المؤتمر العالمي لتغير المناخ يطالب العالم بإصلاح ما أفسده الاحتلال في أفغانستان

بسبب تعرض أفغانستان لأضرار جسيمة نتجت عن الحروب؛ دعا المؤتمر العالمي لتغير المناخ -الذي نظمته جامعة ننجرهار الأفغانية شرق أفغانستان- العالم إلى إصلاح ما أفسده الاحتلال الروسي ثم الأمريكي وما نتج بسببهما من الحروب والصراعات التي استمرت لعقود من الزمن في أفغانستان.

وقال وزير التعليم العالي الأفغاني الشيخ ندا محمد نديم: إن أفغانستان تعرضت لأضرار جسيمة جراء التغيرات الإقليمية الطارئة، مؤكدا أن الحروب والصراعات التي استمرت عقودا قد تسببت فيها. وأشار إلى أن الاحتلال الأمريكي له الحظ الأوفر في إلحاق الضرر بالشعب الأفغاني في هذا الإطار. وأكد الوزير أن الدول الاقتصادية والصناعية الكبرى استغلت الموارد المتوفرة في الأرض لتحقيق تنميتها الاقتصادية، دون أن تأخذ في الاعتبار تدابير حماية البيئة، مما أدى إلى تعرض البشرية لكثير من الأضرار والكوارث الناجمة عن التصرفات الظالمة لتلك القوى الكبرى.

ودعا الوزير الدول الكبرى إلى تجنب الأعمال التي تؤدي إلى تلوث الهواء والبيئة وانتهاك حقوق البشرية، وذكر أنه لا بد أن تصل للعالم الصورة التي تُظهر مدى تضرر أفغانستان جراء التغيرات المناخية.

من جانبه طالب نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون السياسية المولوي عبد الكبير الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات جادة لمنع الدول الصناعية الكبرى من تصرفات تؤدي إلى كوارث وتغيرات سلبية في مجال المناخ، كما دعا إلى توسيع نطاق التركيز على صحة الشعب الأفغاني، ومكافحة الآثار الناتجة عن تغير المناخ وإعطاء حقوق الأفغان في هذا الجانب.

وأضاف المولوي عبد الكبير أن الإمارة الإسلامية وافقت على بناء سدود مائية صغيرة في كل مديرية من مديريات البلاد في جميع الولايات الأفغانية، مما يعكس التزام الحكومة الأفغانية بجانب حماية المناخ والبيئة.

وفي السياق ذاته، ذكر وزير الزراعة والري الأفغاني السيد عطاء الله عمري أن استخدام الأسلحة المختلفة خلال ٤٠ عاما من الحرب أدى أيضا إلى الإضرار بمجال المناخ، إضافة إلى أضرار أخرى، وأفاد أن جميع البشر يعيشون على كوكب واحد وإهمال منطقة واحدة سيضر العالم أجمع.

كما أكد وزير الصحة الأفغاني الدكتور عباد قلندر أن الشعب الأفغاني يعاني من أمراض عديدة جراء التغيرات المناخية وينبغي للعالم أن يسارع إلى احتواء هذه الأزمة وتقديم مساعدات عاجلة.

وأوضح وزير الإسكان والتخطيط العمراني الأفغاني الملا حمد الله نعماني أن العالم أثار في الآونة الأخيرة قضية تغير المناخ، لكن الإسلام تطرق إليها مع بدايات ظهوره، حيث قدّم لأتباعه والبشرية جمعاء توجيهات وتوصيات تحافظ على البيئة والمناخ، كما أرشد الله الإنسان إلى كيفية استخدام النعم التي أنعم بها عليه.

من جانبه دعا الكاتب والباحث الأمريكي الدكتور جوناثان نيل العالم إلى عدم إهمال الوضع في أفغانستان. وتابع قائلا: إنه من غير الملائم والمناسب أن تواجه أفغانستان بعد أربعين عاما من الحرب، مشاكل نتجت عن التغيرات الإقليمية والحروب.

وشدد الباحث الأمريكي على ضرورة مساعدة الشعب الأفغاني في هذا المجال وأكد أن ذلك من حقهم؛ لأن أفغانستان تضررت بشدة من هذه التغيرات والطوارئ.

كما أشار الأكاديمي البريطاني -يمني الأصل- الدكتور حامد الشايجي إلى أن أفغانستان تمتلك قدرات وإمكانيات عديدة ومن ثم يمكنها أن تحقق مكاسب في شتى المجالات.