي الإمارة الإسلامية على عملية استشهادية استهدفت مكتب المخابرات الأمريكية المركزية (C-I-A) بمنطقة وزير أكبر خان بكابل، وقد قتل إثرها 15 جنديا من قوات العدو المشتركة، كما أصيب عدد آخر.

وكالمعتاد لم يعترف العدو بخسائر هذه الحادثة إلا أنه أعلن في اليوم التالي أن جراء عمليات أمس أصيب أحد الجنرالات العسكرية ذي الرتبة العالية، ورئيس العلاقات الدولية بوزارة الدفاع بجروح بالغة. واعترف العدو بصورة ضمنية بقتل اثنين من محافظي أحد المكاتب الموجودة في المنطقة، كما اعترف بإصابة عدد آخر من قوات الاحتلال.

وبتاريخ 23 نوفمبر قام مجاهدو الإمارة الإسلامية بعمليات قوية وموفقة على مركز ولاية ميدان وردك والتي أسفرت عن خسائر كبيرة جدا في الأرواح والعتاد، إلا أن تفاصيلها وإن لم تكن معروفة بصورة دقيقة غير أنه يقال إن ما لا يقل عن 93 شخصا سقطوا جراء هذه العملية بين قتيل وجريح والتي وقعت قرب مركز التنسيق للقوات العسكرية. وأعلن المتحدث باسم الإمارة الإسلامية أن هذه العميلة كانت انتقاما لإخواننا الشهداء الأربعة الذين تم حكم الإعدام في حقهم داخل سجن بلجرخي.

وفي عصر اليوم نفسه استهدف مجاهدو الإمارة الإسلامية مركزا مهما من مراكز قوات الاحتلال، وذلك في منطقة تورخم بولاية ننجرهار، وفي هذه العملية أيضا سقط عشرات الأفراد بين قتيل وجريح إلا أن الأرقام الدقيقة للخسائر الناتجة لهذه العملية غير متوفرة الآن بين أيدينا. وهذه العميلة أيضا كانت انتقاما لأرواح الشهداء الذين أعدموا في سجن بلجرخي بكابل.

 

إفشاء السر:

من سنة الله تعالى في الأرض أن أهل الباطل والزيف يفضحون أنفسهم بأنفسهم وهم لا يشعرون، فأحيانا يفشون أسرارهم وهم لا يدركون، فحامد كرزاي رئيس الحكومة الأفغانية العميلة أصدر أوامر في الآونة الأخيرة بأن لا توفر الأسلحة إلى حد الإمكان لأفراد الثورات الشعبية التي قامت في بعض الولايات ضد المجاهدين، وحقيقة هؤلاء الثوار الشعبيين الذين خرجوا فيما بعد إلى المجتمع تحت مسمى الصحوات والمليشيات والشرطة المحلية كانت ظهرت من قبل إلا أن بيان كرزاي في هذا الصدد كان قد كشف الستار عن الحقيقة الخافية بصورة كاملة حيث اعترف من حيث لا يشعر أن هذه الثورات تقف من وروائها الأجهزة الحكومية الموالية للقوات الأجنبية وأن الحكومة الأفغانية نفسها هي التي تدير هذا البرنامج الجديد الذي تحاول من خلاله أن يخدع الشعب مرة أخرى، ولأجل ذلك طلبت من أفرادها الموظفين في هذا الميدان أن يتجنبوا قضية توفر الأسلحة لهذه الفئة الباغية لما لها من أثر سلبي ونتائج منفية، وأن يأخذوا بأيدي هؤلاء المجرمين الفاضحين لأسيادهم الذين لطالما لعبوا بعقول الناس عن طريق وسائل الإعلام.

شهادة السيد على عبده:

لم تتورع القوات الأجنبية الصليبية ولا أذنابها من القوات الأفغانية الداخلية من ارتكاب أي نوع من أنواع الجرائم البشرية في حق البشر والإنسان خلال سنوات الاحتلال الإحدى عشرة الماضية. وإن كانت المؤسسات الكثيرة أنفقت في سبيل ما يسمى بحقوق البشر  ملايين الدولارات، إلا أن الحقيقة أنه لا اعتبار لحقوق الأطفال، ولا لحقوق النساء، ولا لحقوق الأسرى والمسجونين، بل وفوق ذلك لا اعتبار لأخلاق الحرب وما يتبعها ومن ثم فإن أجساد الشهداء دائما تكون عرضة للتحقير والإهانات.

