رسالة مجاهد إلى المجرمين

مصعب بغلاني

 

الشريعة أو الشهادة هو شعارنا، فليعلم الأمريكان المحتلون وعملاؤهم جيدا، أن جرائمهم التي تزداد وتشتد يوما بعد يوما لن تفل عزمنا الذي هو أمضى من السيف ولن توهن إرادتنا التي لا تقهر. إن أبطال الإمارة الإسلامية يتمتعون بالدعم الكامل والشامل والمباشر والمستمر من الشعب الأبي المسلم، وقد ثبت خلال العقدين الماضيين أنهم قدموا في سبيل الله من أجل الحصول على الاستقلال والحياة الكريمة تضحيات جسيمة ولا زالوا يقدمون التضحيات الروحية والمادية، ويؤدون مسؤوليتهم الإيمانية وينجزون مهمتهم الوطنية بلا كلل وملل.

المجاهدون مستعدون لمواصلة النضال بشجاعة وبعزم قوي لطرد الغزاة المحتلين، ومستعدون لمواجهة أي نوع من العدوان بإيمان قوي وعزم متين، ولا يترددون في تقديم أي نوع من التضحية في سبيل الدفاع عن عقيدتهم وأرضهم، إن المجاهدين مستعدون لمواصلة القتال ضد المعتدين بشجاعة كاملة حتى الرمق الأخير، وحتى آخر قطرة دم، ويقارعون  المجرمين السفاكين للدماء بجدية تامة.

إن الطغاة في كل عصر جربوا إباء الأفغان وحميتهم الدينية، وسبروا غور صبرهم وجلدهم، وفشلوا في إركاع الأفغان وإخضاعهم، فلا تطمعوا بالانتصار فيما انهزم فيه من كان أشد منكم قوة وأكثر جمعا، وعليكم فقط أن تقلبوا أوراق التاريخ، واستمعوا لما يحكيه المؤرخون.

وقد أدرك الأميركيون أيضاً أنهم لا يستطيعون مقارعة الأفغان في الحرب، وهم الآن يواجهون الهزيمة المشينة وعارا تاريخياً كما واجهه أجدادهم المعنويون “الإنجليز”.

بريطانيا العظمى، التي كانت القوة العظمى في عصرها واستعمرت الكثير من البلدان الإسلامية، لم تستطع بمكرها واستفراغ قوتها أن تستعمر أفغانستان وتسيطر عليها.

إننا أحفاد أولئك الأبطال الذين مرغوا أنوف البريطانيين وعملائهم في التراب وأجبروهم على الهروب.

بعد ذلك، قام الجيش الأحمر السوفييتي، بمساعدة من عملائهم من حزبي “خلق” و”برشم”  بالعدوان السافر على أرض الأفغان آملا في الانتصار والسيطرة عليها، لكن حلم الكرملين لم يتحول إلى الحقيقة بسبب مقاومة الأفغان الجهادية البطولية والشرسة، وأخيرا آثر سبيل الفرار المخزي، وواجه الهزيمة النكراء.

وبلا شك إن الأمريكيين يدركون تماما شهامة وغيرة وإباء أبناء هذا الوطن، ولكن إن لم يكونوا على دراية تامة، فعلى عملائهم الأفغان أن يُفهموا أحباءهم وأسيادهم -مودة ونصحا- وليقولوا لهم: إن أفغانستان هي مهد الرجال ومقبرة الغزاة والإمبراطوريات.

نعم، لا ينبغي لكل قوة متجبرة وعتية في العالم أن تحاول اختبار حظها في هذه الأرض وعرين الأسود، لأن الأجانب لم يجدوا نتيجة فيها غير الهزيمة والفضيحة، وكل من استخف بهذه الأرض وأهلها وأساء النظر إليها فقد بصره عاجلا أم آجلا.

وكل أجنبي وضع رجله على هذه الأرض المجاهدة ظلما و تجبرا و طغيانا و طمعا في السيطرة عليها، انهزم بعد إدراك الشقاوة له واسوداد وجهه حاملا أمانيه المشؤومة إلى القبر.

في النهاية، يجب أن أذكركم مرة أخرى بأن جرائم الاحتلال الدموية لن تضعف عزيمتنا أبداً.