نص خطاب المولوي أمير خانْ متقي وزير خارجية إمارة أفغانستان الإسلامية في اجتماع مبادرة التعاون الإقليمي الأفغاني

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

في البداية أرحّب بجميع السفراء وممثلي بلدان المنطقة في اجتماع مبادرة التعاون الإقليمي في أفغانستان، وآمل أن تُغتنم هذه الفرصة لإجراء مناقشات بنّاءة لتمهيد الطريق نحو تحسين وتطوير العلاقات بين أفغانستان ودول المنطقة.

أيها الحضور الكرام! إن الهدف الرئيسي لعقد اجتماع اليوم في مدينة كابول الجميلة هو مناقشة تشكيل خطاب موجّه نحو المنطقة بهدف تطوير التعاون الإقليمي، من أجل تفاعل إيجابي وبنّاء، بين أفغانستان ودول المنطقة، وآمل أن نناقش نحن وإياكم، من خلال اغتنام هذه الفرصة، تلك الظروف التي نشأت في أفغانستان بعد الاحتلال والحرب، ويمكن أنْ يجري التركيز بهدف التعاون الإقليمي على القضايا الرئيسية التالية:

– بحث سبل التفاعل والتعاون الإقليمي على أساس المصالح الإقليمية المشتركة.

– صياغة خطاب موجّه نحو المنطقة للتفاعل الإيجابي والبناء مع الحكومة الأفغانية لمحاربة التهديدات الفعلية والمتوقعة في المنطقة.

– جهود التواصل النّاعم والاتصال القوي الذي سيؤدي إلى التنمية الاقتصادية الإقليمية لصالح جميع شعوب منطقتنا.

– الإجماع على تفكيك العقوبات الأحادية المفروضة على المنطقة وأفغانستان بشكل خاص.

– احترام اختيارات بعضنا البعض فيما يتعلق بنماذج التنمية المحلية والتقليدية وأساليب الإدارة.

 

أيها السّادة الكرام! خلال فترة أقلّ من عامين ونصف من تولي إمارة أفغانستان الإسلامية زمام الأمور، كانت لدينا تفاعلات جيّدة في مجالات تنمية التجارة والعبور الإقليمية مع دول المنطقة والجيران، وهو الأمر الذي كان حلما لعقود من الزمن بسبب الحروب المفروضة وانعدام الأمن في أفغانستان.

إن انتهاء الاحتلال الذي دام ۲۰ عاماً، وانتهاء الحروب وإراقة الدماء التي دامت 45 عاماً في أفغانستان من ناحية، ثم تشكيل حكومة مركزية مستقلة، واتخاذ إمارة أفغانستان الإسلامية مبدأ التوجّه الاقتصادي في السياسة الخارجية للحكومة الأفغانية بعين الاعتبار والذي يعتمد على الارتباط الإقليمي، من ناحية أخرى؛ كل ذلك وفّر أرضية جيدة للعمل على المصالح المشتركة بالتعاون مع دول المنطقة من خلال صياغة خطاب موجه نحو المنطقة ومواصلة مكافحة التهديدات المحتملة.

أفغانستان باعتبارها بلداَ عانى من انعدام الأمن وعدم الاستقرار منذ ما يقرب من نصف قرن، لا تريد أن يعاني أي بلد في المنطقة من انعدام الأمن وعدم الاستقرار، فأمن المنطقة مهم جداً بالنسبة لإمارة أفغانستان الإسلامية، وإن إمارة أفغانستان الإسلامية مستعدة للتفاعل والتعاون مع دول المنطقة من خلال العمل المشترك القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

لقد أظهرت سياسة الحكومة الأفغانية خلال العامين ونصف العام الماضيين أن أفغانستان الجديدة تحدد مصالحها مع المنطقة وفق آليات مربحة للجانبين، وتقترح أن يرفض جميع اللاعبين منهج “التفكير بالمجموع الصفري” في التعاملات، ويتبنوا منهج “المكسب للجميع” والتعاون الاستثماري المشترك.

 

ومن المؤكد أنه ثبت خلال فترة حكم إمارة أفغانستان الإسلامية أن النظرة الإقليمية القائمة على الارتباط الاقتصادي في المنطقة تشكل إحدى الركائز الأساسية للسياسة الخارجية لإمارة أفغانستان الإسلامية.

وهذا ليس شعارا، بل نحن نعتقد أن التقدم الاقتصادي والتنمية في أفغانستان والمنطقة لديهما علاقة متسقة مع بعضهما البعض، ويتطلب هذا الارتباط الاقتصادي منّا توسيع العمل المشترك في المنطقة قدر الإمكان.

فالمطلوب في هذه المرحلة أن تبادر دول المنطقة، بالتنسيق والتعاون الإيجابي والبنّاء مع إمارة أفغانستان الإسلامية بمنع احتمال حدوث وضع غير مؤات في المنطقة، وأن تبادر أيضًا في مرحلة ما بعد الحرب إلى استغلال فرص الاتصال الإقليمي وزيادة التفاعلات ذات التوجه الإقليمي كهدف رئيسي.

إن إمارة أفغانستان الإسلامية في ظل تعاون دول المنطقة قادرة على أن تقلل من التهديدات المحتملة وأن تحقق الاستخدام الأمثل للفرص الجديدة من خلال تكوين صيغة قائمة على محورية التعامل البناء والموجه نحو التفاعل في جميع المجالات، خلافا للتفاعل غير المتسق والرافض للحوار.

أيها الحضور الكرام! أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لأوجّه رسالة صريحة لكم: إن إمارة أفغانستان الإسلامية تحترم مصالح الآخرين وخياراتهم وهياكلهم الحكومية ونماذج التنمية الخاصة بهم، وفي المقابل تتوقع من الآخرين احترام مصالح وخيارات أفغانستان ونموذج الحكم والتنمية فيها.