برلمان أفغانستان و واقعها

برلمان أفغانستان تهب منه عاصفة لتباغت الشعب بمخططات ذات طابع احتلالي، ویسعی بشكل واضح للاستخفاف بالشعب وللاعتزاز بالاحتلال كما یسعی في البرلمان كل فرد لیقوّي حزبه مع ما فيه من الأهداف الخبیثة والمادیة الكثیر.
ولكن بعیدا عن التسابق المحموم بین الأحزاب للحاق بهذه الموجة أعني نهب الثروة من أفغانستان وبعیدا حتى‌عن الاعتراض لمجرد الاعتراض فإن التفكیر في تسمیته ووصفه (بمجلس الشعب) غیر مقبول بتاتاً؛ بل هو أشبه بوكر اللصوص اجتمعوا فیه للتخطیط في نوایا أحزابهم أو مبنی واسع زاده ألوانه الصارخة صخبا علنا ننسی إذا دخلنا فیه ما نعیشه من الواقع المریر والحرب وتنتقل ذاكرتنا تلقائیا إلی كیفیة نهب الموارد لصالحنا لكثرة موجة هذه الفكرة في البرلمان، وهذا بالطبع یجبرك أن تتجاهل من في أرضك وتتغافل عما یحدث فيها من الكوارث والحروب .
ولربما قام علماني سخیف (كرزای) یبرر لنا أن واقع حیاة الشعب كان قبل ذلك محصورا وفي حرمان عن استخدام مواهبه ومقدراته التي تدور في كل زوایا ولم تسنح لهم الفرصة في استخدامها إلا بعد أن أنقذهم الاحتلال.
هذا هو الواقع في البرلمان..!! (واقع مضلل وربما قد نجح في عملیة طمس ذاكرة كثیر من المتنورین من الجرائم التي ترتكبها الأعداء) في البرلمان شخصیات لا تستحق سوی التأسف لحالها ..!! وهدف البرلمان أصبح واضحا ومعلوما وهو ترویج الفساد في كل المجالات خلافا لما یصرح ویتغنی به العملاء.
فقد ظهر للجمیع أن الغایة أبعد من ذلك … فالمستهدف هنا القیم النبیلة التي تحلّی بها الشعب الأفغاني من أبناء وطننا والمستهدف هنا ما یجاهد علماء الدین والدعاة للتمسك به حفاظاً علی أخلاق الشعب فإن كانت تلك البرامج التي توقع علیها البرلمان لصالح الشعب الأفغاني وإن كانت ترید أن تزیح العوالق الحادثة في أفغانستان؛ فماذا نقول عن واقع البطالة وتكرس الشعب من غیر عمل؟
ماذا نقول عن ثروات كد الشعب الفقیر لها طباعه وعرق لها جبینه ثم تحولت إلی مصروف أبناء أصحاب الأحزاب دون مشقة؟
ماذا نقول عن واقع شعارات البرلمان لصالح الشعب في حین أمن اللصوص؛ وخدام الاحتلال ینعمون بوظائف من حق شباب الوطن وبعد هذا نجد البرلمانیین ینعتون المجاهدین بأنهم عالة علی مجتمعه وأنهم هم العراقیل والإرهابیین؟؟
ماذا نقول عن المخدرات ومشاكل الأحداث المتزایدة؟
ماذا نقول عن الاحتلال التي قتلت كثیراً من العائلات حتى لم یبق في الأسرة إلا ذات خدور تفترش خمارها باكیة عیناها في الطرقات ظهیرة كل یوم لعلها تجد لقمة تسد رمقها!!
فالیوم تعرف رجالا منهوكین في أرض أفغانستان یجول في الشوارع في حالة حالكة ولا یقدرون أن یقولوا شیئا من شدة الصعوبات ویتسكعون في الطرقات بحثا عن العمل ولو كان في غایة الصعوبة وقلة من الأجرة للحفاظ علی الأطفال الجیاع ..؟
ماذا نقول عن واقع المشاكل العائلیة وتفكك الأسرة بین الرمال والركام والشوارع؟
ماذا نقول عن تركیز ربة العملاء علی موارد أفغانستان وعلی أبنائنا سلوكیا واجتماعيا وثقافیا والمحاولة‌ لجلبهم نحو الصلیبیة؟.
هذا جزء من واقع أفغانستان وهناك الكثیر من الأحداث نستطیع أن نبینها في إحصائیة سریعة …
تصوروا مدی الجرائم المرتكبة في أفغانستان لو نزلت علی قریبة منكم أو علی بیئتكم أو كانت تلازمكم یومیاٰ؛ هل كنتم لا تعبئون بها شیئا؟
وإن هتافات كرزای التي یحاول أن یتبرأ بها مما یصنعه الاحتلال بمساعدة‌ العملاء لیست إلا هروب مؤقت من جرائم الاحتلال في حین الاشتراك في جرائمه وخیال سخیف مصور في تصرفات بلهاء للاحتلال.
وا أسفا علی واقعنا المر المحدد بنوایا البرلمان الخسیسة علی أوراق الأمریكان بید أناس سفهاء!
فماذا نقول عن واقع ما یتعرض له شعبنا المضطهد من حقوقهم في وطنهم تحت مس الدیمقراطیة والحریة الكاملة؟
ماذا نقول عن واقع القهر والذل والاغتصاب والقصف والدمار الشامل الذي یعایشه أبناءنا في أفغانستان؟
ماذا نقول عن واقع المرأة الأفغانية الثكلى بفقد عزیزها وأبنائها وأسرتها وربما هی تفقد حیاءها وعزتها وعفتها في سجون المحتلین؟
ماذا نقول عن مخططات العملاء التي ترید أن تبدل الرجل الأفغاني الشهم الذي هبّ آباءه لنجدة أرضه في عهد السوفيت ترید أن تبدل خصاله النبیلة بالجبن والتردد؟
ماذا نقول عن برلمان تساعد الاحتلال في تعمیق الحرمان والذل والمهانة وتدنیس الكرامة بین الشعب الأفغاني بدعایة مكافحة الإرهاب؟.
وإذا سألت العملاء كل الأسئلة المذكورة بماذا یجیبون ویعتذرون؟
فهل یمكن لنا أن نفرض علی أنفسنا واقع البرلمان وأهدافها لكي لا تغضب الاحتلال ولا تستمر علی احتلال أراضینا؟
بالله علیكم أجیبوني! أیعقل أن نقابل الاحتلال بالترحاب علی أنه أقوی منا عسكریا واقتصاديا؟ أو لیس شذرات الجهاد أقوی منه؟