وهذا التعامل الوحشي واللاانساني قد يحمل معه بعض الاعترافات من قبل إدارات الأعداء أنفسهم، فبعض المؤسسات القانونية والحقوقية، وربما إدارة كابل العميلة أيضا راحت تتهم أسيادها بنقض حقوق البشر وعدم مراعاة القوانين الإنسانية المتفق عليها، كما تتهمها بارتكاب جرائم الحرب البشعة، وفي المقابل تستقبل الإدارة العبيدة اتهامات مشابهة لما مضى من قبل أسيادها ومالكي لقمة عيشها، فهاهي القوات الإنجيلزية أعلنت بتاريخ 30 نوفمبر أنها ليست على استعداد أن تسلم الأسرى والمعتقلين الأفغان إلى الحكومة الأفغانية الأجيرة العميلة. وقد ذكر وزير دفاع بريطانيا في رسالة منه إلى المحكمة العليا أن الحكومة الأفغانية تتعامل مع الأسرى والمعتقلين الذين سُلّموا إليها بقسوة، وتوقع بهم ألوانا من التعذيب والتنكيل، ومن ثم فإنهم قرروا من الآن فصاعدا أن لا يسلموا أسرى الحرب لهذه الحكومة المجرمة. وقد رحبت منظمة العفو الدولية بهذا الإعلان الجريئ من قبل الحكومة البريطانية.

وقالت السيدة روز المتخصصة في القانون والحقوق بمحكمة لندن العليا: إن وزير الدفاع البريطاني كتب إلينا في رسالته بأن هناك أدلة قاطعة من الجهات الموثوق بها، ومعلومات دقيقة لا تحتمل التكذيب تدل على أن الأسرى والمعتقلين الذين تم نقلهم إلى مدينة لشكركاه بولاية هلمند يقضون حياتهم تحت وطأة التعذيب من قبل الإدارات التابعة للحكومة الأفغانية. وحسب قول السيدة روز فإن وزير الدفاع البريطاني طلب إلى المحكمة أن يتوقف برنامج تسليم الأسرى والمعتقلين إلى سجون أمن الدولة الأفغانية أيضا.

استقالة قبل النوبة القلبية:

في شهر ديسمبر من عام 2010م لم يستطع ريجارد هالبروك المبعوث الخاص لرئيس قوات الاحتلال الأمريكية أن يتحمل ضربات المجاهدين الموجعة والهادفة ولذا مات إثر نوبة قلبية، وجاء مكانه “مارك كروسمان” وأخذ مقاليد الرئاسة بيده، ولكن بعد مرور أقل من سنتين توصل إلى نتيجة مؤداها أنه إن لم يترك هذه الوظيفة بنفسه فإنه عن قريب سيودع هذه الدنيا، وعلى هذا الأساس قدم استقالته بتاريخ 28 نوفمبر، وبذلك نجّا نفسه من النوبة القلبية كما يزعم.

الإدبار والفرار من الميدان:

وأخيرا اتخذ العدو قراره الأكيد وهو الفرار والهروب من هذا البلد الذي لا يقبل الضيم، ولا يستسلم للهوان والدنية، وذلك بعدما تلقى خسائر فادحة في الأرواح والعتاد خلال سنوات الاحتلال الإحدى عشرة الماضية، كما لم يستطع أن يمكّن للحكومة القوية ذات الرسوخ، بل على عكس ذلك وجد منها مشاكل تزيده قلقا وحيرة مع أنه أنفق على هذا الأمر أموالا هائلة تستحيل أن تحصى أو تعد، ولذا لم يبق أمامه إلا هذا القرار المر.

وخلال سنة 2012م لاذت أكثر من 30 ألف جندي من قوات الاحتلال بالفرار، هاربة بحياتها المتبقية، ومازالت هذه السلسلة مستمرة لا توقف فيها.

