مبادرةٌ لها ميزة ورسالتان

البلوشي

 

استضافتْ وزارة خارجية إمارة أفغانستان الإسلامية في كابول بتاريخ 29 يناير في العاصمة كابل أوّل اجتماع من نوعه لمبادرة التعاون الإقليمي، حضره مبعوثون وسفراء من دول الجوار والمنطقة.

وافتتحت المبادرة بخطاب لوزير خارجية إمارة أفغانستان الإسلامية المولوي أمير خان متقي.

كان لهذه المبادرة -التي تُعدّ الأولى من نوعها تُعقد في أفغانستان بعد عقود- ميزةٌ ورسالتان؛ أما الميزة فهي أنها أول مبادرة تقيمها دولة مسلمة غير معترف بها رسميّا في الأمم المتحدة، وهذه الميزة نجاحٌ سياسي كبير يُكتب لوزارة الخارجية لإمارة أفغانستان الإسلامية، وبالتالي للإمارة الإسلامية، حيث استطاعت أن تجمع هذا العدد من السفراء والممثلين لدول المنطقة والجوار، بعيدا عن هيمنة القوى الاستعمارية والاستكبارية.

أمّا الرسالة الأولى فكانت للمجتمع الدولي، حيث أعطت الإمارة رسالة واضحة للمجتمع الدولي -من خلال هذه المبادرة- بأنّ أفغانستان آمنة ومستقرة لاجتماعات سياسية ومؤتمرات وسياحة واستثمار. وما يُروّج له من تخويفات ودعايات فلا أساس له من الصحة.

أما الرسالة الثانية -وهي الأهم- فكانت للولايات المتحدة التي زعم كبراؤها بأنهم إن وقفوا دون الاعتراف بحكومة الإمارة الإسلامية، فستظل منهارة سياسيا واقتصاديا، معزولة عن العالم، منطوية على نفسها، واقعة في الإحباط واليأس! ولكن الإمارة أعطت رسالة لهم بأنها ماضية في سيرها الطبيعي الهادئ في التعاون مع دول المنطقة والجوار، ذلك السير الذي سلكته من قبلُ دول أخرى كانت في مثل هذه الأوضاع، فتطورت وارتقت واستغنت.

والإمارة إذ نجحت اليوم في عقد هذا الاجتماع على مستوى السفراء، فإنها قادرة -بإذن الله- على أن تنجح غدا في عقد مؤتمر أهمّ وأبرز على مستوى الوزراء، مع دول وبلاد توحّدها مع أفغانستان مصالحها المشتركة.