وخلال شهر نوفمبر ليست القوات الأجنبية المحتلة هي وحدها التي اختارت طريق الهروب والفرار، وإنها شاركتها في الشعور والإحساس والإقدام أذنابها من القوات الداخلية فإن هناك حوادث كثيرة وقعت في صفوف الأعداء الداخليين، ولكننا نكتفى فيما يلي بالإشارة إلى أهم ما حدث في هذا الشهر:

بتاريخ 7 نوفمبر ترك 80 من أفراد الشرطة المحلية وظائفهم، وذلك بمديرية اراغنداب من ولاية قندهار، يخرج هذا الخبر على صفحات الإعلام والصحافة في حين أن الحكومة الأفغانية تحاول أن تخفى ضعفها واستكانتها مع وجود عناصر الشرطة المحلية، وإنشاء نظام الصحوات والمليشات. ومن جهة أخرى يترك عدد آخر وظائفهم في الشرطة المحلية بعدما يقع في اشتباك مع المجاهدين ويرى منهم بأسا كيبرا. ليس هؤلاء الذين يتركون وظائفهم ويهربون من عناصر الصحوات والشرطة المحلية ذوي المناصب النازلة بل هناك من ترك وظيفته ولاذ بالفرار من أصحاب المراتب العليا من موظفي الإدارات المختلفة. فبتاريخ 2 نوفمبر نشرت بعض وكالات الأنباء أن اثنين من موظفي أمن الدولة ذوي المناصب العالية تركا وظيفتهما وقد أرسلتهما الدولة إلى أوروبا لتلقي دورات التربية لعشرة أسابيع في ألمانيا إحدى دول الاحتلال، وكان عندهما بعد ذلك برنامج السفر إلى أمريكا إلا أنهما اختفا فجأة عن أنظار أصحابهما، وكان أحدهما مسؤول مكافحة ما يسمى بالإرهاب، أما الآخر فكان من المسؤولين في أمور أوروبا وأمريكا الأمنية.

ومع فرار العدو الداخلي نشط العدو الخارجي أيضا في برنامجه الهروبي. فبعدما أعلن بورد فيجار سولهيل وزير الحكومة النرويجية بتاريخ 14 نوفمبر أن حرب أفغانستان كان خطأ كبيرا ويجب علينا أن نعترف بالهزيمة في هذه الحرب، وبعدما طلب باربارالي أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من حكومته أن تخرج قواته العسكرية من أفغانستان قبل الموعد المعلن وذلك بتاريخ 18 نوفمبر هاهو بتاريخ 29 نوفمبر ضغط 63 عضوا من أعضاء مجلس الشيوخ في مقابل 33 رأيا مخالفا على حكومته أن تبدأ في الخروج السريع للقوات الأمريكية من أفغانستان، وألا تنتظر الجدول الزمني.

كل هذا إن كان يدل على شئ فإنه يدل على أن هناك ضغوطا شديدة من قبل المجاهدين على قوات الاحتلال حيث إن كبارهم يضطرون إلى أن يقنعوا حكوماتهم على طريق الفرار وأن يخرجوا من هذا المأزق الذي يكلفهم يوميا ملايين الدولارات التي تذهب سدى إضافة إلى الأرواح التي تزهق فيه من القوات الأمريكية.

اعتراف بالهزيمة:

لقد مرت على احتلال أفغانستان عدة سنين ولكن العدو الأجنبي الصليبي والداخلي على الرغم من الهزائم المتتالية خدع العالم عن طريق وسائل الإعلام المزيفة وأشاع في حق المجاهدين إشاعات وأكاذيب ملفقة، وحاول باستمرار أن تخفي خسائره المالية والنفسية وأن يظهر للعالم بأنه هو المنتصر المظفر. ولكن بمرور الزمن ارتفع حجم هذه الخسائر وتزايد عدد الهزائم المتتالية إلى درجة أنه لا يمكن أن يخفى ويستر ومن ثم اضطر العدو الغاشم في بعض الأحيان إلى الاعتراف بالهزيمة أيضا.

وهذه الاعترافات بالهزيمة مرات تمت بلسان الجنرالات الحربية، ومرات عن طريق الإدارات الحكومية، وتارة ثالثة عن طريق دولة من دولة الاحتلال ولكن هذه المرة أكد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما بتاريخ 12 نوفمبر على أن خروج قواته المحتلة من أفغانستان وقال: إن الحرب الأليمة والشديدة في أفغانستان على وشك الانتهاء. وبهذه الصورة يعترف اوباما بشدة هذه الحرب وقوتها ومن جانب آخر يعترف بالهزيمة القريبة.

ومن جهة أخرى نشرت أحد المواقع الالكترونية الأمريكية باسم كلوبل بوست تقريرا ذكر فيه أن ولاية لوكر سقطت بشكل كامل في يد حركة طالبان. وورد في التقرير بأن المجاهدين يتنقلون في شوارع الولاية، ويقومون بشاطاتهم دون أن تكون هناك أي موانع ولا مقاومة.